إيران تتوعد بردّ حاسم على أي تهديد إسرائيلي بدعم أميركي

عمليات الأركان المسلحة: سنستهدف المرافق والقواعد المساندة

غلام علي رشيد قائد غرفة العمليات المشتركة بهيئة الأركان الإيرانية (تسنيم)
غلام علي رشيد قائد غرفة العمليات المشتركة بهيئة الأركان الإيرانية (تسنيم)
TT
20

إيران تتوعد بردّ حاسم على أي تهديد إسرائيلي بدعم أميركي

غلام علي رشيد قائد غرفة العمليات المشتركة بهيئة الأركان الإيرانية (تسنيم)
غلام علي رشيد قائد غرفة العمليات المشتركة بهيئة الأركان الإيرانية (تسنيم)

حذَّر قيادي كبير في القوات المسلَّحة الإيرانية بأن طهران ستُوجه رداً حاسماً على أي تهديد إسرائيلي يستهدف المصالح الإيرانية، بما يشمل الولايات المتحدة.

وقال قائد غرفة عمليات الأركان المسلَّحة الجنرال غلام علي رشيد إن «أي تهديد من قِبل الكيان الصهيوني ضد مصالح إيران يجري تقييمه بناءً على الدعم الأميركي لإسرائيل، وسيجري الرد عليه بإجراءات حاسمة من قِبل القوات المسلّحة».

وأضاف: «سنستهدف مصدر العدوان، والمرافق والقواعد المساندة لإسرائيل في المسارات والمجال الجوي المستخدم»، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وتصاعدت الحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية بدعم من واشنطن.

تهديد إسرائيلي-أميركي

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل وجَّهت «ضربة قوية∙ لإيران، منذ بدء الحرب في غزة»، وإنه بدعمٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، «ليس لديَّ شك في أننا نستطيع وسننجز المهمة».

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضرباتٍ كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّة حالة الضعف التي تمر بها إيران.

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، احتمال قيام إسرائيل بقصف إيران، لكنه قال إنه يُفضّل إبرام صفقة مع إيران تمنعها من تطوير سلاح نووي.

وتجد طهران نفسها أمام خيار التفاوض مع ترمب، وسط انتكاساتٍ لنفوذها الإقليمي، وسخط داخليّ متزايد بسبب الاقتصاد.

ويرى ترمب أن تراجع القوة العسكرية الإيرانية جعلها في موقع دفاعي ضعيف؛ ما يزيد من احتمال لجوئها إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من التصعيد العسكري.

مروحية تابعة للجيش الإيراني في أثناء التدريب العسكري «ذو الفقار» على سواحل خليج عمان السبت الماضي (أ.ف.ب)
مروحية تابعة للجيش الإيراني في أثناء التدريب العسكري «ذو الفقار» على سواحل خليج عمان السبت الماضي (أ.ف.ب)

ويؤكد المحللون أن طهران مضطرة إلى التفاوض مع ترمب، خصوصاً بعد تراجع «محور المقاومة» نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضرباتٍ استهدفت «حزب الله» اللبناني.

في هذا الصدد، صرح رشيد: «منذ أربعة أشهر، يحاول الكيان الصهيوني، عبر ترويج رواية مضللة عن قوة إيران، خداع الأميركيين والأوروبيين وبعض دول المنطقة. فخلال 70 عاماً من وجوده المشين والعدواني، لم تتطابق الصورة التي يروّج لها إعلامياً مع حقيقته في فلسطين المحتلة؛ ولذلك يعيش في خوف دائم من (جبهة المقاومة)، ويعاني هشاشة مستمرة. وهذا هو الثمن الذي يدفعه نتيجة أكاذيبه».

وقال أيضاً: «على مدى العقود الأربعة الماضية، أخطأ أعداؤنا في تقديرهم لشعبنا، وفشلوا في فهم مدى تماسكه ووحدته في الدفاع عن إيران العزيزة؛ ما أدى إلى وقوعهم في حسابات خاطئة وأوهام مضللة».

