«منتدى الأفلام السعودي» يعود في أكتوبر بـ«لقاء يغير المشهد»

هيئة الأفلام تعلن قرب انطلاقته... وتصفه بـ«منصة عالمية»

يشكل المنتدى منصة سينمائية عالمية في قلب الرياض (الشرق الأوسط)
يشكل المنتدى منصة سينمائية عالمية في قلب الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى الأفلام السعودي» يعود في أكتوبر بـ«لقاء يغير المشهد»

يشكل المنتدى منصة سينمائية عالمية في قلب الرياض (الشرق الأوسط)
يشكل المنتدى منصة سينمائية عالمية في قلب الرياض (الشرق الأوسط)

تستعد العاصمة الرياض لاستضافة منتدى الأفلام السعودي في نسخته الثالثة، خلال الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، تحت شعار «لقاء يغير المشهد»، في خطوة تعكس تسارع الحراك السينمائي المحلي، وسعي المملكة إلى ترسيخ موقعها بوصفها محوراً إقليمياً لصناعة الأفلام، ومنصة جاذبة لصناع القرار والمبدعين والمستثمرين على حد سواء.

المنتدى، الذي تنظمه هيئة الأفلام، يهدف إلى جمع أبرز الفاعلين في قطاع السينما على المستويين المحلي والدولي، لخلق فرص أعمال جديدة، وتمكين الشراكات، وبناء مشاريع تنافس على المستوى العالمي، بما يسهم في تعزيز البنية التحتية لقطاع الأفلام السعودي، ودعم إنتاج أعمال سينمائية ذات جودة عالية وقيمة فنية.

منصة عالمية

يُعرف المنتدى بأنه منصة عالمية تجمع جهات فاعلة في صناعة الأفلام، من شركات إنتاج واستوديوهات، إلى موزعين ومهرجانات سينمائية ومؤسسات تمويل، بما يسهم في خلق بيئة عمل متكاملة. ويسعى إلى تمكين الشركات المحلية وتعزيز قدراتها، من خلال توفير قنوات للتواصل مع شركاء إقليميين ودوليين، وفتح آفاق التعاون المشترك لإنتاج وتوزيع الأفلام.

كما يشكل منتدى الأفلام السعودي فرصة للإلهام والإثراء الإبداعي، حيث يقدم جلسات حوارية وورش عمل متخصصة، ويتيح للمبدعين الشباب التواصل مع أسماء بارزة في الصناعة، بما يسهم في صقل مهاراتهم وتوسيع مداركهم الفنية والتقنية.

وتتمثل أهدافه في جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات محلياً ودولياً، والترويج لمقومات المملكة وإمكاناتها الفريدة في مواقع التصوير والبنية التحتية، إضافة إلى إبراز مكانتها بوصفها مركزاً إقليمياً لصناعة السينما في الشرق الأوسط. كما يوفر المنتدى منصة لتبادل الخبرات بين محترفي الصناعة، وتمكين الشركات المحلية وصناع الأفلام من الوصول إلى أسواق جديدة.

شهدت النسخة الماضية من المهرجان حضوراً كبيراً ومشاركات فاعلة (الشرق الأوسط)

برنامج المنتدى

يتضمن برنامج المنتدى معرضاً يضم أكثر من 130 جهة محلية ودولية، تغطي مختلف جوانب سلسلة القيمة في صناعة الأفلام، من التطوير والتمويل إلى الإنتاج والتوزيع والعرض. وسيشهد أيضاً إقامة أكثر من 30 جلسة حوارية وورشة عمل متخصصة، بمشاركة خبراء وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم.

كما يقدم المنتدى فعاليات مصاحبة تفاعلية في قطاع الأفلام والقطاعات ذات العلاقة، إضافة إلى مؤتمر متخصص يناقش أبرز محاور قطاع الأفلام، من الابتكار في أساليب السرد والإنتاج، إلى التقنيات الحديثة في التصوير والمؤثرات البصرية، وسبل تعزيز التوزيع الدولي للأفلام السعودية.

النسخة الثالثة

تحمل النسخة الثالثة من المنتدى خصوصية لكونها تأتي في مرحلة تشهد فيها صناعة الأفلام السعودية نمواً متسارعاً، مدعوماً بإطلاق مشروعات سينمائية كبرى، وتزايد عدد دور العرض، وارتفاع الإنتاج المحلي.

كما تتزامن مع تحقيق الأفلام السعودية حضوراً في مهرجانات دولية مرموقة، وهو ما يضع المنتدى في موقع محوري لتوجيه هذا الزخم نحو بناء صناعة مستدامة.

