ثورة البيلاتس: كيف غزت «الريفورمر» عالم اللياقة؟

رياضة تجمع بين التوازن النفسي والمرونة الجسدية وتنتشر بسرعة رغم تكاليفها الباهظة

في السنوات الأخيرة شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس (الشرق الأوسط)
في السنوات الأخيرة شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس (الشرق الأوسط)
TT

ثورة البيلاتس: كيف غزت «الريفورمر» عالم اللياقة؟

في السنوات الأخيرة شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس (الشرق الأوسط)
في السنوات الأخيرة شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس (الشرق الأوسط)

في السنوات الأخيرة، شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس، وتحديداً «بيلاتس ريفورمر»، التي تحوّلت من ممارسة علاجية إلى نمط حياة يتبناه الكثيرون حول العالم. هذه الرياضة، التي تعتمد على جهاز متطور يُعرف باسم «ريفورمر»، جذبت انتباه شريحة واسعة من النساء خصوصاً، لتكون أكثر من مجرد تمرين جسدي، بل تجربة متكاملة للعقل والجسم معاً.

في هذا السياق، تشير المدربة سارة مبارك إلى أن «بيلاتس ريفورمر» كانت تُستخدم قديماً علاجاً فيزيائياً، حيث كان الأطباء يوصون بها لتأهيل المرضى الذين يعانون من إصابات عضلية أو مشاكل في المفاصل والظهر. لكنها تطورت اليوم لتصبح رياضة متكاملة تجمع بين العلاج والتدريب الجسدي، وتُمارس بشكل واسع في استوديوهات متخصصة ضمن أجواء هادئة ومريحة تساعد على تعزيز التوازن النفسي والجسدي في آنٍ واحد.

رغم فوائدها الكثيرة تبقى «بيلاتس ريفورمر» رياضة نخبوية بامتياز (الشرق الأوسط)

الفرق الأساسي بين «بيلاتس ريفورمر» والبيلاتس التقليدية، بحسب المدربة، يكمن في الوسيلة المعتمدة خلال التمرين. فبينما تُمارس البيلاتس التقليدية على سجادة أرضية، تستند تمارين الريفورمر إلى جهاز خاص متعدد الاستخدامات، يتيح إمكانات أوسع للحركة والمقاومة، مما يعزز من فاعلية التمارين وسرعة النتائج. وتضيف سارة أن كلا النوعين يحملان فوائد كبيرة، ولا توجد لهما آثار جانبية، شرط أن يكون المدرب على دراية كاملة بوضع المتدرب الصحي، خصوصاً إذا كان يعاني من إصابات سابقة، حتى يتمكن من تخصيص التمارين المناسبة له.

ولا تقتصر أهمية «بيلاتس ريفورمر» على الجانب العلاجي فحسب، بل أصبحت خياراً مفضلاً للكثير من النساء الراغبات في تحسين شكل أجسادهن بطريقة أنثوية ومرنة. فهي تسهم في شد العضلات، وتعزيز المرونة، وتحسين التوازن، إضافة إلى إبراز تفاصيل الجسم بطريقة ناعمة دون التضخم العضلي الذي قد ينتج عن رفع الأوزان في النوادي الرياضية. هذا ما يفسّر الإقبال الكبير من النساء على هذه الرياضة، مقابل عزوف نسبي من الرجال الذين يفضلون التمارين المكثفة والأوزان الثقيلة. ومع ذلك، توضح سارة أن بعض الرجال قد يمارسون البيلاتس بهدف تحسين شكل المعدة أو الحصول على خطوط جسدية محددة، نظراً لقدرتها العالية على تنشيط عضلات العمق وتحقيق توازن عضلي ملحوظ.

إحدى المشاركات في جلسات «بيلاتس ريفورمر» تقول: «أنا أمارس التمارين من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وألاحظ النتائج مباشرة. جسمي أصبح أكثر مرونة، وشعرت بتحسن في القوة والثبات. اخترت هذه الرياضة لأنها تمنحني قواماً أنثوياً متناسقاً، على عكس بعض التمارين في النادي الرياضي التي تعطي الجسم مظهراً عضلياً خشناً».

