ضربات ترمب مستمرة... والحوثيون يبرِّئون ساحة إيران

الغارات الأميركية استهدفت مخابئ في صنعاء والحديدة

حشد من الحوثيين في صنعاء لمساندة مواقف زعيمهم التصعيدية (إ.ب.أ)
حشد من الحوثيين في صنعاء لمساندة مواقف زعيمهم التصعيدية (إ.ب.أ)
TT
20

ضربات ترمب مستمرة... والحوثيون يبرِّئون ساحة إيران

حشد من الحوثيين في صنعاء لمساندة مواقف زعيمهم التصعيدية (إ.ب.أ)
حشد من الحوثيين في صنعاء لمساندة مواقف زعيمهم التصعيدية (إ.ب.أ)

مع تواصل الضربات الأميركية لمواقع الحوثيين ومخابئهم، ضمن الحملة التي أطلقها الرئيس ترمب، السبت الماضي، زعمت الجماعة أن قواتها استهدفت حاملة الطائرات «هاري ترومان» للمرة الثالثة خلال 48 ساعة، كما زعمت أنها في حالة حرب مع الولايات المتحدة، وأنها لا تتلقى الأوامر من إيران، في سعي لتبرئة ساحتها.

وكان ترمب قد أمر بحملة ضد الحوثيين، وهدد بـ«القوة المميتة» ضد الجماعة المدعومة من إيران، محملاً الأخيرة المسؤولية عن هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن والأصول الأميركية في البحر الأحمر، بينما قالت وزارة دفاعه إن العمليات لن تتوقف حتى يتوقف الحوثيون عن هجماتهم.

وفي أحدث الضربات الأميركية، استهدفت الغارات مواقع للحوثيين في صنعاء يعتقد أنها تضم مخابئ للأسلحة في محيط القصر الرئاسي، وفي شرقي المدينة وغربها، كما شملت استهداف مخابئ في أكثر من موقع في محافظة الحديدة الساحلية، دون أن يتحدث الحوثيون عن طبيعة الخسائر الناجمة عنها، بخلاف ضربات اليومين الأولين التي قالوا إنها أدت إلى مقتل 53 شخصاً، وإصابة عشرات في صنعاء وصعدة.

ومع تجدد الحرب الإسرائيلية على غزة، يعتقد مراقبون يمنيون أن الجماعة الحوثية ستواصل التصعيد، وتعاود الهجمات بالصواريخ والمُسيَّرات باتجاه إسرائيل، وضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وإذ حمَّل ترمب إيران مسؤولية هجمات الحوثيين، نفى وزير خارجية الجماعة في حكومة الانقلاب جمال عامر تلقي الأوامر من إيران، وقال لـ«رويترز» إنه لن يكون هناك أي حديث عن تهدئة العمليات قبل إنهاء منع دخول المساعدات لغزة، زاعماً أن إيران لا تتدخل في قرارات الجماعة؛ بل تتوسط أحياناً، وليس بوسعها إملاء ما على الحوثيين فعله.

وقال المسؤول الحوثي إنه لا علم لديه عن أي رسالة سلَّمتها إيران إلى مبعوث جماعته لدى طهران، زاعماً وجود رسائل من قوى أخرى للتهدئة لم يُسمِّها؛ كذلك زعم أن الجماعة في حالة حرب مع الولايات المتحدة، مما يمنحها الحق في الدفاع عن النفس بالوسائل الممكنة كلها.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد قال في أحدث خطبه، إن جماعته «ستواجه التصعيد بالتصعيد»، وسترد على الضربات باستهداف حاملات الطائرات الأميركية والبوارج الحربية، وبحظر السفن التجارية عن الملاحة في البحر الأحمر إلى جانب السفن الإسرائيلية.

كما هدد الحوثي بأن جماعته «ستنتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية» إذا استمرت العمليات الأميركية، دون أن يشير إلى ماهية هذه الخيارات.

مواجهة مستمرة

وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، ادعى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أن جماعته تمكنت من استهداف حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» شمالي البحر الأحمر، بصاروخين مجنحين وطائرتين مُسَيَّرتين؛ كذلك استهدفت مدمرة أميركية بصاروخ مجنح و4 طائرات مُسيَّرة.

وزعم سريع أن هذا الاستهداف لحاملة الطائرات هو الثالث خلال 48 ساعة، وأن القوات الأميركية أصيبت «بحالة من الإرباك مما دفع بكثير من قطعها الحربية إلى التراجع باتجاه منطقة شمال البحر الأحمر».

مقاتلة أميركية تقلع من على حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

وتوعد المتحدث الحوثي بأن جماعته لن تتوقف عن قصف كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي، وبأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد أميركي أو إسرائيلي خلال الساعات والأيام المقبلة.

