تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو Wide
0 seconds of 1 minute, 54 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:54
01:54
 
TT
20

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني، كريم خان، بسبب مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن مايك والتز، الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي لترمب، قال إن المحكمة الجنائية الدولية «ليست لديها مصداقية»، ووعد «برد قوي على التحيز المعادي للسامية للمحكمة» عندما تتولى إدارة ترمب منصبها في 20 يناير (كانون الثاني).

وأضافت الصحيفة أن كريم خان قد يكون من بين المسؤولين المستهدفين بعقوبات من قبل ترمب.

ومثل إسرائيل، لا تعترف الولايات المتحدة بسلطة المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، ودعا كبار الجمهوريين إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية رداً على مذكرات الاعتقال.

ويجري التحقيق مع خان بشأن مزاعم سوء السلوك الجنسي وهو ينفي هذه الاتهامات.

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، فرض ترمب عقوبات على المدعي العام السابق للمحكمة بسبب تحقيق في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الأميركية في أفغانستان.

وفي ذلك الوقت، وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية آنذاك، المحكمة بأنها «مؤسسة فاسدة تماماً».

في النهاية، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن العقوبات المفروضة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، التي تضمنت حظراً للسفر، عندما تولى منصبه في عام 2021، لكن هناك توقع بأن ترمب قد يعيد تنفيذ الاستراتيجية نفسها رداً على معاملة المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل.

دونالد ترمب (رويترز)
دونالد ترمب (رويترز)

ويمكنه أيضاً سحب مشاركة الولايات المتحدة ومواردها من التحقيقات التي تقودها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأي عقوبات تُفرض على خان وموظفيه قد تهدد العلاقة بين بريطانيا وترمب إذا اختار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الامتثال لأوامر الاعتقال.

وتقود الولايات المتحدة ردود فعل دولية عنيفة ضد المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، حتى مع تردد المملكة المتحدة بشأن ما إذا كانت ستحتجز رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت بريطانيا إنها تحترم المحكمة ورفضت الإفصاح عما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى المملكة المتحدة.

ودعت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفلي، جميع الدول إلى رفض الأمر «الهزلي» للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.

وفي مقال لها في صحيفة «تليغراف»، اتهمت هوتوفلي المحكمة بـ«إيجاد أرضية مشتركة مع حماس»، وقالت: «نشكر الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى التي رفضت القرار الهزلي للمحكمة وندعو الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها في رفض هذا الظلم. لقد أظهرت المحكمة الجنائية الدولية أن كل زعيم ديمقراطي يسعى إلى الدفاع عن شعبه قد يصبح هدفاً للمحكمة».

وأشارت ألمانيا إلى أنها لن تحتجز نتنياهو بسبب ماضيها النازي وعلاقتها الخاصة بالدولة اليهودية، على الرغم من كونها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

وتعهد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، بتحدي اعتقال نتنياهو، وبدلاً من ذلك دعاه لزيارة بلاده.

وتمثل مذكرة الاعتقال المرة الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية الممتد 22 عاماً التي يسعى فيها قضاتها إلى اعتقال زعيم دولة مدعومة من الغرب.

والدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة، بما في ذلك بريطانيا، مسؤولة عن تنفيذ مذكرات الاعتقال التي تصدرها.

وفي إشارة إلى الانقسامات بين الدول الأوروبية، وعدت آيرلندا وإيطاليا وهولندا باعتقال نتنياهو، إذا وصل إلى أراضيها، وأكدت فرنسا موقف المحكمة لكنها لم تقل ما إذا كان نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا عبر حدودها.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، بما في ذلك ألمانيا والمجر، ستكون ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال.


مقالات ذات صلة

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

طالب قضاة المحكمة الجنائية الدولية المجر بتوضيح لسبب عدم اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته بودابست، في وقت سابق من هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (يسار) ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقيان في بودابست (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل: نتنياهو وأوربان بحثا مع ترمب انسحاب المجر من «الجنائية الدولية»

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي ونظيره المجري مع الرئيس الأميركي، الخميس، في قرار المجر الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وفق ما أعلنت تل أبيب.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
العالم لوغو المحكمة الدولية (رويترز) play-circle 01:05

مع زيارة نتنياهو لبودابست... المجر تنسحب من «الجنائية الدولية»

أعلنت المجر، الخميس، نيتها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتانياهو يصل إلى المجر متحدّياً مذكرة «الجنائية الدولية» لتوقيفه

حطّت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فجر اليوم (الخميس)، في مطار بودابست بحسب ما أعلن وزير الدفاع المجري الذي استقبله على مدرج المطار. وكتب…

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يزور المجر ويتحدى مذكرة اعتقال «الجنائية الدولية»

يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، الأربعاء، للقاء رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان رغم مذكرة اعتقال دولية صادرة بحقه.

