في موسم الصيف، تنشط الغاليريهات الفنية بمصر في تقديم معارض جماعية، تتضمَّن مختارات للفنانين الذين عرضوا لدى «الغاليري» على مدار العام، وهو ما انطلق منه معرض «مختارات صيفية» في غاليري «نوكس» بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، ليقدم أعمال 25 فناناً من أجيال مختلفة ومدارس فنية متنوعة.
الأعمال التي تضمَّنها المعرض يبرز فيها الاتجاه نحو السريالية، كما تتسم أعمالٌ بالحس التعبيري والتأثيري، وهناك أعمال أخرى ترصد التراث الشعبي ومشاهد من الموالد، فضلاً عن قطع فنية من خامات متنوعة، تقدم أفكاراً فلسفية ورؤى جمالية انطلاقاً من الاتجاه الذي يتبناه الفنان.

الفنان أيمن لطفي، منظم المعرض، قال إن «هذا المعرض يأتي لتنشيط المعارض الجماعية في الصيف، وفي الوقت نفسه لاستعادة أعمال الفنانين الذين عرضوا لدينا طوال العام»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الفنانين المشاركين جميعهم قدموا أعمالاً مميزة تعبِّر عن الحالة الفنية التي يمثلونها، وهم 25 فناناً من أجيال مختلفة. لدينا من جيل الشباب وجيل الوسط، ومن الرواد أيضاً هناك لوحتان للفنان صلاح طاهر».

وعن أعمال الفنانين، قال: «الأعمال بها حواديت وألوان صيفية ومشاهد شعبية قدمها إبراهيم البريدي، وسامي عبد الله، وأحمد عمر بأعمال مرتبطة بالهوية المصرية، والميزة في المعارض الجماعية أن المتلقي أو الزائر يجد بها كل المدارس الفنية تقريباً من تجريدية وتكعيبية وتعبيرية وسريالية وغيرها».

وقدَّم الفنان أحمد رفعت عدداً من أعماله الشهيرة بعجينة الورق، وكان قد عرض أعماله من قبل في «بينالي فينيسيا»، كما قدَّم الفنان فواز، وهو من أشهر فناني الكوميكس عربياً، أعمالاً يغلب عليها الطابع التعبيري، فضلاً عن الروح السريالية عبر رسم شخوص في مشهد ضبابي، أو فتاة بأزياء وهي تمسك بفراشة.

من جانبه، أبدى الفنان فواز سعادته بالمشاركة في المعرض، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعد 40 عاماً من العمل في فن الكوميكس، يجذبني الحنين لتقديم أعمال فنيةمختلفة، وأستعيد من خلالها ذكريات أول معرض قدمته بلوحات فنية عام 1979». وأشار فواز إلى أنه قام برسم لوحتين خصيصاً للمشاركة في هذا المعرض الجماعي الذي شارك فيه بـ3 لوحات. وقال: «اللوحات يغلب عليها الطابع السريالي، وهناك لوحة رسمتها لفتاة وفراشة أراها تحمل معاني كثيرة». وتابع: «بخلاف الكاريكاتير الذي تخصصت فيه وتركزت فيه أعمالي، كنت ميالاً للرمزية والسريالية، فقد رسمت لوحات وعرضتها من قبل في معرض بالهناجر، كما أشارك في صالون الأهرام بلوحتين، إحداهما كاريكاتير، وأخرى سريالية رمزية».

ومن الفنانين الذين شاركوا أيضاً طارق كمال، وطارق عبد العظيم، وسامي عبد الله، ونوران منصور، وسمر كامل، ونادية وهدان، وأميمة السيسي، وبيريت بطرس غالي، ونشوى عزام، والفنانة نازلي مصطفى، وقدم كل منهم لوحات تعبِّر عن حالة فنية مميزة، وفق منظم المعرض.

الفنان إبراهيم البريدي، أحد المشاركين في المعرض، قال إنه اختار أن يقدم عملين هما «أنا شجيع السيما» و«التارة» اللذين استوحاهما من أوبريت «الليلة الكبيرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «اللوحتان مرسومتان بطريقة المرج خيط التي ابتكرتها، باستخدام قصاقيص القماش والخيط، وهو فن يعتمد على الروح التلقائية، والألوان الزاهية، وإبراز المشاعر الفطرية من خلال المشاهد التي أقدمها». وأوضح أنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها مع «نوكس غاليري»، ولكنه قدَّم من قبل معرض «المولد» أو «الليلة الكبيرة».

ويزخر المعرض بكثير من الأعمال التي تعبِّر عن اتجاهات فنية مختلفة، من بينها أعمال نحتية وأعمال بعجينة الورق، فضلاً عن التصوير الزيتي، والإكريلك، والتصوير الفوتوغرافي.








