«لايت فون 3»: هاتف أقل ذكاءً... لدرء «تعفّن الدماغ»

أحد المنتجات التقنية الحديثة لتقليل تشتّت الانتباه

«لايت فون 3»: هاتف أقل ذكاءً... لدرء «تعفّن الدماغ»
TT

«لايت فون 3»: هاتف أقل ذكاءً... لدرء «تعفّن الدماغ»

«لايت فون 3»: هاتف أقل ذكاءً... لدرء «تعفّن الدماغ»

قُرَّائي الأعزاء، لديّ اعتراف: أعاني من مرضٍ يُطلق عليه الشباب «تعفّن الدماغ» (brain rot)، وهو عدم القدرة على التفكير بعمق بعد كثرة تصفح الهاتف، حيث وفي هذه الأيام، يصعب حتى إنهاء كتاب.

يعاني الكثيرون من هذه المشكلة. وقد أدى ذلك إلى ظهور فئة من المنتجات التقنية البسيطة التي تسعى جاهدةً للتخلص من مُشتتات الانتباه، بدءاً من دبوس ياقة الهاتف الذكي المُزوّد ​​بذكاء اصطناعي، الذي لم يعد موجوداً الآن، والذي كان يُدوّن الملاحظات، وصولاً إلى الهواتف ذات الميزات الأساسية فقط.

هاتف من دون متصفح إنترنت

أحدث مثال على ذلك، هاتف «لايت فون ثلاثة» (Light Phone III) بسعر 600 دولار أميركي، من شركة ناشئة في مدينة نيويورك، وهو هاتف مُبسّط لا يُقدّم أي شيء يُذكر.

الإصدار الأحدث، الذي بدأ شحنه في مارس (آذار) الماضي، والمُقرر إصداره على نطاق أوسع في يوليو (تموز) المقبل، يُمكنه إجراء المكالمات، وإرسال الرسائل النصية، والتقاط الصور، وعرض اتجاهات الخريطة، وتشغيل الموسيقى والبودكاست، ولا يفعل أي شيء آخر.

لا يوجد متصفح ويب. ولا متجر تطبيقات، ما يعني عدم وجود «أوبر» لطلب سيارة، ولا برنامج «سلاك»، ولا وسائل تواصل اجتماعي. ولا حتى بريد إلكتروني.

وقال كايوي تانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «لايت» الناشئة التي طورت إصدارات متعددة من هاتف لايت على مدى السنوات التسع الماضية: «إنك تستخدمه عند الحاجة، وعندما تعيده (إلى جيبك) يختفي من حياتك».

«توتر أقل وإبداع أكثر»

وأضاف: «نتلقى الكثير من العملاء الذين يخبروننا أنهم يشعرون بتوتر أقل؛ ويصبحون أكثر إنتاجية؛ ويزدادون إبداعاً».

كنتُ متشوقاً لمعرفة ما إذا كان هاتف «لايت» سيشفيني من كسل عقلي، لذلك استخدمته هاتفي الرئيسي لمدة أسبوع. وكانت هناك لحظات استمتعت بها، فأثناء انتظار القطار، أو الاستراحة في النادي الرياضي، أو تناول الطعام بمفردي، لم أكن أرغب في التحديق في شاشة الهاتف، وشعرتُ بوعي أكبر لما يحيط بي. بدت المكالمات الهاتفية واضحة وجميلة. وقام تطبيق الخرائط بعمل جيد في إرشادي في المدينة.

ذكّرني ذلك بأوقاتٍ أبسط عندما كنا نستخدم الهواتف أساساً للتحادث قبل وضعها جانباً للتركيز على مهام أخرى.

نقائص في الميزات

لكن خلال الأسبوع، قلّصت سلبيات الهواتف الأقل تطوراً من استمتاعي بها، وشعرتُ عموماً بمزيد من التوتر وضعف في الأداء. وجدتُ نفسي فجأةً عاجزاً عن دخول محطة قطار، أو البحث عن اسم مطعم جديد، أو التحكم في باب مرآبي.

بعض ذلك لا يعود إلى هاتف Light Phone نفسه، وهو منتجٌ عادي، بل إلى اعتماد المجتمع كله على ميزات الهواتف الذكية المتقدمة.

تجربة الهاتف

وإليكم كيف قضيتُ أسبوعي في قضاء المهمات، والتنقل، والخروج بهاتفٍ أقل تقنية.

* قائمة الهاتف

عندما جهّزتُ جهاز مراجعة هاتف Light Phone خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان الهاتف، الذي يبدو قطعة مستطيلة سوداء، بسيطاً جداً. كانت قائمة الهاتف عبارة عن شاشة سوداء تعرض قائمةً نصيةً بيضاء لميزاته: الهاتف، والكاميرا، وألبوم الصور، والمنبه.

لإضافة المزيد من الأدوات، اضطررتُ لاستخدام متصفح ويب على جهازي للوصول إلى لوحة التحكم، حيثُ يُمكنني تثبيت ميزات مثل تطبيق الخرائط والمفكرة والمؤقت. والآن، بعد أن أصبحتُ مستعداً للانطلاق، كنتُ مصمماً على العيش، ولو لفترة، من دون هاتفي الآيفون.

