لصيف خال من اللدغات... 5 نصائح لإبعاد البعوض

البعوض يُلقب بـ«القاتل الأول للبشرية على مر التاريخ» (رويترز)
البعوض يُلقب بـ«القاتل الأول للبشرية على مر التاريخ» (رويترز)
TT

لصيف خال من اللدغات... 5 نصائح لإبعاد البعوض

البعوض يُلقب بـ«القاتل الأول للبشرية على مر التاريخ» (رويترز)
البعوض يُلقب بـ«القاتل الأول للبشرية على مر التاريخ» (رويترز)

بالنسبة لمحبي فصل الصيف ومرتادي الشواطئ في الفصل الحار، قد يكون أخطر مفترس في الطبيعة ينغص عليهم صفو الاستجمام بحجم حبة العدس... إنه البعوض.

وفقاً لما نقلت شبكة «سي إن إن» عن المؤرخ الدكتور تيموثي سي. وينغارد، فإن البعوض يُلقب أيضاً بـ«القاتل الأول للبشرية على مر التاريخ»، وتودي هذه الحشرة المفترسة بحياة أكثر من مليون شخص سنوياً بنقلها أمراضاً قاتلة.

أينما ذهب البشر، تبعهم البعوض. لدغاته المثيرة للحكة ومسببات الأمراض التي يحملها سيئة السمعة، كما أن هذه الحشرات مسؤولة عن العديد من أهم نقاط التحول في تاريخ البشرية، كما يقول وينغارد، مؤلف كتاب «البعوضة: تاريخ بشري لأخطر مفترس لدينا».

وقال وينغارد لـ«سي إن إن»: «لقد شكّلت الملاريا والحمى الصفراء رحلتنا التاريخية من تطور أسلافنا من البشر... وحتى يومنا هذا».

لا يزال تأثير البعوض على التاريخ محسوساً بعمق في الوقت الحاضر. ويموت أكثر من نصف مليون شخص سنوياً بسبب الملاريا وحدها، وقد عانت المناطق الموبوءة بالمرض مالياً نتيجةً لذلك.

يكافح البشر البعوض منذ آلاف السنين، وفي ذروة موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي، قدّم وينغارد بعض الأفكار حول كيفية إبعاده هذا الصيف.

وفقاً لوينغارد، «خمسة وثمانون في المائة مما يجعلك جذاباً أو أقل جاذبية للبعوض مُبرمجة مسبقاً في لوحة الدوائر الوراثية الخاصة بك».

ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التحكم في البعوض. لديه هذه النصائح الخمس.

كن هادئاً

بالإضافة إلى استخدام الرؤية الحرارية، يصطاد البعوض البشر بشكل أساسي من خلال الشم.

وقال وينغارد إن البعوض «يمكنه شم ثاني أكسيد الكربون من مسافة تزيد على 60 متراً».

وأضاف: «لذلك، إذا كنت تمارس الرياضة أو تتنفس بصعوبة، فسوف يشم ذلك وينجذب إليه».

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالية تُسهّل على البعوض اكتشاف الإشارات الحرارية، لذلك نصح وينغارد بالحفاظ على برودة جسمك قدر الإمكان.

ينطبق هذا أيضاً على ملابسك. وقال: «الملابس الداكنة تحتفظ بالحرارة أكثر نسبياً»، لذا يُفضل اختيار ملابس ذات ألوان فاتحة وأكمام طويلة لإبعاد البعوض.

اصنع درعاً واقية

يُعدّ استخدام طارد الحشرات هو المعيار الذهبي لمكافحة البعوض، ولكن إذا لم تكن حذراً عند استخدامه، فقد تُعرّض نفسك للدغات.

وقال وينغارد، في إشارة إلى أنثى البعوض، وهي مصاصة الدماء: «أعرف أشخاصاً يدهنون أنفسهم بالرغوة، لكنهم يغفلون عن هذه البقعة الصغيرة على ظهرهم، وستجد الشق في درعنا الواقي».

طارد البعوض ليس كالعطور، حيث تكفي بضع رشات لتغطية الجسم بالكامل. إذا كنت ترش، فتأكد من دقته.

وأضاف وينغارد: «لا يزال طارد الحشرات الكيميائي (DEET) هو المعيار الذهبي، بينما زيت الأوكالبتوس الليموني خيار مشتق من النباتات».

لمزيد من الأمان، أشار وينغارد إلى أن بعض الملابس تأتي مُعالجة مسبقاً بمبيد حشري مُخصص للبعوض يُسمى بيرميثرين.

انتبه للماء!

تُوفر أيام السباحة والمشروبات الباردة في الهواء الطلق راحةً من الحر للبشر، لكنها تجذب البعوض بنفس القدر. تضع إناث البعوض بيضها في المياه الراكدة - ولا تحتاج إلى الكثير.

وأوضح وينغارد أنه «سواءً كانت بركة أو جدولاً مائياً أو مجموعة صغيرة في قاع حاوية قديمة أو إطار مستعمل أو لعبة في الفناء الخلفي - حتى غطاء زجاجة ممتلئ - أي شيء يكفي». وأضاف أن التربة المُشبعة بالمياه تكفي لوضع البعوض الحامل بيضها.

أوصى وينغارد بالتخلص من المياه الراكدة حول منزلك وفناء منزلك للحد من بؤر تكاثر البعوض المحتملة إلى أدنى حد.

حضّر البكتيريا (ولكن فكّر في حمام القدمين).

هناك طريقة أخرى لمكافحة أسراب البعوض هذا الصيف، وهي التفكير في عدم الاستحمام مرة أو مرتين.

قال وينغارد: «من الأفضل أن تكون رائحتك كريهة!». «فرائحة الجسم النفاذة والزنخة أمر جيد، لأنها تزيد من مستويات البكتيريا على الجلد، مما يقلل من جاذبية البعوض».

مع أن هذا قد يُسيء للآخرين، ينصح وينغارد بتجنّب المنتجات المعطرة: مزيلات العرق والصابون والعطور الأخرى المُستخدمة، جميعها تُغري البعوض.

الاستثناء الوحيد هو قدماك. قال لجوبتا: «نظّف قدميك. البكتيريا الموجودة على أقدامنا، وهي نفسها التي تُنضّج الكثير من الجبن، تُعدّ مُثيرة للشهوة لدى البعوض».

وأشار وينغارد إلى أن هذا هو سبب تعرض الكثير منا للدغات حول الكاحلين والقدمين. وحثّهم: «لذا، اغسلوا أقدامكم!».

تحقق من فصيلة دمك

لا يهتم البعوض بمعظم السمات الشخصية التي يُمكنكم رؤيتها بموضوعية. وقال وينغارد: «لا أساس للخرافات الشائعة التي تُشير إلى أن البعوض يُفضل الإناث على الذكور، أو أنه يُفضل الشقراوات وذوات الشعر الأحمر على ذوات الشعر الداكن، أو أن كلما كانت بشرتك داكنة أو أكثر خشونة، كانت أكثر أماناً من لدغاته».

لكنه أشار إلى أنها «تُفضل بعض الأنواع ويتغذى على بعضها أكثر من غيره».

ولفت إلى أن «فصيلة الدم O هي الخيار المُفضل على فصيلتي الدم A وB أو مزيجهما»، موضحا أن «الأشخاص ذوي فصيلة الدم O يتعرضون للدغات أكثر بمرتين من أصحاب فصيلة الدم A، بينما تقع فصيلة الدم B في مكان ما بينهما».

ابتعد عن الكحول

قال وينغارد إن الكحول يُسهّل على البعوض رؤيتك. ويصطاد البعوض بالعين المجردة، لكنه لا يرى العالم كما يراه البشر. تستخدم الحشرات المفترسة الرؤية الحرارية، أو الأشعة تحت الحمراء. وأشار وينغارد إلى أنها «ترى إشارات الحرارة».

وأوضح أن «تناول الكحول يرفع درجة حرارة جسمك، مما يجعلك علامة حرارة واضحة لمعذّبك المستقبلي».


