محمود نسيم... أحب الشعر وعاشه بروح الدراما

صاحب «عرس الرماد» يرحل بعد صراع مع «كورونا»

محمود نسيم
محمود نسيم
TT

محمود نسيم... أحب الشعر وعاشه بروح الدراما

محمود نسيم
محمود نسيم

عمر في محبة الشعر والدراما عاشه الشاعر محمود نسيم وأخلص له على مدار 66 عاماً، لكن في زمن الوباء لم يكن في حسبانه أن تتحول هذه المحبة بمفارقاتها الشفيفة إلى صراع مرير بين الوجود والعدم، ليرحل عن عالمنا مساء الأربعاء الماضي متأثراً بفيروس كورونا.
ولد محمود نسيم في 3 مارس (آذار) 1955 بالقاهرة، وأحب الشعر وعاشه بروح الدراما، التي كرّس لها حياته العلمية. فبعد دراسته للفلسفة بجامعة عين شمس 1980، شكل المسرح بعوالمه الإنسانية حقل دراساته لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، فناقش مفهوم الحداثة بأنساقها المتنوعة من خلال الطبيعة والكون والمعرفة وتأثيرها في تشكيل العقل الحديث، ودورها في دفع الحياة الخاصة والعامة للإنسان والمجتمع، وذلك من خلال تجلياتها في شتى أنماط الحياة، السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واضعاً كل ذلك في حالة من المقارنة والتجاور بين واقعها عربياً، وبين ما وصلت إليه في المجتمعات الغربية.
ومن مناطق الالتفات المهمة التي وصل إليها في هذا السياق وشكّلت خلاصة بحثه، أن الحداثة لا ترتبط بالعقل فحسب، كمعيار للاتزان بين الذات والموضوع كما نجد عند كانط، أو في التماثل بين الفرد والمجتمع كما ينادي ماركس، ورأى أن مناقشة الحداثة والوعي بها كفكرة وموضوع يحتاج إلى ما أسماه بـ«الحداثة النفسية»، التي تمكّن الفرد من مراجعة نفسه واكتساب هويته. كما ناقش في رسالته للدكتوراه، رؤيا العالم في مسرح صلاح عبد الصبور، ومحمود دياب، راصداً البنية الدلالية وجذورها الدرامية في خمس مسرحيات شعرية لعبد الصبور، وثلاثة نصوص مسرحية لدياب، سعى فيها إلى درس وتحليل مجتمع النص ونموه درامياً من خلال علاقته بالزمان والمكان والإشارات المادية والعلامات المميزة للشخصيات، مركزاً على فكرة المخلِّص وصورته، سواء في سياقها الواقعي أو التاريخي الأسطوري، وصورة الذات ورؤيتها للعالم، وذلك في سياق الوعي الممكن والوعي الفعلي بأبعاد هذه الرؤية، ومدى تأثرها بوتيرة التحولات الاجتماعية وما يطرأ على الذاكرة والوجدان العام في المجتمع.
