حملة ترمب ضد «إرهابيي المخدرات» تثير مخاوف من حرب مع فنزويلا

غضب ديمقراطي في الكونغرس... وتحذير من «نزاع إقليمي»

المدمّرة «يو إس إس غرايفلي» قبل مرفأ «بورت أوف سبين» في ترينيداد وتوباغو يوم 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
المدمّرة «يو إس إس غرايفلي» قبل مرفأ «بورت أوف سبين» في ترينيداد وتوباغو يوم 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

حملة ترمب ضد «إرهابيي المخدرات» تثير مخاوف من حرب مع فنزويلا

المدمّرة «يو إس إس غرايفلي» قبل مرفأ «بورت أوف سبين» في ترينيداد وتوباغو يوم 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
المدمّرة «يو إس إس غرايفلي» قبل مرفأ «بورت أوف سبين» في ترينيداد وتوباغو يوم 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

كثّفت الولايات المتحدة حشدها العسكري في البحر الكاريبي، مع إعلان وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) نشر حاملة الطائرات «جيرالد فورد» ومجموعة من السفن المرافقة بالمنطقة، في إطار حرب واشنطن على «منظمات تهريب المخدرات العابرة للحدود». وأثار حجم الانتشار العسكري، ونبرة الخطاب التي يستخدمها الرئيس دونالد ترمب وأعضاء إدارته، مخاوف من أن يكون هذا الحشد تمهيداً لتدخّل عسكري محتمل في فنزويلا.

وجاء قرار وزير الدفاع بيت هيغسيث إرسال حاملة الطائرات الأحدث والأكبر في الأسطول الأميركي إلى أميركا اللاتينية، بعد أسابيع من الغارات التي نفذتها القوات الأميركية ضد قوارب يُشتبه بأنها تهرّب المخدرات في مياه الكاريبي والمحيط الهادئ. ووفق بيانات رسمية، قُتل أكثر من 40 شخصاً في عشر هجمات منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، تقول واشنطن إنهم من عناصر شبكات تهريب، بينما تقول أسر بعض الضحايا أنهم مدنيون وصيادون.

وتزامن ذلك مع تصريحات شديدة اللهجة من ترمب وهيغسيث اللذين أكّدا أن «الهدف هو تدمير المنظمات الإجرامية التي تسمم الأميركيين بالمخدرات». إلا أن بعض المراقبين يرون أن التحركات العسكرية، التي تشمل أكثر من 10 آلاف جندي و8 سفن و10 مقاتلات «إف - 35»، تتجاوز بكثير نطاق عملية لمكافحة تهريب المخدرات.

ووصفت الصحف الأميركية التحرك بأنه أكبر حشد عسكري في الكاريبي منذ عقود، عادّةً أن إرسال حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، المجهزة بمقاتلات هجومية وأنظمة صواريخ متطورة، يشير إلى استعداد واشنطن لتوجيه ضربات محتملة ضد أهداف داخل فنزويلا. وذكرت شبكة «سي إن إن»، الجمعة، نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين، أن الرئيس ترمب يدرس خططاً لاستهداف المنشآت التي تنتج الكوكايين في فنزويلا، وكذلك الطرق التي تستخدم لتهريب المخدرات داخل البلاد، لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيمضي قدماً في هذا الأمر.

اتّهامات باختلاق حرب

ردّ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على الخطوة الأميركية باتهام واشنطن بأنها «تختلق حرباً جديدة». وقال في تصريحات بثّتها وسائل إعلام رسمية: «لقد وعدوا بأنهم لن يدخلوا حرباً جديدة، وها هم الآن يختلقون حرباً سنمنعها». وأضاف أن «وجود قوات أجنبية بالقرب من سواحلنا تهديد مباشر لسيادتنا».

صورة مركّبة لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو ونظيره الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وفي الوقت الذي بدأت فيه السفينة الأميركية «يو إس إس غرايفلي» زيارة إلى مرفأ «بورت أوف سبين»، عاصمة ترينيداد وتوباغو، التي تقع على بُعد كيلومترات فقط من الساحل الفنزويلي، أعلن الجيش الأميركي عن مناورات مشتركة مع قوات الدولة الجزيرة، ما عدّته كراكاس «استفزازاً متعمداً».

«عملية أمنية»

تُصرّ الإدارة الأميركية على أن الهدف من العملية هو تفكيك شبكات الجريمة المنظمة التي تُهرّب المخدرات والأسلحة إلى الولايات المتحدة. وقال وزير الدفاع هيغسيث في تصريح حاد: «إذا كنت إرهابياً يُهرّب السموم إلى بلادنا، فسنعاملك كما نعامل عناصر (القاعدة)... سنلاحقك ليلاً ونهاراً ونقتلك». أما الرئيس ترمب، فدعم هذا الموقف حين قال: «لن نطلب إعلان حرب... سنقتل من يجلبون المخدرات إلى بلادنا».

لقطة من فيديو نشره الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقارب يحترق قبالة سواحل فنزويلا بعد إصابته بغارة أميركية (أرشيفية - رويترز)

وأثار هذا التصريح موجة انتقادات ديمقراطية واسعة في الكونغرس، إذ عدّه مُشرّعون دليلاً على تجاوز السلطة التنفيذية لصلاحياتها الدستورية. وتصاعدت المطالبات من أعضاء في الكونغرس، بمساءلة الإدارة حول الأساس القانوني لهذه العمليات. ووجّه أعضاء ديمقراطيون في لجان الاستخبارات بمجلسي الشيوخ والنواب رسالة إلى مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، اتهموا فيها الأجهزة الأمنية بعدم الشفافية ورفضها تزويد الكونغرس بتقارير عن الضربات البحرية التي «تقتل أشخاصاً خارج إطار القانون الدولي».

وقال النائب الديمقراطي جيم هايمز، والسيناتور مارك وارنر في رسالة لهما: «ما لم يكن هناك إعلان حرب أو تفويض صريح من الكونغرس، فإن أي عمليات قتل خارج ساحات القتال تشكل انتهاكاً للقانونين الأميركي والدولي». وأشارا إلى أن وزارة العدل رفضت نشر الرأي القانوني الذي تستند إليه الإدارة لتبرير الهجمات، بدعوى أنه «سري للغاية».

وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين، أحد رعاة القرار الذي يسعى إلى تقييد صلاحيات الرئيس في استخدام القوة ضد فنزويلا: «ما يحدث الآن هو حرب غير معلنة. إذا سمحنا للرئيس بأن يقرر وحده من يُقتل ومن تُقصف أراضيه، فلن يكون هناك معنى بعد اليوم لفصل السلطات».

اعتراضات جمهورية

وقوبل الغضب الديمقراطي بصمت جمهوري، رغم مواقفهم السابقة المعارضة لأي تدخل عسكري دون موافقة الكونغرس. وحدهما السيناتوران الجمهوريان راند بول وليزا موركوفسكي صوّتا لصالح مشروع قرار لوقف الهجمات البحرية، في حين انضم باقي الجمهوريين إلى صفوف البيت الأبيض.

وطالب السيناتور الجمهوري مايك راوندز، بمزيد من الشفافية قائلاً: «لدينا مسؤولية رقابية، ونحتاج إلى معرفة على أي أساس تُنفذ هذه العمليات».

المدمّرة «يو إس إس غرايفلي» قبل مرفأ «بورت أوف سبين» في ترينيداد وتوباغو يوم 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

ويعكس هذا الاعتراض داخل الحزب الجمهوري تحوّلاً في الأولويات الأمنية الأميركية من الشرق الأوسط إلى «الفناء الخلفي» في أميركا اللاتينية. فبينما يرى جناح متشدد أن مكافحة المخدرات والإرهاب «تبرر استخدام القوة»، يُحذّر آخرون من «تكرار سيناريوهات العراق وليبيا».

ويرى محللون أن واشنطن قد تكون تستخدم شعار مكافحة المخدرات كغطاء سياسي لهدف أعمق: الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو الذي تعده إدارة ترمب «نظاماً غير شرعي». ويقول الباحث جيف رامسي من «المجلس الأطلسي» إنه يبدو أن «البيت الأبيض فقد الأمل في أن يطيح الجيش الفنزويلي بمادورو من الداخل. لذلك، بات يتّجه نحو خيار التدخل المباشر». ويضيف رامسي أن «إسقاط مادورو قد يكون الجزء السهل، لكن الأصعب هو منع فنزويلا من الانزلاق إلى فوضى شبيهة بليبيا».

البعد الدولي والرسائل المتناقضة

أثارت التحركات الأميركية حالة ترقب في أميركا الجنوبية، حيث التزمت معظم الحكومات الصمت الحذر. وحدها ترينيداد وتوباغو أبدت دعماً علنياً لـ«جهود واشنطن في محاربة الجريمة المنظمة»، فيما رفضت كولومبيا الاتهامات الأميركية لرئيسها غوستافو بترو بأنه «تاجر مخدرات غير شرعي»، ووصفت العقوبات الأميركية عليه بأنها «مفارقة عبثية».

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو والقائم بالأعمال المؤقت بالسفارة الأميركية في كولومبيا جون ماكنمارا خلال لقائهما ببوغوتا يوم 20 أكتوبر (رويترز)

وتفاقمت المخاوف من اتّساع المواجهة، بعد تهديد فصيل منشق عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بـ«قتال الولايات المتحدة في حال انتهكت سيادة كولومبيا»، رداً على تلميح أميركي بشن عمليات بريّة ضدّ تجار المخدرات هناك. وقالت ميليشيا «هيئة الأركان العامة المركزية»، في بيان، السبت: «نحن معتادون على قتال مَن ينبغي قتالهم، ولطالما كنا معارضين شرسين للإمبراطورية الأميركية». وأضاف البيان الذي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لن نسمح بأي تدخل عسكري ولا أي انتهاك لسيادة كولومبيا».

وكان اتفاق سلام، توصلت إليه بوغوتا في 2016 مع «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» التي كانت آنذاك أقوى ميليشيا في أميركا اللاتينية، قد أسهم في الحد من العنف بالبلاد لبعض الوقت. لكن ميليشيا «هيئة الأركان العامة المركزية» من أبرز الفصائل التي رفضت اتفاق السلام.

من جهتهم، أعرب دبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من أن يؤدي أي هجوم أميركي على الأراضي الفنزويلية إلى إشعال نزاع إقليمي يصعب احتواؤه. وقال أحدهم إن «الولايات المتحدة تتصرف وكأنها في حالة حرب، من دون أن تعلنها».

وفي أوروبا، عبّر الاتحاد الأوروبي عن «قلقه من تصعيد عسكري غير مُبرّر»، داعياً إلى احترام القانون الدولي و«التزام قنوات العدالة في مكافحة الجريمة».

اختبارات القوة والانتخابات

يتزامن هذا التصعيد مع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية، حيث يسعى ترمب إلى تعزيز صورته بوصفه قائداً حازماً يحمي الحدود ويكافح المخدرات والهجرة غير الشرعية، وهي شعارات أسهمت في فوزه بالرئاسة وبسيطرة الجمهوريين على الكونغرس عام 2024.

لكن في المقابل، يُحذّر خصومه من أن الخط الفاصل بين «حملة أمنية» و«حرب جديدة» بات رفيعاً جداً. فإرسال حاملة طائرات ومجموعات خاصة إلى منطقة تبعد ساعات عن ميامي، كما يقول أحد الخبراء لصحيفة «واشنطن بوست»، «ليس مجرد رسالة ردع، بل هو إعلان استعداد لعمل عسكري قد يغيّر وجه المنطقة».

