التهاب الأغشية الوترية في اليد قد يتسبب في إعاقة الحركة

يصعب تشخيصه أحيانًا بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى

التهاب الأغشية الوترية في اليد قد يتسبب في إعاقة الحركة
TT

التهاب الأغشية الوترية في اليد قد يتسبب في إعاقة الحركة

التهاب الأغشية الوترية في اليد قد يتسبب في إعاقة الحركة

تتكون اليد من مجموعة من العُظيمات الصغيرة وعددها 8 يتكون منها الرسغ، ومجموعة أخرى طويلة الشكل تتكون منها الأصابع وتسمى السلاميات، إضافة إلى عضلات صغيرة وأوتار وأربطة (تحمي السلاميات وتساعدها في الحركة) وشبكة من الأوعية الدموية والأعصاب التي تغذي هذه المنطقة المهمة والحساسة من الجسم. وتربط الأوتار العضلات بعضها بعضًا، وتقوم بتنظيم حركة هذه العضلات (تحريك أصابع اليد)، وتعطيها مزيدًا من القوة والمتانة، وتحميها من أي إصابات أو صدمات.

أغشية الأوتار

يغلف هذه الأوتار غشاء رقيق، يقوم بحمايتها وتسهيل حركتها. ويتعرض هذا الغشاء، كغيره من أجزاء اليد، للإصابات والالتهابات لأسباب مختلفة قد تتسبب في إعاقة حركة اليد. فما نوع هذه الإصابات؟ وكيف تحدث؟ وما أعراضها؟ وما مضاعفاتها إن لم تتم معالجتها بطريقة صحيحة؟
التقت «صحتك» الدكتور وليد صالح العديني، استشاري جراحة العظام وتخصص دقيق في جراحة اليد، للإجابة على هذه المجموعة من الأسئلة وإيضاح أهمية هذا النوع من التهابات اليد، التي تعرف طبيًا بالتهاب الأغشية الوترية لليد.
بداية أوضح د. العديني أن الغشاء الوتري لليد هو غشاء رقيق جدًا مغلف لأوتار اليد ويمتد في اليد للأوتار القابضة من منتصف منطقة الكف إلى مفصل السلامية الأخيرة لأصابع السبابة والوسطى والخاتم، ما عدا الإبهام والإصبع الصغير. ويكون الغشاء المغلف للأوتار متساويًا في الامتداد مع الغشاء السينوفي الكعبري والزندي للذراع.

أسباب التهاب الأغشية

أوضح د. العديني أن التهاب الأغشية المغلفة للأوتار يسمى بـ«الالتهاب السينوفي البكتيري» (Suppurative Tenosynovitis) لأغشية الأوتار. ويعتبر هذا النوع من الالتهابات خطيرًا إذا ما حدث، حيث يتسبب في تيبس المفاصل وإعاقة حركة الأصابع لليد المصابة في حالة إهمال العلاج. يحصل هذا النوع من الالتهاب، عادةً، نتيجة الإصابة بأدوات ثاقبة للأصابع التي تكون ملوثة بأنواع مختلفة من البكتيريا. ومن أشهر أنواع البكتيريا المسببة لهذا الالتهاب؛ البكتيريا المكورة العنقودية (Staphylococcus aureus bacteria)، إضافة إلى وجود بكتيريا أخرى، ولكنها أقل انتشارًا مسببة أيضًا لهذه الالتهابات، مثل البكتيريا المكورة العقدية (streptococcus) وبعض أنواع البكتيريا السالبة (gram negative bacteria). ويعاني المصاب عادة من ألم مصاحب بتورم في إصبعه، ويكون الإصبع في وضعية الانقباض جزئيًا، ومؤلمًا جدًا أثناء الحركة، ويحاول المريض إبقاءه ساكنًا دون حركة بسبب الألم.
وأهم أسباب الالتهاب:
- تعتبر الإصابات من أهم الأسباب مثل حدوث جرح ثاقب من أداة معدنية.
- حدوث التهاب بعد لسع من بعض الحشرات، مثل النحل والنمل والعقارب وغيرها من الحشرات.
- قد يحدث هذا النوع من التهاب الأوتار في اليد أيضًا من عضات الحيوانات أو عضات البشر، وللأسف فإن عضات البشر هي أخطر أنواع الالتهابات.
- قد يحدث الالتهاب كذلك نتيجة لإصابات مباشرة، مثلاً أدوات صلبة أو التعرض لحوادث مرورية.

المضاعفات

في حالة عدم مباشرة العلاج مبكرًا لالتهابات الأغشية السينوفية المغلفة لأوتار اليد، أو عدم إعطاء المضاد الحيوي المناسب، أو عدم اكتمال العلاج لأي سبب كان، سيكون ذلك مدعاة لحدوث مجموعة من المضاعفات جميعها أو بعضها. وهي:
- تكون تجمعات صديدية مؤدية إلى انسداد الأوعية والشعيرات الدموية المحيطة، والتهاب الأوتار ومن ثم العظام، وانتشار الصديد إلى الذراع والمفاصل مسببًا التهابات في مفاصل اليد المختلفة.
- تيبس دائم في مفاصل اليد المشطية والسلامية.
- الضغط المستمر من الالتهابات والتجمعات الصديدية على العصب الأوسط، مسببًا مرضًا يسمى متلازمة القناة الرسغية.
- أمراض مشابهة. يقول د. العديني إن هناك مجموعة من الأمراض والإصابات المحتملة التي تتشابه في أعراضها مع التهاب الأغشية السينوفية المحيطة للأوتار في اليد، وتكون سببًا في تضليل وتأخر التشخيص الدقيق مبكرًا، ومنها ما يلي:
- التهابات الأوتار نفسها أو العضلات الصغيرة المحيطة باليد.
- التهابات مضاعفات الكسور المفتوحة.
- التهابات الأصابع الناتجة من إصابات خارجية أو داخلية.
- التهابات اليد الناتجة من التجمعات الدموية الناتجة عن الإصابات.
- التهابات اليد الروماتيزمية والرثيانية.

التشخيص

يعتمد التشخيص الابتدائي على الفحص السريري في الأساس، ويكون عمل الأشعة غير ضروري في البداية، ولكن يمكن عمل فحص بالأشعة فوق الصوتية، الذي يبين وجود تجمعات سوائل دلالة على الالتهاب.
وللأهمية، فإن التأخير في تشخيص الإصابة والحرص على وضع التشخيص والعلاج مبكرًا ينتج عنه تزايد مضطرد في الضغط داخل الغشاء السينوفي المغلف للوتر، وبالتالي تزداد خطورة انغلاق الأوعية الدموية المغذية لهذه الأوعية مؤديًا إلى موت هذه الأغشية. وفي حال الالتهابات المهملة والمتأخرة، فإن الالتهاب البكتيري سينتشر إلى أعلى في اتجاه الذراع أو باتجاه الأصابع الأخرى، مسببًا تجمعًا صديديًا مؤديًا إلى انتشار الالتهاب في جميع منطقة اليد والذراع ومؤديًا أيضًا إلى الضغط على العصب الأوسط.

العلاج والوقاية

- العلاج: تجب مباشرة العلاج فورًا عند توقع وجود الالتهاب ورفع اليد إلى الأعلى باستمرار، مع وضعها في سنادة خاصة، وإعطاء المريض المضادات الحيوية الوريدية مثل مستحضرات البنسيلين (penicillin) إذا لم يكن لدى المريض أي تحسس منها، وكذلك مجموعة السيفالوسبورين (Cephalosporin) ومضادات الألم. وإذا لم يحصل أي تحسن لدى المريض خلال 24 ساعة، فعندئذ لا بد من التدخل الجراحي، وذلك من خلال فتح منطقة اليد، وتحديدًا حول منطقة الوتر أعلى وأسفل غشاء الوتر، وإدخال أنبوبة بلاستيكية معقمة، وذلك لعمل غسيل بمحلول معقم من أعلى إلى أسفل اليد، وفي بعض الحالات يتطلب العمل الجراحي استئصال بعض الأغشية السينوفية الملتهبة.
بعد الانتهاء من الإجراء الجراحي يتم عمل غيار خفيف لليد بشاش معقم وقطن معقم، وإبقاء اليد في سنادة، وإبقاء الأنبوب البلاستيكي في مكانه وإيصاله بحقنة، وعمل غسيل من خلال هذه الحقنة 3 مرات يوميًا لمدة يومين، بعد ذلك تزال الأنبوبة. ينصح المريض بتحريك أصابعه مع مساعدته في ذلك وإبقاء السنادة في مكانها حتى التئام الجرح مع الاستمرار في عمل الغيار مرة كل يومين أو 3 أيام، وبعد ذلك يبدأ عمل العلاج الطبيعي بعد اكتمال التئام جميع الجروح.
- الوقاية، وتشمل: النظافة المستمرة لليدين، خصوصًا بعد التعرض للإصابات وتعقيمها فور التعرض للإصابة، وضرورة الذهاب إلى أقرب مركز طبي بعد الإصابة بأي أداة، وخصوصًا الأدوات المعدنية القديمة والملوثة، والامتناع عن التدخين عند التعرض لأي إصابة، ولبس القفازات الواقية أثناء العمل في بيئة يكثر فيها التعرض لمثل هذه الإصابات.
- الاحتفاظ، في مقر العمل، بحقيبة إسعافات أولية تحتوي على ضمادات ومعقمات.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.