كشفت دراسة جديدة عن أن استهلاك السكريات في السنوات الأخيرة زاد بشكل ملحوظ، مما يُثير مخاوف بشأن العواقب الصحية لهذا الأمر.
ويرجع فريق الدراسة هذه الزيادة في الاستهلاك إلى ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قام الباحثون بفحص بيانات مشتريات الأغذية للأسر الأميركية منذ عام 2004، مما سمح لهم بتتبع العائلات نفسها على مدى فترة طويلة. ثم قارنوا قرارات الشراء ببيانات الطقس، بما في ذلك درجتا الحرارة والرطوبة.
ووجد الباحثون أنه مع مرور السنوات وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، استهلك الناس مزيداً من السكر، معظمه على شكل مشروبات محلاة بالسكر مثل الصودا والعصير.
وكتبوا في الدراسة، التي نُشرت يوم الاثنين في «مجلة نيتشر لتغير المناخ»: «يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى فقدان الجسم كمية أكبر من الماء، مما يدفع الناس إلى الرغبة في الترطيب والتبريد. ويعني هذا، بالنسبة لكثيرين اللجوء إلى المنتجات الباردة والحلوة مثل المشروبات الغازية والآيس كريم».
ولفتوا إلى أن هذا التأثير واضح بشكل خاص في الأسر ذات الدخل المنخفض أو المستويات التعليمية المنخفضة، حيث يقضون وقتاً أقل في الأماكن المكيفة، وتزيد رغبتهم في تناول المشروبات السكرية الباردة.
وتتوقّع الدراسة أن استهلاك السكر بشكل عام قد يزداد بنحو 3 غرامات يومياً بحلول عام 2095، إذا استمر التلوث المسبِّب للاحتباس الحراري دون رادع.
وقالت بان هي، مؤلفة الدراسة والمحاضرة في علوم البيئة والاستدامة بجامعة كارديف البريطانية: «لقد نوقشت قضايا الصحة العامة المتعلقة باستهلاك السكر على نطاق واسع، لكن تفاعلها مع تغير المناخ أمر لم تتم مناقشته من قبل».
وأضافت أن صانعي السياسات حول العالم قد يحتاجون إلى النظر في سبل إدارة استهلاك السكر بوصفه جزءاً من التكيف مع تغير المناخ.
ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى مجموعة من الآثار السلبية، بما في ذلك ارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.


