عاطف عبد اللطيف
تجاوز إجمالي الوفيات بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة 150 ألف شخص، أمس (الأربعاء)، وهو أعلى مستوى في العالم بعد تسجيل زيادة بواقع عشرة آلاف في 11 يوماً فقط. وطبقاً لإحصاء وكالة «رويترز»، فإن هذا يُعدّ أعلى معدل زيادة في الوفيات، منذ أن ارتفعت حالات الوفاة في الولايات المتحدة من مائة ألف حالة إلى 110 آلاف في 11 يوماً، أوائل يونيو (حزيران). وأدّى ارتفاع حالات الإصابة في أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس هذا الشهر إلى الضغط على طاقة المستشفيات. وأُجبرت الولايات على التراجع عن إعادة فتح اقتصاداتها التي خضعت لإجراءات عزل عام، في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، لاحتواء تفشي الجائحة.
بينما يستمر الفيروس التاجي في الانتشار في الولايات المتحدة، طالب الرئيس دونالد ترمب حكام الولايات بالإسراع في إعادة فتح الاقتصاد، وتخفيف القيود المفروضة، بما في ذلك إعادة فتح المدارس. وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي مساء الاثنين: «نحن بحاجة إلى أن يكون جميع الأميركيين واعين بشأن أفعالهم وممارسة اليقظة الشديد.
بدأت أمس المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح ضد فيروس «كورونا»، في الولايات المتحدة. تم تطوير اللقاح الجديد من قبل شركة التكنولوجيا الحيوية «موديرنا»، بالشراكة مع المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. وستجري التجارب في حوالي 100 موقع بحثي أميركي. وقد تناول أول مريض الجرعة التجريبية الأولى، في ولاية جورجيا، أمس (الاثنين)، وفقاً لـ«موديرنا». ومن المتوقع أن يتم إجراء الاختبارات على حوالي ٣٠ ألف متطوع بالغ، وسيتم تقييم فاعلية اللقاح بعد أول جرعتين، بمعنى أنه سيصبح اللقاح فعالا إذا أظهر نتائج إيجابية في قدرته على منع ظهور أعراض الفيروس بعد تناول الشخص لأول جرعتين.
تخطت إصابات فيروس «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة، أمس، أربعة ملايين حالة، و145 ألف وفاة، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز. وتجاوز عدد الإصابات الجديدة، خلال الأسبوعين الماضيين فقط، أكثر مما سجلته البلاد خلال شهر يونيو (حزيران) بأكمله، في دليل على تسارع الوباء. وحطمت ولايات تكساس وكاليفورنيا ولويزيانا، أرقاما قياسية في أعداد المصابين وحالات الوفاة. وأوضحت الدكتورة، ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة للفيروس كورونا في البيت الأبيض، أن الارتفاع في عدد الإصابات في ولايات الغرب مرتبط بقرارات إعادة فتح الولايات في وقت مبكر.
وافقت الحكومة الأميركية على تخصيص 1.95 مليار دولار لقاء 100 مليون جرعة من لقاح ضد «كوفيد - 19» يعمل على تطويره تحالف شركتي الأدوية الأميركية العملاقة «فايزر» والألمانية «بيونتيك»، على ما أفاد المختبر الأوروبي أمس (الأربعاء). وقالت «بيونتيك» في بيان، إن الولايات المتحدة لديها خيار شراء «500 مليون جرعة إضافية»، مضيفة أن «المواطنين الأميركيين سيحصلون على اللقاح مجاناً تماشياً مع التزام حكومة الولايات المتحدة بتوفير لقاحات (كوفيد – 19) مجاناً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيستأنف المؤتمرات الصحافية حول مستجدات فيروس «كورونا»، بعد التوقف عنها في أبريل (نيسان). ومن المتوقع أن يعقد ترمب هذه الإحاطات عدة مرات في الأسبوع، ولكن ليس على أساس يومي كما كان في وقت سابق من الوباء. وتناثرت تكهنات حول الخبراء الذين سيشاركون في تلك المؤتمرات.
تحتدم حالة الجدل داخل الإدارة الأميركية، حول السبيل الأفضل لتحفيز أكبر اقتصاد في العالم. ويدور الخلاف بين مسؤولين بارزين داخل البيت الأبيض حول أهمية تقديم حزمة مساعدات مالية أخرى للمواطنين كوسيلة لتسريع تعافي الاقتصاد الأميركي من جائحة كورونا. وتنقسم الإدارة بين فريقين، أحدهما يؤيد ويطالب بضرورة الاستمرار في صرف مساعدات مالية مباشرة للأسر الأميركية، ويقود هذا الفريق وزير الخزانة، ستيفن منوتشين.
يعاني القطاع المصرفي في الولايات المتحدة من أسوأ نشاط أعمال منذ الأزمة المالية العالمية، بسبب جائحة كورونا. وأظهرت بيانات نتائج الأعمال لبعض البنوك عن تراجع حاد في الأرباح بسبب تعثر ملايين المواطنين والشركات عن سداد أقساط الديون. كما أظهرت البيانات أيضاً خسائر محتملة لثالث أكبر البنوك الأميركية، للمرة الأولى منذ الكساد العظيم عام 1933. وأعلن بنك «جيه بي مورغان تشيس»، أكبر البنوك في الولايات المتحدة، عن تراجع أرباحه بنسبة 51 في المائة في الربع الثاني من العام الحالي، وسط حالة عدم اليقين بشأن الانتعاش الاقتصادي، والوتيرة التي يمكن أن يتحقق بها.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة