«حكاوي ماتريوشكا»... معرض قاهري يحمل رسالة سلام بالدمى الروسية

يضم 15 منحوتة خزفية في متحف محمود مختار

عرائس «ماتريوشكا» في المعرض (الشرق الأوسط)
عرائس «ماتريوشكا» في المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«حكاوي ماتريوشكا»... معرض قاهري يحمل رسالة سلام بالدمى الروسية

عرائس «ماتريوشكا» في المعرض (الشرق الأوسط)
عرائس «ماتريوشكا» في المعرض (الشرق الأوسط)

برؤية مصرية فلكلورية معاصرة تمتزج فيها الثقافات المتنوعة، تعيد الفنانة دينا ريحان تقديم دمى «ماتريوشكا» الروسية لتبعث من خلالها رسالة سلام للعالم، عبر 15 عملاً خزفياً، يضمها معرضها المقام في مركز «محمود مختار» الثقافي بالقاهرة.

و«ماتريوشكا» هي دمى روسية متداخلة بيضاوية الشكل، وتنقسم إلى جزأين علوي وسفلي، قابلين للانفصال والتفكيك، وتحوي داخلها دمى أخرى لها نفس الشكل غالباً، لكنها بحجم أصغر.

وبالرغم من أن هذه الدمية هي إحدى رموز الثقافة الروسية، فإنها انتشرت عالمياً، وعرفها كثير من الدول، خصوصاً في أوروبا الشرقية.

دمية «ماتريوشكا»... رسالة حب وسلام (الشرق الأوسط)

ويعدّ تجسيد الفنانة المصرية لدمى «ماتريوشكا» المرحلة الأولى من مشروعها الفني الجديد الذي يحمل اسم «السرنديب»، وهي كلمة تشير إلى سلسلة الأحداث التي تسوقك إلى مقصدك إذا عزمت عليها، أو هي مجموعة من الأحداث المتلاحقة التي قد تبدو سلبية في ظاهرها، لكنها تؤدي في النهاية إلى أحداث إيجابية؛ ما يدفع المرء إلى التحلي بالسلام النفسي والأمان.

واستلهمت الفنانة فكرة مشروعها من ذكرى شخصية لها تعيدنا إلى الدمية الروسية، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أثناء توجهي من أرمينيا إلى تركيا كنت في رحلة ترانزيت في مدينة (كييف) في أوكرانيا منذ أكثر من 11 سنة، وجدتها فرصة للتعرف على المدينة».

الفنانة المصرية دينا ريحان (الشرق الأوسط)

وتستدرك: «لكنني فوجئت بأنها ساكنة تماماً، ولا توجد حركة أو مواصلات أو ناس في الشوارع؛ فأصابتني الدهشة والحزن الشديدان، واعتقدت أنه سيكون يوماً مملاً للغاية».

وتواصل: «فجأة وجدت مظاهر احتفال ضخم مبهجة ومليئة بالألوان والعناصر الثقافية الفلكلورية، وهنا اكتشفت أن اليوم إجازة رسمية؛ لأنه العيد القومي للمدينة، ومرّ الوقت في سعادة وأجواء رائعة مرحة، وإذا باليوم الحزين يتحول إلى واحد من أجمل أيام حياتي، ومن هنا جاءت فكرة مشروع (السرنديب)».

وأوضحت أنه كان على رأس مظاهر الاحتفال عدد كبير من دمى «ماتريوشكا» التي يعدّها السكان جزءاً من تراثهم مثل روسيا، ولأنها دمية داخل دمية؛ فقد شعرت أنها حكاية تُفضي إلى حكاية، ورمز يشير إلى أن شيئاً بسيطاً قد يؤدي إلى ما هو أكثر جمالاً وعمقاً، و«من هنا ينبغي علينا أن نتحلى بالأمل»، على حد تعبيرها.

«ماتريوشكا» بالملاية اللف واليشمك على الطريقة السكندرية (الشرق الأوسط)

وحرصت الفنانة على اقتناء عدد من العرائس كذكرى لهذا اليوم الذي تحول من حال إلى حال: «اشتريت في (كييف) مجموعة من هذه الدمى، وحملتها معي إلى مدينتي الإسكندرية (شمال مصر)، ووضعتها في غرفتي؛ لتشاركني كل تفاصيل حياتي، وترافقني في رحلاتي لمختلف أنحاء مصر، وشعرت أنه نتيجة لذلك اكتسبت (ماتريوشكا) الثقافة المصرية، أو بمعنى أدق (تمصرت)».

