كيف تختار الكومبيوتر المحمول المثالي لاحتياجاتك؟

دليل مبسط يفك ألغاز المصطلحات التقنية ويساعدك في التغلب على حيرة الاختيار

اختر مواصفات الكومبيوتر المحمول ونظام التشغيل حسب احتياجاتك
اختر مواصفات الكومبيوتر المحمول ونظام التشغيل حسب احتياجاتك
TT

كيف تختار الكومبيوتر المحمول المثالي لاحتياجاتك؟

اختر مواصفات الكومبيوتر المحمول ونظام التشغيل حسب احتياجاتك
اختر مواصفات الكومبيوتر المحمول ونظام التشغيل حسب احتياجاتك

يُعد التسوق لشراء كومبيوتر محمول تجربة غير واضحة لكثيرين؛ فبين كثرة المصطلحات والاختصارات وخيارات التخزين والميزات الإضافية، قد تبدو المهمة صعبة للغاية.

يهدف هذا الدليل إلى تبسيط عملية الاختيار، ومساعدتك على فهم المكونات الرئيسية للعثور على الكومبيوتر المحمول الأنسب لاحتياجاتك.

تحديد الأهداف

> حدد هدفك قبل الشراء: قبل الغوص في التفاصيل التقنية، فإن الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي تحديد الغرض من استخدام الكومبيوتر المحمول الجديد. هل سيكون مخصصاً لمهام العمل المكتبي البسيطة التي تعتمد بشكل أساسي على المتصفح؟ أم أن لديك اهتمامات متزايدة بالألعاب الإلكترونية وتحرير عروض الفيديو والبرمجة أو التصميم؟ وستوجهك الإجابة عن هذه الأسئلة نحو الكومبيوتر المحمول المناسب لك، وتمنعك من الإفراط في الإنفاق على مزايا أو أداء لا تحتاجه. وعلى سبيل المثال، قد لا يكون الخيار الأمثل شراء كومبيوتر «ماكبوك برو» بدلاً من «ماكبوك إير» لمجرد أن لديك ميزانية إضافية.

> عالم أنظمة التشغيل: اختر بيئتك الرقمية المثالية. ويُعد نظام التشغيل ركناً أساسياً في تجربة استخدام الكومبيوتر المحمول، ولكل نظام نقاط قوة وضعف. وسواء كنت من مستخدمي «ويندوز» الذي يوفر أكبر نطاق من البرامج، أو تفضل سهولة وانسجام نظام «ماك أو إس» MacOS، أو تبحث عن خيار اقتصادي وموجه لاستخدام الإنترنت مثل «كروم أو إس» ChromeOS، أو حتى تفكر في «لينوكس» Linux كبديل مفتوح المصدر للمستخدمين الأكثر تقدماً في التقنية، فإن اختيارك سيعتمد بشكل كبير على برامجك المفضلة وسهولة الاستخدام.

خيارات عديدة داخلية وخارجية للكومبيوترات المحمولة

معالجات متميزة

المعالج، أو وحدة المعالجة المركزية Central Processing Unit CPU هو دماغ الكومبيوتر المحمول، فهو المسؤول عن تنفيذ التعليمات وإجراء الحسابات التي تشغل جميع البرامج والوظائف. وسيساعدك فهم الأنواع المختلفة للمعالجات على اختيار الكومبيوتر المحمول الذي يتناسب تماماً مع متطلباتك، من حيث الأداء وكفاءة الطاقة.

ويعتمد مقدار قوة المعالجة التي تحتاجها على استخدامك. وللمستخدمين العاديين الذين يتصفحون الإنترنت ويستخدمون برامج الإنتاجية المكتبية، توفر معالجات Intel Core Ultra V-series أو Qualcomm Snapdragon X Lite أداء ممتازاً وعمر بطارية جيداً.

