أبحاث وتجارب وابتكارات علاجية لأمراض السكري والسمنة

توصيات علمية للمؤتمر الـ61 للجمعية الأوروبية لدراسة السكري

أبحاث وتجارب وابتكارات علاجية لأمراض السكري والسمنة
TT

أبحاث وتجارب وابتكارات علاجية لأمراض السكري والسمنة

أبحاث وتجارب وابتكارات علاجية لأمراض السكري والسمنة

انعقد المؤتمر الـ61 للجمعية الأوروبية لدراسة السكري (EASD 2025) في العاصمة النمساوية، فيينا، خلال الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر (أيلول) 2025، ليُشكِّل منصةً علميةً رائدةً، استعرضت أحدث الأبحاث والتجارب السريرية المتعلقة بداءَي السكري والسمنة والمضاعفات المصاحبة لهما، إضافةً إلى الابتكارات العلاجية والتكنولوجية الحديثة. وقد شهد المؤتمر مشاركة نحو 15 ألف خبير في طب الغدد الصماء، وأطباء وباحثين وعلماء من مختلف أنحاء العالم؛ بهدف مناقشة أفضل السبل لتحسين رعاية المرضى، والحد من المضاعفات، وتطوير البروتوكولات العلاجية استناداً إلى أحدث الأدلة العلمية.

الأستاذ إميل لارسن

لقاء علمي

وهنا نسلط الضوء على أهم ما طُرح من أبحاث في مجالَي السكري والسمنة من خلال لقاء حصري لملحق «صحتك» بجريدة «الشرق الأوسط»، مع إحدى أبرز الشخصيات العلمية المشارِكة في المؤتمر، ثم نختم باستعراض أهم التوصيات التي خلص إليها المؤتمر، والتي تهدف في مجملها إلى تعزيز صحة ورفاهية الإنسان حول العالم.

وفي اللقاء، أوضح الأستاذ إميل لارسن، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «نوفو نورديسك» أن المستقبل في علاج السكري والسمنة يكمن في الدمج بين العلاجات، بحيث نستفيد من آليات مختلفة لتحقيق نتائج أفضل. وقال: «نحن لا نسعى فقط لخفض السكر أو الوزن، بل نطمح إلى تحسين الصحة العامة، وتقليل المضاعفات القلبية والكلوية، وضمان أن يعيش المريض حياة أكثر جودة ورفاهية. والتحدي الأكبر هو إتاحة هذه العلاجات على نطاق واسع وجعلها في متناول الجميع». هذا التصريح يعكس الاتجاه العالمي نحو تقديم رعاية شاملة تدمج بين الجوانب الدوائي والوقائي والتوعوي.

شعار المؤتمر

دراسات ومفاهيم جديدة

أشار لارسن إلى أن الدراستين (STEP-UP, INFORM) قدّمتا مفاهيم جديدة مثل تقليل «ضوضاء الطعام (food noise)» وتحسين تركيبة الجسم، مؤكداً أن هذه النتائج تتجاوز مجرد إنقاص الوزن لتصبح جزءاً من تحسين جودة الحياة.

في دراسة (STEP-UP) - الخاصة بدواء سيماغلوتايد (Wegovy) بجرعة الصيانة المستمرة 2.4 ملليغرام لعلاج السمنة، مع رفع الجرعة 3 مرات - أثبتت النتائج أن نسبة فقدان الوزن كانت كبيرة ومقنعة سريرياً، حيث وصلت إلى نحو 21 في المائة. وهو ما وصفه لارسن بـ«النتيجة المثيرة» التي تلبي احتياجات مرضى يحتاجون إلى فقدان وزن أكبر من المتاح في جرعات الصيانة المعتادة، متطلعاً إلى إتاحة الجرعات الأعلى من سيماغلوتايد في بلدان العالم أجمع.

وأضاف لارسن: «من الأخبار الجيدة تلك التي ترتبط بمفهوم تكوين الجسم: هل يعني فقدان الوزن خسارة في الكتلة العضلية أم في الدهون؟». المثير أن نتائج الدراسة أظهرت انخفاضاً في الدهون بنسبة نحو 25 في المائة، مقابل انخفاض متواضع في الكتلة العضلية الخالية من الدهون بنسبة 7 في المائة تقريباً، ما يجعل تكوين الجسم أكثر صحّة. وهذا هو بالضبط نوع فقدان الوزن الذي نطمح إليه: فقدان كبير في الوزن، لكن بجودة محسّنة في التركيب. وهو الهدف المثالي لمعظم المرضى.