انتشار هذه الرياضة لا يعود فقط إلى نتائجها الفعالة بل أيضاً إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)

انتشار هذه الرياضة لا يعود فقط إلى نتائجها الفعالة، بل أيضاً إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ساهمت الفيديوهات القصيرة التي ينشرها المدربون عبر «إنستغرام» و«تيك توك» في تسليط الضوء على هذا النوع من الرياضة بطريقة جذابة. فقد أصبح لكل مدرب أسلوبه الخاص، ويضفي لمسته المميزة على التمارين والحركات باستخدام الجهاز، مما أسهم في تعزيز حضورهم الرقمي وتوسيع قاعدة المتابعين والمهتمين.

ورغم فوائدها الكثيرة، تبقى «بيلاتس ريفورمر» رياضة نخبوية بامتياز. فأسعار الاشتراكات الشهرية فيها تتراوح بين 250 و500 دولار، وأحياناً أكثر، ما يجعلها غير متاحة للجميع. كما أن المقاعد في الحصص محدودة عادة بسبب طبيعة التمارين التي تحتاج إلى تركيز فردي وتوجيه دقيق، مما يزيد من طابعها الحصري.

من هنا، ترى المدربة سارة أن البيلاتس تحوّلت إلى أسلوب حياة أكثر من كونها موضة عابرة. فهي لا تعني فقط تحسين القوام، بل تلامس أيضاً الجوانب النفسية والشعورية للمرأة، وتساعدها في الوصول إلى توازن داخلي وشعور بالثقة. وتضيف: «أصبح من الممكن للمرأة أن تعتمد على البيلاتس بديلاً حقيقياً عن الجيم، وأن تمارسها بانتظام مرتين أو ثلاث في الأسبوع، لأنها تمرين متكامل بالفعل».

ومع تصاعد شعبيتها، يبدو أن «بيلاتس ريفورمر» ستواصل فرض حضورها في مشهد اللياقة العالمية، خصوصاً بين النساء الباحثات عن التميز والفعالية في آن واحد، وسط رياضة تدمج بين الفخامة، والراحة، والعناية المتكاملة بالجسد والعقل.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية برينان جونسون (رويترز)

بعد هدفه التاريخي في أوروبا... جونسون أمام فصل جديد في مسيرته

يستعد برينان جونسون لاتخاذ قرار بشأن مستقبله مع نادي كريستال بالاس، بعد أن توصل النادي اللندني الجنوبي إلى اتفاق بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني.

شوق الغامدي (الرياض)
رياضة عالمية  كازويوشي ميورا (رويترز)

الياباني ميورا ينضم إلى نادٍ جديد في سن 58 عاماً

وقع كازويوشي ميورا، الذي سيبلغ 59 عاماً في فبراير (شباط) المقبل، وهو أكبر لاعب كرة قدم محترف في العالم، عقد إعارة مع فريق فوكوشيما يونايتد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية عثمان ديمبيلي (رويترز)

باريس تستعد لتكريم سان جيرمان وعثمان ديمبيلي في احتفالات ليلة رأس السنة

أعلنت العاصمة الفرنسية باريس عن برنامج احتفالات ليلة رأس السنة بشارع الشانزليزيه، حيث من المقرر أن يجري تكريم نادي باريس سان جيرمان بمناسبة موسمه التاريخي.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام (أركاداغ التركمانستاني)

ماذا تعرف عن أركاداغ التركمانستاني منافس النصر في ثمن نهائي أبطال آسيا 2؟

في أقل من ثلاثة أعوام على تأسيسه، تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام.

فاتن أبي فرج (بيروت)

مصر تؤكد استعدادها لاستضافة أمم أفريقيا 2028

هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (الاتحاد المصري)
هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (الاتحاد المصري)
TT

مصر تؤكد استعدادها لاستضافة أمم أفريقيا 2028

هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (الاتحاد المصري)
هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (الاتحاد المصري)

منحت وزارة الشباب والرياضة المصرية الضوء الأخضر لاتحاد الكرة المصري من أجل التقدم بطلب لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2028.

وقال محمد الشاذلي، المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، إن مصر جاهزة للتقدم بملف استضافة البطولة التي تقام عام 2028.

وسبق أن أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن تغيير نظام البطولة بداية من نسخة 2028، لتقام كل 4 سنوات، بدلاً من كل عامين بنظامها الحالي.

وأكد الشاذلي في تصريحات لإذاعة «ميجا إف إم» بمصر: «أخطرنا اتحاد الكرة بجاهزيتنا في البنية التحتية الرياضية لتنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا 2028، وسنتقدم بملف إلى الاتحاد الأفريقي من أجل إقامة البطولة في مصر».

