دول نامية تُسرف في استخدام المضادات الحيوية للأطفال... وتحذير

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
TT
20

دول نامية تُسرف في استخدام المضادات الحيوية للأطفال... وتحذير

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

كشفت دراسة أجراها باحثون في بنغلاديش عن زيادة مقلقة في استخدام المضادات الحيوية للأطفال دون سنّ الخامسة عند الإصابة بالحمى أو السعال في البلدان النامية، خصوصاً في الكونغو ومصر.

وأوضح الباحثون من جامعة «شاه جلال للعلوم والتكنولوجيا» أنّ نحو ثلث الأطفال الذين أُبلغ عن إصابتهم مؤخراً بالحمى أو السعال تناولوا مضادات حيوية، مع تفاوتات كبيرة بين الدول؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Heliyon».

ووفق الباحثين، فإنّ الأطفال عادة لا يحتاجون إلى المضادات الحيوية في حالات الحمى أو السعال، إذ إنّ معظم هذه الحالات تكون ناتجة عن عدوى فيروسية، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، والمضادات الحيوية فعالة فقط ضدّ العدوى البكتيرية ولا تؤثر في الفيروسات.

ويتسبّب تعريض الأطفال للمضادات الحيوية من دون داعٍ في مضاعفات صحّية خطيرة، ويزيد من تحدّيات مقاومة المضادات الحيوية عالمياً، ما يستدعي التوعية على أهمية استخدامها بحذر وتحت إشراف طبّي.

وخلال الدراسة، حلَّل الفريق بيانات أكثر من 141 ألف طفل دون سنّ الخامسة في 64 دولة منخفضة الدخل ومتوسّطته. واستخدمت الدراسة بيانات من مسوح ديمغرافية وصحّية، بالإضافة إلى نماذج إحصائية وتحليل جغرافي باستخدام برامج متقدّمة.

ووجدت أنّ 30.4 في المائة من الأطفال في هذه البلدان تناولوا مضادات حيوية عند الإصابة بالحمى أو السعال. وسجّلت الكونغو (68.7 في المائة)، ومصر (65.5 في المائة)، وطاجيكستان (61.8 في المائة)، أعلى نسب استخدام، بينما كانت الكاميرون (0.3 في المائة) وأرمينيا (4.0 في المائة) وموريتانيا (6.1 في المائة) الأقل.

كما أظهرت النتائج أنّ الأمهات الحاصلات على تعليم عالٍ كانت لديهن احتمالية أكبر لاستخدام المضادات الحيوية لأطفالهن، مقارنة بمَن حصلن على التعليم الابتدائي أو الثانوي. كما كانت الأسر الأكثر ثراءً أكثر عرضة لاستخدام المضادات الحيوية مقارنةً بتلك ذات الدخل المنخفض.

وأشار الفريق إلى أنّ الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية لعلاج الحمى والسعال يسهم في زيادة مقاومة المضادات الحيوية، وهو تهديد عالمي للصحّة العامة قد يؤدّي إلى فشل العلاج، وإطالة فترة المرض، وزيادة التكاليف الصحّية على المدى الطويل.

وحضَّ الباحثون الدول ذات النسب المرتفعة والمنخفضة على السواء للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه، سواء كان نتيجة للإسراف في الاستخدام أو نقص الخدمات الصحّية المناسبة. كما دعت الدراسة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية وتعزيز التوعية الصحّية بين الأمهات.

في السياق، أظهرت بيانات مؤسّسة عالمية للمعلومات الصيدلانية أنّ المصريين أنفقوا نحو 17.5 مليار جنيه (نحو 34.3 مليون دولار) على المضادات الحيوية ومسكنات الألم خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024. كما استهلك المصريون 216.7 مليون عبوة مضاد حيوي خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى سبتمبر (أيلول) 2024، بقيمة بلغت 13.9 مليار جنيه (نحو 27.3 مليون دولار).


مقالات ذات صلة

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تزيد من مقاومة المضادات الحيوية

صحتك جسيمات بلاستيكية دقيقة (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تزيد من مقاومة المضادات الحيوية

وجدت دراسة جديدة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم في انتشار بكتيريا خارقة خطيرة مقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

مقاومة المضادات الحيوية قد تقتل 39 مليون شخص سنوياً بحلول 2050

أفادت دراسة نموذجية، نُشرت اليوم (الثلاثاء)، بأنّ 39 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم قد يموتون بسبب أمراض مقاومة للمضادات الحيوية خلال السنوات الـ25 المقبلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك تحذير من مرض السيلان (أ.ف.ب)

السيلان قد يصبح مرضاً غير قابل للعلاج

حذّر مسؤولو الصحة في بريطانيا من أن مرض السيلان أصبح مقاوماً بشكل متزايد للمضادات الحيوية، وقد يكون غير قابل للعلاج في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)