وتشير دراسات أخرى لافتة، مثل استبيان «INFORM 2025» الذي شمل 550 مشاركاً في الولايات المتحدة من مستخدمي دواء «Wegovy»، إلى أن انخفاض «ضوضاء الطعام (food noise)» أو الرغبة الملحّة في الأكل كان واضحاً، حيث أبلغ المشاركون عن تراجع بنسبة 64 في المائة بعد بدء العلاج. كما سجّل 60 في المائة منهم تحسّناً في صحتهم النفسية، وذكر 80 في المائة أنهم تبنّوا عادات أكثر صحّة، مثل الإكثار من تناول الخضراوات وتقليل الاعتماد على الأطعمة السريعة. هذا يعطينا بعداً نفسياً وسلوكياً مهماً لفهم آلية العلاج، ويُفسّر الصعوبة التي يواجهها كثير من الناس في خفض أوزانهم حين يظل «الصوت الداخلي المرتبط بالطعام» حاضراً بإلحاح. وقد أكّد عدد من الأطباء الذين اطّلعوا على هذه النتائج أنها بالفعل جديرة بالاهتمام السريري.

دراسة حماية القلب والكلى والكبد

وفيما يتعلّق بدراسة «REACH»، التي أبرزت تفوّق سيماغلوتايد وسط التنافس العالمي المحتدم، علّق لارسن بأنه خلال مؤتمر هذا العام (الدورة 61) فاجأت النتائج الحضور إيجابياً، إذ أظهرت أن فوائد سيماغلوتايد لا تقتصر على إنقاص الوزن وضبط مستويات سكر الدم فحسب، بل تمتد أيضاً إلى حماية القلب والكلى والكبد، وذلك عبر مختلف البرامج السريرية سواء في مرضى السكري أو السمنة.

وأثبت الدواء قدرته على صون الأعضاء الحيوية والتقليل من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات ذات الصلة القلبية الوعائية. وكما هو معلوم، تُعدّ الأحداث القلبية الوعائية السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بين مرضى السكري والسمنة. وقد برهنت التجارب العشوائية المحكمة أن سيماغلوتايد يخفّض هذه الأحداث الكبرى بنسبة 26 في المائة، وهو ما تؤكده كذلك الدراسات الواقعية واسعة النطاق.

وأوضح لارسن أن شركات دوائية كبرى - خصوصاً في الولايات المتحدة - دخلت سباقاً لتطوير بدائل علاجية جديدة تحقق أهدافاً مشابهة في خفض الوزن وتحسين ضبط سكر الدم، مع مؤشرات أولية واعدة أيضاً في تقليل المخاطر القلبية الوعائية، وهو ما يعكس تنافساً متسارعاً لتوفير خيارات علاجية أكثر شمولية وفاعلية لمرضى السكري والسمنة حول العالم.

جيل جديد من العلاجات

تطرَّق لارسن إلى العلاجات الناشئة مثل «CagriSema»، وهو مزيج «كاغريلينتايد» مع سيماغلوتايد، إضافة إلى الجهود المبكرة لتطوير نظائر جديدة لهرمون أميلين، مؤكداً أنها تمثل الجيل المقبل من الأدوية. ويرى في هذه الخيارات إمكانات ثورية في علاج السمنة والسكري، إذ تضيف آليات عمل جديدة تُكمل الآليات القائمة، بما يَعِد بنتائج علاجية أفضل مع آثار جانبية أقل.

وفي هذا المؤتمر، على سبيل المثال، أظهر الدراسات أن «كاغريلينتايد» منفرداً خفَّض الوزن إلى 12 في المائة، مصحوباً بأعراض هضمية أقل نسبياً، ما يجعله خياراً واعداً للأشخاص ذوي الوزن الزائد حتى وإن لم يبلغوا مرحلة السمنة. وما زلنا نواصل برامج التجارب السريرية عالمياً، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، لاختبار فرضية أن الدمج بين آليات متعددة قد يحقِّق نتائج أفضل ويعزِّز جودة المخرجات العلاجية. ويُتوقّع لهذه التوجهات أن تُعيد رسم ملامح الممارسة الطبية في السنوات المقبلة وتمنح المرضى فرصاً علاجية أكثر تنوعاً واستدامة.

