3 أسباب رفعت أسعار النفط فوق مستوى 55 دولارًا

الأسواق شهدت ارتفاعات منذ بداية العام

أغلقت أسعار النفط عام 2016 على نسبة ارتفاع لم تشهدها منذ 2009 (رويترز)
أغلقت أسعار النفط عام 2016 على نسبة ارتفاع لم تشهدها منذ 2009 (رويترز)
TT

3 أسباب رفعت أسعار النفط فوق مستوى 55 دولارًا

أغلقت أسعار النفط عام 2016 على نسبة ارتفاع لم تشهدها منذ 2009 (رويترز)
أغلقت أسعار النفط عام 2016 على نسبة ارتفاع لم تشهدها منذ 2009 (رويترز)

سجلت أسواق النفط بعد عودتها للعمل يوم الثلاثاء من إجازات رأس السنة الميلادية. وفي أول أيام التداول لهذا العام، ارتفاعات لم تشهدها منذ 18 شهرًا.
وكان العام الماضي عاما جيدا لأسعار النفط رغم البداية السيئة له، بعكس البداية القوية للعام الحالي. وأقفلت أسعار النفط عام 2016 على نسبة ارتفاع لم تشهدها منذ عام 2009، كما أن برنت سجل أول ارتفاع له خلال الأربع سنوات الماضية بعد تسجيله نسبة 52 في المائة.
وبالأمس تداول المتعاملون في السوق في لندن العقود الآجلة لنفط القياس الشهير برنت عند مستوى فوق 55 دولارًا، فيما تداول المتعاملون في نيويورك خام غرب تكساس الوسيط عند 52 دولارًا. ولكن ما الذي دفع أسعار النفط للصعود بهذا الشكل خلال اليومين الماضيين؟
أولاً: تخفيضات المنتجين: تلقت أسعار النفط دعمًا كبيرًا من إعلان الكويت وعمان عن بدئهما في الالتزام بالاتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين خارجها لتخليص أسواق النفط من 1.8 مليون برميل يوميا خلال الستة الأشهر الأولى من العام الحالي.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» بالأمس أن مؤسسة البترول الكويتية المملوكة للدولة قالت إن الكويت ملتزمة بخفض إنتاج النفط الذي اتفقت عليه أوبك في اجتماع عقد بفيينا في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقالت المؤسسة في بيان إنها «أتمت الاتفاق مع عملائها لخفض كميات الصادرات من شحنات النفط الخام الكويتي ليس فقط لشهر يناير (كانون الثاني) الحالي وإنما حتى نهاية الربع الأول من هذا العام».
وبموجب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في فيينا في 30 نوفمبر لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا تقلص الكويت إنتاجها بمقدار 131 ألف برميل يوميا.
وقبلها بيوم قالت وزارة النفط العُمانية في بيان لها، إن عُمان شرعت فعليا في خفض إنتاجها اليومي من النفط بواقع 45 ألف برميل. وأوضحت الوزارة، في بيان عبر حسابها الرسمي على «تويتر»، أن الخفض في معدلات الإنتاج يأتي التزاما من الدولة بالاتفاق المعلن بين منتجي النفط من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك؛ بهدف تقليص الإنتاج، وإعادة التوازن لأسعار النفط.
وأشارت في بيانها إلى أن الدولة أبلغت زبائنها بخفض الكميات التعاقدية وفق عقود محددة المدة بنسبة تقارب الـ5 في المائة، وأن إنتاجها من النفط سيتقلص إلى 970 ألف برميل يوميا، مقابل ما يفوق المليون برميل يوميا خلال الفترة الماضية.
ثانيًا: التوقعات بانخفاض المخزون الأميركي: ارتفعت أسعار النفط بالأمس أيضًا بدعم من توقعات بانخفاض مخزونات الخام الأميركية إلى جانب علامات على أن منتجي النفط مستعدون للالتزام باتفاق خفض الإنتاج الذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع. وأظهر مسح أجرته وكالة «بلومبيرغ» أن السوق تتوقع انخفاض المخزون التجاري الأميركي بنحو 2.25 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وقال بيارنه شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى (إس.إي.بي ماركتس) في أوسلو لوكالة «رويترز»: «ارتفاع الأسهم ومكاسب المعادن الصناعية صباح اليوم إلى جانب التوقعات بأن مخزونات الخام الأميركية ستشهد انخفاضا... كلها عوامل أسهمت في دفع خام برنت لتحقيق مكاسب طفيفة صباح اليوم».
ثالثًا: تراجع الدولار: انخفاض الدولار من أعلى مستوياته في 14 عاما أدى ذلك لارتفاع الطلب على النفط، والذهب الذي شهد زيادة الطلب الفعلي عليه من المستهلكين الرئيسيين الصين والهند.
وهبط مؤشر الدولار من أعلى مستوى له منذ أواخر 2002 والذي سجله بعد أن فاقت بيانات قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة التوقعات يوم الثلاثاء؛ ويؤدي تراجع الدولار إلى زيادة الطلب على السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية؛ إذ يجعلها أرخص ثمنا لحائزي العملات الأخرى.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.