جردة مسلسلات 2024 وروزنامة 2025... الختام مع «الحبّار» والافتتاح مع «هارفي سبيكتر»

جردة مسلسلات 2024 وروزنامة 2025... الختام مع «الحبّار» والافتتاح مع «هارفي سبيكتر»
TT

جردة مسلسلات 2024 وروزنامة 2025... الختام مع «الحبّار» والافتتاح مع «هارفي سبيكتر»

جردة مسلسلات 2024 وروزنامة 2025... الختام مع «الحبّار» والافتتاح مع «هارفي سبيكتر»

لا يمكن القول إنّ عام 2024 كان الأفضل بالنسبة إلى منصات البث، فالمسلسلات الدسمة مثل Succession وThe Crown، ودّعت الشاشة خلال 2023، ولم يأتِ ما هو بالمستوى ذاته من الضخامة ليحلّ مكانها. إلا أنّ «نتفليكس»، و«HBO»، و«Apple TV»، و«أمازون برايم»، وغيرها من المنصات، فعلت ما بوسعها لملء الفراغ؛ مع العلم بأنّ السنة كانت حافلة بالصعوبات وعلى رأسها، تحدّي العودة من إضراب الكتّاب والممثلين في هوليوود، واسترجاع العافية الإنتاجية عقب جائحة «كورونا».

«بريدجرتون الثالث»... الأعلى مشاهَدةً

على عرش أكثر مسلسلات 2024 جماهيريةً، يتربّع الموسم الثالث من سلسلة Bridgerton البريطانية. انطلقت الحلقات الـ8 في الربيع الماضي على «نتفليكس»، ليحصد العمل 92 مليون مشاهَدة بعد أقلّ من شهرَين على بدء عرضه. لم يقاوم المشاهدون فضولهم أمام قصة الحب المستَعِرة وغير التقليدية بين «بينيلوبي» و«كولن»، ليصبح «بريدجرتون 3» ثاني أكثر المسلسلات مشاهَدةً في النصف الأول من عام 2024.

من الواضح أن المنصات العالمية باتت تعوّل على المواسم التي تأتي استكمالاً لأجزاء سابقة، أكثر منها على العناوين الجديدة. يأتي ذلك تلبيةً لذَوق المشاهدين الذين يبدون متعطّشين لمتابعة أحداث قصصٍ اعتادوا عليها، عوضاً عن خوض مغامراتٍ جديدة.

«جي هون» عائد

في هذا الإطار، يحلّ الموسم الثاني من Squid Game (لعبة الحبّار) نجماً على «نتفليكس»، وقد ارتأت المنصة أن تختم عامها بأبرز إنتاجاتها على الإطلاق. انطلق العرض في 26 ديسمبر (كانون الأول)، أي بعد أكثر من 3 سنوات على عرض الموسم الأول من المسلسل الكوري، الذي شكّل ظاهرة تلفزيونية عالميّة.

يعود «جي هون» إلى اللعبة الافتراضيّة القاتلة، ليواجه هذه المرة «الرجل الأمامي»، إضافةً إلى مجموعة من المتنافسين الجدد. وتعوّل «نتفليكس» كثيراً على هذا الموسم الذي جرى تخصيصه بميزانيّة خياليّة، وهي للغاية ارتأت أن تعرضه خلال عطلة نهاية العام، بما أنّ المشاهدين بغالبيّتهم يكونون في إجازاتٍ من وظائفهم.

Baby Reindeer... مفاجأة 2024

من بين المسلسلات التي طبعت سنة 2024، Baby Reindeer الذي لم يكتفِ بـ88 مليون مشاهَدة على «نتفليكس»، بل دخل احتفاليّة «إيمي» التلفزيونية من الباب العريض حاصداً 6 جوائز. تندرج السلسلة البريطانية القصيرة في خانة الكوميديا السوداء، وتعالج بحنكة وخفّة دم موضوع التلصّص والتعدّي على الخصوصية. وقد أثبت هذا العمل المقتبس عن قصة واقعية، أنّ الحكايات ذات البُعد النفسي، وإن كانت إنتاجاتها متواضعة، ما زالت تجذب الجمهور.

«شوغن»... الأعلى قيمةً

دائماً على مقياس «إيمي»، فإنّ Shogun (شوغن) هو أفضل أعمال 2024 التلفزيونية على الإطلاق من حيث القيمة والمحتوى. العمل ذو الإنتاج الأميركي والناطق باللغة اليابانية، عُرض على منصة FX Hulu وهو دراما تاريخية يتواجه فيها بحّار بريطاني غرق مركبه على شواطئ اليابان، مع رجل ياباني ذي نفوذ كبير.