رؤية المملكة 2030

في إطار «رؤية المملكة 2030»، أكد لارسن أن التقدّم العلمي وحده لا يكفي، بل يجب أن يترجَم إلى واقع من خلال التعاون مع الشركاء. وأضاف: «في السعودية، على سبيل المثال، هناك شراكات قائمة مع الجهات الحكومية تركز على تثقيف المرضى حول أهمية طلب العلاج والاستمرار عليه، إلى جانب دعم الأطباء وتطوير منظومة رعاية متكاملة تتجاوز حدود الدواء».

وأشار إلى أن أحد التحديات الشائعة يتمثل في أن بعض المرضى قد لا يلتزمون بتناول العلاج، أو قد لا يدركون طبيعة الأعراض الأولية في أثناء تعديل الجرعات، وهو ما يستدعي توفير دعم متواصل حتى تتحقق الفوائد التي تثبتها الأبحاث. ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى تعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص؛ لضمان أن تنعكس نتائج الدراسات على حياة المرضى اليومية.

وفي ختام اللقاء، شدَّد لارسن على أن إتاحة العلاج بشكل أوسع تتطلب مبادرات مثل توطين التصنيع ونقل التكنولوجيا، مستشهداً بالشراكة مع شركة «Lifera»، الشركة الوطنية للاستثمارات الدوائية المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع الأدوية وضمان استدامة المنظومة الصحية وتحسين فرص وصول المرضى إلى العلاج بتكلفة مناسبة.

وأكد أن هذه الجهود تتناغم مع الاستراتيجية الوطنية للصحة والابتكار ضمن «رؤية المملكة 2030»، الهادفة إلى بناء نظام صحي متكامل قائم على الشراكات والابتكار وتوطين الحلول بما ينعكس إيجاباً على صحة الفرد والمجتمع.

أبحاث السكري

وأكدت الأبحاث الجديدة على حدوث نقلة نوعية في الدمج بين العلاجات.

• علاجات مزدوجة وفاعلية مضاعفة. من أبرز ما عُرض في المؤتمر دراسة حديثة تناولت فاعلية المزج بين دواء «Icovamenib» وهو مثبط إنزيم مينين (menin) ودواء «Semaglutide, Wegovy» وهو من فئة «GLP-1». وهذه التركيبة الجديدة حقَّقت خفضاً أكبر في مستويات الغلوكوز بالدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مع خفض ملموس في مؤشر «HbA1c»، وتحسّن في حساسية الإنسولين ووظائف خلايا بيتا. والأهم من ذلك أن هذه التركيبة أسهمت في فقدان الوزن مع المحافظة على الكتلة العضلية، وهو ما يُشكِّل نقلةً نوعيةً في علاج مرضى السكري على المدى الطويل.

• حماية خلايا بيتا في السكري من النوع الأول. سلطت أبحاث عدة الضوء على أهمية التدخل المبكر في مرض السكري من النوع الأول، خصوصاً في مرحلة التشخيص المبكر، حيث يمكن لبعض العلاجات التجريبية أن تقلل من تدهور خلايا بيتا المنتجة للإنسولين. هذه النتائج تعزِّز الآمال في تحسين السيطرة على المرض وتأخير الحاجة للإنسولين لفترات أطول.

• النتائج القلبية الوعائية - أولوية كبرى في الأبحاث. شهد المؤتمر عرض نتائج جديدة حول أدوية مثل «Tirzepatide» مقارنة بـ«Dulaglutide»، خصوصاً فيما يتعلق بالنتائج القلبية الوعائية، فقد أظهرت البيانات المحدثة أن بعض الأدوية الجديدة لا تكتفي بخفض السكر فحسب، بل تسهم كذلك في تقليل مخاطر أمراض القلب، وهي من أبرز أسباب الوفيات بين مرضى السكري.

طرح مفاهيم جديدة مثل تقليل «ضوضاء الطعام» و«تحسين تركيبة الجسم» بهدف تحسين جودة الحياة

أبحاث السمنة

• التركيب الجسدي وجودة الحياة. لم يعد إنقاص الوزن الهدف الوحيد، بل أصبح الباحثون يهتمون أيضاً بتأثير الأدوية على جودة تكوين الجسم؛ أي خفض الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية. وقد أظهرت دراسة «STEP-UP» أن فقدان الدهون (25 في المائة) تفوَّق على فقدان الكتلة العضلية (7 في المائة)، وهو ما يُترجَم إلى تحسين اللياقة والصحة العامة بدلاً من فقدان عضلي ضار.

• الجرعات العالية - نتائج أوضح. أظهرت دراسات علمية أن استخدام جرعات أعلى (7.2 ملليغرام أسبوعياً) من دواء «Semaglutide» أدى إلى فقدان وزن أكبر وتحكم في الشهية أفضل، ما يدعم توجه تطوير بروتوكولات علاجية أكثر تخصيصاً وفق احتياجات كل مريض.

• الجيل الجديد من العلاجات. استحوذت السمنة على محور بارز في جلسات المؤتمر، نظراً لارتباطها الوثيق بالسكري. من بين الأبحاث المميزة ما قدمته شركة «Metsera» حول أدوية أميلين طويلة المفعول مثل «MET-233i» التي أظهرت قدرة عالية على خفض الوزن بفاعلية وتحمّل جيد من قِبل المرضى، خصوصاً عند دمجها مع أدوية أخرى مثل «GLP-1».

فوائد دواء سيماغلوتايد لا تقتصر على إنقاص الوزن وضبط مستويات سكر الدم فحسب بل تمتد أيضاً إلى حماية القلب والكلى والكبد

توصيات المؤتمر خريطة طريق للمستقبل

خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات العلمية التي يمكن أن تسهم في تحسين إدارة مرضَي السكري والسمنة مع جودة الحياة:

- تشجيع استخدام العلاجات المركبة، التي أثبتت فاعليتها في تحسين المؤشرات الحيوية وخفض المضاعفات.

- تصميم بروتوكولات علاجية مخصصة، تراعي الفروقات بين المرضى من حيث العمر، الوزن، والأمراض المصاحبة.

- إدراج تقييم تكوين الجسم، (الكتلة الدهنية مقابل العضلية) بوصفه جزءاً أساسياً من متابعة المرضى.

- التدخل المبكر في السكري من النوع الأول، الحفاظ على خلايا بيتا المنتجة للإنسولين يمثل أولوية في المرحلة المقبلة.

- دمج نمط الحياة الصحي مع الأدوية، الغذاء المتوازن والنشاط البدني يظلان حجر الزاوية في أي خطة علاجية.

- إجراء دراسات طويلة الأمد لرصد سلامة وفاعلية العلاجات الحديثة وضمان قابليتها للاستخدام العملي.

- وضع استراتيجيات للوصول العادل إلى الأدوية الحديثة عبر دعم السياسات الصحية والتأمين الطبي.

- توسيع قاعدة البيانات من العالم الحقيقي «Real-World Evidence»؛ لتقييم فاعلية الأدوية في الممارسة اليومية خارج نطاق التجارب السريرية.

ختاماً، فقد كان مؤتمر «EASD 2025» علامةً فارقةً في مسيرة الأبحاث الخاصة بداءَي السكري والسمنة، إذ إنه أبرزَ أحدث التوجهات العلاجية، وأكد على أهمية الجمع بين الأدوية الحديثة والبرامج الوقائية، وضرورة أن تكون الرعاية شاملة ومتكاملة، تأخذ في الاعتبار صحة المريض وجودة حياته على المدى الطويل.

وفي منطقتنا العربية والخليجية، وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية، تمثل هذه التوجهات فرصةً لتعزيز استراتيجيات الوقاية والتثقيف الصحي، والمشارَكة في الأبحاث السريرية العالمية، وتبني سياسات تسمح بوصول المرضى إلى أحدث العلاجات. فالتجارب التي عُرضت في مؤتمر فيينا لا تُعدّ مجرد إنجاز علمي عالمي، بل هي خريطة طريق لتحسين صحة ورفاهية الإنسان أينما كان.

* استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

صحتك سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

يتوقع خبراء استمرار «كوفيد-19» في 2026، مع هيمنة متحوِّرات «أوميكرون» وأعراض مألوفة، محذِّرين من التهاون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)

ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

أظهرت دراسة واسعة أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك «بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً (بكساباي)

حرقة المعدة المتكررة قد تكون مؤشراً على حالة أخطر

تُعدُّ حرقة المعدة عارضاً مؤقتاً ومزعجاً فحسب، ولكن استمرارها فترات طويلة قد يقود إلى مضاعفات أكثر خطورة، وقد يصل في بعض الحالات إلى مراحل ما قبل السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
TT

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

بعد نحو 6 أعوام على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كوفيد-19» جائحة عالمية في عام 2020، لم يعد المرض يُصنَّف كحالة طوارئ صحية عامة، غير أن ذلك لا يعني اختفاء خطره. فالخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يزال قادراً على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

ومع تسجيل ارتفاع موسمي في أعداد الإصابات خلال أشهر الشتاء، وهو نمط بات مألوفاً، تساءلت المجلة الأميركية عن مآلات الفيروس في عام 2026: كيف سيتحوَّر؟ وما طبيعة الأعراض المتوقعة؟ وهل ما زال هناك ما يدعو للقلق؟

مرض مستمر وتأثيرات بعيدة المدى

ورغم أن شريحة واسعة من المصابين تعاني أعراضاً خفيفة، فإن فئات أخرى قد تواجه مضاعفات حادة تصل إلى دخول المستشفى أو الوفاة. كما يظل «كوفيد طويل الأمد» أحد أبرز التحديات الصحية، بعد أن أصبح من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً بين الأطفال في الولايات المتحدة.

ووفق تقديرات سابقة لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، تراوح عدد الإصابات بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025 ما بين 14.1 و20.7 مليون حالة، في حين بلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين 390 ألفاً و550 ألفاً، إضافة إلى ما بين 45 ألفاً و64 ألف وفاة. وحتى يونيو (حزيران) 2024، تجاوز عدد الوفيات الإجمالي في الولايات المتحدة 1.2 مليون شخص.

«أوميكرون» يواصل الهيمنة

ويجمع خبراء الأمراض المعدية على أن متحوِّرات «أوميكرون» ستظل المسيطرة حتى عام 2026. ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والباطني في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن جميع المتحوِّرات المتداولة حالياً تنتمي إلى عائلة: «أوميكرون» التي تواصل التحوُّر منذ سنوات.

أما أحدث هذه المتحوِّرات، فيُعرف باسم «XFG» أو «ستراتوس»، وفق ما أوضحه الدكتور توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بافالو. ويشير روسو إلى أن هذا المتحوِّر يتمتع بقدرة أكبر على التهرُّب من المناعة، سواء الناتجة عن إصابات سابقة أو عن اللقاحات، ما ساعده على الانتشار السريع.

ورغم أن «XFG» يقود موجة الإصابات الحالية، فإن الخبراء لا يستبعدون ظهور متحوِّر جديد في أي وقت، وإن كان توقيت ذلك غير محسوم.

أعراض مألوفة... ومخاطر قائمة

وتتراوح أعراض «كوفيد-19» بين الحمى والسعال وضيق التنفس، وصولاً إلى فقدان حاستَي الشم والتذوق والإرهاق وآلام الجسم، وفق بيانات مراكز السيطرة على الأمراض. ويتوقع الخبراء أن تبقى هذه الأعراض في عام 2026 على النمط ذاته، مع تفاوت حدتها تبعاً للحالة الصحية والعمر.

ويؤكد روسو أن الأطفال دون الرابعة، والحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً، ومرضى الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة، يظلون الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

هل نشهد موجات جديدة؟

يتوقع شافنر استمرار تسجيل حالات خفيفة في الغالب، ولا سيما خلال الشتاء، مع بقاء حالات شديدة تستدعي التنويم. ويرى أن الزيادة الراهنة في أعداد المرضى داخل المستشفيات تمثل مؤشراً على بدء الموجة الشتوية المعتادة.

ورغم أن الفيروس يواصل تحوُّره التدريجي داخل عائلة «أوميكرون»، فإن الخبراء يطمئنون إلى عدم ظهور متحوِّر جذري ومقلق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة. غير أن روسو يحذر من أن احتمال ظهور متحوِّر أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التهرُّب المناعي لا يزال قائماً.

اللقاحات... خط الدفاع الأهم

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات لا تزال تلعب دوراً محورياً في الحد من المرض الشديد. ويؤكد شافنر أن معظم حالات الدخول الحالية إلى المستشفيات تعود لأشخاص لم يحصلوا على التطعيمات المحدثة.

ورغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه يظل فعالاً في تقليل خطر المضاعفات الخطيرة والوفاة، وهو ما يدفع الخبراء إلى الدعوة لتوسيع نطاق التطعيم؛ خصوصاً بين الفئات عالية الخطورة.