أما إذا كنت تقوم بمهام تتطلب معالجة مكثفة، مثل الاستخدام المكثف لعدة برامج وتحرير عروض الفيديو، أو التعامل مع قواعد بيانات كبيرة، فستحتاج إلى معالج من فئة H أو HX من Intel وAMD، بالإضافة إلى بطاقة رسومات منفصلة، وذاكرة وصول عشوائي كبيرة. وبشكل عام: كلما زاد عدد النوى وزادت الطاقة، زاد أداء المعالج.

> معالجات «إنتل»: تطور مستمر وأداء متنوع. لعدة عقود، كانت علامة Core i من «إنتل» رمزاً للأداء في عالم المعالجات. ورغم تعقيد تسميات المعالجات التي تتضمن عادة سلسلة من الأرقام والحروف، فإن القاعدة الأساسية كانت أن Core i7 أسرع من Core i5، وهكذا. ولكن في عام 2023 قدمت الشركة تسمية جديدة هي «كور ألترا» Core Ultra لتشير إلى أحدث أجيالها من المعالجات.

الجيل الأخير من المعالجات معروف بسلسلة Intel Core Ultra Series 2، والذي يمكن التعرف عليه من خلال الرقم الأول في اسم المعالج. وعلى سبيل المثال، Core Ultra 7 258V هو معالج شائع من هذا الجيل. الحرف الأخير في اسم المعالج V، مثلاً، له أهمية كبيرة؛ حيث يشير إلى تصميم المعالج واستهلاك الطاقة الخاص به.

وتُستخدم المعالجات Arrow Lake U في الكومبيوترات المحمولة الأقل تكلفة بـ4 نويات لوحدة معالجة الرسومات، وما يصل إلى 12 نواة لوحدة المعالجة المركزية، واستهلاك طاقة يبلغ 15 واط، وتركز على الكفاءة في استهلاك الطاقة والتكلفة المنخفضة. وتستهدف معالجات Lunar Lake V الكومبيوترات المحمولة الرفيعة والخفيفة المميزة بكفاءتها العالية في استهلاك الطاقة، وهي ثمانية النوى لوحدة معالجة الرسومات وتقدم 8 نويات لوحدة المعالجة المركزية، ورسومات مدمجة جيدة جداً، مع استهلاك طاقة يبلغ 17 واط.

وتُستخدم معالجات Arrow Lake H بشكل أساسي في الكومبيوترات المحمولة المخصصة للألعاب أو إنشاء المحتوى، بـ3 نويات لوحدة معالجة الرسومات، وما يصل إلى 20 نواة لوحدة المعالجة المركزية، مع استهلاك طاقة يبلغ 28 واط، وهي توفر أداء أعلى من سلسلة V. أما معالجات Arrow Lake HX، فهي أقوى فئات «إنتل» وتستهدف الكومبيوترات المحمولة المخصصة للألعاب عالية الأداء، وإنشاء المحتوى الاحترافي بـ4 نويات لوحدة معالجة الرسومات، وما يصل إلى 24 نواة لوحدة المعالجة المركزية، مع استهلاك طاقة يبلغ 55 واط.

> معالجات «كوالكوم»: كفاءة غير مسبوقة، وقدرات ذكاء اصطناعي. وأحدثت «كوالكوم» ضجة كبيرة في قطاع الكومبيوترات المحمولة بنظام التشغيل «ويندوز» في عام 2024، بإطلاق سلسلة معالجات «سنابدراغون إكس» Snapdragon X. وتتوفر 3 خيارات رئيسية لهذه المعالجات، هي «سنابدراغون إكس» و«سنابدراغون إكس بلاس» و«سنابدراغون إكس إيليت»، وتتميز المعالجات بعمر بطارية ممتد وقدرات ذكاء اصطناعي متطورة؛ حيث تأتي جميعها بوحدة معالجة عصبية Neural Processing Unit NPU قادرة على معالجة 45 تريليون عملية في الثانية، ما يجعلها مؤهلة لبرامج أجهزة «مايكروسوفت كوبايلوت بلاس».

