شارل جبور

رداً على رضوان السيد

تشكل كتابات الأستاذ رضوان السيد قيمة مضافة فعلية وحقيقية لكل قارئ أو باحث عن مقالة تزاوج بين العمق الفكري والفلسفي والديني والجرأة السياسية.

ستة عوامل تطوِّق «حزب الله»

لم يسبق أن واجه «حزب الله» منذ نشأته بقرار إيراني - سوري هذا الكم من التحديات السياسية وحتى الوجودية، ومكابرته في التعامل مع تلك التحديات لا تعني أنها غير موجودة، كما لا تخفف من وقعها عليه وثقلها، حيث بات مطوقا من جهات عدّة، على رغم اختلاف بعضها، والتي يمكن تعدادها كالآتي: أولا: الثورة السورية، لم يتوقع «حزب الله» أن تطول الحرب السورية ويتحول تدخله في القتال إلى حرب استنزاف مفتوحة، فيما كان رهانه على إنهائها سريعا، وهذا الاستنزاف يشكل عامل ضغط كبير على الحزب من داخل بيئته على رغم محاولاته تطويق آثار التململ عبر تصوير أن خروجه من سوريا يضع هذه البيئة أمام مخاطر وجودية. ولكن تداعيات قتاله في سور

«حزب الله» وعصا الاستقرار

الانفجار الذي استهدف أحد المصارف اللبنانية (بلوم بنك) يندرج في سياق الرسالة الموجهة من «حزب الله» إلى واشنطن بواسطة البريد المصرفي على خلفية العقوبات الأميركية ضد الحزب.

المزاج السني الجديد وارتداداته

أظهرت الانتخابات البلدية التي أجريت في لبنان مؤخرًا وجود تحولات داخل كل البيئات في مؤشر إلى رغبة الرأي العام اللبناني في التغيير بعدما وصلت الأمور على كل المستويات إلى حدود الانهيار، ولكن معظم تلك المؤشرات بقيت ضمن إطارها الطبيعي والمعقول باستثناء المفاجأة المدوية التي شهدتها مدينة طرابلس مع نجاح وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في إسقاط أوسع تحالف يمكن تصوره ومؤلف من رؤساء حكومات ووزراء وأحزاب وقيادات تاريخية في المدينة، وذلك في خطوة دلت على عمق التحول في المزاج السني الذي وجه رسالة سياسية واضحة المعالم بأنه ضد سياسة المساومات والتنازلات المتبعة مع «حزب الله». ولا يفيد بشيء التقليل من وقع

التوازن اللبناني والوزن المسيحي

قام لبنان على توازن مسيحي - إسلامي دقيق، وأثبتت التجارب أنه في اللحظة التي كان يختل فيها هذا التوازن، كان ينزلق لبنان إلى متاهات وحروب وعدم استقرار، والأمثلة أكثر من أن تعدّ أو تحصى، بل أظهرت التجربة أيضاً أنه بقدر ما يفقد المسيحي وزنه السياسي، بقدر ما تفقد الدولة حضورها، وبقدر ما يستعيد وزنه بقدر ما تستعيد حضورها. فالاحتلال السوري للبنان لم يمُّر إلا بعد كسر النظام السوري للإرادة المسيحية، و«حزب الله» لم يتوسع دوره إلا في غياب الدور المسيحي، وكل المحاولات الصادقة التي قام بها «المستقبل» بعد العام 2005 لاستعادة السيادة والاستقلال لم تؤت ثمارها لأسباب منها أن دور المكون المسيحي كان هامشيًا، حيث

مصير السلاح.. كمصير «النووي»