تحذير من التهاون

ويجمع الخبراء على أن التراخي في التعامل مع «كوفيد-19» لا يزال غير مبرر. فإلى جانب خطر الوفاة، يظل «كوفيد طويل الأمد» تهديداً قائماً قد يصيب حتى الشباب الأصحاء.

ويخلص روسو إلى أن التطعيم السنوي، وربما نصف السنوي لبعض الفئات، يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل المخاطر، ولا سيما في ظل مؤشرات على احتمال عودة ارتفاع الإصابات. ويؤكد أن «الوقت الحالي هو الأنسب لحماية النفس والمحيطين بنا».


ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
TT

ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)

تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة مباشرة وأمام المستقيم، وتتكوَّن من أنسجة غدية وأنسجة ضامَّة. وتتمثل وظيفتها الأساسية في إفراز سوائل تدخل في تكوين السائل المنوي، كما تساعد عضلاتها على دفع السائل المنوي عبر الإحليل إلى خارج الجسم في أثناء القذف.

ومن الطبيعي أن يزداد حجم البروستاتا مع التقدم في العمر، إلا أنها قد تتأثر أيضاً بحالات صحية أخرى، أبرزها التهاب البروستاتا وسرطان البروستاتا.

اللحوم الحمراء والبروستاتا

ووفق موقع جامعة «كمبردج البريطانية»، أظهرت دراسة واسعة أُجريت ضمن قاعدة بيانات «يو كاي بايوبنك» البريطانية، أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، في حين لم يُلاحظ ارتباط مماثل مع إجمالي استهلاك اللحوم أو اللحوم المصنَّعة أو الدواجن.

وشملت الدراسة نحو 215 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، كانوا خالين من السرطان عند بدء المتابعة. وقد قدَّم المشاركون معلومات عن معدل استهلاكهم للحوم الحمراء والمصنَّعة والدواجن عبر استبيان إلكتروني، قبل متابعتهم صحياً لمدة متوسطة بلغت 5.6 سنة.

وخلال فترة المتابعة، شُخِّصت إصابة 4562 مشاركاً بسرطان البروستاتا. وأظهرت النتائج أن الرجال الذين تناولوا اللحوم الحمراء 3 مرات أو أكثر أسبوعياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 23 في المائة، مقارنة بمن تناولوا اللحوم الحمراء أقل من مرة واحدة أسبوعياً.

في المقابل، لم تُسجَّل أي علاقة ذات دلالة إحصائية بين خطر الإصابة بالمرض وكل من إجمالي استهلاك اللحوم، أو اللحوم المصنَّعة، أو الدواجن.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج الأولية تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا، مؤكدين في الوقت نفسه أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المستقبلية لتحليل العلاقة حسب خصائص الأورام وأنواعها.

مأكولات مفيدة للبروستاتا

ويعتمد النظام الغذائي الداعم لصحة البروستاتا إلى حدٍ بعيد على المبادئ نفسها للنظام الغذائي المفيد للصحة العامة، ولا سيما النظام الصحي للقلب.

وتشير دراسات إلى أن الإكثار من تناول الخضراوات وبعض أنواع الفاكهة والأسماك، قد يساعد في الوقاية من مشكلات البروستاتا، بما في ذلك سرطان البروستاتا.

كما أن اعتماد هذا النمط الغذائي لا ينعكس إيجاباً على صحة البروستاتا فحسب؛ بل قد يسهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب والسكري.

تشمل الأطعمة التي قد تساعد في حماية البروستاتا ما يلي:

الخضراوات الصليبية، مثل: البروكلي، والملفوف، والبوك تشوي، والكرنب، والقرنبيط، وبراعم بروكسل. وتتميز هذه الخضراوات باحتوائها على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن، إضافة إلى مركَّبات نباتية (فيتوكيميائيات) تساعد على حماية الخلايا من التلف الناتج من السموم البيئية والعمليات الكيميائية الطبيعية في الجسم.

التوتيات، مثل: الفراولة، والتوت الأسود، والتوت الأزرق، وتوت العليق. ويُعدُّ التوت مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على مكافحة الجذور الحرة الضارة، والمرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض أخرى.

الطماطم التي تحتوي على مضاد الأكسدة القوي «الليكوبين». وتشير بعض الدراسات إلى أن «الليكوبين» قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. كما أن طهي الطماطم يجعل امتصاص «الليكوبين» أسهل، ويوجه فائدته بشكل أفضل إلى البروستاتا. وتُعدُّ صلصة الطماطم، ومعجون الطماطم، والطماطم المجففة، وعصير الطماطم، مصادر جيدة له.