وقدّمت الفنانة الدُمية في معرضها (حكاوي ماتريوشكا) المستمر حتى 10 يوليو (تموز) الحالي بطابع مصري؛ فتارة تشعر كأنها وصلت إلى قاعة العرض قادمة بدلال للتو من حي «الأنفوشي» في الإسكندرية مرتدية زياً شعبياً تراثياً «الملاية اللف» المزينة بالترتر والزخارف تأكيداً للفلكلور المصري، واستكمالاً لمظهرها ارتدت الدمية اليشمك الذي يتخذ شكل المثلثات، وتتخللها فراغات حققت التضاد بين الكتلة والفراغ في القطعة النحتية.

«ماتريوشكا» بطابع مصري (الشرق الأوسط)

بينما تطل دمية الأيقونة بهالة دائرية مقدسة حققت مع منحنيات التكوين الخاص بها «هارموني» يريح العين، تزينها زخارف مستلهمة من الفن القبطي بألوان التراكوز والأحمر والأسود والأبيض، كما أضافت بعض التشققات على السطح للإيحاء بأنها أنتيك، أو قطعة أثرية مستقرة في «المتحف القبطي».

وفي عمل آخر يبدو تأثر الفنانة بالحضارة المصرية القديمة؛ فتصنع العروسة كأنها أميرة فرعونية، ومن أطرف القطع النحتية هي «ماتريوشكا عروسة المولد» التي تنصهر داخلها الثقافتان المصرية والروسية.

لكن اللافت أن هذه التجربة الفنية تُعد مرحلة انتقالية في أعمال دينا ريحان؛ فبينما كانت تميل في معارضها السابقة للخطوط المستقيمة الحادة، يبدو أنها في تجسيد هذه الدمى قد بدأت تنتقل إلى التكوينات الأكثر نعومة، والأشكال الأنثوية ذات الخطوط المنحنية، في أسلوب فني مفرط في البساطة والتكثيف، مستخدمة البطانات الملونة أسفل الطلاء الزجاجي تأثراً بالفن الإسلامي.

وهو ما تبرره الفنانة المصرية قائلة: «في ظل الأحداث المحيطة والحروب والصراعات العالمية أرى أن الحياة أصبحت تتطلب التحلي بقدر أكبر من البساطة والمرونة؛ فلا يوجد من يتحمل المزيد من الضغوط والتعقيد».

«ماتريوشكا» بهالة روحانية أيقونية تأثراً بالتراث القبطي (الشرق الأوسط)

وتتابع: «يتحمل الفنان جزءاً من مسؤولية تحقيق ذلك، عبر تقديم أعمال تتسم بالجمال والبهجة والأمل، وقد اخترت تكوينات أنثوية ذات منحنيات باعتبار أن الأنثى دوماً هي رمز لتحقيق السلام والسكينة والهدوء والراحة».

وتوضح ريحان: «أما قصدية دمى (ماتريوشكا) فهي لأنها تُعد تراثاً مشتركاً بين روسيا وأوكرانيا إلى جانب دول أخرى من أوروبا الشرقية، وكأنني أردت أن أذكرهما أن بينهما عناصر وجذوراً ثقافية وإنسانية مشتركة تستحق من أجلها التوجه إلى السلام».


مقالات ذات صلة

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

يوميات الشرق إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام، والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

وفاة الأسطورة الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاماً

النجمة الفرنسية بريجيت باردو لدى وصولها إلى مطار كينيدي في نيويورك عام 1965 (أ.ف.ب)
النجمة الفرنسية بريجيت باردو لدى وصولها إلى مطار كينيدي في نيويورك عام 1965 (أ.ف.ب)
TT

وفاة الأسطورة الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاماً

النجمة الفرنسية بريجيت باردو لدى وصولها إلى مطار كينيدي في نيويورك عام 1965 (أ.ف.ب)
النجمة الفرنسية بريجيت باردو لدى وصولها إلى مطار كينيدي في نيويورك عام 1965 (أ.ف.ب)

أعلنت مؤسسة بريجيت باردو، اليوم (الأحد)، عن وفاة أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن عمر ناهز 91 عاماً، فيما نعاها الرئيس إيمانويل ماكرون معتبرا أنها "أسطورة" كانت "تجسّد حياة الحرية".

بريجيت باردو في قصر الإليزيه عام 2007 (أ.ف.ب)

وجاء في بيان أرسلته المؤسسة إلى وكالة الصحافة الفرنسية: «تعلن مؤسسة بريجيت باردو ببالغ الحزن والأسى وفاة مؤسستها ورئيستها، السيدة بريجيت باردو، الممثلة والمغنية العالمية الشهيرة، التي اختارت التخلي عن مسيرتها الفنية المرموقة لتكريس حياتها وجهودها لرعاية الحيوان ودعم مؤسستها».

ولم يحدد البيان وقت أو مكان الوفاة.

