الحدائق النيلية تجتذب الآلاف في إجازة عيد الفطر بمصر

متنزهات القناطر الخيرية الأبرز

حدائق القناطر تشهد إقبالاً كبيراً خلال العيد (وزارة الري المصرية)
حدائق القناطر تشهد إقبالاً كبيراً خلال العيد (وزارة الري المصرية)
TT
20

الحدائق النيلية تجتذب الآلاف في إجازة عيد الفطر بمصر

حدائق القناطر تشهد إقبالاً كبيراً خلال العيد (وزارة الري المصرية)
حدائق القناطر تشهد إقبالاً كبيراً خلال العيد (وزارة الري المصرية)

شهد العديد من الحدائق النيلية في القاهرة إقبالاً كبيراً خلال أيام عيد الفطر. وأعلنت وزارة الري المصرية عن تطوير العديد من الحدائق التابعة لها، لتستقبل المواطنين خلال أيام العيد بخدمات متنوعة.

وتراوحت أسعار تذاكر دخول الحدائق العامة خلال العام الحالي بين 40 إلى 10 جنيهات للفرد (الدولار يساوي 50.57 جنيه مصري)، ويجد كثير من الأسر المصرية المتوسطة في هذه الحدائق فرصة للاستمتاع بالطبيعة، بالإضافة إلى رحلات الأتوبيس النهري من شبرا حتى القناطر الخيرية (في نطاق القاهرة الكبرى)، التي لا يتجاوز سعرها 70 جنيهاً ذهاباً وعودة.

الخبير السياحي المصري محمد كارم عدّ «القناطر الخيرية من الوجهات الترفيهية الجاذبة للسائحين من الطبقات المتوسطة المصرية خلال الأعياد والمناسبات المختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تجتذب القناطر بحدائقها ومساحاتها الخضراء العائلات والشباب على السواء، ومما يجعلها الوجهة الأبرز للتنزه في العيد قربها من القاهرة، ما ساهم في سهولة الوصول إليها لفئات متعددة ومن محافظات متنوعة».

القناطر الخيرية من أماكن جذب السياحة الداخلية خلال الأعياد في مصر (يوتيوب)
القناطر الخيرية من أماكن جذب السياحة الداخلية خلال الأعياد في مصر (يوتيوب)

وإن كانت بعض الحدائق العامة مثل حديقة الحيوان بالجيزة قد استقبلت قبل عامين نحو 22 ألف زائر في عيد «شم النسيم»، فقد برزت الحدائق النيلية كبديل للحدائق المغلقة في الاحتفال بعيد الفطر، وهو ما ظهر في الإقبال الكبير على هذه الحدائق، وفق بيان لوزارة الري المصرية.

وأبرزت وسائل إعلام محلية توافد المواطنين على ممشى أهل مصر الذي يمنح زواره إطلالة مباشرة على النيل بأسعار رمزية، ويضم العديد من الخدمات التي تجعل منه وجهة لأعداد من المواطنين خلال العيد.

فيما أكدت وزارة الري المصرية الإقبال الكبير على حدائق القناطر التي تصل مساحتها إلى 68 فداناً، والتي شهدت تطويراً وتوفير الخدمات للزائرين خلال عيد الفطر، وفق بيان للوزارة. وهي حدائق «لؤلؤة الشرق» و«المركز الثقافي» و«النيل» و«البحيرة» و«الياسمين» و«التوفيقي» و«الجزيرة» و«النخيل» و«الزهور».

فيما يوضح كارم أن «الأسر المصرية تبحث عن الاستجمام في الهواء الطلق ووسط الخضرة، ومن ثم تكون القناطر هي الوجهة المناسبة التي تحقق لهم هذا الهدف، بما تضمنه من حديقة الياسمين وحديقة المركز الثقافي وغيرهما، إلى جانب الرحلات النيلية والمظاهر الاحتفالية المختلفة».

