جمال القصاص
تبدو فكرة التقمص مفتاحاً مهماً في رواية «حانة الست»، الصادرة حديثاً عن دار المثقف بالقاهرة للكاتب محمد بركة، فالراوي يتقمص سيرة حياة أم كلثوم ويجعلها تروي قصتها المحجوبة في إطار علاقة شبه تفاعلية معها، كما يشي عنوان الرواية، محتفظاً بمسافة مرنة بينه وبين الشخصية، توفر له متابعة الوقائع والأحداث، وما تتكشف عنه من أسرار ومفاجآت، في حياة امرأة تربعت على عرش الغناء العربي وصارت عنواناً له ورمزاً لخلوده. يراوح الراوي (الكاتب) في الحكي من وراء قناع أم كلثوم، ما بين دور المراقب المحايد الذي يوفر فضاءً آمناً للبطلة للتعبير عن بوحها واعترافاتها ولو في شكل أسئلة، بعضها يظل عصياً عن الإجابة، ثم الراوي ال
لماذا يلجأ الشاعر إلى السخرية من ذاته والتقليل من شأنها إلى حد التحقير أحياناً، هل نحن بصدد مرثية تتجاوز حدود الرثاء التقليدي، أم أنه نوع من اللعب مسكون بما هو أبعد من الفانتازيا وشطح الخيال ونوازع البوح والاعتراف، لتظل المسافة رخوة بين الذات وموضوعها، قابلة للمساءلة والحذف والبتر والإضافة أيضاً. تطل هذه الأسئلة والهواجس بقوة وتشكل مداراً للرؤية في ديوان «سيرة ذاتية لرجل حقير وتافه» للشاعر محمد سالم، الفائز بجائزة معرض القاهرة للكتاب هذا العام.
عمر في محبة الشعر والدراما عاشه الشاعر محمود نسيم وأخلص له على مدار 66 عاماً، لكن في زمن الوباء لم يكن في حسبانه أن تتحول هذه المحبة بمفارقاتها الشفيفة إلى صراع مرير بين الوجود والعدم، ليرحل عن عالمنا مساء الأربعاء الماضي متأثراً بفيروس كورونا. ولد محمود نسيم في 3 مارس (آذار) 1955 بالقاهرة، وأحب الشعر وعاشه بروح الدراما، التي كرّس لها حياته العلمية.
رحلة عطاء خصبة في حقول الأدب والمعرفة والفن والعمل الثقافي العام عاشها الدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ علم نفس الإبداع وزير الثقافة المصري الأسبق، واستطاع ببداهة البساطة وحيوية العمق أن يشكّل من خلالها علامة بارزة في الثقافة المصرية والعربية، ستظل مؤثرة وحية في الوجدان الأدبي لسنوات عديدة. أغلق الموت قوس هذه الرحلة يوم الخميس الماضي، عن عمر ناهز 68 عاماً، وبعد صراع مرير مع فيروس «كورونا»، ليخلّف رحيله صدمة قاسية في أوساط الكتاب والشعراء والفنانين، فقد كان حضوره محباً بينهم دائماً. وُلد شاكر عبد الحميد في قرية ديروط بمحافظة أسيوط بصعيد مصر في 20 يونيو (حزيران) 1952 لأسرة قروية بسيطة، وتحت مظلة و
(1) يجب أن يستريح الشاعرُ يذهب أبعدَ من القصيدة من اللغة من الشعر لا يكلم أحداً هنا أو هناك فقط يعلن تضامنه مع طائرٍ كسرتْ السماءُ لعبته وهي ترفرف فوق جناحيه كطفل! (2) في هذه السن المضطربة جداً عليّ أن أجد عيناً أخرى للحياة تمنح الأشياءَ ألفتها كأنها الشهوة الأولى الحرية الأولى السقطة الأولى ليس مهما أن يمرَ الوقتُ سريعاً أو بطيئاً أقصى ما أتمناه أن أنام مغمضَ العينين ألا يزعجني شيءٌ لم ألمسه لم أحسه لم أعشه أو أتخيله رصاصة طائشة فرتْ من جسدي.
يتسع فضاء الحكي ويتنوع عبر تخوم الماضي والحاضر ويبرز بتقاطعات سردية شيقة، كسيرة لطفولة الزمن والحياة، في رواية «الخالة أم هاني» للكاتبة ربيعة ريحان، الصادرة أخيراً عن «دار العين» بالقاهرة. تدور الرواية في فضاء شبكة من العلاقات والأنساب العائلية المحيِّرة والمعقَّدة، تلمّ شتاتها بطلتها «أم هاني» بروح من بداهة الفطرة والخبرة الحميمة المرحة، والتقاط ما وراء الملامح والصور.
يبدو سؤال الشاعر عيد صالح في ديوانه «ماذا فعلت بنا يا مارك؟» الصادر عن «دار الأدهم» بالقاهرة، وجودياً بامتياز لا يبحث عن يقين ما ولا ينتظر إجابة محددة، مسكوناً بغرابة انخفض فيها سقف الخيال المفتوح على براح المجهول، وأصبح حقيقة تمشي على الأرض بقدم عرجاء وروح مشوهة. كما ينفتح على ضجر العالم وصخبه، ويبرز كسؤال هوية مبتورة وهشة، تفتش في الانتماء عن معنى الانتماء نفسه، وفي الحرية عن معنى الحرية نفسها، وفي الفوضى عن معني آخر للجنون والهذيان. لا شيء قابلاً للصدق والكذب في الفضاء السيبراني، بل لا شيء موجوداً أصلاً.
بكلمة اعتذارية للقارئ، يدشن الشاعر أسامة مهران ديوانه الأول «حد أدنى» الذي تأخر صدوره طيلة 40 عاماً، محاولاً استعادة مناخ شعراء جيل السبعينات في مصر الذي ينتمي إليه. ويبرر ذلك بالمراجعة والفرز والتمهل والخوف من الفشل، وسط ظروف ومناكفات متشددة في قضايا الفن والواقع، لم يعد فيها «الحسن العربي» خالصاً لنفسه وزمنه وفطرته. لذلك أراد أن يتقدم إليه بأوراق اعتماد «ليست مصابة بجروح، أو معيبة بطموح، أو معنية فقط بتاريخ. كان لزاماً عليّ أن أفرز كل ما يخرج ليعيش».
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة