دنيس روس

توقفوا عن المقولة الكارثية بأن مصداقية أميركا ستتراجع بعد أفغانستان

تركت سلسلة الأزمات التي شهدتها أفغانستان العديد من الأميركيين يتساءلون ما إذا كانت مصداقيتنا على الصعيد العالمي قد تعرضت لضربة قاتلة. لم تكن الولايات المتحدة، منذ سقوط سايغون والإجلاء المخزي لآخر أميركي عام 1975، عرضة لمثل هذه التساؤلات الجوهرية حول مصداقيتها، وما إذا كان الأصدقاء والحلفاء سيتمكنون مرة أخرى من الاعتماد على التزامات وتعهدات الولايات المتحدة. ومع ذلك، وقبل أن نخلص إلى نتائج حاسمة، دعونا ننظر إلى الصورة من منظور نسبي مناسب. بالتأكيد كان التدخل في فيتنام، الذي يجري الاستشهاد به كثيراً هذه الأيام، كارثة.

كيف نردع إيران عن امتلاك السلاح النووي؟

مع توقف المفاوضات إلى أن تتولى إدارة متشددة جديدة السلطة في طهران، فإن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في القريب العاجل تبدو غير مشرقة. وحتى المحادثات الناجحة قد لا تمنع قادة إيران من السعي لامتلاك أسلحة نووية. ولذلك تحتاج إدارة الرئيس جو بايدن إلى إيجاد طريقة أفضل لردعهم. لا يزال من الممكن، وربما من المحتمل أيضاً، أن تدفع الرغبة في تخفيف العقوبات الإيرانيين إلى الانضمام إلى الاتفاق، المعروف رسميا باسم «خطة العمل المشتركة الشاملة»، بمجرد أن يخلصوا إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم المزيد من التنازلات.

كيف يمكن أن تنجح سياسة بايدن بشأن إيران؟

لن تكون علاقة الولايات المتحدة بإيران سهلة أبداً، وحتى استعداد الرئيس المنتخب جو بايدن للانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم «خطة العمل المشتركة الشاملة»، لن يساعد كثيراً في هذا الصدد، فقد أوضح بايدن أن هدفه هو امتثال إيران، لكن هل الغضب من مقتل العالم النووي محسن فخري زاده والفرصة الضئيلة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو (حزيران) المقبل ستقضي على الدبلوماسية على المدى القريب؟ ربما لا، ذلك لأن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يعلم أن إيران بحاجة إلى تخفيف العقوبات، لكنه سيضغط على الولايات المتحدة للتخفيف من وطأتها قبل أن تفعل إيران أي شيء. يمكن للإيرانيين العودة إلى

حان الوقت كي يسلك الفلسطينيون نهجاً ذكياً

نعلم أن خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام التي طال انتظارها ظهرت. وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراراً بأنه سوف يرفضها حتى قبل أن يراها، ويدفع بأن إدارة ترمب منحازة وتتبنى سياسات معادية للفلسطينيين. نعم، توجد سياسات عاقبت الفلسطينيين بقطع جميع المساعدات المقدمة لهم. ونعم، من الصعب جداً رؤية أي إجراء اتخذته الإدارة حتى تاريخه يسعى إلى تناول الاحتياجات أو المخاوف الفلسطينية. ومع ذلك، لماذا يرفض استباقاً شيئاً لم يره؟ كان الرفض والتحدي في أغلب الأحيان سمة الحركة الوطنية الفلسطينية. ويُذَكّرنا الواقع الفلسطيني الحالي بأن ذلك الرفض والتحدي له ثمن. لماذا لا نرى ما في الخطة على الأقل؟

لا بديل لأميركا عن ريادة العالم

لا يؤمن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالدولية، فهو يقوم بأعمال مع العالم، ولكنه يكره المؤسسات الدولية، ولا يذكر في خطاباته أمام الأمم المتحدة فضائل المنظمة الدولية؛ بل يؤكد وجهة نظره عن العالم، ومغزاها أن كل شخص يسعى لمصلحته الوطنية الخاصة، ولأن الحرب لا تصب في مصلحة أي شخص فيمكن للسلام أن يسود. ليت العالم يعمل بهذه الطريقة. فلسوء الحظ، تنبع صراعات من المصالح والقيم المختلفة، وترفض بعض الدول وجهات فاعلة من غير الدول إعطاء الآخرين حقوقهم. فهل تقبل روسيا بحق أوكرانيا في إقامة إصلاحات والانضمام إلى أوروبا؟ وهل يقبل «حزب الله» بحق إسرائيل في الوجود؟

تخفيف حدة التوتر في المنطقة ضرورة جماعية

يبدو وكأننا نخوض في مياه مجهولة في الشرق الأوسط. إذا كانت هناك قواعد أو أعراف تقيد التصرفات التي يمكن أن تنتهجها دولة ضد جيرانها، فيبدو أنها انتهت. في الحقيقة، تجاوز استخدام إيران للميليشيات العميلة غير التابعة للدول حدود التهديدات من النوع الذي قد يستفز ردود فعل إقليمية ودولية، نظراً لكونها شديدة الخطورة. في المرحلة الراهنة، خصوصاً بعد الهجوم على بقيق، ليس من الواضح ما نوع الاعتداءات التي سوف تسفر عن ردود فعل قوية للغاية.

الخطوط العريضة لخطة ترمب للسلام

بعد العمل على وضع خطة السلام على مدار عامين ونصف العام، تشير تقارير حالية إلى أن إدارة ترمب تعتزم تقديم خطتها في المستقبل القريب. ومن المفترض أن ينتظر الإعلان عنها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية. ولكن إذا صدقت هذه التقارير، ويبدو أنها خرجت نتيجة لزيارة جاريد كوشنر إلى المنطقة، فسيكون من المخطط أن يعرض الرئيس ترمب الخطوط العريضة للخطة في كامب ديفيد على عدد من القادة العرب البارزين. في هذه المرحلة، من المحتمل أن يكون هؤلاء القادة العرب الذين من المرجح دعوتهم قلقين أكثر من كونهم متفائلين بشأن مضمون الخطة المقترحة.

إيران تخاطر بإساءة تقدير تهديدات الولايات المتحدة

تجاوزت إيران في الوقت الحالي كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب التي استطاعت تخزينها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ما يطلق عليه الاتفاق النووي الإيراني. وأعلن وزير خارجيتها جواد ظريف أنها سوف تبدأ قريباً في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 3.67 في المائة المسموح بها في الاتفاق. كما تستمر الاعتداءات التي يشنها العملاء الشيعة بانتظام متزايد ضد شركاء أميركا في المنطقة؛ حيث تعرضت السعودية لهجمات صاروخية ودرون على يد الحوثيين ضد منشآت ضخ نفطية ومطارات مدنية. ووقعت كذلك أعمال تخريبية ضد سفن، والتي إن توقفت لفترة، يجب ألا نفترض أنها انتهت. ما الذي يحدث؟

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بصفة عامة، وفي الخليج بصفة خاصة. وليس من المفاجئ أن يكون لقرار إدارة ترمب بإنهاء الإعفاءات التي تسمح لثماني دول بشراء النفط الإيراني تأثير هائل على الاقتصاد الإيراني. ومع توقعات بانخفاض صادرات النفط الإيراني إلى 500 ألف برميل يومياً، سوف تخسر الحكومة مصدراً كبيراً للدخل، في حين يعاني الاقتصاد الإيراني الآن من هبوط حاد.

أميركا والسعودية: إدراك متبادل لأهمية العلاقات

منذ اللقاء الذي جمع بين الرئيس فرانكلين روزفلت، والعاهل السعودي الملك عبد العزيز آل سعود، أقيمت علاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعكس تفاهماً حول المصالح المشتركة. ولأن من الطبيعي وقوع خلافات في وجهات النظر بين الأصدقاء، كان للبلدين نصيبهما منها، ولكنهما كانا ينظران دائماً إلى المصالح المشتركة الأعمق التي تجمعهما معاً. في أثناء الحرب الباردة، كانت للبلدين مصالح مشتركة قوية في احتواء نفوذ الاتحاد السوفياتي وتقييده في الشرق الأوسط.