صدرت الأطروحتان في كتابين، الأول بعنوان «فجوة الحداثة» عن أكاديمية الفنون بالقاهرة، والآخر بعنوان «المخلص والضحية... رؤيا العالم لدى محمود دياب وصلاح عبد الصبور» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. شكل الكتابان مهاداً نظرياً قوياً من خلاله تابع محمود نسيم ثمار درسه العملي على أرض الواقع، فعمل بالثقافة الجماهيرية في مجال المسرح بلجان تحكيم وقراءة النصوص. وتابع الكثير من العروض المسرحية التي تقدم في العاصمة والأقاليم، كما شارك في بعض المهرجانات المسرحية التي تقام في عدد من الدول العربية. ولم يفارق شغفه بالمسرح عمله في مجال التدريس الجامعي، سواء بأكاديمية الفنون أو بعض كليات التربية النوعية بالجامعات.
انعكست على شعره فكرة البحث عن «الزمن النفسي» التي شكلت خلاصة دراساته العلمية، وأصبحت بمثابة سلاح للذود عن النفس، وحمايتها من أمراض العصر المزمنة كالشعور بالاكتئاب والاغتراب والنسيان، وأدرك أن الشعر المغموس في نهر الحياة هو رمانة الميزان لهذه العلاقة، وأن الخيال في جوهره ابن الضمير الغائب المتخفي الذي لا يمل من التفتيش عن هذا الزمن الخاص الهارب فيما وراء الواقع والعناصر والأشياء، أما الحاضر فهو ماثل للعيان، إلى حد الصدمة والإحساس بالغثيان في أحيان كثيرة. يعزز ذلك أن العلاقة التي اختبرها نسيم درامياً ما بين المخلص والضحية تميل غالباً إلى مناوشة المضمون المباشر في سياقه السياسي والاجتماعي العام، وقلما تلتفت إليه في سياقه النفسي الخاص، وهنا يكمن دور الشعر في استنهاض الذاكرة ضد الاستلاب والنسيان، وقبل كل شيء وضع الذات في مرآتها الخاصة لتعرف كيف ترى صورتها في مرآة الآخر.. مثلما يقول في آخر دواوينه الصادرة «لاعب الخبال»، مخاطباً نفسه بضمير الآخر المخاطب «خذ ما شئت من الدنيا/ شرفات الصيف/ موسيقى الحجرة/ أصوات صباك/ رنين خطاك على درجات السلم/ ركلة كرة تتبادلها مع صبية طرقات/ عطر امرأة يتفاوح فوق رصيف ليلي».
عاش محمود نسيم الشعر بقوة الدراما، وظل هذه المسعى بوصلة الإيقاع في معظم قصائده، منذ تفجرت محبة الشعر لديه في سن مبكرة، وطغت على ثمارها الأولى نزعة نثرية، سرعان ما غادرها منحازاً إلى قصيدة التفعيلة. مولياً عالم الرؤية الاهتمام الأكبر في بناء القصيدة، وكان يرى أن «الشعر رؤيا ابنة إرادة إنسانية جامحة وطموحة»، وأن «التجريب والمغامرة من دون ذلك، سيظلان محض خبط عشواء في الفراغ».
كنت أداعبه قائلاً: نعم، الشعر كذلك، لكنه ابن إرادة ورؤيا تسعيان إلى التغيير، وأن الثبات على نقطة أو شكل هو محض مراوحة في الظل. كان يرد بثقة العارف «لا بأس يا صديقي، غامِر وجرِّب، لكن شرط أن تأتي بالجديد المدهش المكوِّن للرؤيا والإرادة معاً»، الطريف أنه أرسل لي على ماسنجر «فيسبوك» منذ نحو شهرين نصاً طويلاً له منشوراً في صحيفة «الأهالي» بعنوان «عيوب مرئية» أردفه بعبارة قصيرة «بنجرَّب... أخبارك إيه».. لفتني العنوان، قرأت النص وتأملته ملياً، لاكتشف أن التجريب يكمن في كيفية «مسرحة» النص الشعري، وكأنه منصة عرض درامي، تتلاقح عليها الأزمنة والرموز والصور والشخوص، نص مفتوح على نفسه وعلى الحياة بمحبة الدراما والشعر في مشهدية بصرية خصبة... يقول في جزء منه بعنوان «الاختيار»:
أنا مُدرِّبُ الأداءْ
في أيّ وقتٍ من نهارٍ عابرٍ
أُعلِّمُ الفتيةَ والبنات
تدرجاتِ الصوتِ في الغِناءْ
طريقةَ النطقِ، وتقطيعَ الكلامْ
وحِرفةَ التمثيلِ، والرقصِ البدائيّ
وموسيقى الجِنازاتِ، وتشكيلَ الفراغْ
من كلِّ من يأتي إلى منصةِ العرضِ
خلال صحوةِ المساءْ
أُميزُ الهِباتْ
اُفضلُ الجسمَ الخفيف
توازنَ الخطوِ، وطاقةَ الخيالْ
في مهنتي تلك،
قضيتُ أكثرَ الحياة
من مقعدٍ في ركنِ مسرحٍ
يُحيطُه وميضٌ من ظلالْ
أُتابعُ الإلقاءَ والعزفَ
ولُعبةَ المُحاكاةِ، وإيهامَ الحضور
أشرحُ من زاويتي
كيف يُجيدُ الراقصُ الخطوَ على الإيقاع
كيف يُتقنُ الممثلُ الإيحاءَ بالمشاعرِ النشوى
بلمحةٍ من السكونْ
وكيف يُوحي بالغموضْ
وكيف يلتقي الفضاءُ بالطيور
وتعرفُ الريحُ اللقاحْ
أفيضُ غائماً
كأنني أُجدِّدُ الوجود.
ترجم محمود نسيم هذه العلاقة بين الشعر والمسرح بشكل حي عبر بعض النصوص المسرحية التي كتبها، كان من أبرزها مسرحية «مرعى الغزلان»، حيث يدور الصراع في غلالة ثورية بين مجموعة من الرفاق، يحلمون بالتغيير وبغد أفضل لكنه يصاب بالعطب، تحت حمى التواطؤات العاطفية بنكهتها الأنثوية الطافرة، ويتحول في الختام إلى موال تراجيدي بين البطل والبطلة، وكأنه مرثية لذات فقدت القدرة على الفعل والحب أيضاً... عرضت المسرحية على مسرح الهناجر، وحققت نجاحاً لافتاً، وطبعت في الهيئة العامة للكتاب 1988، ونالت الجائزة الأولى للمجلس الأعلى للثقافة بمصر 1986.
في خضم كل هذا، كان لمحمود نسيم حضوره الخاص في الأنشطة والمنتديات الأدبية، فشارك في إصدار مجلة «كتابات» مع الشاعر رفعت سلام، والشاعر شعبان يوسف، ثم انضم إلى جماعة «إضاءة الشعرية»، وشارك في العدد الثامن من مجلتها «إضاءة 77»، فكان إضافة حقيقية لتجربتها.
ترجمت مختارات من شعره إلى الإنجليزية، وحصل على جائزة سعاد الصباح عن ديوانه «عرس الرماد»، 1991، وفاز بجائزة أفضل سيناريو كبار الكتاب لعام 2016 عن سيناريو «رجل الحكايات» ضمن جوائز مؤسسة ساويرس الثقافية... ومن أبرز أعماله الشعرية، «السماء وقوس البحر» 1984، و«كتابة الظل» 1995، و«لاعب الخيال» 2020.
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، الشاعر الراحل في بيان صحافي جاء فيه «إن الراحل أحد أجمل الوجوه الشعرية لجيل السبعينات»، مشيرة إلى أسلوبه المتفرد في معالجة العديد من الموضوعات التي تناولها.
لقد عاش محمود نسيم شهوة الفرح بالحياة بقلب طفل شاعر، وبصيرة صانع مشهد مسرحي يردد دائماً «الحياة تتكرر كل صباح عليك أن تكتبها بحب».



مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

نفت الحكومة المصرية، السبت، وجود عيوب في تصميم المتحف المصري الكبير، بعد تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن التصميم كان يتوقع حدوث ذلك، ويتوافق معه.

وانتشرت مقاطع فيديو لتساقط الأمطار داخل البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لتراكم المياه في البهو، مما وصفه البعض بـ«غرق البهو»، في حين تخوف آخرون من أن تضر هذه المياه بالآثار الموجودة فيه، وفي مقدمتها تمثال رمسيس الثاني.

ورد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في بيان اليوم، على هذه الانتقادات، قائلاً: «فيما أُثير بشأن تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف المصري الكبير، فإن تصميم بهو المتحف جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات في السقف بشكل هندسي، يسمح باستدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى البهو، وهو أحد العناصر الأساسية في التصميم المعماري للمتحف».

وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير عام 1992، ووُضع حجر الأساس في عام 2002؛ حيث أعلنت الدولة المصرية -وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين- مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الحالي المُقدّم من شركة «هينغهان بنغ» للمهندسين المعماريين في آيرلندا، الذي اعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات».

وأضاف بيان مجلس الوزراء أن «تسرّب كميات محدودة من مياه الأمطار إلى البهو في أثناء هطولها أمر متوافق مع التصميم ومتوقع في مثل هذا الوقت من العام».

وافتتحت مصر المتحف الكبير مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحفل ضخم حضره عديد من القادة والرؤساء. ويشهد المتحف منذ افتتاحه إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مما دفع إدارته إلى تعديل نظام الحجز فيه ليصبح إلكترونياً حصرياً.

واستبعد خبير الآثار، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أي ضرر متوقع على تمثال رمسيس الثاني، نتيجة تعرضه لمياه الأمطار، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «التمثال عمره 3200 عام، وهو مصنوع من الغرانيت، وتم اكتشافه في عام 1820، وأمر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضعه في ميدان باب الحديد (رمسيس حالياً) في عام 1955، ومن وقتها وهو معرّض لكل عوامل التعرية المختلفة، وتعرّض للأمطار سنوات طويلة، ولم تسبب أي ضرر له».

وكان الإعلامي عمرو أديب قد انتقد، خلال برنامجه «الحكاية»، الجمعة، الصمت الرسمي تجاه ما يُتداول عبر «السوشيال ميديا» من غرق المتحف المصري الكبير، مطالباً المسؤولين بتوضيح حقيقة الأمر.

وتراهن مصر على المتحف الكبير في تحقيق استراتيجيتها السياحية خلال السنوات الست المقبلة، حيث تهدف إلى استقبال نحو 30 مليون سائح بحلول عام 2031، مقابل 15 مليون سائح خلال العام الماضي.

ويضم المتحف المصري ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية تحكي حقباً مختلفة من التاريخ المصري القديم، في سيناريو عرض متحفي يعتمد أحدث التقنيات، وتوقعت تقديرات سابقة أعلنها وزير السياحة المصري، شريف فتحي، في تصريحات متلفزة، أن يزور المتحف يومياً نحو 15 ألف سائح.


«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
TT

«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

انطلقت السبت فعاليات الدورة الـ36 من «أيام قرطاج السينمائية»، والتي تحتفي بالسينما الأرمينية وتسلط الضوء عليها من خلال عروض عدة، مع التركيز على القضايا الإنسانية بالأفلام المختارة للمشاركة في المسابقة الدولية للمهرجان.

وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلماً سينمائياً ترتكز معالجاتها حول القضايا الإنسانية بشكل أساسي، من بينها الفيلم السعودي «هجرة» للمخرجة شهد أمين، والذي تدور أحداثه في المملكة عند اختفاء طفلة من جدتها، وتبدأ رحلة البحث عنها، وتتكشف خلالها العديد من الأسرار العائلية. في حين يقدم المخرج التشادي أشيل رونايمو في فيلمه «ديا» قصة «داين» السائق لدى منظمة إنسانية، والذي يقتل عن طريق الخطأ صبياً صغيراً خلال قيادة السيارة.

ومن مصر، يوجد في المسابقة فيلم «كولونيا» للمخرج محمد صيام، وتدور أحداثه حول ليلة واحدة يقضيها أب بعد خروجه من المستشفى مع ابنه، وتكون مليئة بالتوترات قبل أن يرحل في صباح اليوم التالي. في حين يوجد المخرج أبو بكر شوقي بفيلمه «القصص» الذي تدور أحداثه في ستينات القرن الماضي برحلة ترصد مسيرة تستمر عقدين حول شاب مصري تنشأ بينه وبين فتاة نمساوية علاقة صداقة عبر المراسلة بالخطابات.