وأنشأ محمد علي القناطر الخيرية بدايات القرن التاسع عشر على مساحة نحو 50 فداناً، وفي محيطها توجد عدة حدائق تشتهر بمساحاتها الخضراء الواسعة. وتستقبل تلك الحدائق كل عام آلاف المواطنين الذين يحتفلون بالأعياد عبر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية أو العبور في الشلال أو ركوب الخيل.

حدائق القناطر خلال العيد (وزارة الري المصرية)
حدائق القناطر خلال العيد (وزارة الري المصرية)

من جهة أخرى، شهدت محافظات مصر إقبالاً كبيراً على الحدائق النيلية، ومن بينها حديقة النباتات في أسوان التي تعد من المزارات السياحية الرئيسية في المدينة، إلا أنها تأخذ طابعاً آخر خلال الأعياد، وفق محمد المصري (مخرج من أسوان).

موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الحديقة بالإضافة إلى كونها في جزيرة داخل النيل وتحتوي على العديد من النباتات والأشجار النادرة، فإنها تصبح متنزهاً شعبياً لأهالي أسوان خلال العيد، وتشهد زحاماً كبيراً خلال تلك الفترة».

وتضم مصر عشرات الحدائق النيلية، بخلاف الموجودة في القناطر الخيرية، فهناك نحو 6 حدائق في حي الزمالك (غرب القاهرة)، منها الريادي والحرية والأندلس وحديقة الأسماك، حيث شهدت إقبالاً خلال العيد أيضاً، فضلاً عن الحدائق المنتشرة على شريط النيل بمحافظات الدلتا والصعيد، التي تعد وجهة مهمة للسياحة الداخلية خلال الأعياد، بحسب الخبير السياحي، الذي أشار إلى جهود بذلت خلال الفترة الماضية لتطوير البنية التحتية للحدائق والمتنزهات العامة لتصبح جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الجمهور على مدى العام، وخلال فترات الأعياد تحديداً، إلا أنه أكد ضرورة امتداد دور هذه الأماكن لتصبح مقاصد سياحية على مدار العام.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل أشجارها النادرة والمعمرة تراثاً طبيعياً

يوميات الشرق جزيرة النباتات بأسوان تضم العديد من الأشجار المعمرة (الشرق الأوسط)

مصر لتسجيل أشجارها النادرة والمعمرة تراثاً طبيعياً

ضمن مشروع لتوثيق الأشجار المعمرة والنادرة وحمايتها، تسعى مصر إلى إعداد سجل وطني لهذه الأشجار، في إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على التراثين المادي وغير المادي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق منظر سابق لحديقة المسلَّة إحدى حدائق مصر التراثية (محافظة القاهرة)

مصر تنفي «الإضرار» بحديقة المسلَّة التراثية وأشجارها النادرة

نفت مصر ما تردد عن الإضرار بحديقة المسلَّة التراثية بحي الزمالك (غرب القاهرة)، وأصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري بياناً، الثلاثاء، ينفي الأمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من قسم "المظلة" في بينالي الفنون الإسلامية بجدة (تصوير ماركو كابيليتي-مؤسسة بينالي الدرعية) play-circle 03:09

الحديقة الإسلامية المعاصرة في بينالي جدة... ما بين أزهار غزة وعين عذارى

حاول كل فنان من المعروضة أعمالهم في قسم «المظلة» استكشاف علاقة الإنسان بالأرض والسماء، وهو استجابة لعنوان البينالي في هذه الدورة «وما بينهما».

عبير مشخص (جدة)
يوميات الشرق حفل موسيقي وغنائي مصاحب لافتتاح حديقة الأندلس في مصر (محافظة القاهرة)

مصر: افتتاح حديقة الأندلس ضمن تطوير «القاهرة التاريخية»

أعادت مصر افتتاح حديقة الأندلس الأثرية بكورنيش النيل بالجزيرة بعد الانتهاء من تطويرها، الاثنين، ضمن خطة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الصورة التي ظهرت عليها بوابة «جنينة الأسماك» التاريخية بالقاهرة (صفحة الفنان محمد عبلة على فيسبوك)

طلاء واجهة «جنينة الأسماك» يثير انتقادات بمصر

انتقادات واسعة تعرَّض لها القائمون على تطوير «حديقة جبلاية الأسماك» بمصر، والذي يتم منذ فترة، في منطقة الجبلاية بحي الزمالك (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة)

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
TT
20

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من «الراتنج» الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح، للقضاء على البكتيريا والفيروسات بفاعلية.