الفرق الرئيسي في معالجات «كوالكوم» هو اعتمادها على معمارية «آرم» ARM المستخدمة منذ سنوات في معالجات الهواتف الذكية، الأمر الذي يجعلها تقدم أداء ممتازاً وعمر بطارية طويلاً. ورغم المخاوف الأولية حول توافق برامج «ويندوز» مع معمارية «آرم»، فقد تم تجاوز معظم هذه المشكلات الآن؛ حيث تم تجميع غالبية البرامج الرئيسية لتعمل بشكل طبيعي على هذه المعالجات.

> معالجات «إيه إم دي»: قوة تنافسية لجميع الاستخدامات. ولطالما كانت «إيه إم دي» AMD المنافس الرئيسي لـ«إنتل» في معالجات الأجهزة المكتبية، ولكنها واجهت صعوبة في المنافسة في قطاع الكومبيوترات المحمولة. ومع ذلك، فإن أحدث معالجاتها مثيرة للإعجاب. وبإمكانك معرفة طراز جيل هذه المعالجات بالنظر إلى الرقم الأول في اسم المعالج، مثل: Ryzen 5 أو Ryzen 7 أو Ryzen 9.

وقدمت الشركة هذا العام بعض المعالجات المميزة، مثل Ryzen AI Max وAI Max Plus التي تستخدم وحدة معالجة رسومات مدمجة عالية الأداء بـ40 نواة، مما يلغي فعلياً الحاجة إلى وحدة معالجة رسومات منفصلة.

> معالجات «أبل»: ثورة الأداء وعمر البطارية. طورت «أبل» معالجاتها الخاصة من سلسلة «إم» M منذ عام 2020، والتي تُستخدم في كومبيوتراتها وهواتفها وأجهزتها اللوحية المختلفة. وحققت هذه المعالجات نجاحاً بسبب زيادتها لمستويات الأداء وعمر البطارية. وتشمل المعالجات M4 الأساسي وM4 Pro وM4 Max الأكثر تقدماً. ويتوفر M4 في كومبيوترات «ماكبوك إير» بقطر 13 و15 بوصة و«ماكبوك برو» بقطر 14 بوصة، بينما يعدُّ M4 Pro وM4 Max الخيارين الوحيدين لكومبيوترات «ماكبوك برو» ويزيدان من أداء وحدة معالجة الرسومات.

ومن المهم أيضاً معرفة المعالجات الأقدم M1 وM2 وM3؛ لأنها لا تزال موجودة في السوق، سواء في الطرازات الجديدة أو المجددة. وتتميز هذه المعالجات بكفاءتها في استهلاك الطاقة، ما يوفر عمر بطارية أطول، بالإضافة إلى أداء في مهام تحرير الوسائط المتعددة والتصميم.

ليس من الضروري شراء كومبيوتر محمول بأفضل المواصفات في السوق

> بطاقات الرسومات لنتائج مذهلة وتجربة لعب غامرة: وعلى الرغم من أن معظم الكومبيوترات المحمولة مزودة بوحدة رسومات مدمجة داخل المعالج، كافية للمهام اليومية ومشاهدة الأفلام، فإن اللاعبين ومحترفي تحرير عروض الفيديو والتصميم سيحتاجون إلى بطاقة رسومات منفصلة. شركتا «إنفيديا» Nvidia (سلسلة «آر تي إكس» RTX) و«إيه إم دي» (سلسلة «راديون» Radeon) هما الرائدتان في هذا المجال، وتوفر بطاقاتهما أداء رسومياً فائقاً، ولكنها غالباً ما تكون على حساب التكلفة الأعلى، وتؤثر على مدة استخدام بطارية الكومبيوتر.

الذاكرة والتخزين

> الذاكرة: مفتاح تعدد المهام والسلاسة. يمكن تشبيه ذاكرة الوصول العشوائي Random Access Memory RAM بمساحة العمل على مكتبك: كلما زادت سعة الذاكرة، زادت قدرة الكومبيوتر المحمول على التعامل مع برامج متعددة وعلامات تبويب Tabs للمتصفح في وقت واحد دون تباطؤ. وبينما كان 8 غيغابايت هو المعيار في الماضي، أصبح 16 غيغابايت هو الحد الأدنى الذي يوصى به لمعظم المستخدمين، ويصل إلى 32 غيغابايت أو أكثر لمهام الألعاب وإنشاء المحتوى المكثفة. ومن المهم ملاحظة أن كثيراً من الكومبيوترات المحمولة الحديثة لا تسمح بترقية الذاكرة بعد الشراء، لذا يُنصح باختيار السعة التي تحتاجها وقت الشراء.