العقوبات الأميركية على «حزب الله» ذكرت بالعقوبات الأميركية - الدولية على إيران، التي حاولت بشتى الطرق والوسائل التملُّص منها، وتعاملت معها في السنوات الأولى بمكابرة موصوفة لجهة أن كل عقوبات العالم لا تؤثر عليها، وأن لديها اكتفاءً ذاتيًا، وأن الشعب الإيراني التف حول نظامه بشكل غير مسبوق، رفضا للحصار الخارجي، وأن المجتمع الدولي سيتراجع عاجلا أم آجلا عن تلك العقوبات ويرضخ للشروط الإيرانية، ولكن عندما أيقنت طهران أن محاولة شراء الوقت بالرهان على تراجع المجتمع الدولي لم تجد نفعا، وأن هذا المجتمع ليس في وارد التراجع قبل تراجعها عن مشروعها النووي، سلّمت بالشروط الدولية، سيما بعد أن وجدت نفسها أمام خي

انتخابات رئاسية قبل 2017

الانطباع السائد في لبنان أن كل الاستحقاقات في المنطقة رحلت إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، ومن بينها الأزمة السورية والاستحقاق الرئاسي اللبناني، الذي ما زال يدور في حلقة الفراغ منذ سنتين تقريبا، ولا مؤشرات إلى حلحلة على هذا المستوى؛ لأن العماد ميشال عون ليس في وارد الانسحاب من السباق الرئاسي، و«حزب الله» يتمسك بدعمه من دون أن يمارس أي ضغط أو مونة على حلفائه لانتخابه، كما لا يتراجع بالمقابل عن هذا الدعم تجنبا لخسارة تحالفه معه، والرئيس سعد الحريري لا يبدو لغاية اللحظة في وارد التخلي عن تأييد النائب سليمان فرنجية لدعم ترشيح عون. وقد تكيفت القوى السياسية مع واقع الفراغ الرئاسي في ظل شعورها بأن ت

المسيحيون اللبنانيون أول من تصدى للمشروع الإيراني

احتفل اللبنانيون في 26 أبريل (نيسان) الماضي بالذكرى الحادية عشرة لخروج الجيش السوري من لبنان، وهذا الحدث التاريخي حصل في الاتجاه المعاكس للأحداث في المنطقة، حيث إن واشنطن، وردًا على أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أسقطت نظامي «طالبان» والرئيس صدام حسين في خطوة، بمعزل عن خلفياتها، أدت إلى كسر الحاجز أمام تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وتكفي المقارنة بين الدور الإقليمي لطهران قبل عام 2003 وبعده. فإخراج الجيش السوري من لبنان شكل ضربة قوية لطهران، لأن الدور البعثي السوري كان يشكل الغطاء العربي للدور الإيراني الذي كان يتلطى بالمظلة العربية السورية لتنفيذ أجندته المذهبية في المنطقة، ومن دون تلك المظ

الحرب السورية لن تنتهي إلا برحيل الأسد

انفراط الهدنة في سوريا كان متوقعًا؛ لأن المعطيات الداخلية والخارجية لم تنضج بعد، فلا المعارضة في وارد التسليم باستمرار الرئيس السوري ولو لمرحلة انتقالية، ولا الرياض يمكن أن تتساهل في تسوية مرحلية قد تتحول إلى دائمة، ولا المجتمع الدولي على استعداد لإنهاء حكم الأسد ووضع سوريا على سكة التسوية الفعلية، ولا الرئيس السوري بطبيعة الحال في وارد التخلي عن السلطة، بل ما زال يسعى لتغيير الوقائع الميدانية في محاولة لإطالة الأمر الواقع مدعومًا من موسكو وطهران. وتبعًا لذلك، تبدو كل المفاوضات حول مستقبل الوضع السوري غير جدية ولا مجدية، كما لا مؤشرات إلى قدرة الإدارة الأميركية أو حتى رغبتها في إنهاء هذا الصر

الرياض تستنهض وتقود

يخطئ كل من يرفض قراءة الحركة السعودية على حقيقتها، لأن الخطأ في التشخيص يقود إلى خطأ في التقدير ويستتبع أخطاءً في الممارسة والتطبيق.