في المشهد الحالي، يبدو البحر الكاريبي أشبه ببرميل بارود ينتظر شرارة. فبين تصريحات ترمب النارية، وصمت الكونغرس، وتوجس الجيران، تتقاطع السياسة والأمن والانتخابات في لحظة شديدة الحساسية. فهل ستبقى العمليات في نطاق «مكافحة المخدرات»، أم أننا على أعتاب حرب أميركية جديدة بأسماء مختلفة؟


مقالات ذات صلة

مادورو يطالب ترمب بالاهتمام بأميركا بدل التركيز على فنزويلا

الولايات المتحدة​ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحضر معرض «أكسبو موتوريس برودكتيف» الذي يُسلّط الضوء على الإنتاج الزراعي والغذائي والصناعي في كراكاس (رويترز)

مادورو يطالب ترمب بالاهتمام بأميركا بدل التركيز على فنزويلا

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالتنحي، فيما ضرب فيه الجيش الأميركي قارباً آخر يشتبه في تهريبه المخدرات إلى الولايات المتحدة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (أرشيفية - رويترز)

مقتل شخص بضربة أميركية استهدفت قاربا يشتبه بتهريبه المخدرات

أعلن الجيش الأميركي الاثنين أنه قتل شخصا يشتبه في أنه تاجر مخدرات على متن قارب كان يبحر على طريق عبور معروف وفقا له بأنه يستخدم لتهريب المخدرات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «الرحيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لقطة من فيديو نشر على حساب لوزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم وفيه ناقلة النفط «سنتشريز» التي كانت راسية في فنزويلا لحظة احتجازها من خفر السواحل الأميركي (أ.ف.ب)

أميركا تتعقب «ناقلات الظلّ» تشديداً لحصار فنزويلا نفطياً

شددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حصارها على قطاع النفط الفنزويلي وباشرت تعقب ناقلة في المياه الدولية قرب سواحل هذا البلد.

علي بردى (واشنطن)
الخليج الرئيسان الإماراتي والفرنسي (وام)

الإمارات سلمت فرنسا 17 تاجر مخدرات في عام 2025

تتعاون فرنسا مع الإمارات في مجموعة واسعة من المجالات، من الذكاء الاصطناعي والثقافة إلى التجارة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فنزويلا: روسيا أكدت دعمها لنا في وجه الحصار الأميركي

وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
TT

فنزويلا: روسيا أكدت دعمها لنا في وجه الحصار الأميركي

وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)

أعلن وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل، الاثنين، أنه تلقى اتصالاً من نظيره الروسي سيرغي لافروف أعرب فيه عن دعم بلاده «الكامل» في الأزمة بين كاراكاس وواشنطن.

وقال غيل، في بيان: «تطرقنا إلى الاعتداءات والانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي التي تُرتكب في الكاريبي، بما في ذلك الهجمات على القوارب، وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون، وأعمال القرصنة غير القانونية التي تنفّذها حكومة الولايات المتحدة. وقد جدد لافروف دعم بلاده الكامل بوجه الاعتداءات على بلدنا».

وقال الوزير الروسي إنّ «هذا النوع من الاعتداءات لا يمكن التسامح معه»، مؤكداً أنّ روسيا ستقدّم «كل تعاونها ودعمها إلى فنزويلا ضد الحصار، معبّرة عن دعمها الكامل للإجراءات المتخذة في مجلس الأمن الدولي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونشرت موسكو من جهتها بياناً جاء فيه أنّ «الوزيرين أعربا عن قلقهما العميق إزاء تصعيد واشنطن في منطقة البحر الكاريبي، الذي قد تكون له عواقب خطيرة على المنطقة ويهدد الملاحة الدولية».

وأضاف البيان أنّ «الجانب الروسي جدّد دعمه الكامل وتضامنه مع قيادة فنزويلا وشعبها في الظرف الراهن».

ويُعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حليفاً مقرّباً من فلاديمير بوتين، وقد دعمه منذ الأيام الأولى للهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا.


أحدهم لـ1335 عاماً... أحكام بالسجن لمئات السنين لأعضاء عصابة في السلفادور

سجناء في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)
سجناء في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)
TT

أحدهم لـ1335 عاماً... أحكام بالسجن لمئات السنين لأعضاء عصابة في السلفادور

سجناء في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)
سجناء في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)

أعلنت السلفادور، اليوم الأحد، إصدار أحكام بالسجن بحق المئات من أعضاء عصابة إجرامية خطيرة، حيث وصلت مدد أحكام بعض المدانين إلى مئات السنين.

