إنها الرواية الأطول في العالم بعدد كلمات تتجاوز المليون، ومن أعظم أعمال القرن العشرين بإجماع النقاد، من حيث القيمة الأدبية وجمال الأسلوب وعمق التحليل، إلا أن رواية «البحث عن الزمن المفقود» كادت ألا ترى النور بسبب رفضها من قبل الناشرين، واعتراضهم على نشر الجزء الأول منها: «جانب منزل سوان». بدأ مارسيل بروست الكتابة في عمله الضخم «البحث عن الزمن المفقود» عام 1908، وظل معتكفاً في غرفة والدته المتوفية يمضي كل وقته في الكتابة إلى أن انتهى من الجزء الأول «جانب منزل سوان» عام 1911.
هل يمكن أن يصبح الواقع المعاش أكثر خصوبة من خيال كاتب مبدع؟ وهل وصلنا لمرحلة أصبح فيها القارئ أكثر تعطشاً للأدب الذي يرسم تراجيديا الواقع على حساب أوهام الخيال؟ السؤال مطروح على ضوء ما يُلاحظ في المشهد الأدبي الفرنسي من انتعاش جديد لأدب الواقع، وعودة قوية للرواية الفنية الوثائقية التي تجد في حوادث الإجرام أرضاً خصبة لأعمال أدبية قيمة تحصد الجوائز الأدبية وتلقى استحسان النقاد. الظاهرة ليست جديدة، فاعتماد الكتاب على «الحوادث» كمادة خام لأعمالهم الروائية تعود للأدب الكلاسيكي.
لا أحد ينكر فضل الجوائز الأدبية في تشجيع الإبداع الأدبي، ودعم المؤلفات والترويج لها، والأهم من ذلك تنبيه القراء إلى أعمال قد لا ينتبهون لها. لكن الحصول عليها لا يعني بالضرورة الشهرة والمجد لأصحابها، فقد تصبح الجائزة الأدبية لعنة تلاحق الكاتب، فتقلب حياته رأساً على عقب، وتشوش سيل إلهامه، حتى يصبح مجرد ذكر اسمها بداية شريط من الذكريات المؤلمة. وهنا، نتناول «لعنة» أهم هذه الجوائز الفرنسية وأعرقها (الغونكور) التي تمنح «لأفضل الأعمال الأدبية، من حيث جدة الموضوع، وشجاعة الفكر والشكل». - لعنة غونكور أصيب بالكآبة، وتوقف عن الكتابة لمدة 15 سنة، وتمنى لو لم يمنح تلك الجائزة الأدبية العريقة...
من يصدق أن يأتي على الشعر عهد تسجّل فيه دواوينه أعلى المبيعات، ويستضاف أصحابه في أكبر المحافل الأدبية، قد يبدو الأمر مستحيلاً في زمن فقد فيه «أنبل الفنون» كل بريقه، لكن بعض المؤشرات تدل على أن انتعاش الشعر قد يتحقق بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. روبي كور، ونيرة وحييد، وإرزا دالاي وارد، ولانغ ليف أوروبرت، وأم. دراك، أسماء قد لا تعني للبعض شيئاً، لكن هذه الشخصيات اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي، بالأخّص «إنستغرام» و«تملبر»، منطلقاً لها لنشر أعمال شعرية لاقت رواجاً شعبياً واسعاً، وأصبحت موضع اهتمام أكبر دور النشر الغربية.
- اكتشاف الكاتب المحب يعني التعرف عليه في محيطه العائلي وكأننا ندخل غرفته دون أن نختلط به ودون أن نسيء لوضعه. لماذا تثير المراسلات الخاصّة التي كان يتبادلها رجال الأدب والفن اهتمام القراء؟ ألقيمتها الأدبية والفنية؟ أم لأنها وثائق مهمة تؤرخ للأحداث التي عايشوها في فترة ما من حياتهم؟ أم هو مجرد فضول إنساني يدفع العام والخاص للتعرف على جوانب مجهولة من شخصياتهم لم تكشفها كتاباتهم؟ - «بعيداً عنك، كنت أعتقد أنني سأعيش بصعوبة... خطأ... بعيداً عنك أنا لا أعرف العيش بتاتا... إذا خيرت بين العالم وبينك، فسأختارك أنت، أنت بدل الحياة والسماء».
إذا كانت المؤسسات العمومية اليوم عاجزة عن رعاية المثقف ودعم أعماله وإبداعاته بسبب سياسات التقشف والأزمات، فإن المال الخاص حاضر لتشجيع الثقافة وتمويل مشاريعها ومعالمها ومتاحفها. الحل وُجد في كلمتين «رعاية الثقافة».
كامو وسارتر، غارسيا ماركيز وفرغاس لوزا، هوغو وسانت بوف... كلهم اختلفوا لأسباب آيديولوجية وشخصية ليتحولوا من أعزّ الأصدقاء إلى ألد الأعداء. قصّص خلافاتهم أخذت أبعاداً كبيرة ورسائل الهجوم والنقد اللاذع التي تبادلوها عبر السنين أثارت اهتمام الصحافة المختّصة وأسالت لعاب الناشرين. في مؤلّفهما «قصّة أحقاد الكتُاب من شاتوبريان إلى بروست» (دار نشر فلماريون) يصف إتيان كارنو وآن بوكل مشاعر الحقد والغيرة التي ميزت العلاقات المضطربة بين بعض الكتاب بأنها جزء لا يتجزأ من وضعهم كرجال أدب وكأنها قانون سماوي.
للسنة الثامنة على التوالي، يتصدر الروائي الفرنسي غيوم موسو قائمة الروائيين الأكثر مبيعاً في فرنسا، بينما يدخل ميشال ويلبك عام 2019 وروايته الجديدة «سيروتين» القائمة. فبالاشتراك مع معهد «جي أف كا» نشرت صحيفة «الفيغارو» تقريرها السنوي عن الكتّاب الأكثر رواجاً لعام 2018.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة