أحمد شوبير

كأسك يا ميسي

انتهى المونديال... وأسدل الستار... ولكن بقيت الدروس والعبر، وما أكثرها في مونديال العرب نسخة «قطر 2022». وسبحان الله... ينتهي المونديال وقد حكمت الساحرة المستديرة على الجميع بميزان العدالة الكبير... عاقبت المستهتر... وفتحت ذراعيها بقوة للمجتهد...

المونديال... لازم نصدق الحلم

درس كبير وعظيم وملهم للغاية ساقته الأقدار إلى العرب في مونديال العرب... درس الحلم الذي تحول إلى واقع وحقيقة... درس التجسيد العملي لفكرة «احنا نقدر» بشرط نصدق أننا نقدر. منتخب المغرب لعب مباراة كبيرة جدا أمام بطل العالم وكان ندا قويا ومخيفا أجبر منافسه في فترات ليست بقليلة أثناء المباراة على التراجع إلى الخلف بل وحتى داخل منطقة دفاعه... ليس هذا فحسب ولا هي مباراة بنشوة لحظية والسلام... فقد سبقها ماراثون مغربي مثير من الجدية والندية والإصرار والقتال الكروي المشروع على الحلم المشروع من جانب أسود الأطلس... هم يلعبون الكرة... وغيرهم من المنتخبات العربية يلعب نفس الكرة...

المغرب... معجزة المونديال

ضرب منتخب المغرب كل التوقعات، وشق طريقه بكل نجاح نحو مربع الذهب في مونديال المنافسات الطاحنة والمفاجآت المدوية... لم يكن طريق المنتخب المغربي مفروشاً بالورود، فقد أطاح بقوى كروية كبرى في طريقه للتأهل إلى هذا الدور كإنجاز أول من نوعه عربياً وأفريقياً... هزم إسبانيا في دور الـ16 بعدما تخطى بلجيكا وكندا في المجموعات... ثم واجه البرتغال في ثمن النهائي، ولعب أمامه مباراة كبيرة للغاية تدخل ضمن التصنيفات الكروية التي تحظى بدرجة الامتياز دفاعاً وهجوماً وحفاظاً على المكتسبات. هنيئاً للمغرب والعرب هذا الزحف التاريخي نحو أدوار مونديالية كان يحسبها البعض علينا من ضروب الخيال البعيد... كيف لا؟

المونديال... المغرب استثناء

لا يزال المونديال يبوح بمزيد من الأسرار والمفاجآت... فرغم نشوة الصحوة العربية والأفريقية والآسيوية في مستهل المنافسات المونديالية وحالة الجرأة الكروية المشروعة التي تسلحت بها منتخبات السعودية والسنغال والكاميرون وكوريا واليابان، وهو ما كان محل إشادة وتقدير كل الخبراء والمتابعين، وأكدنا به أن هذه القوى الأفريقية والآسيوية تعيد رسم خريطة كرة القدم في العالم شيئاً فشيئاً... فإن الكرة عادت بـ«ريمونتادا» الانتصار للمنطق، واستعادت القوى الكبرى الهيمنة على بطاقات التأهل للدور الـ8 بتأهل فرنسا والبرازيل وهولندا والأرجنتين وإنجلترا وكرواتيا والبرتغال...

عجائب وغرائب المونديال

من عجائب الكرة وغرائبها الجميلة... الأرجنتين التي صعقت من الأخضر السعودي في ضربة البداية تنتفض، وهي الآن طرف في ربع النهائي، بل وتتصدر الترشيحات على المنافسة على اللقب بعدما «فاق» ميسي وقاد منتخب بلاده إلى هذه المرحلة المهمة من المنافسة بالفوز بهدفين لهدف على أستراليا، في الوقت الذي خرج فيه المنتخب السعودي من الدور الأول بعد أن كانت طموحات عشاقه قد طالت السحاب. ألمانيا المرشح الدائم للبطولة... تخرج من أصغر أبوابها... وهذه متعة الكرة... ومع الأرجنتين، انترعت هولندا بطاقة التأهل لربع النهائي بثلاثية مقابل هدف في مواجهة الولايات المتحدة...

المونديال... الورد والشوك

انطلق «أسد الأطلسي» يشق طريق التأهل بكل قوة وجدارة، يصحبه عنفوان جماهيري عاشق لا يهدأ، ومنظومة عمل تدرك أهمية العمل والتخطيط بعيداً عن العشوائية وفلسفة «الفهلوية»...

الحظ الضائع

الإثارة حاضرة في مونديال العرب... النتائج والأداء والمنافسات والمفاجآت عناوين تتصدر المشهد المونديالي بكل قوة؛ لكن تبقى ظواهر وعلامات أكثر حضوراً وأكثر قوة. * رهان تيتي العجيب في البرازيل، راهن تيتي، المدير الفني لمنتخب «السامبا» رهاناً كان من الممكن أن يجهز عليه بوصفه مدرباً؛ بل ويهدد مسيرته.

الدرس سعودي

تتوالى أيام المونديال، وتزداد عجلة المباريات سرعة، وتثبت النتائج حقيقة مهمة للغاية... مونديال 2022 هو مونديال المفاجآت... مفاجآت على مستوى النتائج فجّر أهمها المنتخب السعودي، بعرض ونتيجة تاريخيين أمام الأرجنتين المرشح الدائم بين المرشحين الكبار في كل نسخة مونديالية فوق كوكب الأرض... وما لفت النظر بشدة في مواجهة السعودية والأرجنتين هو عدم استسلام الأخضر لاسم وبراند الأرجنتين بما في ذلك ميسي.. تقدم ميسي ولم يخشَ الأخضر عواقب التجرؤ على التعادل، بل والتقدم وإحراج كتيبة ميسي تحت مرأى ومسمع من العالم كله... الأمر نفسه وبنتيجة التعادل، كان بين تونس والدنمارك...

هنا المونديال

«مونديال العرب»... الاسم الأعمق لبطولة كأس العالم النسخة القطرية العربية التي أتوقع أن تكون أفضل نسخة تاريخياً لأسباب كثيرة جداً... حجم إنفاق وتركيز وعمل على مدار أكثر من 10 سنوات. بنية تحتية. ملاعب بتصميمات مختلفة ومتنوعة. مناطق خاصة بفعاليات الجماهير. ترحيب بالجميع. ترتيب أوراق بشكل منظم ودقيق... يمنحك يقيناً بأن النسخة الحالية لكأس العالم ستكون مختلفة، بل مختلفة جداً. حفل افتتاح يتم التجهيز له من أكثر من سنة كاملة... تدريب على كل كبيرة وصغيرة. تفاصيل دقيقة ومتناغمة تعكس حجم الجهد المبذول في رسم هذه اللوحة المونديالية الفريدة.