ماسك ينتقد مستشار ترمب الاقتصادي ويؤكّد دعمه لـ«التجارة الحرة»

بعد أيام من الرسوم التي فرضها ترمب على الشركاء التجاريين

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ب)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ب)
TT
20

ماسك ينتقد مستشار ترمب الاقتصادي ويؤكّد دعمه لـ«التجارة الحرة»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ب)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ب)

أعرب إيلون ماسك، رئيس إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، عن أمله في التوصّل مستقبلاً إلى حرية تجارية كاملة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على شركائه التجاريين. وتسببت الرسوم الجمركية الأميركية في تراجع حادّ في الأسواق العالمية، ومخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.

وبدا تصريح ماسك متعارضاً مع التوجّه العام لإدارة ترمب، الذي يدعم استمرار فرض الرسوم والتفاوض مع حلفاء واشنطن التجاريين. كما يأتي بعد أيام من تلميح ترمب لمغادرة ماسك الإدارة «خلال أشهر»، للتركيز على شركاته الخاصة. ولم يكتف ماسك بالتعبير عن دعمه لـ«التجارة الحرّة» عبر الأطلسي فحسب، بل ذهب إلى انتقاد بيتر نافارو، المستشار الاقتصادي لترمب. واعتبر ماسك، في تعليق على منشور في «إكس»، أن حصول نافارو على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد «ليس شيئاً إيجابياً».

وتحدّث ماسك، الملياردير المقرّب من سيد البيت الأبيض، عبر رابط فيديو في مؤتمر عُقد في فلورانس لحزب الرابطة اليميني الحاكم في إيطاليا. وقال ماسك: «في نهاية المطاف، آمل أن يتم الاتفاق على أن تنتقل كل من أوروبا والولايات المتحدة، من وجهة نظري، إلى وضع خالٍ من الرسوم الجمركية، مما يُنشئ فعلياً منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية».

وبموجب خطط ترمب، التي أعلن تفاصيلها الأربعاء، ستخضع إيطاليا، التي تتمتع بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، لرسوم جمركية بنسبة 20 في المائة، شأنها شأن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. في مقابلة مع زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني، قال ماسك، الذي أعرب مراراً عن دعمه للأحزاب اليمينية في جميع أنحاء أوروبا، إنه يأمل أيضاً في رؤية حرية تنقل أكبر بين أوروبا والولايات المتحدة، كما نقلت عنه وكالة «رويترز». وقال ماسك: «إذا رغب الناس في العمل في أوروبا أو أميركا الشمالية، فيجب السماح لهم بذلك من وجهة نظري»، مضيفاً أن هذه «كانت بالتأكيد نصيحتي للرئيس».

كما أعرب ماسك، المُقرّب من رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني وحزبها «إخوان إيطاليا»، عن دعمه لحزب الرابطة بزعامة سالفيني. وكان ماسك قد أعرب، الشهر الماضي، عن امتنانه لسالفيني بعد أن قال رئيس الرابطة إن إيطاليا يجب أن تختار شركته «ستارلينك» للحصول على نظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية.

وصرّح وزير الاقتصاد الإيطالي، جيانكارلو جيورجيتي، المنتمي لحزب الرابطة، في وقت سابق من يوم السبت بأن الحكومة تريد «تهدئة» العلاقات مع الولايات المتحدة في أعقاب إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية، وحذّر من فرض رسوم جمركية انتقامية.


مقالات ذات صلة

بنك كوريا يُلمح إلى خفض الفائدة في مايو لمواجهة تداعيات الرسوم

الاقتصاد مبنى «بنك كوريا» في سيول (رويترز)

بنك كوريا يُلمح إلى خفض الفائدة في مايو لمواجهة تداعيات الرسوم

لمَّح بنك كوريا المركزي، يوم الخميس، إلى خفض وشيك في أسعار الفائدة في مايو (أيار)، مع ترك الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي، وسط «مخاطر كبيرة».