ويعكس الشعار «لقاء يغيّر المشهد» التوجه نحو صناعة تأثير ملموس، ليس فقط في المشهد المحلي، بل أيضاً في الخريطة السينمائية العالمية، من خلال تعزيز الروابط مع الأسواق الخارجية، وتبادل الخبرات، واستقطاب استثمارات طويلة الأمد.

يشار إلى أن النسخة الثانية من المنتدى التي أقيمت العام الماضي، حققت نجاحاً واسعاً، حيث شهدت مشاركة مئات الخبراء وصناع الأفلام، وممثلين عن مؤسسات سينمائية من أكثر من 40 دولة. وتم خلالها توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الإنتاجية، التي أسهمت في إطلاق مشاريع مشتركة بين شركات سعودية وعالمية.

وتميزت الدورة الماضية بتقديم عروض حصرية لأفلام قيد الإنتاج، وتنظيم جلسات نقاشية مع صناع أفلام عالميين، تناولت موضوعات مثل دور التقنيات الحديثة في تطوير الصناعة، وأهمية القصص المحلية في الوصول إلى الجمهور الدولي، حيث أسهمت تلك التجربة في ترسيخ مكانة المنتدى كحدث محوري في أجندة السينما العربية.


مقالات ذات صلة

فيلم «الست» يقدم عرضه الأول في الرياض بحضور أبرز أبطال العمل

يوميات الشرق حضور كبار النجوم افتتاح العرض الأول لفيلم «الست» في الرياض (موسم الرياض)

فيلم «الست» يقدم عرضه الأول في الرياض بحضور أبرز أبطال العمل

شهدت العاصمة السعودية العرض الأول لفيلم «الست»، الذي يتناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم، في حدث فني رعته الهيئة العامة للترفيه (GEA)، و«موسم الرياض».

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق الممثل البريطاني خلال حضوره في مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

نيكولاس هولت: أطمح في تقديم عمل سينمائي حول سباقات السيارات

شهدت الجلسة التي استضاف فيها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» في جدة الممثل البريطاني نيكولاس هولت حديثاً مفتوحاً كشف عن جانب من مرحلة جديدة يمر بها في مسيرته.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق ‎⁨المخرج دارين أرونوفسكي خلال الجلسة (تصوير: إيمان الخطاف)

دارين أرونوفسكي في «البحر الأحمر»: جبل قارة موقع سينمائي

أبدى المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي انبهاره بمدينة الهفوف (شرق السعودية)، وذلك خلال زيارته الأخيرة لها، خصوصاً أمام التكوينات الصخرية البديعة لجبل قارة.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق الأسرة مجتمعةً لمُشاهدة إحدى المباريات ضمن أحداث الفيلم (إدارة المهرجان)

أبو بكر شوقي يعود بفيلم يتتبَّع مصر من الهزيمة إلى التحوّلات الكبرى

يُعرض الفيلم في مسابقة «البحر الأحمر» للأفلام الطويلة...

انتصار دردير (جدة)
سينما شهد أمين في حوار معها من داخل مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)

شهد أمين لـ«الشرق الأوسط»: «هجرة» يكسر نموذج المرأة الواحدة

بين حضور دولي، بدأ مع فيلم «سيدة البحر» عام 2019، وصولاً إلى اختيار فيلمها الجديد «هجرة» لتمثيل السعودية في سباق الأوسكار 2026، تبدو المخرجة السعودية شهد أمين

إيمان الخطاف (جدة)

أحمد العوضي يُروج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»

أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
TT

أحمد العوضي يُروج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»

أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)

بدأ الفنان المصري أحمد العوضي الترويج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»، الذي انطلق تصويره قبل عدة أسابيع، وذلك عبر مسابقة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتاد العوضي على إطلاق المسابقات منذ عامين، وشهدت إقبالاً واسعاً من جمهوره ومتابعيه، حتى وصلت مسابقاته «السوشيالية» إلى 74 مسابقة، حسبما أعلن على حسابه بـ«فيسبوك».