«جبل الجليد»

تبادلت إيران وإسرائيل ضربات مباشرة في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) دون أن تؤدي إلى وقوع البلدين في حرب.

واستهدفت إسرائيل في 26 أكتوبر الماضي منشآت حساسة لإنتاج الصواريخ ووقودها، فضلاً عن منظومات رادار مكلفة بحماية المنشآت النووية.

وأجرت إيران تدريبات عسكرية سنوية خلال الشهر الماضيين، وشملت تشغيل منشآت رادار جديدة قرب منشأتَي نطنز وفوردو لتخصيب اليورانيوم، ومفاعل أراك للمياه الثقيلة، وسط البلاد.

وأشار رشيد إلى أن المناورات السنوية «تخطط وفق نهج تحولي بتوجيهات المرشد الإيراني (علي خامنئي)، حيث تُنظم 30 مناورة كبرى سنوياً وعشرات التدريبات المتخصصة». وأضاف: «هذا العام، نُفّذت 27 مناورة، بعضها غير معلن. وُجِّه القادة لاستخدام نموذج (جبل الجليد)، بإظهار جزء صغير من القوة عبر الإعلام وإبقاء الجزء الأكبر سرياً، لاختبار الجاهزية القتالية».

مقاتلة إيرانية خلال مناورة «ذوالفقار» على ساحل خليج عمان جنوب شرق إيران السبت (أ.ف.ب)
مقاتلة إيرانية خلال مناورة «ذوالفقار» على ساحل خليج عمان جنوب شرق إيران السبت (أ.ف.ب)

والأربعاء الماضي، قال رئيس الأركان محمد باقري إن «الأضرار الطفيفة التي لحقت بالدفاع الجوي تم إصلاحها بالكامل»، وأضاف: «إذا تم تهديد أمن إيران، فلن يكون هناك أي استقرار في المنطقة... في حال حدوث أي خطأ من العدو، فإن استقرار الكيان الصهيوني ومن شارك في تجهيز عملياته وتنفيذها، ومن يوفر الأجواء والقواعد العسكرية سيكون في خطر».

وقال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، إن «إنتاج الصواريخ مستمر على الرغم من الضربات الإسرائيلية».

والأسبوع الماضي، قال محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني في الشؤون الإستراتيجية، نتنياهو يروج لرواية «ضعف إيران» في مسعى لتبرير الهجوم على إيران. كما قال إنه يوحي بأنها «تسعى بسبب ضعفها للحصول على القنبلة النووية».

وقال وزير الاستخبارات الإيرانية إسماعيل خطيب زاده، السبت، إن بلاده ستواجه أي «مغامرة» أميركية أو إسرائيلية، مضيفاً أن استراتيجية طهران هي «التهديد مقابل التهديد والهجوم مقابل العدوان».

في واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، الجمعة، إن إيران «لن يُسمح لها بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف»، محذراً من أن امتلاكها لهذا السلاح سيمثل تهديداً للعالم والولايات المتحدة. وأضاف: «هناك تساؤلات حول مدى عقلانية النظام الإيراني، وقد يستغل السلاح النووي لشن هجمات إرهابية تحت مظلته». وأكد أن إدارة ترمب «ستضمن منع إيران من تحقيق هذا الهدف».

ومطلع الشهر الحالي، وقّع ترمب مذكرة تنفيذية لإعادة العمل باستراتيجية «الضغوط القصوى» بهدف إجبار إيران على توقيع اتفاق نووي.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن إيران بصدد زيادة إنتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة إلى نحو سبعة أمثال.

وقال إن إيران من المرجّح أن يكون لديها نحو 250 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة بحلول مارس (آذار). وووفقاً لمعيار الوكالة التابعة للأمم المتحدة، فإن هذه الكمية تكفي، من حيث المبدأ، لصنع ست قنابل نووية إذا جرى تخصيب اليورانيوم بدرجة 90 في المائة.


