كشف فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس التقنية للعلوم الصحية في الولايات المتحدة، عن تطوير دواء تجريبي جديد قد يشكل بديلاً واعداً لحقن التخسيس الشهيرة مثل «أوزمبيك».
وأوضح الباحثون أن الدواء الجديد يتميز بقدرته على إنقاص الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية، في حين أن الحقن الحالية تسبب فقداناً ملحوظاً في العضلات، ونُشرت النتائج، في دورية «Pharmacological Research».
واكتسبت حقن التخسيس، وعلى رأسها «أوزمبيك» و«مونجارو»، شهرة واسعة في السنوات الأخيرة بفضل فاعليتها في خفض الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم. وتعتمد هذه الحقن على محاكاة بعض هرمونات القناة الهضمية لتقليل الشهية وتنظيم الأكل، وهي تنتمي إلى فئة تُعرف باسم «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون 1» (GLP-1).
ورغم فاعليتها، فإن استخدامها ارتبط بآثار جانبية مثيرة للقلق، من بينها فقدان الكتلة العضلية، إضافة إلى مشكلات في الجهاز الهضمي، والتهاب البنكرياس، واضطرابات في الكلى والمفاصل، مما جعل الحاجة ملحّة إلى بدائل أكثر أماناً.
وابتكر الباحثون مركباً دوائياً جديداً أطلقوا عليه اسم (STA-013)، صُمم ليستهدف إنزيمات (EphB1) و(EphB2) و(EphB4) المسؤولة عن تطور متلازمة التمثيل الغذائي، مع تجنب التأثير على إنزيم (EphB3) الضروري لوظائف الجهاز العصبي وتجديد الأنسجة، وهو ما يقلل من احتمالية ظهور آثار جانبية غير مرغوبة.
وعند تجربة العقار على فئران مصابة بالسمنة الناتجة عن الحمية الغنية بالدهون، أظهرت النتائج انخفاضاً واضحاً في الوزن الكلي وتراجعاً في نسبة الدهون، مع الحفاظ على الكتلة العضلية. كما ساعد الدواء على تحسين مستويات السكر في الدم وتعزيز الاستجابة للإنسولين وتقليل مقاومته، إلى جانب الحد من تراكم الدهون في الكبد، مما يشير إلى إمكانية استخدامه للوقاية من مرض الكبد الدهني غير الناجم عن الكحول.
ومن اللافت أن هذه التأثيرات لم تنتج عن تقليل استهلاك الغذاء، بل عن تنظيم معدل تبادل الطاقة لدى الفئران، خصوصاً خلال فترة نشاطها الليلي.
وقال الباحث المصري الدكتور محمود سلامة، الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة بجامعة تكساس التقنية للعلوم الصحية والباحث الرئيسي للدراسة، «إن فقدان الكتلة العضلية المرتبط بحقن التخسيس مثل «أوزمبيك» و«مونجارو» قد يصل إلى 40 في المائة، ما يمثل خطراً على المدى الطويل، خصوصاً لدى كبار السن والنساء بعد انقطاع الطمث، حيث ترتفع لديهم مخاطر هشاشة العظام.
وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المركب الدوائي الجديد سجل معدلات فقدان وزن تضاهي (أوزمبيك)، لكن دون التأثير على العضلات». وحذّر سلامة من الإقبال المتزايد على تلك الحقن بسبب نتائجها السريعة خصوصاً في العالم العربي، مؤكداً أن آثارها الجانبية، خصوصاً فقدان العضلات والانسداد المعوي، تعدّ «جرس إنذار» يتطلب الحذر.
وأشار إلى أن الفريق البحثي أتم براءة اختراع أميركية للمركب الجديد، وأن هناك بالفعل شركات دوائية بدأت بالتواصل للاستفادة من هذه التكنولوجيا الدوائية، مضيفاً أن «الخطوة المقبلة تتمثل في الانتقال إلى التجارب الإكلينيكية، وهو ما يمثل بداية مسار تطوير دواء قد يغيّر مستقبل علاجات السمنة.