وكتب العوضي سؤال المسابقة الجديدة، مؤكداً أن «30 شخصاً وصفهم بإخوته سيفوزون بمبلغ 10 آلاف جنيه». ورغم بساطة السؤال وهو «اسم مسلسله رمضان القادم الذي تم الإعلان عنه من قبل»، سأل العوضي السؤال نفسه: «ما اسم مسلسل رمضان القادم؟ وكانت الخيارات هي (علي كلاي... أم علي كلاي... أم علي كلاي)»، إلا أن بعض التعليقات أخذت المسابقة لجانب «كوميدي ساخر»، مؤكدين أنه سؤال صعب ولا يمكنهم الإجابة عليه، وغير ذلك من الردود التي اعتبرت سؤال العوضي تيسيراً على جمهوره من أجل الفوز، بينما أكد العوضي أن إعلان الأسماء الفائزة سيكون بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وتعليقاً على المسابقات الترويجية «السوشيالية»، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «من حق كل فنان اختيار الوسيلة التي يروج بها لأعماله، فكل ما هو متاح ولا يخرج عن القواعد والآداب العامة من حق كل شخص استغلاله وتجربته، وحدث من قبل في أعمال عدة قديمة وحديثة، طالما أن المسابقة لا تحمل في مضمونها أي تجاوز أو إسفاف».

أحمد العوضي (حسابه على موقع فيسبوك)

ويشارك في بطولة مسلسل «علي كلاي»، الذي ينتمي لنوعية الدراما الشعبية، الفنانة درة، ويارا السكري، وعصام السقا، بالإضافة لنخبة كبيرة من النجوم، إخراج محمد عبد السلام، وتأليف محمود حمدان الذي تعاون من قبل مع العوضي في مسلسلي «حق عرب» و«فهد البطل».

وبجانب مسابقات العوضي الشهيرة، أطلق فنانون آخرون مسابقات أيضاً على حساباتهم بمواقع التواصل بهدف الترويج لأعمالهم الفنية، من بينهم حسن أبو الروس الذي أعلن عن جائزة مليونية لمن يخمن اسم من سيشاركه في أغنيته الجديدة حينها، وكذلك محمد رمضان الذي أعلن عن مسابقات عدة على حساباته باعتبارها نوعاً من الدعاية لأغنياته.

وفي حوار سابق لـ«الشرق الأوسط»، تحدث أحمد العوضي عن علاقته بجمهوره وهدفه من إطلاق مسابقات فنية عبر حساباته بمواقع التواصل بين الحين والآخر، مؤكداً أن حرصه على ذلك يأتي من منطلق سعيه لأن تكون السعادة متبادلة مع جمهوره الذي يعتبره شريكاً أساسياً في ماله ونجوميته، وكان داعماً له وصنع اسمه منذ بدايته، وأن ما يفعله ينبع من قلبه وعقله تجاه جمهوره الذي يحب مساندته.

من جانبه، أبدى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، رفضه لهذه الظاهرة التي تم اختراعها، وانتشرت بكثافة في عصر السوشيال ميديا، وفق قوله، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنها «عنصر جذب بالإكراه، لأنها ستكون سبباً في زيادة عنصر المشاهدة أثناء البث لمتابعة مستجدات المسابقة ومحاولة الفوز».

وأضاف سعد الدين أن «العمل الجيد يفرض نفسه، ويجتذب الجمهور بعيداً عن هذا التوجه، فبرغم مساندة هذه المسابقات في تحقيق جزء من المشاهدات، فإنها لن تستمر في مهمتها حتى النهاية مهما اخترع الصناع من مسابقات، فما يستمر هو المحتوى الجيد».


فيلم «الست» يقدم عرضه الأول في الرياض بحضور أبرز أبطال العمل

حضور كبار النجوم افتتاح العرض الأول لفيلم «الست» في الرياض (موسم الرياض)
حضور كبار النجوم افتتاح العرض الأول لفيلم «الست» في الرياض (موسم الرياض)
TT

فيلم «الست» يقدم عرضه الأول في الرياض بحضور أبرز أبطال العمل

حضور كبار النجوم افتتاح العرض الأول لفيلم «الست» في الرياض (موسم الرياض)
حضور كبار النجوم افتتاح العرض الأول لفيلم «الست» في الرياض (موسم الرياض)

شهدت العاصمة السعودية العرض الأول لفيلم «الست»، الذي يتناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم، وذلك خلال حدث فني رعته الهيئة العامة للترفيه (GEA)، و«موسم الرياض»، و«صندوق Big Time للأفلام»، وبحضور أبطال الفيلم وتفاعل ممثلي ووسائل الإعلام العربي، لتغطية العرض الخاص الذي يعد واحداً من أبرز الإنتاجات السينمائية العربية لعام 2025.

وأعرب مروان حامد مخرج العمل، عن رضاه الكبير لتفاعل الجمهور بعد عرض البرومو (المقطع الترويجي القصير)، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نحترم جميع ردود الأفعال بشكل كبير جداً بجميع الطرق، وجمهور الرياض كان متفاعلاً ومنفتحاً على التجربة، وهذا ما أسعدنا كثيراً».

