يمكن أن يؤثر الدقيق على مستويات الكولسترول لديك، لكن الإجابة المحددة ليست قاطعة، إذ يعتمد الأمر على عوامل مختلفة. يُعد نوع الدقيق الذي تستخدمه وكميته عاملين أساسيين في تحديد كيفية تأثير الدقيق بشكل عام على مستويات الكولسترول، وفقاً لموقع «هيلث لاين».
من المهم أيضاً مراعاة عاداتك الغذائية العامة، ومستويات الكولسترول، والحالات الصحية الأخرى التي قد تسهم في ارتفاع مستويات الكولسترول وصحة القلب بشكل عام.
كيف يؤثر الدقيق على مستويات الكولسترول لديك؟
يعتمد تأثير الدقيق على مستويات الكولسترول بشكل كبير على ما إذا كان مُكرراً (مثل الدقيق الأبيض) أو من الحبوب الكاملة.
يُصنف معظم الدقيق الأبيض المُكرر المبيع تجارياً على أنه «دقيق مدعوم». هذا يعني أن بعض فيتامينات (ب) (مثل الثيامين والريبوفلافين والنياسين وحمض الفوليك) والحديد، التي فُقدت أثناء الطحن، تُعاد إليه بعد المعالجة.
مع ذلك، لا تُعاد إليه أهم العناصر الغذائية - الألياف.
الألياف، وخصوصاً تلك القابلة للذوبان، ضرورية لتقليل امتصاص الكولسترول في مجرى الدم. عندما لا يكون هذا العنصر الغذائي موجوداً، يُهضم الدقيق ويمتصه الجسم بشكل أسرع، مما قد يؤثر سلباً على مستويات الكولسترول عن طريق زيادة كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) -الضار- والدهون الثلاثية.
يمكن أن يؤدي الدقيق المكرر والكربوهيدرات المكررة للغاية أيضاً إلى رفع مستويات السكر في الدم بشكل أسرع، وهو ما لا يناسب الكولسترول والصحة الأيضية بشكل عام مقارنة بالحبوب الكاملة.
هل الدقيق الصحي أفضل لخفض الكولسترول؟
توصي وزارة الزراعة الأميركية بأن تُمثل الحبوب الكاملة 50 في المائة على الأقل من غذائك اليومي، حيث يُعد الدقيق مصدراً أساسياً للألياف.
تُعد الحبوب الكاملة، بما في ذلك دقيق الحبوب الكاملة، جزءاً أساسياً من نظام غذائي صحي للقلب. فهي تحتوي على جميع أجزاء الحبوب، بما في ذلك النخالة الغنية بالألياف.
أثبتت الدراسات أن تناول الحبوب الكاملة يُخفض الكولسترول الكلي ومستويات الكولسترول الضار، ويعود ذلك أساساً إلى محتواها العالي من الألياف. وهذا يؤثر على صحة القلب بشكل عام وتطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
يحتوي الشوفان تحديداً على بيتا جلوكان، وهي ألياف قابلة للذوبان وأكثر فاعلية في خفض الكولسترول الضار.
تُظهر هذه الدراسة الصغيرة التي أُجريت عام 2024 أيضاً أن دقيق الذرة المكرر، الذي قد يحتوي على الذرة والنخالة الكاملة، يُمكن أن يُخفض مستويات الكولسترول الضار.
شملت الدراسة 36 شخصاً فقط يعانون من ارتفاع مستويات الكولسترول الضار، لكنها وجدت أن مستويات الكولسترول الضار لديهم انخفضت بنسبة 13 في المائة منذ بدء التجربة التي استمرت 4 أسابيع.
يمكنك العثور على أنواع مختلفة من الدقيق الصحي والمصنوع من الحبوب الكاملة، مقارنةً بالدقيق الأبيض المدعم. قد تشمل هذه الأمثلة:
- دقيق القمح الكامل
- دقيق الشوفان
- دقيق الشعير
- دقيق الجاودار
- دقيق الذرة (الذرة الكاملة)
- دقيق الأرز البني
- دقيق الحنطة السوداء
- دقيق السبلت
ما كمية الدقيق المناسبة في اليوم؟
لا يتعلق الأمر بتحديد صارم لكمية الدقيق، بل يُنصح باستهلاك النوع الصحي (الحبوب الكاملة) وتقليل استهلاك الدقيق الأبيض المكرر. بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء الذين يتبعون نظاماً غذائياً قياسياً يحتوي على 2000 سعر حراري، توصي وزارة الزراعة الأميركية بتناول ما يعادل (نحو 170 غراماً) من الحبوب يومياً.
القاعدة الأهم هي: يجب أن يكون نصف استهلاكك اليومي من الحبوب الكاملة على الأقل.