* التنقل إلى العمل

صباح يوم الاثنين، بدأتُ رحلتي إلى العمل، راكباً قطاراً من أوكلاند، كاليفورنيا، إلى سان فرانسيسكو. عندما وصلتُ إلى المحطة، أدركتُ أنه لا يمكنني الدخول من دون هاتفي الآيفون، لأنني حوّلتُ بطاقة النقل الفعلية، قبل سنوات، إلى بطاقة افتراضية مخزنة في محفظة هاتفي الذكي.

لم يكن هاتف لايت مزوداً بمحفظة لشحن بطاقة النقل الافتراضية، فعدتُ إلى المنزل بخجل لأحضر هاتفي الآيفون، ووصلتُ إلى المكتب متأخراً نصف ساعة.

المراسلات والصور

* مراسلة الأصدقاء والتقاط الصور

أضفتُ بعضاً من أقرب أصدقائي إلى دفتر عناوين هاتف لايت، وأرسلتُ لهم رسائل نصية أشرح فيها تجربتي. كانت الكتابة على لوحة مفاتيح الجهاز بطيئة جزئياً لعدم وجود ميزة التصحيح التلقائي لتصحيح الأخطاء المطبعية. ونتيجةً لذلك، كانت المحادثات مقتضبة.

وقد ساد جوٌّ من المرح عندما أرسلتُ صوراً لبعض الأشخاص . بدت الصور، ذات الإضاءة الخافتة والحبيبات، وكأنها مُلتقطة بكاميرا هاتف منذ 15 عاماً على الأقل.

* إنجاز المهمات

في عصر أحد الأيام، اضطررتُ إلى تسليم طرد مُرتجع من أمازون إلى متجر «UPS». اخترتُ خيار الشحن الأنسب، الذي تضمن إظهار رمز الاستجابة السريعة للمسح الضوئي.

المشكلة؟ لم يكن هاتف «لايت» مزوداً بتطبيق بريد إلكتروني أو متصفح ويب لتنزيل الرمز. بدلاً من ذلك، حملتُه على شاشة حاسوبي والتقطتُ صورةً عاديةً بالهاتف.

عندما أحضرتُ الطرد إلى «UPS» وعرضتُ الصورة، حبستُ ​​أنفاسي، على أمل أن تكون الصورة واضحةً بما يكفي. رفع الموظف الماسح الضوئي، وبعد ثلاث محاولات، سمعتُ صوت تنبيه وملصق شحن مطبوعاً. يا لها من راحة، ولكن يا له من عناء!

* موعد غداء

في وضع آخر، خرجتُ أنا وزوجتي لتناول غداءٍ مُفاجئ. رجعتُ بالسيارة إلى الخلف، ثم اضطررتُ إلى أن أطلب من زوجتي استخدام هاتفها الآيفون لإغلاق باب مرآبنا. ثم، كنا نحاول تذكر اسم مطعم سوشي جديد قرأنا عنه أخيراً في مدونة طعام. لم أستطع منع نفسي من البحث عن منشور المدونة حول هاتف لايت. وفي النهاية، خمنّا الاسم، وانتهى بنا المطاف في المطعم الخطأ. مع ذلك، كان من اللطيف تناول الغداء معاً دون أن أرغب في التحقق من بريدي الإلكتروني.

الخلاصة

مع إعجابي بهدف هاتف لايت، إلا أن تجربتي تُظهر أنه لا يوجد شيء يمكننا فعله أو شراؤه فعلياً لإعادتنا إلى أيام البساطة. فالعديد من جوانب حياتنا، بما في ذلك التنقل في المدينة، والعمل، ودفع ثمن البضائع والخدمات والتحكم في الأجهزة المنزلية، تدور حول هواتفنا الذكية عالية الأداء.

أقرّ تانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «لايت»، بأن الهاتف ليس مناسباً للجميع، لكنه أضاف أن الآباء فكروا في شراء الهاتف لأطفالهم لتقليل تشتت انتباههم في المدرسة. وتعمل الشركة أيضاً على إضافة المزيد من الأدوات، مثل الدفع عبر الهاتف المحمول والقدرة على طلب سيارة.

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا فصل أجهزة الشحن يوفر في استهلاك الطاقة (بيكسلز)

هل يجب فصل الشواحن عند الانتهاء من استخدامها؟

يزداد عدد الشواحن الموصولة بالكهرباء في المنازل اليوم سواءً للجوالات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات المراقبة وغيرها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك راكب ينظر إلى هاتفه الذكي أثناء جلوسه داخل حافلة في موسكو (أ.ب)

يسببها الاستخدام المفرط للهواتف... ماذا نعرف عن «الرقبة النصية»؟

أصبحت الهواتف جزءًا لا يتجزأ من حياة معظم الناس، مع ذلك، إذا لم نكن حذرين، فقد تبدأ هذه الأجهزة الصغيرة التي نقضي وقتاً طويلاً عليها بالتسبب في آلام الرقبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».