وفي حين سُمع دوي انفجارات ضخمة في صنعاء ليل الاثنين جراء الضربات، قالت القيادة المركزية الأميركية، الثلاثاء، إن قواتها «تواصل ضرباتها ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قد ذكرت في وقت سابق من يوم الاثنين، أن حملة إدارة الرئيس دونالد ترمب على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران باليمن تختلف عن تلك التي نفذتها الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن، مشيرة إلى أنها تشمل مجموعة أكبر من الأهداف.

وقال اللفتنانت جنرال أليكس جرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة، إن الموجة الأولى من الضربات في اليمن استهدفت أكثر من 30 موقعاً، بما في ذلك مواقع تدريب، وكبار خبراء الطائرات المُسيَّرة الحوثيين.

من آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صعدة حيث معقل الجماعة (رويترز)
من آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صعدة حيث معقل الجماعة (رويترز)

وإذ يزعم الحوثيون أن تصعيدهم البحري والإقليمي هو من أجْل مناصرة الفلسطينيين في غزة، كانوا قد تبنوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» في يناير (كانون الثاني) الماضي، مهاجمة 211 سفينة، وأطلقوا نحو مائتي صاروخ وطائرة مُسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون أن تكون لها نتائج عسكرية مؤثرة.

وأدت هجمات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال 14 شهراً إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة، في حين تلقت الجماعة نحو ألف غارة أميركية وبريطانية دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتها.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي لليمن: تحقيق الاستقرار والسلام ضرورة ملحّة لليمنيين وللمنطقة

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

المبعوث الأممي لليمن: تحقيق الاستقرار والسلام ضرورة ملحّة لليمنيين وللمنطقة

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم (الخميس)، أن تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد بات ضرورة ملحة لليمنيين وللمنطقة بأسرها.

العالم العربي الحوثيون أطلقوا عشرات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل خلال العام الماضي دون تأثير عسكري (إعلام حوثي)

صاروخان حوثيان نحو إسرائيل غداة ضربات أميركية في صنعاء وريفها

تبنَّت الجماعة الحوثية في اليمن إطلاق صاروخين باليستيين باتجاه إسرائيل التي أعلنت اعتراضهما دون أضرار، وذلك غداة ضربات أميركية مكثفة استهدفت صنعاء ومحيطها.

علي ربيع (عدن)
عنصر حوثي خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة المدعومة من إيران (رويترز)

جواسيس وفرق قمع حوثية لإرهاب سكان صعدة وصنعاء

شكَّلت الجماعة الحوثية فرقاً قمعية لإرهاب سكان صعدة وصنعاء، وشن حملة اعتقالات بتهم تأييد الضربات الأميركية وجمع المعلومات عن قادة الجماعة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مبنى البنك المركزي اليمني الخاضع للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يمنعون العاملين في البنوك التجارية من مغادرة صنعاء

منع الحوثيون جميع العاملين في البنوك التجارية من مغادرة مناطق سيطرتهم، بعد أن أعلنت مجموعة من البنوك رغبتها في نقل مراكزها الإدارية إلى مدينة عدن

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أشخاص يتجمعون على أنقاض منزل تعرض لغارة أميركية في صعدة باليمن (رويترز)

الحوثيون يعلنون مقتل 4 في قصف أميركي شرق صنعاء

أعلنت جماعة الحوثي، في وقت مبكر اليوم الخميس، سقوط أربعة قتلى وجرحى جراء قصف أميركي على محافظة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (عدن)

المبعوث الأممي لليمن: تحقيق الاستقرار والسلام ضرورة ملحّة لليمنيين وللمنطقة

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
TT
20

المبعوث الأممي لليمن: تحقيق الاستقرار والسلام ضرورة ملحّة لليمنيين وللمنطقة

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم (الخميس)، أن تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد بات ضرورة ملحة لليمنيين وللمنطقة بأسرها.

وأضاف غروندبرغ، على منصة «إكس»، بعد زيارة إلى الاتحاد الأوروبي، أن «استئناف حرب شاملة في اليمن لا يصبّ في مصلحة أي طرف، وينبغي العمل على تفاديه».

الجوعى في اليمن لا يعرفون متى يحصلون على الوجبة التالية (إعلام محلي)
الجوعى في اليمن لا يعرفون متى يحصلون على الوجبة التالية (إعلام محلي)

وشدّد المسؤول الأممي على ضرورة حلّ الصراع عن طريق الدبلوماسية القائمة على الحوار والالتزام المتبادل.

وأشار غروندبرغ إلى ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات موحدة لضمان حل سلمي ومستدام للشعب اليمني.