حصد العمل الدرامي 18 جائزة في احتفاليّة «إيمي» هذا العام، وهو حظيَ بإجماع النقّاد على إخراجه وتصويره ونصّه وإنتاجه وأداء ممثّليه.

المزيد من أفضل مسلسلات 2024

من بين الأعمال الدراميّة التي أحدثت ضجةً خلال 2024، «غريزيلدا» على «نتفليكس» من بطولة صوفيا فيرغارا. ووفق أرقام المنصة، فإنّ المسلسل القصير حصد 70 مليون مشاهَدة. يعود الفضل في ذلك إلى طابعه التشويقيّ الذي يدور في فلك الجريمة وعالم المافيا، إلى جانب أداء فيرغارا الاستثنائي بشخصية تاجرة المخدّرات الكولومبيّة غريزيلدا بلانكو.

لكل مزاجٍ ضالّتُه على «نتفليكس»، فلِهواة عالم الجريمة والتشويق يُنصَح بمتابعة العمل البريطاني Fool Me Once (اخدَعني مرّة) والذي حصد 108 ملايين مشاهَدة. ويتمحور المسلسل حول «مايا» التي تتولّى تربية ابنتها بمفردها بعد مقتل زوجها «جو»، لتكتشف لاحقاً بواسطة إحدى كاميرات المراقبة أنّه ما زال يزور ابنته.

أما محبّو الدراما الرومانسية، فبإمكانهم العودة إلى أحد أكثر مسلسلات هذه السنة عاطفيةً، One Day (يوماً ما). استرجعت الحلقات الـ14 رواية ديفيد نيكولس بإحساسٍ عالٍ. وقد ساهمَ أداء الممثلَين ليو وودال بدَور «دكستر» وأمبيكا مود بدَور «إيما»، في تحويل المسلسل إلى سيمفونيةٍ من خفقات القلب. عرضت «نتفليكس» مسلسل «One Day» في فبراير (شباط) تزامناً مع عيد الحب، لكنه مسلسل يمكن العودة إليه في كل المواسم.

ومن أبرز إنتاجات المنصة خلال 2024، مسلسل «مائة عام من العزلة» المقتبس من رواية الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، والكوميديا السوداء The Gentlemen (ذا جنتلمن)، ومسلسل الإثارة ذا الأبعاد النفسية Ripley (ريبلي).

ماذا في جعبة 2025 الدراميّة؟

تأتي إنتاجات 2025 لتُثبتَ أنّ أكثر ما يرغب فيه الجمهور، هي المواسم الجديدة من مسلسلاتٍ يعرفونها. وخيرُ دليل على ذلك، الظاهرة التي أحدثَها مسلسل Suits خلال 2023 و2024 مع عودته إلى صدارة المشاهدات، رغم أنّ آخر مواسمه بُثّ عام 2019.

تلقّفت الجهة المنتجة هذا النجاح المتجدّد، فباشرت بإنتاج موسمٍ عاشر منه تحت عنوان «Suits LA» من بطولة الممثل غابرييل ماكت بشخصية المحامي المحبوب هارفي سبيكتر. ومن المتوقع أن يبدأ العرض في فبراير 2025 على شاشة NBC الأميركية، وسط معلوماتٍ بأنّ «نتفليكس» ستبثّ هي الأخرى الموسم الجديد.

ومن ضمن سلسلة Game of Thrones (لعبة العروش) الشهيرة، يأتي A Knight of the Seven Kingdoms (فارس الممالك السبع) خلال 2025 على منصة HBO. ووفق ما قالته مصادر مواكبة لعملية الإنتاج، فإنّ العمل المرتقب سيكون أكثر إقناعاً من House of the Dragon (بيت التنّين) الذي جرى عرضُ موسمه الثاني الصيف الماضي.

أما «نتفليكس» فتعوّل على المواسم الآتية من أكثر إنتاجاتها جماهيريةً. ومن ضمن جدول 2025، الموسم الرابع والأخير من سلسلة الرعب والخيال العلمي Stranger Things (أشياء غريبة)، والموسم الثاني من Wednesday الذي أقفلت بورصة موسمه الأول على 252 مليون مشاهَدة.

يُحكى كذلك عن أنّ الموسم الثالث والأخير من Squid Game، سيكون أحد نجوم «نتفليكس» في 2025. أما من بين الأعمال الجديدة، فمسلسل قصير بعنوان Black Rabbit (أرنب أسود) من بطولة جود لو وجيسون بايتمان. ووفق متابعين فإنّه سيشكّل ظاهرة، وقد جرت مقارنته بأحد أهم مسلسلَين في تاريخ المنصات Succession (خلافة) وThe Bear (الدب).