البقوليات، مثل: الفاصوليا، والفول السوداني، والعدس. وتحتوي البقوليات على مركَّبات نباتية تُعرف بـ«الفيتوإستروجينات»، والتي قد تساعد في إبطاء نمو الأورام في البروستاتا.


اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)
يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)
TT

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)
يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

إذا سبق أن نُصحتَ بمراقبة ضغط دمك، فمن المحتمل أنك نُصحتَ أيضاً بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المالحة. لكن ما الأطعمة المفيدة حقاً لقلبك؟

يظهر خيار غني بالبروتين في عدد من قوائم الأطعمة الموصى بها من قِبل الأطباء، وهو ليس صحياً فحسب، بل هو لذيذ أيضاً. دعونا نُلق نظرة فاحصة على ما إذا كان سمك السلمون يستحق مكاناً في نظامك الغذائي الصحي لضغط الدم.

هل سمك السلمون مفيد لارتفاع ضغط الدم؟

نعم، يُعد سمك السلمون غذاء مفيداً لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

من المعروف أن أحماض أوميغا 3، مثل EPA وDHA، الموجودة في سمك السلمون، تُقلل الالتهابات وتُحسّن وظائف الأوعية الدموية، مما يسهم في خفض ضغط الدم. كما يُعد سمك السلمون مصدراً طبيعياً للبوتاسيوم، الذي يُساعد في موازنة آثار الصوديوم، وهو أحد الأسباب الشائعة لارتفاع ضغط الدم.

إلى جانب قيمته الغذائية، يُعدّ سمك السلمون خياراً ممتازاً للتحكم بالوزن نظراً لغناه بالبروتين وانخفاض نسبة الدهون المشبعة فيه، مما يجعله إضافة مثالية لنظام غذائي صحي لخفض ضغط الدم. تناول السلمون بضع مرات أسبوعياً طريقة بسيطة ولذيذة للعناية بصحة القلب.

أفضل طرق تناول السلمون لخفض ضغط الدم المرتفع

يُسهم تناول السلمون في دعم صحة القلب، ولكن طريقة تحضيره لا تقل أهمية عن عدد مرات تناوله. إليك أفضل الطرق للاستمتاع بالسلمون إذا كنت تُعاني ارتفاع ضغط الدم:

اختر طرق طهي صحية

يُساعد طهي السلمون على الشوي أو الخبز أو التبخير على الحفاظ على أحماض أوميغا 3 الدهنية دون إضافة زيوت أو دهون مشبعة غير ضرورية. تجنَّب القلي أو القلي العميق أو الطهي في المقلاة مع الزبدة؛ لأن هذه الطرق قد تُقلل فوائده للقلب.

قلّل الملح

الملح وارتفاع ضغط الدم لا يجتمعان. وبدلاً من استخدام التتبيلات أو الصلصات المالحة مثل صلصة الصويا، استخدِم الثوم أو الليمون أو الشبت أو غيرها من التوابل الخالية من الصوديوم. إذا كنت تستخدم سمك السلمون المعلَّب، فاختر الأنواع قليلة الصوديوم، أو اشطفه قبل الاستخدام.

اجعل طبقك متوازناً

يُعدّ السلمون خياراً مثالياً ضمن وجبة صحية للقلب. جرّبْ تناوله مع الخضراوات الغنية بالألياف، والحبوب الكاملة مثل الكينوا أو الأرز البني، والدهون الصحية مثل الأفوكادو أو زيت الزيتون. تعمل هذه الأطعمة معاً لدعم ضغط الدم الصحي والصحة العامة.

يُمكن أن يكون السلمون خياراً ذكياً وصحياً للقلب عند إدارة ارتفاع ضغط الدم، خاصةً إذا جرى تحضيره بالطريقة الصحيحة. وسواءً أكنت تشويه على العشاء أم تضيفه إلى طبق حبوب، فإن السر يكمن في تقليل نسبة الصوديوم فيه وتناوله مع أطعمة أخرى غنية بالعناصر الغذائية. وبفضل مزيجه من الدهون الصحية والبروتين والبوتاسيوم، يُعدّ سمك السلمون إضافةً مثاليةً لنظام غذائي متوازن يدعم صحة القلب على المدى الطويل.