مقالات ذات صلة

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

9 علامات تحذيرية تشير إلى تفاقم نزلة البرد

قال «موقع هيلث» إن نزلة البرد يمكن أن تسبب أعراضاً خفيفة مثل انسداد الأنف، والسعال، والعطس، وانخفاض الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
TT

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)

على امتداد 7 سنوات، عَبَر السعودي بدر الشيباني قارات العالم الـ7 ليعتلي أعلى قممها، لكنّ الفيلم الذي وصل إلى مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لم يكن روايةً عن الارتفاع الجغرافي بقدر ما كان رحلةً داخليةً نحو أكثر مناطق الذات عزلةً وصدقاً. هكذا قدَّم وثائقي «سبع قمم» سيرة رجل فَقَد ملامح المدير التنفيذي عند «المنطقة المميتة» في «إيفرست»، ليبقى أمام عدسة الكاميرا إنساناً يسأل نفسه: لماذا أواصل؟

بين رؤية المتسلّق، وصنعة المخرج أمير كريم، جاءت الحكاية بلغة سينمائية تمزج الثلج الذي يغطي العدسة بأنفاس ترتجف فوق ارتفاعات الموت، وبسكون البيوت السعودية التي عادت لتُفسّر دوافع المُغامِر حين يعود من القمم إلى العائلة.

قصة لا تُروى من القمة فقط

يقول بدر الشيباني لـ«الشرق الأوسط» إنّ اللحظة الفاصلة وقعت عند أحد المخيمات المرتفعة في «إيفرست». هناك، حين كان الأكسجين شحيحاً وصوت الريح أعلى من دقات القلب، اكتشف أنّ «ما يحدث داخلي أهم مما يحدث حولي». تلك اللحظة، كما يصف، «حوَّلت الرحلة من إنجاز رياضي إلى مشروع إنساني يستحق أن يُروى للعالم».

في الوثائق التي سجَّلها بنفسه، يظهر صوت متقطّع من البرد، وعدسة تُبللها الثلوج، ويد ترتجف وهي تثبّت الحبل قبل الخطوة التالية. لكن بدر يعترف: «كنت أظن أنّ الهدف هو الوصول إلى القمة، ثم اكتشفتُ أن القمة الحقيقية كانت داخلي». هذه اللقطات الخام التي لم تُصنع لأجل السينما بل لأجل النجاة، أصبحت أساس الفيلم، ومرآته الأصدق.

الجبال ليست قمماً بل مسرح للتحوّل الإنساني

حين تسلم المخرج أمير كريم المواد الأولى للقمم التي صوَّرها الشيباني، وجد نفسه أمام صعوبة من نوع مختلف. فاللقطات ليست مأخوذة بكاميرات سينمائية ولا بإضاءة مدروسة؛ إنها لحظات حقيقية لم تعد بالإمكان إعادة تمثيلها. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتعامل مع الفيلم على أنه مغامرة جغرافية، بل رحلة نفسية يسأل فيها بدر نفسه: مَن أنا؟ ولماذا أواصل؟ الجبال بالنسبة إليّ ليست قمماً، بل مسرح يتحوَّل فيه الإنسان».

ويضيف أن أصعب تحدٍّ لم يكن في البيئات الخطرة كما يُعتقد، بل في بناء جسر بصري بين عالمين: عزلة الجبال القاسية، ودفء البيت السعودي مع العائلة.

فرؤية المخرج اعتمدت على مفارقة مقصودة: الجبال خشنة، غير مصقولة، تترك المُشاهِد يشعر بالبرد والعزلة، والمَشاهِد المحلية دافئة، حميمة، تكشف عن الدوافع والإنسان خارج المغامرة.

يقول أمير: «تركت للجبال خشونتها، وللبيت دفئه. وهذه المفارقة هي روح الفيلم وخلاصته الدرامية».