مقالات ذات صلة

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
أوروبا شعار هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (متداولة)

هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية توقف النشر على منصة «إكس» جرّاء «معلومات مضللة»

قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (إن أو إس)، الثلاثاء، إنها توقفت عن النشر على منصة «إكس» بسبب نشر المنصة معلومات مضللة.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق بيونة (أرشيفية - أ.ف.ب)

غياب بيونة... الفنانة الجزائرية الشاملة

توفيت في الجزائر العاصمة، اليوم (الثلاثاء)، الممثلة القديرة بيونة عن عمر ناهز 73 عاماً، إثر معاناة مع المرض، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق بسمة وهبة مقدمة برنامج «90 دقيقة» (صفحتها على «فيسبوك»)

منع بسمة وهبة وياسمين الخطيب من الظهور على الشاشة لمدة 3 أشهر

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر، الخميس، منع ظهور بسمة وهبة المذيعة بقناة «المحور»، وياسمين الخطيب المذيعة بقناة «الشمس»، إعلامياً، لمدة 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار.

داليا ماهر (القاهرة)

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
TT

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)

على امتداد 7 سنوات، عَبَر السعودي بدر الشيباني قارات العالم الـ7 ليعتلي أعلى قممها، لكنّ الفيلم الذي وصل إلى مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لم يكن روايةً عن الارتفاع الجغرافي بقدر ما كان رحلةً داخليةً نحو أكثر مناطق الذات عزلةً وصدقاً. هكذا قدَّم وثائقي «سبع قمم» سيرة رجل فَقَد ملامح المدير التنفيذي عند «المنطقة المميتة» في «إيفرست»، ليبقى أمام عدسة الكاميرا إنساناً يسأل نفسه: لماذا أواصل؟

بين رؤية المتسلّق، وصنعة المخرج أمير كريم، جاءت الحكاية بلغة سينمائية تمزج الثلج الذي يغطي العدسة بأنفاس ترتجف فوق ارتفاعات الموت، وبسكون البيوت السعودية التي عادت لتُفسّر دوافع المُغامِر حين يعود من القمم إلى العائلة.

قصة لا تُروى من القمة فقط

يقول بدر الشيباني لـ«الشرق الأوسط» إنّ اللحظة الفاصلة وقعت عند أحد المخيمات المرتفعة في «إيفرست». هناك، حين كان الأكسجين شحيحاً وصوت الريح أعلى من دقات القلب، اكتشف أنّ «ما يحدث داخلي أهم مما يحدث حولي». تلك اللحظة، كما يصف، «حوَّلت الرحلة من إنجاز رياضي إلى مشروع إنساني يستحق أن يُروى للعالم».

في الوثائق التي سجَّلها بنفسه، يظهر صوت متقطّع من البرد، وعدسة تُبللها الثلوج، ويد ترتجف وهي تثبّت الحبل قبل الخطوة التالية. لكن بدر يعترف: «كنت أظن أنّ الهدف هو الوصول إلى القمة، ثم اكتشفتُ أن القمة الحقيقية كانت داخلي». هذه اللقطات الخام التي لم تُصنع لأجل السينما بل لأجل النجاة، أصبحت أساس الفيلم، ومرآته الأصدق.

الجبال ليست قمماً بل مسرح للتحوّل الإنساني

حين تسلم المخرج أمير كريم المواد الأولى للقمم التي صوَّرها الشيباني، وجد نفسه أمام صعوبة من نوع مختلف. فاللقطات ليست مأخوذة بكاميرات سينمائية ولا بإضاءة مدروسة؛ إنها لحظات حقيقية لم تعد بالإمكان إعادة تمثيلها. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتعامل مع الفيلم على أنه مغامرة جغرافية، بل رحلة نفسية يسأل فيها بدر نفسه: مَن أنا؟ ولماذا أواصل؟ الجبال بالنسبة إليّ ليست قمماً، بل مسرح يتحوَّل فيه الإنسان».

ويضيف أن أصعب تحدٍّ لم يكن في البيئات الخطرة كما يُعتقد، بل في بناء جسر بصري بين عالمين: عزلة الجبال القاسية، ودفء البيت السعودي مع العائلة.

فرؤية المخرج اعتمدت على مفارقة مقصودة: الجبال خشنة، غير مصقولة، تترك المُشاهِد يشعر بالبرد والعزلة، والمَشاهِد المحلية دافئة، حميمة، تكشف عن الدوافع والإنسان خارج المغامرة.