تغيُّر المناخ يُسهّل انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية

حذّرت دراسة أُجريت في جنوب أفريقيا من أنّ تغيُّر المناخ يسهّل حركة البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية وانتشارها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق إساءة استعمال المضادات الحيوية تزيد خطر الوفيات بالعدوى البكتيرية (أونسبلاش)

البكتيريا المقاومة للعقاقير تودي بحياة مليون أفريقي خلال عام

كشفت دراسة جديدة أن مقاومة مضادات الميكروبات مرتبطة بوقوع أكثر من مليون حالة وفاة في أفريقيا خلال عام

محمد السيد علي (القاهرة )

كيف تؤثر 5 أيام فقط من تناول الوجبات السريعة على دماغك؟

الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
TT
20

كيف تؤثر 5 أيام فقط من تناول الوجبات السريعة على دماغك؟

الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)

بعد يوم عمل طويل ومجهد، أو عند ضيق الوقت، قد يكون تناول وجبة خفيفة سريعة ومشبعة - مثل رقائق البطاطس أو لوح الشوكولاته - حلاً لذيذاً ومرضياً.

تُظهر الأبحاث أن هذه الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة، إلا أن آثارها الدائمة على الدماغ لم تكن واضحة حتى الآن، وفقاً لموقع «ساينس ديلي».

ومن المثير للدهشة أنه حتى الاستهلاك قصير المدى للأطعمة غير الصحية عالية المعالجة قد يقلل بشكل كبير من حساسية الإنسولين في أدمغة الأشخاص الأصحاء.

يستمر هذا التأثير حتى بعد العودة إلى نظام غذائي طبيعي، كما هو موضح في دراسة حديثة أجرتها ستيفاني كولمان، أستاذة التصوير العصبي من جامعة توبنغن الألمانية تُبرز الدور المهم للدماغ في تطور السمنة.

يرتبط التوزيع غير الصحي للدهون وزيادة الوزن المستمرة باستجابة الدماغ للإنسولين. لدى الشخص السليم، يساعد الإنسولين على التحكم في الشهية بالدماغ. ومع ذلك، لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، يفقد الإنسولين قدرته على تنظيم عادات الأكل، مما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين.

يلعب الإنسولين أدواراً عديدة في الجسم، بما في ذلك مساعدة السكر، أو الغلوكوز، على الوصول إلى خلايا العضلات لاستخدامه مصدراً للطاقة بعد تناول الطعام. وفي الدماغ، يُرسل الإنسولين إشارات للجسم لتناول كميات أقل من الطعام.

الاستجابة تختلف من شخص لآخر

تختلف استجابة الدماغ للإنسولين من شخص لآخر. يعاني كثير من الناس من ضعف أو انعدام استجابة الإنسولين في الدماغ، وهو ما يُعرف بـ«مقاومة الإنسولين في الدماغ». يعاني الأشخاص المصابون بمقاومة الإنسولين في الدماغ من اشتهاء أكبر للطعام، وتتراكم لديهم دهون أكثر في البطن.

يمكن أن تُعزز الدهون السمنة، وبالتالي تُسهم بشكل كبير في مقاومة الإنسولين. كلما زادت الخلايا الدهنية، خصوصاً في البطن، قلّت فعالية الإنسولين. تُطلِق الدهون مواد تُعزز مقاومة الإنسولين.

ومع ذلك، يُمكن ملاحظة علامات انخفاض حساسية الإنسولين في الدماغ قبل الحديث عن السمنة بكثير، التي تُعرَّف بأنها مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يتجاوز 30.

وبعد 5 أيام فقط من تناول 1500 سعرة حرارية إضافية من ألواح الشوكولاته ورقائق البطاطس، انخفضت حساسية الإنسولين في أدمغة المشاركين في الدراسة بشكل كبير.

حتى بعد أسبوع واحد من استئناف النظام الغذائي الطبيعي، أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي انخفاضاً مستمراً في حساسية الإنسولين في الدماغ. ورغم عدم ملاحظة زيادة ملحوظة في الوزن، فإن هذه الفترة القصيرة كانت كافية لارتفاع دهون الكبد بشكل ملحوظ.

يبدو أن السمنة لا تقتصر على سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية، بل لها علاقة وثيقة بتكيف استجابة الدماغ للإنسولين مع التغيرات قصيرة المدى في النظام الغذائي قبل أي زيادة في الوزن.

ولكن هل مقاومة الإنسولين في الدماغ مشكلة دائمة؟ في الماضي، ثبت أن ممارسة الرياضة بانتظام لفترة زمنية محددة تُعيد حساسية الدماغ للإنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. ويمكن افتراض أن هذا ينطبق أيضاً على الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.