ضرب طقس عاصف مناطق بشمال غربي ليبيا؛ ما أدى إلى وفاة مواطن، بعدما غمرت السيول الجارفة حافلته، كما تضررت بعض الطرق العامة؛ الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى تعليق الدراسة لحين استقرار الأوضاع.
وهذه هي الموجة العاصفة الثانية التي تضرب مدينة بني وليد في غضون 3 أسابيع، وكان الطقس العاصف يضرب مختلف أنحاء البلاد منذ بدايات أشهر الصيف مخلّفاً آثاراً تدميرية بفعل الأمطار الغزيرة والسيول التي توصف بأنها «غير مسبوقة»، خصوصاً في مدن الجنوب.
وحذر جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، الاثنين، المواطنين من السيول الجارفة، بعد ارتفاع منسوب المياه المتدفقة، وقال إنها جرفت سيارة المواطن عبد الخالق عوض، مساء السبت، عندما كان يسير على طريق وشتاتة الرابط بين بني وليد وترهونة؛ ما أدى إلى وفاته.
وأمام تحرُّك مياه السيول واجتياحها مناطق بالمدينة، زاد جهاز الإسعاف والطوارئ تحذيراته، وقال إن هناك «ارتفاعاً سريعاً لمنسوب المياه من جهة وادييْ القرجومة - النورة، ما يحتم على المواطنين توخِّي الحيطة والحذر».
وسبق أن تعرضت مدينة سبها الموصوفة بـ«عروس الجنوب» الليبي، لطقس عاصف في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي؛ ما أدى إلى وفاة شخصين و39 جريحاً، إضافة إلى تضرُّر عشرات المنازل، بسبب الأمطار الرعدية الغزيرة، ما اضطر «الجيش الوطني» حينها إلى الدفع بقوات لإجلاء العالقين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، محمد أبو النيران، أن الوضع في طريق وشتاتة كارثي، بينما قالت الشركة العامة لخدمات النظافة بالمدينة في بيان مقتضب إن غرفة الطوارئ التابعة لها «تبذل جهوداً لفتح مسارات بالطريق لتسهيل عبور المواطنين».
وللمساعدة في إجلاء المواطنين العالقين، قالت «جمعية الهلال الأحمر الليبي» بالمدينة، إنها دفعت بفريق الطوارئ للعمل على إنقاذ المواطنين في وشتاتة جراء السيول الجارفة.
وندد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتضرر البنية التحتية في المنطقة بعد ما شهدته من أمطار غزيرة وسيول جارفة، مطالبين في تعليقاتهم بمحاسبة المسؤولين عن تهالك الطرق، وعدم صمودها أمام مياه الأمطار.
وأظهرت مقاطع فيديو قيام عناصر من «الهلال الأحمر» وجهاز الإسعاف، بانتشال سيارات تعطلت بعدما غمرتها مياه السيول في وادي وشتاتة بين ترهونة وبني وليد.
وأعلنت مراقبة التعليم في بني وليد تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية العامة والخاصة، الاثنين، «نظراً للأحوال الجوية التي تشهدها المدينة».
وتشهد ليبيا تقلبات جوية من وقت إلى آخر. وتكررت هذه 3 مرات خلال أغسطس (آب) الماضي، عندما ضربت سيول مدينة الكفرة بجنوب شرقي ليبيا، وبعدها تعرضت مدن عدة بالجنوب الغربي إلى أمطار غزيرة، من بينها غات وتهالا والعوينات والبركت وتينكاوية، ما تسبب في أضرار كثيرة.
وتقول السلطات المحلية في بني وليد إنها أخلت قرية «مصنع 51» من سكانها بعدما غمرت المياه قرابة 25 منزلاً، ونقلتهم إلى إحدى المدارس القريبة.
واستقبل كثير من سكان بني وليد الأمطار الغزيرة التي تنهمر عبر الوديان بالبِشر والترحاب، لكونها ستسهم في نماء حقولهم ومزارعهم، مثل التي دفقت عليهم من وادي البلاد بشكل وُصف بأنه «غير مسبوق منذ قرابة عقد من الزمن».