وأورد مكتب المدعي العام أن 248 عضواً من عصابة «مارا سالفاتروتشا» (إم إس-13) تلقوا «أحكاماً رادعة» لارتكابهم 43 جريمة قتل و42 حالة إخفاء قسري، بالإضافة إلى جرائم أخرى.

ولم يحدد المكتب تاريخ صدور هذه الأحكام أو ما إذا كانت المحاكمات قد جرت بشكل جماعي.

سجناء داخل زنزانة في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)

أضاف المنشور أن أحد المدانين حكم عليه بالسجن لمدة 1335 عاماً، بينما تلقى 10 آخرون أحكاماً بالسجن تراوح بين 463 و958 عاماً.

ومنذ مارس (آذار) 2022، يشن الرئيس نجيب بوكيلي حملة قمع ضد العصابات في ظل حالة الطوارئ التي تسمح بالاعتقال من دون مذكرة توقيف.

ووفقاً لمصادر رسمية، فقد تم احتجاز أكثر من 90 ألف شخص وأُفرج عن نحو 8 آلاف آخرين بعد تبرئتهم.

سجناء داخل زنزانة في مركز احتجاز الإرهاب في السلفادور (أ.ف.ب)

ونجحت حملة بوكيلة ضد العصابات في خفض جرائم القتل إلى أدنى مستوياتها تاريخياً في السلفادور، لكن منظمات حقوق الإنسان تتهم قوات الأمن بارتكاب انتهاكات.

ووفقاً للحكومة السلفادورية، فإن عصابة «إم إس 1» وعصابة أخرى تحمل اسم «باريو 18» تتحملان مسؤولية مقتل نحو 200 ألف شخص على مدى ثلاثة عقود.

وسيطرت العصابتان في وقت ما على نحو 80 في المائة من مساحة السلفادور التي سجلت حينها أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم.

وتصنف الولايات المتحدة عصابة «إم إس-13» وعصابات أخرى في أميركا الوسطى والجنوبية، منظمات إرهابية أجنبية.


الولايات المتحدة تطارد ناقلة نفط تقترب من فنزويلا

ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
TT

الولايات المتحدة تطارد ناقلة نفط تقترب من فنزويلا

ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

تطارد الولايات المتحدة سفينة في منطقة البحر الكاريبي كانت تقترب من فنزويلا في إطار الحصار الذي فرضته واشنطن على ناقلات النفط المرتبطة بكراكاس، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وذكرت وسائل الإعلام بأن السفينة هي ناقلة النفط «بيلا 1» التي تخضع لعقوبات أميركية منذ العام 2024 بسبب صلاتها بإيران و«حزب الله».

وبحسب موقع «تانكر تراكرز» المتخصص، كانت السفينة في طريقها إلى فنزويلا ولم تكن تحمل أي شحنة.

وقال مسؤول أميركي لشبكة «إن بي سي» شرط عدم كشف هويته: «يلاحق خفر السواحل الأميركيون سفينة خاضعة للعقوبات (...) تشارك في الالتفاف غير القانوني الذي تقوم به فنزويلا على العقوبات. إنها ترفع علما مزورا وتخضع لأمر قضائي بالمصادرة».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، اقتربت القوات الأميركية من السفينة في وقت متقدّم السبت وحاولت اعتراضها بعد حصولها على مذكرة من قاض فدرالي، لكن السفينة واصلت طريقها.

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض حصار بحري على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات المتجهة إلى فنزويلا والمبحرة منها، وقد احتجزت حتى الآن سفينتين متهمتين بنقل النفط الفنزويلي.

ويخضع النفط الفنزويلي لحظر أميركي منذ 2019، ويباع بسعر أدنى من سعر السوق، خصوصا للصين.

ولتبرير الحظر الأميركي، قال الرئيس دونالد ترمب إن فنزويلا تستخدم الذهب الأسود لتمويل «تهريب المخدرات والإرهاب وجرائم القتل وعمليات الخطف».

وتنفي كراكاس أي ضلوع لها في تهريب المخدرات، مؤكدة أن واشنطن تسعى إلى إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو للاستيلاء على احتياطها النفطي.