مقالات ذات صلة

تصاعد التوتر النووي الإيراني... تأهب إسرائيلي والصين تدعو للحوار

شؤون إقليمية صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان... أبريل الماضي (أ.ب)

تصاعد التوتر النووي الإيراني... تأهب إسرائيلي والصين تدعو للحوار

طالبت الصين باستئناف المفاوضات لتسوية الأزمة النووية الإيرانية، في الوقت الذي دعت فيه واشنطن طهران إلى وقف التصعيد النووي والأنشطة الصاروخية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية غروسي يُجري مباحثات مع عراقجي في طهران 14 نوفمبر الماضي (الخارجية الإيرانية)

إيران تطالب «الوكالة الذرية» بإدانة تهديد منشآتها النووية

طالبت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف واضح إزاء التهديدات بتوجيه ضربة إلى منشآتها النووية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
العالم بعض المحطات الرئيسية في العلاقة بين طهران وواشنطن (رويترز)

محطات رئيسية في الخصومة الطويلة بين إيران وأميركا

اتسمت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، الحليفتَيْن الوثيقتَيْن في وقت سابق، بغياب الثقة والعداء المعلن أحياناً منذ اندلاع الثورة الإيرانية في 1979.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية شعار وزارة الخزانة الأميركية على مقرها في واشنطن (رويترز)

واشنطن تصدر عقوبات جديدة مرتبطة بإيران

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عبر موقعها على الإنترنت أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة مرتبطة بإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي (أرشيفية-رويترز) play-circle

روسيا تحذر من عواقب الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية

حذّرت موسكو من توجيه ضربة عسكرية للبنية التحتية النووية الإيرانية، وعَدَّت أن التصعيد سيكون كارثياً على المنطقة.

رائد جبر (موسكو)

التوتر النووي الإيراني يتصاعد... وإسرائيل تتأهب


نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران في أكتوبر الماضي (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران في أكتوبر الماضي (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
TT
20

التوتر النووي الإيراني يتصاعد... وإسرائيل تتأهب


نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران في أكتوبر الماضي (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران في أكتوبر الماضي (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

يتصاعد التوتر بشأن الملف النووي الإيراني في المنطقة، وسط مؤشرات على تأهب إسرائيل لشن هجوم على إيران، وتمسك واشنطن بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. وفي المقابل، حذّرت روسيا من العواقب الوخيمة لأي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، بينما دعت الصين إلى ضرورة استئناف المفاوضات بهدف تسوية الأزمة.

وطالبت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف واضح إزاء التهديدات بتوجيه ضربة إلى منشآتها النووية، وذلك بعدما أبلغت مجلس الأمن بأنها «سترد بسرعة وحزم على أي عمل عدواني من أميركا أو إسرائيل». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن «المطلوب من إيران واضح، وقف تصعيداتها النووية، وإنهاء برنامجها للصواريخ الباليستية، والتخلي عن شبكاتها الإقليمية وأنشطتها العدوانية».

بدورها، أفادت القناة الـ«14» الإسرائيلية بأن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتدريبات العسكرية الإسرائيلية «تشير إلى هجوم محتمل على إيران قريباً». وأضافت أن «الهجوم قد يكون أميركياً، أو إسرائيلياً، أو مشتركاً، وهو الخيار المُفضَّل لإسرائيل».

في الأثناء، اشتدت الحملة الأميركية ضد الحوثيين، حيث استهدفت ضربات، فجر أمس (الثلاثاء)، معقلهم الرئيسي في صعدة وضواحي صنعاء وجزيرة كمران على البحر الأحمر غرباً. وتكتّم الحوثيون على خسائرهم العسكرية، فيما لا يبدو أن الضربات ستتوقف قريباً، وسط تهديدات ترمب بالقضاء على الجماعة، وتحذيره لها بأن «الآتي أعظم».