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد متداولو عملات أمام لوحة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك بسيول (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع مع التركيز على مفاوضات واشنطن وطوكيو

ارتفعت معظم الأسهم الآسيوية، يوم الخميس، رغم استمرار المخاوف من تبعات الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)

عائدات سندات اليورو تسجل ارتفاعاً طفيفاً قبيل قرار «المركزي الأوروبي»

سجلت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً يوم الخميس، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» ( لندن )
الاقتصاد رسم مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

تباين أداء الأسهم الأوروبية مع ترقب المستثمرين قرار «المركزي الأوروبي»

شهدت الأسهم الأوروبية تبايناً في أدائها يوم الخميس، مع تركيز المستثمرين على نتائج الشركات لتقييم تداعيات السياسات التجارية المتقلبة التي ينتهجها ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد أفراد الأمن يمرّ أمام شعار «تي إس إم سي» في هسينشو (أ.ف.ب)

أرباح «تي إس إم سي» التايوانية للرقائق تتجاوز التوقعات... ورسوم ترمب تهدد نموها

سجَّلت شركة «تي إس إم سي (TSMC)» التايوانية، أكبر شركة لتصنيع الرقائق التعاقدية في العالم، قفزةً في أرباحها الفصلية تجاوزت التوقعات بنسبة 60 في المائة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

7 جامعات أميركية في معركة «كسر عظم» مع إدارة الرئيس ترمب

جامعة هارفارد العريقة رفضت تدخل الإدارة الأميركية في شؤونها
جامعة هارفارد العريقة رفضت تدخل الإدارة الأميركية في شؤونها
TT
20

7 جامعات أميركية في معركة «كسر عظم» مع إدارة الرئيس ترمب

جامعة هارفارد العريقة رفضت تدخل الإدارة الأميركية في شؤونها
جامعة هارفارد العريقة رفضت تدخل الإدارة الأميركية في شؤونها

استهدف الرئيس دونالد ترمب بعضاً من أبرز جامعات البلاد بمطالب تشمل: التراجع عن قانون «التنوع والإنصاف والشمول» أو إلغاءه، وكذلك المساعدة في عمليات ترحيل إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، ومنع ارتداء الكمامات في الحرم الجامعي. وهدّدت الإدارة بحجب التمويل عن الجامعات التي لا توافق على التوجيهات، وفقاً لموقع «ياهو» الإخباري.

الالتزام الراسخ بالنزاهة الأكاديمية

ورفضت جامعة هارفارد هذا الأسبوع التفاوض مع الإدارة، التي بدورها أوقفت تمويلها بمليارات الدولارات.

يقول الدكتور سيدريك ب. هوارد، خبير التعليم العالي ومؤسس شركة هوارد للاستشارات التنفيذية: «يُعبّر رفض هارفارد التفاوض، عن التزامها الراسخ بالحرية والنزاهة الأكاديمية ورسالتها في تعزيز التفكير النقدي. في وقت تسعى فيه الأجندات السياسية إلى تشكيل مسار التعليم العالي، يجب على مؤسسات مثل هارفارد أن تظل ثابتة في حماية استقلاليتها وإعطاء الأولوية للسعي وراء المعرفة قبل كل شيء».

رفض جامعي لمطالب الإدارة

1. جامعة هارفارد.

رفض رئيس جامعة هارفارد، آلان غاربر، مطالب إدارة ترمب، وكتب في رسالة هذا الأسبوع: «لن تتنازل الجامعة عن استقلاليتها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية»... يتجاوز قرار الإدارة صلاحيات الحكومة الفيدرالية. فهو ينتهك حقوق جامعة هارفارد التي يكفلها التعديل الأول، ويتجاوز الحدود القانونية لسلطة الحكومة بموجب الباب السادس. كما أنه يهدد قيمنا كمؤسسة خاصة مكرسة للسعي إلى المعرفة وإنتاجها ونشرها.

وردت إدارة ترمب بتجميد ملياري دولار من الأموال الفيدرالية المخصصة للجامعة.

2. جامعة براون.

رفضت جامعة براون توجيهات إدارة ترمب بإلغاء قانون التنوع والإنصاف والشمول والالتزام بمطالب أخرى. وردَّت إدارة ترمب بإعلان تعليق تمويل فيدرالي يزيد عن 500 مليون دولار. وتقاضي جامعة براون الحكومة رداً على ذلك.