الملصق الدعائي لفيلم «القصص» (الشركة المنتجة)

وتحضر القضية الفلسطينية في المسابقة الرسمية بفيلمين هما «كان ياما كان في غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر، وتدور أحداثه حول عالم الجريمة والفساد في غزة عام 2007، في حين تقدم المخرجة التونسية كوثر بن هنية فيلمها «صوت هند رجب» الذي يقدم مأساة الطفلة الفلسطينية التي قُتلت في غزة خلال الحرب، وهو العمل الذي حصد جائزة «الأسد الفضي» في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية السينمائي».

ويوجد في المسابقة فيلمان تونسيان هما «سماء بلا أرض» للمخرجة آريج السحيري، وتدور أحداثه حول 3 مهاجرات أفريقيات جمعتهن الصدفة في تونس وسط آمال بحياة أفضل، لكن أحلامهن تصطدم بصعوبات الواقع المرير، ونال الفيلم مؤخراً «النجمة الذهبية» بالنسخة الماضية من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش».

كما تنافس المخرجة التونسية آمال القلاتي بفيلمها «وين ياخدنا الريح» الذي تدور أحداثه حول «عليسة» - المتمردة - ذات التسعة عشر عاماً، و«مهدي» الشاب الخجول، ذي الثلاثة والعشرين عاماً، حيث يستعين الثنائي بخيالهما للهروب من واقعهما، وعندما يكتشفان مسابقة تتيح لهما فرصة للهروب، ينطلقان في رحلة إلى جنوب تونس، متجاوزين العقبات التي تعترض طريقهما.

ومن الأردن، تقدم المخرجة زين دريعي تجربتها «غرق»، وهو الفيلم الذي يناقش العلاقة بين أُمّ ونجلها المراهق والصدمات التي تحدث بينهما. في حين يشارك المخرج الجزائري يانيس كوسيم بفيلمه «رقية» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية». ويُعرض في المسابقة فيلم «إركالا حلم كلكامش» للمخرج محمد الدراجي، وهو العمل الذي يمزج بين الواقع والخيال في أحداثه.

يُعرض الفيلم التونسي «وين ياخدنا الريح» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

وتترأس لجنة تحكيم مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة» الكاتبة والمخرجة الفلسطينية نجوى نجار، في حين تضم في عضويتها المخرج التونسي لطفي عاشور، والكاتبة والمخرجة الرواندية كانتاراما غاهيغيري، مع المخرج والمنتج الجزائري لطفي بوشوشي، والناقد السينمائي الفرنسي جون ميشيل فرودون.

ويحتفي المهرجان هذا العام بالسينما الأرمينية التي قدمت على مدار أكثر من 100 عام العديد من الأعمال التي ترسخ الهوية الثقافية الأرمينية، وقد جرى اختيار 11 فيلماً أرمينياً للعرض ضمن فعاليات المهرجان، تنوعت ما بين الوثائقي والروائي، من بينها فيلم «أشباحي الأرمينية» للمخرجة تامارا ستيبانيان الذي شارك أخيراً في عدد من المهرجانات السينمائية.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إن «أيام قرطاج السينمائية»، رغم إمكاناته المادية المحدودة نسبياً، يظل «مهرجاناً استثنائياً» تقوده رؤية فكرية واعية قبل أي حسابات أخرى، موضحاً أن «المهرجان يُقام في توقيت تسبقه فيه ثلاثة أو أربعة مهرجانات عربية كبرى، ومع ذلك لا يدخل في سباق (العرض الأول)، بل يراهن على الاختيار الجيد».

وأضاف أن «هذا الوعي يحوّل (قرطاج) إلى ما يشبه البوتقة التي تنصهر فيها حصيلة الأفلام العربية المعروضة على مدار العام، مع منح مساحة أوسع للأفلام غير العربية، وهو ما يمنحه قوة حقيقية واستمرارية ثقافية»، مشيراً إلى أن التركيز على الجانب الإنساني لا يمكن فصله عن جوهر السينما نفسها، فـ«أهم رسالة يمكن أن تقدمها السينما هي خلق هذا النوع من التعاطف الإيجابي مع البشر ومآسيهم؛ لأن الفن الحقيقي هو القادر على دفع المُشاهد إلى الفهم والمشاركة الوجدانية، لا الاكتفاء بالمشاهدة السطحية»، على حد تعبيره.


أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
TT

أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)

تعرض الفنان المصري أحمد السقا لانتقادات على «السوشيال ميديا» عقب مقطع فيديو نشره على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، يعلن فيه دعمه لكابتن منتخب مصر، محمد صلاح، في أزمته الحالية مع نادي ليفربول الإنجليزي.

وظهر السقا في الفيديو الذي نشره وهو يتحدث بالعربية تارة، وبالإنجليزية تارة أخرى، وهو يؤكد على المكانة الكبيرة والبطولات الكثيرة التي حققها محمد صلاح مع نادي ليفربول، كما يؤكد على المأمول منه وما ينتظره الجمهور المصري من إنجازات قادمة في بطولة الأمم الأفريقية، وبطولة كأس العالم لكرة القدم، قائلاً له: «أنت فخر العرب بالفعل. اجعل ثقتك بنفسك تزيد ولا تهتز»، كما شدد على دعمه قائلاً له: «يا جبل ما يهزك ريح».

وكان محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي وكابتن المنتخب المصري، قد تعرض لأزمة مع ناديه خلال الأيام الماضية، بعد إدلائه بتصريحات يبدي فيها انزعاجه وغضبه لعدم اللعب مع ناديه ثلاث مباريات، واصفاً شعوره قائلاً: «كأنه تم الرمي بي تحت الحافلة».

واشتعلت «السوشيال ميديا» بتعليقات كثير من الداعمين والمؤيدين له، وسط تكهنات مفتوحة حول إمكانية انتقاله إلى نادٍ آخر، أو التوافق مرة أخرى مع إدارة النادي الإنجليزي ومديره الفني.

محمد صلاح (إنستغرام)

وتصدر اسم أحمد السقا «الترند» على «إكس» بمصر، السبت، عقب نشر الفيديو الداعم لمحمد صلاح، وأعاد نشره أكثر من مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، للتدليل على ما يمثله الفيديو من دعم يقدمه الفنان للَّاعب، مع وصف بعض التعليقات الفيديو بعبارات مثل: «حركة جدعنة عابرة للقارات»، بينما قال تعليق آخر: «كان الأفضل لو لم يفكر في هذا الأمر»، بينما استدعى آخرون عبارات تاريخية تعليقاً على الفيديو.

وتوالت التعليقات مع انتشار الفيديو بشكل واسع على منصات عدة. وأشار تعليق منسوب للسقا إلى أنه تم حذف الفيديو من على منصات «فيسبوك» و«إنستغرام» دون معرفة سبب ذلك، مؤكداً أنه لم يحذف الفيديو الموجَّه لليفربول.

ووصف الناقد الرياضي والخبير في «السوشيال ميديا» محمد البرمي، الفيديو، بأنه «مُحرِج بعض الشيء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يفهم التصرف وغايته من الأساس»، مشيراً إلى أن «الطريقة التي ظهر بها أحمد السقا، وطريقة الحديث، ولكنته في الإنجليزية، وتوجيه الرسالة إلى جماهير ليفربول» أثار استغرابه. وأضاف: «يمكن أن تكتب رسالة دعم لصلاح ومحبة، ولكن ما الهدف من الفيديو؟»، وتابع: «منذ البداية توقعت أنه سيتحول إلى (ترند) ساخر؛ لأن كل ما جاء في الفيديو يوحي بذلك فعلاً».

ولفت البرمي إلى أن «كثيراً من النجوم في مصر والمنطقة العربية بحاجة لفهم طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل معها، لأنها تمثل احتكاكاً مباشراً مع الجمهور». وأوضح أن أي محتوى يُنشر يصبح «مادة دسمة» للتفاعل، سواء بالسخرية أو بالتعامل الجاد. وشدد على ضرورة أنه كان يجب على السقا أن يستشير قبل إقدامه على نشر الفيديو بتلك الطريقة، مؤكداً أنه «نجم كبير يجب ألا يضع نفسه في مثل هذا الموقف».