دنيس روس

دنيس روس

التابو في مواجهة الحقيقة... والمنطق

لا يخشى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التغيير، بل يتبناه. ويرفض التقاليد والعادات الفكرية التي لا تعكس الواقع أو تجعل من الصعب التأقلم مع ظروف جديدة وإمكانيات جديدة. ولا يوجد مكان ينطبق عليه هذا الأمر أكثر من السعودية؛ وهو مصمم على تحويل المجتمع إلى مجتمع قائم على المعرفة، ويعرف أنه من أجل فعل ذلك سيكون من الضروري إجراء تغييرات اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى. من الواضح أن نهجه في التغيير لا يقتصر على المملكة. إن سياسته الخارجية أكثر نشاطاً وجزماً من السياسات السعودية التقليدية. ولا شك في أنها تعكس استيعابه للتوسع الإيراني والتردد الأميركي في المنطقة.

خيارات ترمب بشأن الاتفاق النووي مع إيران؟

ليس هناك شك مطلقاً في الكيفية التي يرى بها الرئيس دونالد ترمب خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني. لقد وصفها بأنها أسوأ اتفاق أُبرم على الإطلاق. وصرح بأنه إذا لم يتعامل الأوروبيون مع مخاوفه بشأن الصواريخ الباليستية وتفتيش المنشآت العسكرية وبنود انتهاء الصلاحية، فسوف ينسحب من الاتفاق في مايو (أيار). وفيما يخص بنود انتهاء الصلاحية، التي تشير إلى القيود التي يفرضها الاتفاق النووي حتى عام 2030 على أجهزة الطرد المركزي الإيراني (بخصوص كل من العدد والنوع) والإنتاج المسموح لها به من المواد المخصبة، يرغب ترمب في ألا تنتهي هذه القيود بل تستمر. إن مخاوف الرئيس مشروعة.

المشكلة التي جاءتنا من الجحيم

أشار وارين كريستوفر ذات مرة إلى الحرب في البلقان باعتبارها مشكلة من الجحيم، لكن اتضح أن سوريا هي المشكلة التي أتت من الجحيم، نظراً لعدد قتلاها الذي تجاوز نصف المليون، ومشرديها الذين تجاوزوا 11 مليوناً، بين مشردين داخل البلاد ولاجئين خارجها، ولذلك فسوريا هي المأساة الإنسانية الحقيقية. وإن لم يكن الصراع معقداً إلى هذا الحد، لما وجدت الولايات المتحدة نفسها عالقة بين تركيا التي تعد حليفتها في حزب شمال الأطلسي (ناتو)، وما يسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية.

كيفية التعامل مع إيران

نجح الرئيس ترمب في الوقوف بقوة في وجه إيران وسياساتها الخطيرة في الشرق الأوسط. وعندما سعى لأن يشرح أمام الكونغرس السبب وراء اعتقاده بأن الاتفاق النووي الإيراني لا يخدم المصالح الوطنية الأميركية، تحدث ترمب ليس فقط عن البرنامج النووي، وإنما كذلك عن دعم طهران للإرهاب وسلوكها الرديء على مستوى المنطقة. وأعلن أننا سنتصدى لنشاطات طهران المزعزعة لاستقرار المنطقة، بل وجعل ذلك واحداً من الأعمدة الرئيسة التي تقوم عليها استراتيجيته تجاهها. الواقع أن هذه الاستراتيجية لا تزال خطابية فحسب في الجزء الأكبر منها.

أنشطة إيران الخبيثة وضرورة تسليط الأضواء على ما تقوم به

لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عندما لخّص الركائز التي ستوجه سياسة إدارته تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تحدث عن سلوك إيران العدواني الذي شكل تهديداً عبر الزمن، وأعلن أن الولايات المتحدة ستواجه أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة؛ إلا أنه لم يذكر كيف ستفعل إدارته ذلك. وتؤكد دراسة سريعة للأحداث ضرورة التصدي لما تقوم به إيران في المنطقة. فقد استقال سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء اللبناني بسبب مخاوف من مؤامرة اغتيال تحاك ضده. وأثناء إعلانه لقراره، اتهم الحريري إيران بزرع «الفتنة والدمار والخراب في أي مكان تحل فيه».

هل بإمكان ترمب عزل إيران من دون عزل الولايات المتحدة؟

أثار الرئيس دونالد ترمب القليل من الشكوك بشأن آرائه حول الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تفاوضت إدارة الرئيس السابق أوباما مع الإيرانيين بشأنها. وفي خطابه بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بأنه «مثير للحرج». وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، عليه أن يصادق مرة أخرى أمام الكونغرس على أن خطة العمل الشاملة المشتركة تصب في صالح الأمن القومي للولايات المتحدة. وعملية المصادقة مطلوبة ولازمة من قبل الكونغرس، وليس من قبل خطة العمل الشاملة المشتركة.

خطة ترمب في أفغانستان: التغيير أم الاستمرار؟

أقر الرئيس ترمب أخيراً استراتيجيته تجاه أفغانستان، ففي أعقاب مراجعة أقر الرئيس أنها دفعته إلى تغيير رأيه بضرورة سحب القوات الأميركية من هناك، اتخذ ترمب قراره بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. وأعلن الرئيس أننا سننتصر في أفغانستان - مهمة صعبة بالتأكيد، وبخاصة في ظل غياب اتفاق حول ما يعنيه تحديداً الانتصار في أفغانستان. في إطار محاولته رسم ملامح توجهه، أوضح الرئيس ترمب أننا لم نتخلَ عن جهود بناء الدولة داخل أفغانستان. وشرح باستفاضة كيف تختلف سياسته عن سياسة أوباما - في بعض الجوانب.

أميركا والفراغ السوري بعد «داعش»

أوضحت إدارة ترمب موقفها الثابت في أمرٍ واحد، وهو أن أولويتها في سوريا تنظيم داعش. وعلى الرغم من أنها انتقمت من نظام بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيماوية، فإن تركيزها كله على «داعش»، وليس الأسد ولا إيران في سوريا. وبالعودة إلى الحملة الرئاسية، كان الرئيس ترمب مصرّاً بالتأكيد في قوله إنه يريد العمل مع الروس في سوريا، ويبدو أن هذا ما يقود سياسته هناك. أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب سوريا، وذلك بعد الاجتماع بين الرئيسين ترمب وبوتين على هامش قمة مجموعة العشرين.

الطريق إلى السعودية الجديدة

تولى ولي العهد الجديد محمد بن سلمان مهام منصبه في المملكة العربية السعودية، وهو الأمير الذي لم تشهد المملكة شخصية مثله من قبل، فلقد كان - وما زال - يتولى مسؤوليات واسعة للغاية، مثل منصب وزير دفاع المملكة، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ المشرف الأول على الاقتصاد السعودي وجهود إصلاحه وتحديثه.

قطر وممارسة لعبتها المزدوجة

لم يظهر الشرق الأوسط أكثر اضطراباً من الوقت الحالي إلا في القليل النادر. أطلقت طائرة إيرانية من دون طيار النيران على التنف في جنوب سوريا، حيث تُجري الولايات المتحدة تدريباً لقوات محلية على قتال «داعش». وقامت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بإسقاط الطائرة.