بريجيت باردو تقف في 11 مايو 1993 في باريس بجوار تمثالين نصفيين لماريان، رمز الجمهورية الفرنسية، والتي كانت باردو عارضةً لهما (أ.ف.ب)

وسطع نجم باردو عالميًا بعد ظهورها في فيلم «...وخلق الله المرأة» عام 1956، وشاركت في نحو 50 فيلماً آخر قبل أن تعتزل التمثيل لتتفرغ للدفاع عن حقوق الحيوان.

حضرت الممثلة الفرنسية والناشطة في مجال حقوق الحيوان، بريجيت باردو، نقاشًا ضد صيد الفقمة في المجلس الأوروبي بمدينة ستراسبورغ، شرق فرنسا، في 23 يناير 1978 (أ.ف.ب)

وقررت باردو أن تعتزل التمثيل في أوائل السبعينات بعد مسيرة حافلة بالنجاحات شاركت خلالها في نحو خمسين فيلما.

واستقرت باردو نهائيا بالقرب من مدينة سان تروبيه الساحلية على الريفييرا الفرنسية، حيث كرست نفسها للدفاع عن حقوق الحيوانات.

الممثلة الفرنسية والناشطة في مجال حقوق الحيوان، بريجيت باردو، تلهو مع كلب لدى وصولها إلى ملاجئ الكلاب في كابري (جنوب فرنسا) في 17 يناير 1989 (أ.ف.ب)

ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باردو، معتبرا أنها «أسطورة» كانت «تجسّد حياة الحرية». وكتب ماكرون على منصة إكس «أفلامها، صوتها، شهرتها الباهرة، أحرف اسمها الأولى، أحزانها، شغفها السخي بالدفاع عن الحيوانات، ووجهها الذي أصبح ماريان (شعار الجمهورية الفرنسية)، بريجيت باردو جسّدت حياة الحرية. وجود فرنسي وحضور عالمي. لقد لامستنا. نحن ننعى أسطورة من هذا القرن».

ونادرا ما شوهدت باردو في الأماكن العامة خلال الأشهر الأخيرة، لكنها نُقلت إلى المستشفى في أكتوبر (تشرين الأول)، وفي الشهر التالي أصدرت بيانا تنفي فيه شائعات وفاتها.


حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
TT

حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)

أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية، السبت، حكمها على الإعلامية المصرية مها الصغير بالحبس لمدة شهر وغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً)، بعد اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية في قضية «اللوحات» الفنية الشهيرة، التي ثبت ملكيتها لعدد من الفنانين العالميين، وأثيرت في مصر قبل عدة أشهر، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة حينها.

وأثيرت الواقعة بعدما ظهرت المذيعة مها الصغير في برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ إذ أفادت بأنها رسمت اللوحات التي عرضت خلال الحلقة، بينما تبين لاحقاً أنها ليست ملكها، وهو ما اعترفت به على حسابها على «فيسبوك»، مؤكدة أن اللوحات تعود ملكيتها لفنانة دنماركية.

وحذف برنامج «معكم منى الشاذلي»، حديث الصغير من حساباته الرسمية على «السوشيال ميديا»، بينما استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤولي القناة لمعرفة تفاصيل الواقعة.

وبدورها، نشرت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا اللوحة على حسابها على موقع «إنستغرام»، وأوضحت تفاصيل ادعاء مها الصغير بملكية اللوحة، بينما علقت الإعلامية منى الشاذلي على الحلقة، وأكدت تواصل فريق عمل برنامجها مع الرسامين أصحاب اللوحات، وتوجيه الدعوة لهم ليكونوا ضيوفاً على إحدى الحلقات، في خطوة اعتبرها البعض تداركاً للخطأ الذي وقعوا فيه لعدم تحري الدقة.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قد تلقى شكاوى من مؤسسات فنية أوروبية خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، أفادت باستخدام مها الصغير أعمالاً تخص عدداً من الفنانين دون الحصول على إذن منهم، حيث عرض البرنامج لوحات محمية بحقوق «الملكية الفكرية»، دون الرجوع إلى أصحابها أو الجهات المالكة لها، وهو ما اعتبرته النيابة تعدياً.

وأصدر المجلس حينها قراراً بمنع مها الصغير من الظهور إعلامياً لمدة 6 أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عنه، إلى جانب إحالة الشكاوى إلى النيابة العامة للتحقيق، والتي قررت إحالة الصغير إلى المحاكمة، كما قام المجلس بلفت نظر فريق عمل برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ لعدم تحرِي الدقة.

من جانبه، أكد المحامي المصري، صبرة القاسمي، أن الحكم يمكن الاستئناف عليه وتخفيفه، موضحاً أن «هناك 3 سيناريوهات متوقعة أمام محكمة الجنح المستأنفة، إما الاستئناف ووقف التنفيذ، وإما تخفيف الحكم، وإما إلغاؤه، و​قد تقرر المحكمة الاكتفاء بالعقوبة المالية (الغرامة) وإلغاء عقوبة الحبس تماماً، خصوصاً إذا قدم الدفاع ما يثبت عدم القصد الجنائي، أو إذا تم الصلح أو التسوية مع أصحاب الحقوق الأصليين، على الرغم من أن الحق الأدبي يظل قائماً»، وفق قوله.