ووفق نتائج دراسة جديدة نُشرت، الأربعاء، في دورية «ساينتفيك روبرتس»، فإن المنتج الجديد يحتوي على مادة الكلورهيكسيدين القاتلة للبكتيريا والفيروسات، التي يستخدمها أطباء الأسنان لتنظيف الفم وعلاج الالتهابات قبل العمليات الجراحية.

وتتفاعل الكلورهيكسيدين مع سطح الخلية الجرثومية، حيث تقوم بتدمير غشاء الخلية وقتل الجراثيم.

طبق باحثو الدراسة استخدام الطلاء على مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا والفيروسات، بما في ذلك الأنواع التي يصعب القضاء عليها، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA)) وفيروسات الإنفلونزا وفيروسات «كورونا» المسببة للإصابة بـ«كوفيد - 19».

قالت الدكتورة فيليسيتي دي كوجان، الأستاذة المشاركة في العلوم الصيدلانية للأدوية البيولوجية، التي قادت هذه الدراسة: «من المثير للاهتمام للغاية أن نرى هذا البحث يُطبّق عملياً. في بحثنا دمجنا المطهر في بوليمرات الطلاء لإنشاء طلاء جديد مضاد للميكروبات يتميز بالفاعلية، كما أنه لا ينتشر في البيئة ولا يتسرب من السطح عند لمسه».

وأضافت في تصريح نشر، الأربعاء، على موقع الجامعة: «أظهرت هذه الدراسة بوضوح أن الأسطح المطلية بهذا الطلاء خالية من البكتيريا، وأن أثر هذا الطلاء ينشط بمجرد جفافه»، وأكدت أنه سهل التطبيق وفعّال من حيث التكلفة.

أسطح من دون ميكروبات

ووفق الدراسة، يمكن تطبيق الطلاء الجديد على مجموعة متنوعة من الأسطح البلاستيكية والصلبة غير المسامية لتوفير طبقة مضادة للميكروبات.

ويمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا، خصوصاً في البيئات الطبية، من أسرة المستشفيات ومقاعد المراحيض. وكذلك الأسطح التي تُلمس كثيراً في الأماكن العامة، مثل الطائرات والمقاعد وطاولات الطعام. وتستطيع بعض الأنواع الميكروبية البقاء على قيد الحياة على الرغم من إجراءات التنظيف المُحسنة المعتادة.

ويمكن لهذه الكائنات الدقيقة البقاء على قيد الحياة، وأن تبقى معدية على الأسطح، لفترات طويلة، قد تصل أحياناً إلى عدة أشهر.

عمل الفريق البحثي مع شركة Indestructible Paint لإنشاء نموذج أولي لطلاء مضاد للميكروبات باستخدام هذه المادة الجديدة، ووجدوا أنها تنشط بفاعلية عند تجفيفها لقتل مجموعة من مسببات الأمراض. وهو ما علق عليه برايان نورتون، المدير الإداري للشركة: «نسعى دائماً إلى ابتكار طرق جديدة لمنتجاتنا، وهذه المادة تتيح لنا فرصة ابتكار منتج قد يُحدث تأثيراً إيجابياً في منع نمو وانتشار البكتيريا والفيروسات في بيئات متنوعة».

وأضاف: «نعمل في كثير من القطاعات، حيث يُمثل هذا المنتج فائدة كبيرة، على سبيل المثال، في طلاء مقاعد الطائرات وطاولات الطعام، وهي مناطق معروفة بنمو البكتيريا. لا يزال العمل في مراحله الأولى، لكننا نتطلع إلى إجراء مزيد من الاختبارات بهدف طرحه تجارياً».