متسلّق الجبال السعودي بدر الشيباني وعودة الروح إلى نقطة البدء (الشرق الأوسط)

لحظة مواجهة الذات في «المنطقة المميتة»

يتّفق كلّ من الشيباني والمخرج على أنّ المشهد المفصلي في الفيلم هو لحظة الصمت على ارتفاع يفوق 8 آلاف متر فوق سطح البحر، في «المنطقة المميتة» لـ«إيفرست»، خلال رحلة استغرقت 38 يوماً من الصعود.

هناك، كما يروي أمير، «تختفي ملامح المدير والقائد، ويظل الإنسان وحده أمام قراره: التراجع أو المضي قدماً». هذا المشهد لا يروي صراعاً مع الطبيعة فقط، بل يكشف الصراع البشري الداخلي: حين يصبح الانتصار الحقيقي هو رفض الاستسلام.

القصة السعودية خلف القمة

يُقدِّم الشيباني عبر الفيلم صورة أوسع من تجربة فردية؛ إنها كما يقول رمز للتجربة السعودية الجديدة. فالقيم التي حملته بين القارات الـ7، من الانضباط إلى الصبر وإدارة الخوف، ليست حكايته وحده، بل انعكاس لرحلة مجتمع كامل يُعيد تعريف طموحه.

يُعلّق كريم: «قصة بدر ليست عن الجبال فقط، بل عن الإنسان السعودي الذي يتخطَّى الحدود التقليدية ليصنع مستقبله».

أما الجوانب الخفية التي عمل المخرج على إبرازها، فهي لحظات الشكّ والتعب والخوف، تلك التي كان يُخفيها المُغامِر خلف الشخصية القوية. وقد ظهر بدر أمام الكاميرا شخصاً يبحث عن ذاته بقدر بحثه عن القمة.

قيمة فكرية تتجاوز التوثيق

يرى الشيباني أنّ الفيلم يتجاوز التوثيق البصري نحو «رحلة تحوّل ذهني وروحي». العزلة في الجبال حرّرته من ضجيج الحياة، ودفعته إلى التأمُّل وإعادة ترتيب حياته.

الفيلم، كما يشرح، يدعو المُشاهدين إلى اختبار حدودهم العقلية والجسدية، ويضعهم أمام سؤال: ما الذي يمكن أن يحدث عندما نخرج من منطقة الراحة؟ ويؤكد أن عرضه في مهرجان «البحر الأحمر» ليس مجرد مشاركة سينمائية، بل رسالة بأن السعودية الجديدة تحتفي بقصص أبنائها وتضع الإنسان في قلب تحوّلها الثقافي.

بين الدبلوماسية الثقافية وصناعة الفرص

يرى الشيباني، بخبرة رائد أعمال، أن الفيلم الوثائقي ليس مجرّد فنّ، بل أصل استثماري يُعزّز رواية المملكة دولياً. ويعتقد أنّ قوة الوثائقيات تتجاوز الحملات التقليدية لأنها تعتمد على السرد الواقعي العميق.

كما يشير إلى أنّ محتوى مثل «سبع قمم» يمكن أن يتحوَّل إلى نماذج أعمال في سياحة المغامرات والتدريب القيادي، وأيضاً المحتوى التعليمي والصناعات الإبداعية. وهو ما ينسجم مع أهداف «رؤية 2030» في تحويل القصص المحلّية إلى قيمة اقتصادية عالمية. «سبع قمم» ليس فيلماً عن الارتفاعات الشاهقة، بل عن الأعماق الإنسانية. وليس عن الوصول إلى القمة، بل عن القوة الذهنية التي تمنع السقوط. إنه عمل يعكس اللحظة السعودية الراهنة: وطن يواجه قممه الخاصة، ويصعد درجاتها بثقة، بحثاً عن نسخة أوضح وأقوى من ذاته.


في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
TT

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة)، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بـ«فنان الاستعراض».

ويقام هذا الحدث في «مركز كيندي» بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، في حين قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب قرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال واحد من أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق؛ إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس السابق يرقص على أنغامها، في حين يخطط الاتحاد الدولي (الفيفا) للكشف عن «جائزة السلام» الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة «نوبل للسلام»، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج، وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «الفيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم «مركز كيندي»، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم؛ إذ يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.