كشفت دراسة برازيلية عن دور بارز للشاي الأخضر في حماية العضلات من الأضرار المرتبطة بالسمنة، إلى جانب تحسين التمثيل الغذائي للسكر والحد من مقاومة الإنسولين في الجسم.
وأوضح الباحثون من جامعة «كروزيرو دو سول» في ساو باولو، أن الدراسة تركز على الدور المحتمل للشاي الأخضر كعلاج طبيعي مساعد في مواجهة السمنة والسكري من النوع الثاني، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية (Cell Biochemistry & Function).
وتُعد السمنة والسكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، ولا يقتصر تأثيرهما على زيادة الوزن أو اضطراب مستويات سكر الدم فحسب، بل يمتدان أيضاً إلى صحة العضلات.
وتؤدي السمنة إلى تراكم الدهون داخل الأنسجة العضلية، ما يُضعف قُطر الألياف ويؤدي إلى ضمور تدريجي يقلل من قوة العضلات ووظائفها. أما السكري، خصوصاً في حالة مقاومة الإنسولين، فيعوق دخول الغلوكوز إلى الخلايا العضلية ويحد من استخدامها للطاقة، مما يفاقم فقدان الكتلة العضلية ويزيد من خطر المضاعفات الأيضية.
وكرّس الفريق البحثي أكثر من 15 عاماً لدراسة تأثيرات الشاي الأخضر، حيث أظهرت النتائج أن تناول مستخلص معياري من الشاي الأخضر ساعد الفئران البدينة على خفض الوزن بشكل ملحوظ، وحسّن من حساسية الإنسولين وتحمل الغلوكوز. ويعادل هذا المقدار لدى البشر استهلاك نحو ثلاثة أكواب يومياً.
واعتمدت التجربة الجديدة على إطعام فئران التجارب ما يُعرف بـ«النظام الغذائي الغربي» الغني بالشوكولاته والحلويات والحليب المكثف لمدة أربعة أسابيع، ثم خضعت مجموعة منها لعلاج استمر 12 أسبوعاً باستخدام مستخلص الشاي الأخضر.
وخلال التجربة، لوحظ أن الشاي الأخضر لم يمنع فقط فقدان قُطر ألياف العضلات المرتبط بالسمنة، بل ساعد أيضاً على الحفاظ على بنيتها، مما يشير إلى دور وقائي ضد ضمور العضلات.
كما أظهرت التحاليل الجزيئية أن العلاج زاد من نشاط جينات رئيسية مسؤولة عن استخدام الغلوكوز في العضلات، إضافةً إلى إعادة تنشيط إنزيمات أساسية في استقلاب السكر.
وبيّنت الدراسة أن التأثير كان انتقائياً، إذ ساعد الشاي الأخضر الفئران البدينة على إنقاص الوزن دون التأثير على وزن الفئران السليمة، مما يشير إلى أنه يستهدف بيئة الجسم الغنية بالدهون الزائدة.
ووفق الفريق، فإن المستخلص الكامل للشاي الأخضر كان أكثر فاعلية من دراسة مركباته منفصلة، بفضل التآزر بين مكوناته.
وبينما تعكس النتائج إمكانات علاجية واعدة للشاي الأخضر في مواجهة السمنة والوقاية من مضاعفاتها على العضلات والتمثيل الغذائي، شدد الفريق على أن تطبيقها في البشر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة المثلى وضمان جودة المستخلصات.
وأشار الباحثون إلى أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر، كما في العادات الغذائية باليابان، قد يكون أفضل وسيلة للاستفادة من فوائده الصحية على المدى الطويل.