وكشف المخرج عن أن العمل على فيلم السيرة الذاتية لكوكب الشرق، واجه تحديات استثنائية، مشيراً إلى أن الفيلم يجمع بين عدة عناصر صعبة التنفيذ، وأضاف: «التحديات بالطبع كانت كبيرة؛ فالفيلم يتناول سيرة سيدة ذكية امتدت تجربتها عبر عصور مختلفة، بالإضافة إلى الجانب الغنائي الذي تطلّب معالجة دقيقة، وكل هذه العناصر احتاجت إلى وقت طويل في التفكير والبحث».

المخرج مروان حامد خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

وأوضح حامد أن مراحل إنتاج الفيلم امتدت لأكثر من 3 سنوات، شملت التفكير والبحث العميق، وكتابة السيناريو، مروراً بمرحلة التحضير والتصوير، ثم مراحل ما بعد الإنتاج، وصولاً إلى النسخة النهائية للفيلم، وقال: «استغرقنا وقتاً كبيراً جداً لضمان تقديم عمل يحترم الشخصية، ويقدم للجمهور تجربة سينمائية متكاملة».

ويقدم فيلم «الست» سيرة حياة الفنانة أم كلثوم، والصعوبات التي واجهتها في دخول عالم الغناء، والصراعات الداخلية والتضحيات التي خاضتها، وصولاً إلى تحولها إلى أيقونة فنية عربية.

والفيلم من إخراج مروان حامد وسيناريو أحمد مراد، وتؤدي منى زكي دور أم كلثوم، بينما يجسد عمرو سعد شخصية جمال عبد الناصر، كما يشارك في العمل كل من حنان مطاوع في دور صديقة أم كلثوم المقربة، وأحمد داش في دور الملحن والموزع الموسيقي.

تؤدي الفنانة منى زكي دور أم كلثوم (موسم الرياض)

وفي الفيلم، يعيد المخرج مروان حامد تقديم رؤية بصرية غنية تجمع بين الدراما والغناء، مستعرضاً سيرة حياة أيقونة موسيقية عربية ومصرية وذلك منذ طفولتها حتى تحولها إلى رمز فني خالد.

ويجمع العمل بين الدراما والغناء، مع التركيز على الجانب الإنساني للفنانة، بما في ذلك طموحاتها، واختياراتها الصعبة، وعلاقاتها بمحيطها الفني والاجتماعي، ويروي الفيلم رحلة أم كلثوم من فتاة ريفية إلى صوتٍ خالد في العالم العربي.

ومن المتوقع أن يستمر عرض الفيلم في عدد من العواصم العربية بعد انطلاقته من الرياض، وسط توقعات بأن يحظى باهتمام نقدي وجماهيري واسع، بوصفه أحد أبرز الأعمال السينمائية العربية المعاصرة.


مصر: نفي تطبيق زيادة رسوم التأشيرة يعالج مخاوف تأثيرها على السياحة

المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: نفي تطبيق زيادة رسوم التأشيرة يعالج مخاوف تأثيرها على السياحة

المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جاء نفي وزارة السياحة والآثار المصرية لأخبار تزعم تطبيق رفع رسوم تأشيرة الدخول إلى البلاد من 25 دولاراً إلى 45 دولاراً، ليعالج مخاوف من تأثير الأمر على تدفق السياحة من الخارج، في وقت تشهد فيه البلاد انتعاشة سياحية لافتة، لا سيما عقب افتتاح المتحف الكبير قبل نحو 40 يوماً.

وأكدت الوزارة، في بيان، الاثنين، أن الأخبار التي نشرت بهذا الصدد في إطار تعديلات تشريعية صدرت بالقانون رقم 175 لسنة 2025 المُتعلق بـفرض رسم لمباني وزارة الخارجية، هي أنباء عارية تماماً من الصحة، وأنه لم يتم اتخاذ أي قرارات تنفيذية تخص زيادة رسوم تأشيرة الدخول إلى مصر، موضحة أن ما تم اتخاذه من قرارات في الوقت الحالي هو تحديد الحد الأقصى فقط لرسوم التأشيرة وليس تطبيق زيادتها.

وشددت «السياحة والآثار»، في بيانها، على أن ما يتم تداوله هو مجرد شائعات، مؤكدة أن أي معلومات تتعلق بتأشيرات الدخول أو غيرها يتم الإعلان عنها، كما هو معتاد، عبر بيانات رسمية تصدر عن الجهات التنفيذية المعنية بالدولة.