> سعة التخزين: خزانة ملفاتك الرقمية. ويُعد القرص الصلب Hard Disk Drive أو وحدة التخزين Solid State Drive SSD المكان الذي تخزن فيه جميع بياناتك وملفاتك. وأصبحت وحدات التحزين التي تعمل بتقنية الحالة الصلبة Non-Volatile Memory Express NVMe هي المعيار السائد اليوم، وهي أسرع بكثير وأكثر موثوقية من محركات الأقراص الصلبة التقليدية. وللمستخدمين العاديين، فإن سعة 512 غيغابايت كافية، بينما يُفضل 1 تيرابايت أو أكثر للمستخدمين الذين يتعاملون مع كثير من الملفات الكبيرة أو الألعاب أو برامج تحرير الوسائط المتعددة.

الشاشات وميزات متنوعة

> الشاشة: نافذتك إلى العالم الرقمي. يؤثر قطر الشاشة ودقتها ونوع مصابيحها الداخلية بشكل كبير على تجربة المستخدم. وتعدُّ الشاشات بقطر 14 بوصة خياراً متوازناً بين قابلية الحمل ومساحة العرض، بينما توفر شاشات 13 بوصة قابلية حمل فائقة، وتقدم شاشات 16 بوصة مساحة عمل أكبر. وبالنسبة للدقة، فيوصى بـ2560x1600 بكسل للحصول على الدقة الأمثل.

وتضفي الشاشات التي تعمل باللمس ومعدلات التحديث العالية (120 هرتز أو أكثر للألعاب) وتقنيات المصابيح الداخلية Mini-LED وOLED (للألوان السوداء العميقة والسطوع العالي) تحسينات كبيرة على التجربة البصرية، ولكنها تزيد من تكلفة الكومبيوتر.

> المنافذ: جسر الاتصال بين جهازك والعالم الخارجي. وعلى الرغم من أن المنافذ قد تبدو تفصيلاً صغيراً، فإنها ضرورية لمرونة استخدام الكومبيوتر المحمول. وتقدم الكومبيوترات المحمولة فائقة النحافة منافذ «يو إس بي تايب-سي» ومنفذاً لسماعة الرأس. ويُنصح بالتأكد من أن منافذ «يو إس بي تايب-سي» في الكومبيوتر المحمول المرغوب تدعم تقنية «ثاندربولت» Thunderbolt إذا كنت بحاجة إلى سرعات نقل بيانات عالية، أو توصيل عدة شاشات بالكومبيوتر في آن واحد. ويمكن أن يكون وجود بعض المنافذ التقليدية، مثل «يو إس بي تايب-إيه» و«إتش دي إم آي» مفيداً أيضاً.

> ميزات إضافية تحدث فرقاً: وتؤثر التفاصيل الصغيرة على التجربة الكلية للكومبيوتر المحمول. ومع ازدياد الاعتماد على اجتماعات الفيديو عبر الإنترنت، أصبحت جودة الكاميرا المدمجة مهمة؛ حيث أصبحت دقة 1080p هي المعيار القياسي. وتُعد جودة مفصلات الشاشة، وجودة لوحة المفاتيح ولوحة اللمس Trackpad أموراً تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية والراحة.

وإذا كنت تخطط لمشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى بشكل متكرر، فابحث عن كومبيوتر محمول بنظام تكبير صوتي جيد (4 سماعات أو أكثر) للحصول على تجربة صوتية أفضل. نصائح لتحديد جهازك المقبل بما يتناسب مع ميزانيتك واستخدامك


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».