وقال هوارد عن رئاسة ترمب الأولى: «خلال إدارة ترمب، على سبيل المثال، شكّلت سياسات التنوع والهجرة والحقوق المدنية تحدياتٍ اختبرَت عزيمة العديد من المؤسسات»، وهي تحدياتٌ تتزايد في فترته الثانية.

3. جامعة كورنيل.

أعلنت إدارة ترمب الأسبوع الماضي تجميد مليار دولار من أموال جامعة كورنيل. وصرح مسؤولو جامعة كورنيل في بيانٍ لهم بأنهم تلقوا أكثر من 75 أمراً بوقف التعامل من وزارة الدفاع، لكنهم لم يتلقوا أي تأكيدٍ بتعليق تمويلٍ بقيمة مليار دولار. وأضافوا أن المنح المتأثرة تدعم أبحاثاً وصفوها بأنها «ذات أهمية بالغة للدفاع والأمن السيبراني والصحة الأميركية».

وجاء في البيان المشترك الصادر عن مايكل كوتليكوف، رئيس الجامعة، وكافيتا بالا، عميدة الجامعة: «نسعى جاهدين للحصول على معلومات من المسؤولين الفيدراليين لمعرفة المزيد عن أساس هذه القرارات».

تهديد الأبحاث والتطويرات العلمية

4. جامعة نورث وسترن.

حازت جامعة نورث وسترن على امتياز كونها الجامعة الوحيدة غير التابعة لجامعات «آيفي ليغ»، المتميزة، المهددة بتجميد التمويل الفيدرالي. وأعلنت إدارة ترمب عن تعليقٍ مؤقتٍ لـ790 مليون دولار من الأموال المخصصة للجامعة.

صرحت الجامعة بأنها تجمع المزيد من المعلومات، وأشارت إلى أن خفض التمويل سيكون ضاراً. وصرح جون ييتس، المتحدث باسم جامعة نورث وسترن، قائلاً: «إن الأموال الفيدرالية التي تتلقاها جامعة نورث وسترن تُشجّع الأبحاث المبتكرة والمنقذة للحياة، مثل التطوير الأخير الذي أجراه باحثو نورث وسترن لأصغر جهاز تنظيم ضربات القلب في العالم، والأبحاث التي تُغذّي مكافحة مرض ألزهايمر». وأضاف: «هذا النوع من الأبحاث مُعرّض للخطر الآن».

5. جامعة بنسلفانيا.

أعلن البيت الأبيض عن تعليق تمويل يزيد عن 175 مليون دولار لجامعة بنسلفانيا. وردَّت الجامعة بهذا البيان: «تراقب جامعة بنسلفانيا من كثب تغييرات السياسة الفيدرالية التي تؤثر على مؤسسات التعليم العالي وأنظمة الصحة الأكاديمية. وتشمل هذه التغييرات مجموعة واسعة من الإجراءات الحكومية التي تؤثر على مهام الجامعة وعملياتها ومجتمعها. وتتواصل قيادة جامعة بنسلفانيا بشكل مباشر مع المسؤولين الحكوميين للدفاع بقوة عن الدور الأساسي للتعليم العالي والاكتشاف العلمي وقيمنا وخدمة الصالح العام».

6. جامعة برينستون.

أعلن البيت الأبيض عن تجميد تمويلات تزيد عن 200 مليون دولار، والتي تغطي مجموعة من الأبحاث. وقد استجابت الجامعة بحذر. وكتب رئيس جامعة برينستون كريستوفر آيزجروبر بعد تعليق المنح الأولى: «إن الأساس الكامل لهذا الإجراء ليس واضحاً بعد».

7. جامعة كولومبيا.

تُجري جامعة كولومبيا محادثات مع إدارة ترمب لاستعادة 400 مليون دولار من التمويل المُجمّد.

وكتب أمناء الجامعة: «عندما يتوافق هذا العمل مع توصيات الآخرين، نعتقد أن الحوار البنّاء أمرٌ منطقي». وأجرت الجامعة تغييرات على سياساتها المتعلقة بانضباط الطلاب، مما أثار انتقادات ممن اعتبروها استسلاماً لمطالب إدارة ترمب. وتستمر المحادثات بين الجامعة والبيت الأبيض.