وأضاف: «مصر مؤهلة لاستضافة البطولة، من حيث الملاعب والبنية التحتية، وجاهزون لاستضافة كأس العالم وليس فقط أمم أفريقيا، لكن مصر ستكون الأكثر جاهزية لاستضافة هذه النسخة الاستثنائية عام 2028».


حنبعل المجبري: أتحمل مسؤولية التعادل أمام تنزانيا

حنبعل المجبري لاعب وسط منتخب تونس (أ.ف.ب)
حنبعل المجبري لاعب وسط منتخب تونس (أ.ف.ب)
TT

حنبعل المجبري: أتحمل مسؤولية التعادل أمام تنزانيا

حنبعل المجبري لاعب وسط منتخب تونس (أ.ف.ب)
حنبعل المجبري لاعب وسط منتخب تونس (أ.ف.ب)

حمّل حنبعل المجبري، لاعب وسط منتخب تونس، نفسه مسؤولية تعادل منتخب بلاده أمام تنزانيا بنتيجة 1 - 1، الثلاثاء، في ختام مشوار الفريقين بالمجموعة الثالثة لكأس أمم أفريقيا بالمغرب.

قال المجبري، في تصريحات عبر قناة «بي إن سبورتس» عقب اللقاء: «بالتأكيد، كنا نريد الفوز، لكننا حققنا الأهم، وهو التأهل للدور الثاني».

أضاف اللاعب التونسي: «لقد حاولنا الاحتفاظ بالكرة، لكن ارتكبنا الكثير من الأخطاء».

وختم: «أخطأت وتسببت في هدف التعادل لمنتخب تنزانيا، ولولا هذا الخطأ لنجحنا في الفوز بهذه المباراة».

وجمع منتخب تونس 4 نقاط في مشواره بالمجموعة، ليتأهل رفقة نيجيريا (9 نقاط) وتنزانيا (نقطتين) ضمن أفضل منتخبات احتلت المركز الثالث بمجموعات الدور الأول.

وسيلعب منتخب تونس ضد مالي يوم السبت المقبل ضمن منافسات دور الـ16.


حكيمي: سنبذل قصارى جهدنا من أجل القميص المغربي

أشرف حكيمي (رويترز)
أشرف حكيمي (رويترز)
TT

حكيمي: سنبذل قصارى جهدنا من أجل القميص المغربي

أشرف حكيمي (رويترز)
أشرف حكيمي (رويترز)

أبدى أشرف حكيمي، نجم المنتخب المغربي، سعادته الكبيرة بالعودة إلى أرضية الملعب، عقب فوز أسود الأطلس 3 - 0 على منتخب زامبيا في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم.

وشارك حكيمي في الشوط الثاني من عمر المباراة، التي أقيمت على ملعب «مولاي عبد اله» بالعاصمة المغربية الرباط، بعد تعافيه مؤخراً من الإصابة، التي غاب بسببها عن المستطيل الأخضر فترة طويلة خلال وجوده مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي.

وقال حكيمي، في تصريحات إعلامية عقب اللقاء: «أنا سعيد للغاية بالعودة إلى أرضية الملعب، لقد مر وقت طويل واشتقت كثيراً للعب، كما أنني سعيد بأداء الفريق؛ لأن هذه المباراة عكست الروح التي كنا نبحث عنها».

وأضاف حكيمي، في تصريحاته، التي نقلها موقع «البطولة» المغربي: «المباراة كانت رائعة أيضاً بالنسبة للجماهير، والأجواء كانت مميزة، وهذا بالضبط ما نحتاج إليه».

وتابع: «سنبذل كل ما في وسعنا من أجل القميص الوطني، ومن أجل أن يكون المشجعون فخورين بالعمل الذي نقدمه».

وأوضح: «كنا محبطين بعد التعادل أمام مالي، لكننا أظهرنا اليوم نوعية الفريق الذي نحن عليه، ونوعية الفريق الذي يجب أن نكونه مستقبلاً. نحن سعداء بالأداء، ويتعين علينا أن نواصل العمل بنفس الطريقة».

وصعد منتخب المغرب لدور الـ16 لبطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، بعدما تربع على قمة ترتيب المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، متفوقاً بفارق 4 نقاط كاملة أمام أقرب ملاحقيه منتخب مالي.

ويسعى منتخب المغرب للفوز بكأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه بعد نسخة عام 1976 بإثيوبيا.