«الشرق الأوسط» (بودابست )

«موت مدوٍّ يسمعه العالم»... حكاية الصحافية فاطمة حسونة التي وثقت الحياة في غزة حتى لحظاتها الأخيرة

«موت مدوٍّ يسمعه العالم»... حكاية الصحافية فاطمة حسونة التي وثقت الحياة في غزة حتى لحظاتها الأخيرة
TT
20

«موت مدوٍّ يسمعه العالم»... حكاية الصحافية فاطمة حسونة التي وثقت الحياة في غزة حتى لحظاتها الأخيرة

«موت مدوٍّ يسمعه العالم»... حكاية الصحافية فاطمة حسونة التي وثقت الحياة في غزة حتى لحظاتها الأخيرة

قبل أن تُقتل بغارة جوية إسرائيلية، كتبت الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة على وسائل التواصل الاجتماعي: «إذا مت، أريد موتًا مدوّياً... أريد أثراً يبقى على مدى العصور، وصوراً خالدة لا تدفنها لا الأرض ولا الزمن وكأنها كانت تكتب وصيتها للعالم».

فاطمة، البالغة من العمر 25 عاماً، لم تكن مجرد مصورة صحافية في غزة؛ بل كانت شاهداً على الموت والحياة، الدمار والأمل، وسط حرب لا تنتهي. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

في أواخر عام 2023، ومع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع، بدأت بتوثيق يوميات الحرب بكل تناقضاتها: النزوح، فقدان الأحبة، فرحة العيد، الهدوء القصير خلال الهدن.

ورغم كل ما أحاطها من خطر، لم تفقد فاطمة شغفها بالحياة والمستقبل. كانت مخطوبة، وتستعد لحفل زفافها في الصيف. كما تلقت قبل وفاتها بيوم واحد فقط، خبراً باختيار فيلم وثائقي عن تجربتها للمشاركة في مهرجان «آسيد كان» السينمائي في فرنسا.

لكن الحلم انطفأ سريعاً. في اليوم التالي، قُتلت فاطمة مع أفراد من عائلتها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة غزة، وفقاً للجنة حماية الصحافيين، التي أضافت أن المجتمع الدولي فشل في حماية الصحافيين الفلسطينيين، ما أدى إلى تدمير الجسم الصحافي في غزة.

برر الجيش الإسرائيلي الضربة بأنها استهدفت عنصراً من كتائب «حماس»، مدعياً اتخاذ خطوات لتقليل خطر إصابة المدنيين. لكن هذه الخطوات لم تحمِ فاطمة، ولم تحمِ العشرات من الصحافيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب، والذين تجاوز عددهم 176 وفقاً للجنة حماية الصحافيين، ما يجعل هذا الصراع الأكثر دموية للصحافيين منذ بدء تسجيل البيانات عام 1992.

المخرجة الإيرانية - الفرنسية سپيده فارسي، التي أخرجت الفيلم الوثائقي عن فاطمة بعنوان «ضع روحك على يدك وسِر»، وصفتها بأنها كانت «صديقة، أخت، فنانة موهوبة، ومصورة بارعة»، وأضافت أن فاطمة كانت مدركة لخطورة الموقف، وقالت لها ذات مرة: «هذه المرة مختلفة... إنه مستوى آخر من الحرب».

كان لفاطمة حضور لافت، حتى في وجه المأساة. نشرت صوراً توثق حياة الناس، وشاركت حكايات عن أصدقائها الذين فقدتهم، كصديقتها المصممة محاسن الخطيب، التي قُتلت أيضاً بغارة. كانت تخشى المصير نفسه، لكنها لم تتوقف عن التصوير، عن توثيق الحياة، عن مقاومة الموت بالضوء والعدسة.

نعى مهرجان «آسيد كان» فاطمة بكلمات مؤثرة، قائلاً: «كانت ابتسامتها ساحرة بقدر عزيمتها: توثق، وتصوّر، وتوزع الطعام رغم القصف والحزن والجوع».

ورغم معرفتها بصعوبة مغادرة غزة لحضور العرض العالمي لفيلمها، قالت للمخرجة فارسي: « سأذهب، بشرط أن أعود... غزتي بحاجة إليّ».

اليوم، لم تعد فاطمة. لكن صوتها لم يُغيّب. صورها، كلماتها، قصتها، كلها تصرخ في وجه الصمت الدولي. أرادت أن يكون موتها مسموعاً، وقد كان. فربما، في ختام هذا الحزن، تولد حياة من عدستها، تظل تصرخ: «غزتي بحاجة إلينا جميعاً».