يقول أمير: «تركت للجبال خشونتها، وللبيت دفئه. وهذه المفارقة هي روح الفيلم وخلاصته الدرامية».

متسلّق الجبال السعودي بدر الشيباني وعودة الروح إلى نقطة البدء (الشرق الأوسط)

لحظة مواجهة الذات في «المنطقة المميتة»

يتّفق كلّ من الشيباني والمخرج على أنّ المشهد المفصلي في الفيلم هو لحظة الصمت على ارتفاع يفوق 8 آلاف متر فوق سطح البحر، في «المنطقة المميتة» لـ«إيفرست»، خلال رحلة استغرقت 38 يوماً من الصعود.

هناك، كما يروي أمير، «تختفي ملامح المدير والقائد، ويظل الإنسان وحده أمام قراره: التراجع أو المضي قدماً». هذا المشهد لا يروي صراعاً مع الطبيعة فقط، بل يكشف الصراع البشري الداخلي: حين يصبح الانتصار الحقيقي هو رفض الاستسلام.

القصة السعودية خلف القمة

يُقدِّم الشيباني عبر الفيلم صورة أوسع من تجربة فردية؛ إنها كما يقول رمز للتجربة السعودية الجديدة. فالقيم التي حملته بين القارات الـ7، من الانضباط إلى الصبر وإدارة الخوف، ليست حكايته وحده، بل انعكاس لرحلة مجتمع كامل يُعيد تعريف طموحه.

يُعلّق كريم: «قصة بدر ليست عن الجبال فقط، بل عن الإنسان السعودي الذي يتخطَّى الحدود التقليدية ليصنع مستقبله».

أما الجوانب الخفية التي عمل المخرج على إبرازها، فهي لحظات الشكّ والتعب والخوف، تلك التي كان يُخفيها المُغامِر خلف الشخصية القوية. وقد ظهر بدر أمام الكاميرا شخصاً يبحث عن ذاته بقدر بحثه عن القمة.

قيمة فكرية تتجاوز التوثيق

يرى الشيباني أنّ الفيلم يتجاوز التوثيق البصري نحو «رحلة تحوّل ذهني وروحي». العزلة في الجبال حرّرته من ضجيج الحياة، ودفعته إلى التأمُّل وإعادة ترتيب حياته.

الفيلم، كما يشرح، يدعو المُشاهدين إلى اختبار حدودهم العقلية والجسدية، ويضعهم أمام سؤال: ما الذي يمكن أن يحدث عندما نخرج من منطقة الراحة؟ ويؤكد أن عرضه في مهرجان «البحر الأحمر» ليس مجرد مشاركة سينمائية، بل رسالة بأن السعودية الجديدة تحتفي بقصص أبنائها وتضع الإنسان في قلب تحوّلها الثقافي.

بين الدبلوماسية الثقافية وصناعة الفرص

يرى الشيباني، بخبرة رائد أعمال، أن الفيلم الوثائقي ليس مجرّد فنّ، بل أصل استثماري يُعزّز رواية المملكة دولياً. ويعتقد أنّ قوة الوثائقيات تتجاوز الحملات التقليدية لأنها تعتمد على السرد الواقعي العميق.

كما يشير إلى أنّ محتوى مثل «سبع قمم» يمكن أن يتحوَّل إلى نماذج أعمال في سياحة المغامرات والتدريب القيادي، وأيضاً المحتوى التعليمي والصناعات الإبداعية. وهو ما ينسجم مع أهداف «رؤية 2030» في تحويل القصص المحلّية إلى قيمة اقتصادية عالمية. «سبع قمم» ليس فيلماً عن الارتفاعات الشاهقة، بل عن الأعماق الإنسانية. وليس عن الوصول إلى القمة، بل عن القوة الذهنية التي تمنع السقوط. إنه عمل يعكس اللحظة السعودية الراهنة: وطن يواجه قممه الخاصة، ويصعد درجاتها بثقة، بحثاً عن نسخة أوضح وأقوى من ذاته.


في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
TT

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة)، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بـ«فنان الاستعراض».

ويقام هذا الحدث في «مركز كيندي» بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، في حين قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب قرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال واحد من أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق؛ إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس السابق يرقص على أنغامها، في حين يخطط الاتحاد الدولي (الفيفا) للكشف عن «جائزة السلام» الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة «نوبل للسلام»، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج، وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «الفيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم «مركز كيندي»، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم؛ إذ يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.