إقبال على المقاصد السياحية بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

ووفق قرار نشرته «الجريدة الرسمية»، الثلاثاء، صدّق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على القانون رقم 175 لعام 2025، ويتضمن تعديلات تشريعية على القانون 212 لسنة 1980 الخاص بفرض رسم لمباني وزارة الخارجية بالخارج، ونصت التعديلات على «فرض رسم لا يجاوز مبلغ خمسين جنيهاً مصرياً (الدولار يساوي نحو 47.6 جنيه) على كل تصديق تجريه الوزارة المختصة بالشؤون الخارجية في داخل جمهورية مصر العربية، ويُفرض رسم لا يجاوز مبلغ عشرين دولاراً أميركياً أو ما يعادله بالعملات الأجنبية في الخارج على كل تأشيرة دخول أو مرور تجريها السلطات المصرية بمنافذ الدخول، وعلى كل تأشيرة أو عمل قنصلي يجرى بمعرفة سفارات وقنصليات جمهورية مصر العربية في الخارج»، مع العلم أن تأشيرة الدخول إلى مصر حالياً 25 دولاراً.

وأشاد رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بمحافظة الأقصر، ثروت العجمي، بهذا النفي والتوضيح من وزارة السياحة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا البيان يؤكد حرص الوزارة على زيادة أعداد السائحين الوافدين وتنشيط السياحة»، وأشار إلى أن قرار إعفاء سائحي الأقصر وأسوان عبر رحلات «الشارتر» من رسوم الدخول في صيف العام الماضي، «كان ناجحاً جداً؛ إذ أسهم في زيادة معدلات السياحة بالمدينتين»، وفق عجمي، مضيفاً أن «الوزير حين زار الأقصر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واطّلع على الأعداد بعد القرار قال إنه سيدرس تطبيق هذا القرار العام المقبل أيضاً لتنشيط السياحة، والعمل على زيادة رحلات الشارتر إلى الأقصر وأسوان».

رحلات الطيران للمقاصد المصرية شهدت تسهيلات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتعدّ السياحة من القطاعات الرئيسية بالنسبة للدخل القومي المصري، وحققت البلاد إيرادات من هذا القطاع في العام الماضي تزيد على 14 مليار دولار، واستقبلت نحو 15.7 مليون سائح، وتستهدف استقبال نحو 19 مليون سائح بنهاية العام الحالي، وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار أكد خلالها النمو الملحوظ في عدد السائحين الوافدين بنسبة تصل إلى 20 في المائة بنهاية 2025، مما يعزز مكانة مصر بوصفها وجهة سياحية عالمية متميزة.

ويأتي هذا التوضيح «استجابة للمخاوف التي أثيرت بشأن تأثير أي زيادة محتملة على حركة السياحة الوافدة، لا سيما في ظل النمو الملحوظ الذي يشهده القطاع خلال الفترة الأخيرة»، وفق الخبير السياحي، أيمن الطرانيسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «النفي الرسمي يهدف إلى طمأنة الشركاء الدوليين وشركات السياحة، والتأكيد على التزام الدولة بالحفاظ على تنافسية المقصد المصري، ودعم انسيابية دخول السائحين، كما يشدد على استمرار السياسات المحفزة لجذب الوفود وتنشيط القطاع، بما يعزز ثقة الأسواق العالمية باستقرار بيئة السفر إلى مصر».

السياحة المصرية تعتمد على تنوع مقاصدها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتصنف مصر ضمن أفضل 25 دولة عالمياً في الأداء السياحي، وتعد الأولى أفريقيا للعام الثالث على التوالي، وفق تقرير لشركة «بلوم» الاستشارية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، عن عام 2024 - 2025، حيث سجّل نشاط السياحة معدل نمو بلغ 13.8 في المائة.

ويرى الخبير السياحي المصري، محمد كارم، أن «نفي الحكومة أي زيادة على رسوم التأشيرة يعد خطوة محسوبة ومؤثرة على القطاع السياحي لعدة أسباب؛ أولها القدرة التنافسية لمصر، فالدول التي تنافس مصر سياحياً مثل تركيا واليونان وقبرص والأردن تعتمد بشكل كبير على استقرار الرسوم والتسهيلات التي تقدمها للسائحين»، ولفت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «انتشار الخبر عن زيادة الرسوم ممكن أن يصنع حالة قلق لدى منظمي الرحلات، والنفي السريع للخبر تفادى هذا الأمر، ووجّه رسالة طمأنة للجميع».

وتستهدف مصر جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2031 من خلال زيادة الاستثمارات في القطاع السياحي، خصوصاً بعد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تشير التوقعات إلى جذبه نحو 5 ملايين سائح سنوياً، بالإضافة إلى الأنماط السياحية الأخرى والتي أطلقت الوزارة حملة ترويجية لها تحت عنوان «مصر... تنوع لا يضاهى».