​وأشار القاسمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في حالات الملكية الفكرية، غالباً ما تميل المحاكم للتخفيف إذا ثبت أن الغرض لم يكن بهدف التربح التجاري».

الإعلامية مها الصغير هي ابنة مصفف الشعر محمد الصغير، وعملت بالتقديم التلفزيوني منذ سنوات عبر برنامج «الستات ميعرفوش يكذبوا»، وقبل ذلك عملت في برنامج «It’s Show time»، وكان من المفترض أن تقدم أحد البرامج الحوارية أخيراً، لكن القناة التي أعلنت عنه أوقفته عقب إثارة أزمة اللوحات.


مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
TT

مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)

تسبب القرار الذي صدر بمنع السيدات من الجلوس بجوار سائقي الأجرة بمحافظة البحيرة (شمال مصر) في انتقادات، ما استدعى محافظة البحيرة للتدخل وإلغاء القرار والتأكيد على احترام وتقدير المرأة وتعظيم دورها في المجتمع.

وكان القرار الذي نشرته صفحة بعنوان «مشروع مجمع مواقف البحيرة» بتخصيص الكرسي المجاور للسائق للرجال قد أثار جدلاً وانتقادات وشكاوى، وصلت إلى ديوان محافظة البحيرة، وأصدرت المحافظة بياناً، السبت، يلغي هذا القرار، مؤكدة أنها تكنّ كل التقدير والاحترام لجميع المواطنين على حد سواء، «خصوصاً المرأة البحراوية التي نسعى للحفاظ على كل حقوقها وتعزيز تلك الحقوق، وتعظيم دورها في المجتمع»، وفق ما ورد بالبيان.

مع التأكيد أنه تم إلغاء ما صدر في هذا الشأن، وأن الهدف الأساسي الذي نسعى إليه هو تحقيق بيئة آمنة ومناسبة للجميع مع التركيز والتأكيد على حقوق كل أفراد المجتمع، وتحقيق الصالح العام. وأشار البيان إلى أن «ما تم تداوله على صفحة مشروع مجمع المواقف عقب ورود عدد من الشكاوى، لا يعكس السمة الأساسية للغالبية العظمي من سائقي البحيرة من الشهامة والكفاءة».

وحقوقياً، أبدت مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، وهي مؤسسة نسوية معنية بالدفاع عن حقوق النساء والفتيات وتعزيز مبادئ المساواة وعدم التمييز، عن بالغ قلقها إزاء ما تم تداوله بشأن صدور توجيهات إدارية بمنع السيدات والفتيات من الجلوس بجوار سائقي الميكروباصات ووسائل النقل الجماعي بمحافظة البحيرة، حتى وإن جرى التراجع عنها لاحقاً.

وتؤكد المؤسسة، في بيان، السبت، أن «مثل هذه القرارات، سواء طُبّقت أو لم تُطبّق، تمثل انتهاكاً صريحاً لأحكام الدستور المصري، وتعكس منطقاً تمييزياً خطيراً في إدارة المرافق والخدمات العامة».

وعدّت رئيسة مؤسسة «مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة»، هبة عادل، «التذرع بمفهوم الآداب العامة لتبرير مثل هذه القرارات يمثل توسعاً خطيراً في تقييد الحقوق»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن التراجع السريع عن القرار يُعد خطوة صحيحة، فإنه يكشف عن خلل في آليات اتخاذ القرار وغياب المراجعة الدستورية المسبقة، وهو ما يستدعي إصلاحاً مؤسسياً وتشريعياً حقيقياً».

وأكدت ضرورة «إقرار القانون الموحد لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، بوصفه الإطار التشريعي القادر على منع مثل هذه الانتهاكات»، على حد تعبيرها.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات متنوعة على هذا القرار، رغم التراجع عنه، وهو ما عدّه المتخصص في علم النفس الدكتور جمال فرويز، قراراً تم اتخاذه نتيجة موقف فردي من سائق تجاه سيدة بجواره، ومثل العادة تم التعميم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم التراجع عن القرار مثل الكثير من القرارات الانفعالية التي تصدر من دون دراسة علمية».

وتوالت التعليقات التي أخذت القرار على محمل قد يتسبب في «وصم غير مفهوم لسيدات وسائقين»، وفق الخبير السوشيالي، معتز نادي، الذي رصد انتشار هذا القرار بشكل واسع، وأرجع ذلك لـ«كونه تصرفاً مثيراً للجدل ويفتح باباً للسخرية والتندر، ويثير علامة تعجب حول اتخاذه والتراجع عنه بسرعة»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».