الرحمن الشبيلي
احتفى به مجتمعه تكريمًا واحترامًا، وظلّ استحقاقًا يتجدّد، فهو في الشعر ناصية، وفي التاريخ ثبتٌ وموضوعيّة، وفي التحقيق العلمي أستاذ، وفي الوطنيّة إباء ورمز، وفي معيار البساطة مقياس لا يتغيّر، وهو المرجع المعتمد والثقة في التاريخ المعاصر للجزيرة وفي سيرة الموحّد (الملك عبد العزيز) نهل من ثلاثيّة أصيلة ؛ مدرسة ابن صالح في بلدته، وفقه شقيقه الشيخ محمد بن عثيمين، وتخصص أستاذه د.
عجيب هو تراث العلّامة حمد الجاسر، فعلى الرغم من مرور خمسة عشر عامًا على وفاته، ومن التصاق الباحثين بتراثه، فإنهم وتلامذته ومريدوه، ما زالوا يكتشفون بين فترة وأخرى مزيدًا من كتاباته ومقالاته وبحوثه، وذلك على الرغم من جهود مركز حمد الجاسر الثقافي ومكتبة الملك فهد الوطنية، في رصد ما كتبه ونشره منذ أن بدأ - وعمره ثلاثة وعشرون عامًا - يمارس الكتابة في الصحف المحلية والعربية والمطبوعات الثقافية المتخصّصة عبر نحو سبعين عامًا من عمره الذي تجاوز التسعين، فأصدرت المكتبة والمركز كشّافين يضمّان فهارس ما أمكن تتبّعه من مقالاته وبحوثه المنشورة. تضمّنت الدراسة الببليوغرافية التي أصدرتها مكتبة الملك فهد الوطن
على مدى ثلاثة أيام، كانت لمجموعة من الشوريين السعوديين الرحّالة زيارتهم الثانية لمنطقة تبوك في الشمال الغربي من السعودية، وكان يفترض أن تتعدّد الزيارات بما يليق وتاريخها الديني وعراقتها الحضارية وإمكاناتها السياحية والاقتصادية، فتبوك وتيماء، ومدْيَن التي تسمى البِدْع حاليًّا، وما حولها، تشهد على تاريخها قبل الميلاد الكتابات الثمودية وآثار قوم مدين وأصحاب الأيكة، والحضارات الآشورية والبابلية والآرامية والرومانية والمعينية والنبطية واللحيانية والعربية ثم الحضارة الإسلامية، وهي أماكن يكفيها - من آثارها ومآثرها - مضاهاتها لفلسطين وسيناء ومصر وبلاد الشام المحيطة بها، وفي أن أقدام الأنبياء موسى وهار
مفارقة محزنة، أن تقف على سدّ بيشة العملاق، أكبر السدود في شبه الجزيرة العربية، منبهرًا برؤيته، وبمنظر الجبال الشاهقة من حوله، وبتاريخ واديه وما يقوله البلدانيون والجغرافيون عن دروب القوافل العابرة والطرق المارة به، ومتذكرًا وصف أمير البيان، شكيب أرسلان، وادي بيشة البالغ طوله ما يزيد على نحو 250 كيلومترًا بأنه يمكن أن يكون سلة غذاء السعوديين، أو هكذا وصفه للملك عبد العزيز في أوائل الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي، في حين ترى الآن على بُعد أمتار من السدّ الأشجار ونخيل الأهالي وهي تموت واقفة، عطشى، لم تذق طعم الماء منذ سنوات، تذكّر حالها بوصف القرآن الكريم «أعجاز نخل خاوية». سد الملك فهد (30
تسعى هذه الصفحات لاكتشاف السمات الفكرية في شخصية الملك سلمان بن عبد العزيز وتكوينه، باعتبارها مؤهّلات نوعيّة مُضافة في القدرات القيادية المُميّزة التي ينفرد بها القليل من الزعامات.
بدأت فكرة هذا الموضوع قبل نحو خمسة عشر عامًا، في فعالية ثقافية أُقيمت في موسكو بمناسبة مرور سبعين عامًا على زيارة الأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز وزير الخارجية السعودي آنذاك إلى الاتحاد السوفياتي وبعض دول أوروبا، والتي قام بها قُبيل إعلان توحيد السعودية (1932) وبعد ثلاث سنوات من تعيينه وزيرا للخارجية في عهد والده المؤسس الملك عبد العزيز، وهذا الموضوع - الذي يحصره العنوان بإطار زمني محدد وهو مطلع القرن العشرين المنصرم، وبإطار مكاني يسمى جغرافيًا روسيا الاتحادية حاليًا - قد يُحلّق متجاوزًا حدّيه الزماني والمكاني، حيث يصعب الالتزام بدقة ببداية القرن الماضي في مثل هذا الموضوع، كما يصعب التفريق ب
ما من شخصيّة معاصرة يستعيد السعوديون أسطورة دهائها ومناوراتها السياسية وما حالف خطواتها التوحيدية من حظّ وتوفيق، مثل شخصيّة مؤسس الدولة (الملك عبد العزيز 1883 - 1953) الذي كافح ثلاثة وخمسين عامًا من أجل توحيد بلاده، قضى نصفها في كرّ وفرّ، والنصف الثاني في بناء وتنظيم، واكتسب أبناؤه الستة والثلاثون معرفة وافية بتاريخه، وبالأحداث التي مرّت بالدولة منذ قيامها قبل ثلاثة قرون، والمراحل الثلاث التي اجتازتها، يضيفون إلى ذلك معرفة بجغرافيا الجزيرة العربية وبحاضرتها وباديتها وبموروثها من الشعر النبطي وبالتقاليد العربية، وحذقًا بمهارة القنص والفروسية ورقصة الحرب المتوارثة (العرضة) وهي مهارات تُـكتسب من
يُذكر اسمُه في المجتمع السعودي مقترنًا في الأذهان بمسألتين، الأولى كيف حوّل الملك عبد العزيز انتماء الدبّاغ من جانب المعارضة التي خرجت على النظام الجديد، بعد ضمّ مملكة الحجاز إلى الحكم السعودي في منتصف العشرينات من القرن الماضي، بنقله - كما سيأتي - من معارض سياسي مهاجر إلى مشارك إيجابي فاعل في صناعة القرار في حقبة التأسيس تلك. الثانية: أنه كما سيأتي أيضا - وبما له من خلفية تربويّة سابقة في مكة المكرمة وفي حضرموت وفي جزر إندونيسيا - كان من أفضل من تولّى حقيبة التعليم في العهد السعودي، قبل إنشاء وزارة المعارف عام 1953. نالت سيرته قدرًا جيّدًا من الإنصاف من جانب المؤلّفين، وورد ذكره كثيرًا في معظ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة