تعرَّض مدير في شركة «ويذرسبونز» للحانات للفصل التعسّفي على خلفية منحه زميلاً خصماً نسبته 50 في المائة على كمية كبيرة من الطعام، وفق حُكم صادر عن محكمة.
وذكرت «الإندبندنت» أنّ الشركة كانت قد طردت بيتر كاستانيا ديفيس، بعد سماحه لعامل في المطبخ بالحصول على خصم مماثل على وجبة تضم جبن الحلوم المقلي والدجاج ومشروب طاقة «مونستر». وكان ذلك المدير «المجتهد» الذي عمل في سلسلة الحانات لأكثر من 20 عاماً وله سجل مُشرّف، يؤدّي مهمّته رئيساً لنوبة عمل في حانة «بونتلوتين» في بلدة أبيرتيليري بمقاطعة مونموثشاير في ويلز عندما وقعت الحادثة، وفق ما عرض أمام محكمة العمل.
وقِيل أمام المحكمة إنه في 31 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي قدّم وجبة «ضخمة» مؤلّفة من كميتَيْن من كلّ نوع مع خصم نسبته 50 في المائة إلى زميله، الذي أخذها إلى منزله لتناولها، وهو ما عُدَّ خرقاً لسياسة الشركة، وفق ما ورد خلال المحاكمة.
ويُسمح للعاملين بشراء الطعام بخصم 50 في المائة لأنفسهم شرط تناوله داخل الحانة. أما إذا أرادوا أخذه إلى المنزل فلا يُسمح لهم سوى بخصم نسبته 20 في المائة. ورأت شركة «ويذرسبونز» أنّ ديفيس خالف سياسة العمل، فطردته بتهمة سوء السلوك.

مع ذلك، يُرجَّح أن يحصل على تعويض بعدما عدَّت المحكمة أنّ فصله لم يكن سليماً بالنظر إلى تاريخه العملي المُشرّف. وقد حضَّت القاضية راتشيل هارفيلد، في محكمة العمل بمدينة كارديف، شركة «ويذرسبونز» وديفيس على التوصل إلى تسوية بالتعويض عبر وساطة هيئة الاستشارات والتوفيق والتحكيم. وكان ديفيس قد التحق بالعمل في «ويذرسبونز» في يوليو (تموز) 2002.
ويحقّ للعاملين الحصول على وجبة مجانية واحدة ومشروب واحد خلال مدّة عملهم اليومية، بالإضافة إلى إمكان دفع نصف ثمن أي مأكولات أو مشروبات أخرى شرط تناولها داخل الحانة. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أكّد مدير الحانة على العاملين ضرورة الالتزام الصارم بهذه القواعد بعد تزايد التجاوزات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
وفي الشهر التالي، منح ديفيس أحد زملائه وجبة تضم كميتَيْن من جبن الحلوم المقلي، وكميتَيْن من صدور الدجاج، وعلبتَيْن من مشروب الطاقة «مونستر» بخصم 50 في المائة، ليبلغ سعرها النهائي 14.50 جنيه إسترليني بدلاً من 29 جنيهاً. وقد أخذ ذلك الزميل، وهو عامل في المطبخ، الوجبة إلى منزله، فيما قال ديفيس إنه لم يكن يعلم بخروجه ومعه الطعام.
كما أظهر نظام معلومات يُعرف باسم «إنتيلي كيو»، والمُصمَّم لمراقبة أي عمليات احتيال أو مخالفات محتملة، أنّ معدل الحالات في حانة «بونتلوتين» ارتفع إلى مستوى أعلى من المعتاد.
وبعد جلسة تأديبية في فبراير (شباط) 2024، أقالته الشركة بدعوى سماحه لزميله بـ«شراء كميات كبيرة من الطعام وأخذها إلى المنزل». وقد رُفض الاستئناف الذي قدّمه على القرار.
ومع ذلك، خلصت محكمة العمل إلى أنّ فصله لم يكن قراراً صائباً بالنظر إلى التزامه الطويل وعمله الجيّد. وأشارت القاضية إلى أنه مُذنب بالتقصير والتهاون، لا بانعدام الكفاءة. وجاء في الحكم: «كانت واقعة واحدة في نوبة عمل واحدة، كان يمكن أن يُديرها بشكل أفضل. لقد كان موظفاً ذا سجل طويل في الالتزام والاجتهاد. ولم يكن قرار تثبيت الطرد في مرحلة الاستئناف منطقياً. في رأيي، جعل هذا الأمر عملية الفصل برمّتها تعسّفية وظالمة».



