«ندوة العلا العالمية للآثار» تنطلق لبحث أثر تنقل المجتمعات منذ العصور القديمة

تبحث الندوة في جلسات علمية ليومين أثر التنقل في حياة المجتمعات عبر العصور (قمة العلا)
تبحث الندوة في جلسات علمية ليومين أثر التنقل في حياة المجتمعات عبر العصور (قمة العلا)
TT

«ندوة العلا العالمية للآثار» تنطلق لبحث أثر تنقل المجتمعات منذ العصور القديمة

تبحث الندوة في جلسات علمية ليومين أثر التنقل في حياة المجتمعات عبر العصور (قمة العلا)
تبحث الندوة في جلسات علمية ليومين أثر التنقل في حياة المجتمعات عبر العصور (قمة العلا)

تنطلق الأربعاء «ندوة العلا العالمية للآثار 2024» تحت عنوان: «استشراف المستقبل: آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر الماضي والحاضر والمستقبل»، يومي 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمشاركة علماء آثار وتراث ثقافي دوليين.

واكتمل وصول مئات الخبراء والمختصين في علم الآثار والتراث الثقافي من شتى دول العالم؛ للمشاركة في الندوة التي تستمر يومين؛ لإثراء الحوارات وتبادل الخبرات العلمية حول آثار وتراث المجتمعات المتنقلة على مدى العصور.

وتنطلق نسخة «ندوة العلا العالمية للآثار 2024» من الدور الأساسي الذي لعبه التنقل في رسم ملامح العالم الذي يعرف اليوم، «حيث كان التنقل منذ عصور ما قبل التاريخ الوسيلة للوصول إلى فرص جديدة، وتحسين ظروف الحياة، والاستكشاف، فضلاً عن أنه وسيلة للتعامل مع التحديات البيئية، والكوارث الطبيعية، والنزاعات، وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي... وغير ذلك، وواصلت أساليب التنقل وسبلها إضفاء آثار ملموسة على السجل الأثري، والمشهد العام المرتبط بالمواقع التراثية، والذاكرة التاريخية للمجتمعات».

شعار الندوة

ومن المقرر أن تنطلق الندوة صباح الأربعاء بجلسة افتتاحية، ثم تبدأ النقاشات المصممة انطلاقاً من موضوع نسخة هذا العام للندوة، وتتناول جلسات اليوم الأول «المسارات الطويلة للمجتمعات المتنقلة والتحديات الجديدة في وجهها»، و«المقاربات النظرية والمنهجية لآثار المجتمعات المتنقلة» وتركز على «أحدث التطورات والتحديات بشأنها»، وتسلط إحدى جلسات اليوم الأول الضوء على «حكايا فريدة عن إنشاء أماكن أكثر تعقيداً ومساحات بين التنقل والاستيطان وما بينهما»، بالإضافة إلى «دراسات حالة من جميع أنحاء العالم عن أهمية الأدلة والأنماط الملموسة لاستكشاف المجتمعات المتنقلة... والمؤقت والدائم في أبعاد التنقل».

وتستضيف «الهيئة الملكية لمحافظة العلا» النسخة الأولى من «ندوة العلا العالمية للآثار»، انطلاقاً من الزخم الذي شهدته «قمة العلا العالمية للآثار 2023»، لتوفر «تركيزاً أكبر ونقاشات أكاديمية أعمق، تحضيراً لـ(قمة 2025)». ويأتي قرار استضافة الندوة «لتلبية توصيات (قمة 2023)، وإتاحة الفرصة لخبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم للحوار في موضوعات أكاديمية محددة ضمن علم الآثار».

وتوفّر كلّ من «قمّة» و«ندوة» العلا العالمية للآثار فرصة للقاء الخبراء والمختصين والباحثين في مجالات علم الآثار وإدارة المواقع الثقافية، وطرح الرؤى المعمّقة في مجالات عدة تتعلّق بتطوير وإدارة المواقع ذات الأهمية الأثرية والدلالات التاريخية.

ونجحت النسخة الافتتاحية من «قمّة العلا العالمية للآثار 2023» في جمع 300 خبير من مختلف أرجاء العالم في سبتمبر (أيلول) 2023 لمناقشة موضوعات «الهوية ومشهد الآثار والمرونة وإمكانية الوصول»، ونظمت «القمة» من قبل «الهيئة الملكية لمحافظة العلا»، بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)» و«البنك الدولي» و«اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للآثار والمواقع (الإيكوموس السعودي)»... وغيرها من الجهات، حيث أتاحت منصةً للحوار المفتوح والنقاشات الأكاديمية في مختلف جوانب علم الآثار والتراث الثقافي، مع تسليط الضوء على مكانة العلا والمملكة بصفتها وجهة التقاء جديدة لمجتمع علم الآثار والتراث الثقافي.


مقالات ذات صلة

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

يوميات الشرق المهرجان يجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها العلا (واس)

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

انطلقت فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في نسخته الجديدة بمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، ليجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
الخليج ولي العهد السعودي لدى استقباله في المخيم الشتوي بالعُلا رئيس الوزراء العراقي (واس) play-circle 00:19

محمد بن سلمان والسوداني يبحثان التطورات الإقليمية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)

العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

وسط أجواء من العراقة التي تتمثّل بها جبال العلا ووديانها وصحرائها، شمال السعودية، احتفلت، الجمعة، «فيلا الحجر» و«أوبرا باريس الوطنية» باختتام أول برنامج ثقافي.

«الشرق الأوسط» (العلا)
عالم الاعمال فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

افتتح فندق شيدي الحجر أبوابه في مدينة الحِجر الأثرية في السعودية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق يمثل العرض الفني فرصة لاستكشاف العلاقة بين الحركة البشرية والطبيعة المحيطة (الشرق الأوسط)

تعزيزاً للتعاون الثقافي السعودي الفرنسي... عرض فني لأوبرا باريس الوطنية في العلا

تستضيف «فيلا الحجر» في العلا، فرقة «باليه الناشئين» لأوبرا باريس الوطنية، لتقديم عرض فني في 13 و14 ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (العلا)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.