في واقعة لافتة، اندلعت مشادة كلامية حادة بين وزيرة الثقافة الفرنسية ذات الأصول المغربية رشيدة داتي، والنائبة الفرنسية ماري-بيير دو لا غونتري، أثناء جلسة رسمية.
ووفق مجلة «غالا» الفرنسية، فإن داتي لم تتمالك نفسها خلال جلسة عامة في مجلس الشيوخ خصصت لعرض مشروع قانونها حول إصلاح الإعلام العمومي.
وأشارت المجلة إلى أنه «رغم أن الوزيرة معروفة بتصريحاتها الصريحة ونبرتها الحادة، فإن ردّها هذه المرة كان لافتاً تجاه دو لا غونتري».
وفي التفاصيل، وأثناء حديثها عن مشروعها، الذي تعتبر فيه أن الإعلام العمومي بات موجهاً لـ«نخبة» ويتجاهل الطبقات الشعبية، لوّحت السيناتورة دو لا غونتري بيدها بإيماءة فسّرتها داتي بأنها تهكمية، أو استعلائية. الأمر الذي أثار غضب الوزيرة، فقطعت كلمتها وردّت بنبرة غاضبة: «قليل من الاحترام يا مدام دو لا غونتري. صحيح أنني لست ابنة سيناتور، لكن تلك الإشارات التي تقومين بها للتفكير، طبقيها على نفسك، لا عليّ».
وأضافت بحزم: «من فضلك، احترميني، حتى في إشاراتك الجسدية. أنا لست خادمتك. ربما كان والدي يعمل لدى والدكِ في الماضي، لكن اليوم، تلك الحقبة قد انتهت».
« Je ne suis pas votre femme de ménage. Un peu de respect ! »Rachida Dati remet à sa place la gauche caviar socialiste. Toujours jouissif✨ pic.twitter.com/ymEp2PkbhS
— Les punchline de Dati (@Dati_Punchline) July 16, 2025
وقد أثار الفيديو الذي وثّق هذه الحادثة داخل قبة البرلمان، ضجّة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من دعم موقف داتي، ومن انتقد طريقتها في الرد.
من هي رشيدة داتي؟
ولدت رشيدة داتي يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 1965 في حي فقير بسان ريميه بمنطقة ساون-إيه-لوار لأب مغربي وأم جزائرية، لها 7 أخوات و4 إخوة. اضطرت في بداية حياتها للعمل مساعدة ممرضة لمتابعة دراستها.
ودخلت داتي إلى المدرسة الوطنية للقضاء، ثم حصلت على شهادتَي ماجستير؛ واحدة في القانون العام وأخرى في العلوم الاقتصادية.
وبدأت مسيرتها المهنية في القطاع الخاص، قبل أن تعود إلى مجال دراستها لتشغل منصب قاضية رفيعة المستوى في محكمة بوبيني الابتدائية، ثم قاضية مشرفة مختصة بالإجراءات الجماعية لدى محكمة بيرون الابتدائية.
مرتبطة بجذورها
داومت الوزيرة على قضاء عطلتها السنوية في بلدها الأصل المغرب سنوات متتالية، واختارت شاطئ مدينة أغادير الجنوبية، لأول جلسة تصوير لطفلتها زُهرة سنة 2010، وفق مجلة «جون أفريك» الفرنسية.
كما واظبت على زيارة والدها في حي سباتة الشعبي وسط مدينة الدار البيضاء، ما جعل الصحافة المغربية تُبرز اسمها الذي أصبح متداولاً بين المغاربة، معبرين عن إعجابهم باعتزازها بأصولها.
تحدثت داتي إعلاميّاً، في أكثر من مناسبة، عن بلد والدتها الجزائر، وقالت خلال الأزمة السياسية بين البلدين، إن الجارتين «لن تُديرا الظهر بعضهما لبعض».


