قال 6 من صنّاع القرار في البنك المركزي الأوروبي إنهم يؤيدون بشكل عام اندماج بنك «يونيكريديت» الإيطالي مع «كوميرتس بنك» الألماني، ويرون أن معارضة برلين للصفقة تتعارض مع مبدأ التكامل الأوروبي.
وتمارس الحكومة الألمانية ضغوطاً على «يونيكريديت» للتخلي عن خطته للاندماج مع «كوميرتس بنك»، وتنتقد التكتيكات «العدوانية» للبنك الإيطالي وتدعم جهود ثاني أكبر بنك في ألمانيا للبقاء مستقلاً. قال وزير الدولة في وزارة المالية الألمانية فلوريان تونكار، الأربعاء، إن عمليات الاستحواذ العدائية تنطوي على مخاطر كبيرة.
وسيكون لصناع القرار الـ26 في البنك المركزي الأوروبي الكلمة الأخيرة فيما إذا كان أي اتفاق يمكن أن يتم.
وكشفت المحادثات مع نصفهم عن إحباطهم من موقف ألمانيا، الذي وصفه البعض بأنه منافق. وتحدث الجميع لـ«رويترز» بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتعليق على البنوك الفردية. وأشاروا إلى دعم ألمانيا المعلن لإنشاء اتحاد مصرفي في الاتحاد الأوروبي وأبطال إقليميين في قطاعات أخرى، مثل الدفاع، فضلاً عن دفاعها عن مبادئ السوق الحرة في أمور تشمل السياسة النقدية.
وقال صناع السياسات إنهم من حيث المبدأ يؤيدون الصفقة التي يرون أنها تهدف إلى بناء مجموعة مصرفية أكبر تعمل في بلدان أوروبية متعددة ــ وهو هدف قائم منذ فترة طويلة بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي. ويعمل البنك المركزي الأوروبي مشرفاً على أكبر بنوك منطقة اليورو.
ولكنهم قالوا إن البنك المركزي الأوروبي لا يستطيع أن يفعل الكثير للتأثير على نتيجة الصراع السياسي، بخلاف إعادة التأكيد على أهمية الاتحاد المصرفي. ورفض متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي التعليق. ويسعى بنك «يونيكريديت»، الذي تبلغ قيمته السوقية 3 أمثال قيمة «كوميرتس بنك»، إلى الحصول على موافقة البنك المركزي الأوروبي على زيادة حصته في البنك الألماني إلى 29.9 في المائة، بعد أن نجح في رفعها إلى ما يقرب من 21 في المائة من خلال مزيج من الأسهم والمشتقات.
وسيتخذ هذا القرار مجلس الإشراف التابع للبنك المركزي الأوروبي.
ويترأس المجلس كلوديا بوخ من ألمانيا، ويضم ممثلين من 21 دولة ويركز على الجوانب الحصيفة مثل رأس المال والسيولة وخطط العمل والحوكمة. وسوف يكون لمجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، الذي يتألف من رئيسة البنك كريستين لاغارد و5 أعضاء من مجلس الإدارة ومحافظي البنوك المركزية في دول منطقة اليورو العشرين، الكلمة الأخيرة فيما يسمى «إجراء عدم الاعتراض». وقالت المصادر إنها لم تطلع بعد على تفاصيل خطط «يونيكريديت»، وهو عنصر حاسم في الحصول على دعمهم النهائي في قرار لا يزال على بعد أسابيع عديدة.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك «يونيكريديت» أندريا أورسيل، الأربعاء، إن حصة مصرفه في «كوميرتس بنك» استثمار، وليس أي شيء آخر، وإن كل الخيارات ـ بما في ذلك الانسحاب ـ مطروحة على الطاولة ولكنه يرغب في الدخول في محادثات مع الحكومة الألمانية.