«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

الملياردير جاي شودري (رويترز)
الملياردير جاي شودري (رويترز)
TT

«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

الملياردير جاي شودري (رويترز)
الملياردير جاي شودري (رويترز)

كشف الملياردير الأميركي ذو الأصول الهندية، جاي شودري، عن السمة الأهم للنجاح من وجهة نظره، وهي الشغف.

وحسب شبكة «سي إن بي سي»، فقد قال شودري، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني «Zscaler»: «عندما يتعلق الأمر بالصفات المطلوبة للنجاح، فإنني أرى أن الشغف لتحقيق شيء ذي معنى هو الأهم في هذا الشأن».

وأضاف: «الشغف يحوّل عملك إلى هواية، ويجعل أداء العمل أسهل بكثير؛ لأنك في هذه الحالة تستمتع به».

وتابع: «إنه يحفزك على العمل بجدية أكبر، والحصول على نتائج أفضل، وهذه النتائج تدفعك إلى أبعد من ذلك، إنه (تأثير الدومينو) للنجاح الذي يبدأ من تلك السمة المهمة جداً».

ولفت شودري إلى أن «الخبرة التي يمتلكها الشخص لا تهم، ولا تُحدِث فرقاً في نجاحه إذا لم يمتلك الشغف».

وأوضح قائلاً: «حتى وإن كنت تمتلك خبرة كبيرة، من دون شغف لن يكون لديك هذا الدافع الداخلي للاستمرار في العمل لحل المشكلات والمُضي قُدماً، لن تكون متحمّساً للقيام بالعمل، وعندما تجلس لإنتاج شيء فقد ينتهي بك الأمر إلى أن يكون العمل أقل متعةً».

وأشار الملياردير إلى أنه عندما يبحث عن موظفين فإنه ينتبه إلى مقدار البحث عن الشركة، وطبيعة العمل الذي أجراه مرشَّحوه، وأنواع الأسئلة التي يطرحونها؛ لقياس شغفهم، فإذا بدا أنهم متحمّسون للغاية، فهناك إمكانية أن يؤدي ذلك إلى تحقيق إنجازات في الوظيفة، حسب اعتقاده.

وشارك شودري، البالغ من العمر 66 عاماً، في تأسيس شركته الأولى «SecureIT» مع زوجته في عام 1996. وقد بِيعت هذه الشركة مقابل 70 مليون دولار، في صفقة أُجريت في عام 1998، ثم أسَّس 3 شركات أخرى، هي «AirDefense» و«CipherTrust» و«CoreHarbor»، التي تم الاستحواذ عليها جميعاً في النهاية.

وفي عام 2008 أسّس شركة «Zscaler» التي تبلغ قيمتها السوقية الحالية 25.31 مليار دولار، وتقدَّر ثروة شودري بنحو 9.5 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس».


مقالات ذات صلة

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

يوميات الشرق فيلا الملكة معروضة للبيع بأكثر من 55 مليون دولار (شركة دريمر ريل ستيت)

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

فيلا بالميري، التي كانت يوماً ما وجهة العطلات المفضلة للملكة فيكتوريا ووُصفت بأحد أعظم الأعمال الأدبية الإيطالية، غارقة في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق لقطة من فيديو نيكولاس كارتر من المحكمة (فوكس نيوز)

شاهد... محلّفون أميركيون يطاردون مداناً هرب من المحكمة ويمسكون به

استعاد اثنان من المحلفين في ولاية مين الأميركية القبض على «معتدٍ على طفل» حاول الهرب وهو مقيد اليدين من محكمة بمقاطعة سومرست، وفقاً لتقارير محلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق متسوق يدفع عربة بسوبر ماركت في بيل فلاور كاليفورنيا (أ.ب)

نصائح لتوفير المال خلال التسوق من محلات البقالة

يعاني الكثيرون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات ويحاولون إيجاد وسيلة لتقليل النفقات وتعد المواد الغذائية من السلع الأساسية التي نحتاج إليها ويصعب الاستغناء عنها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائر يحلق فوق الأفيال (رويترز)

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي أنها ستعدم 200 فيل في مواجهة جفاف غير مسبوق أدّى إلى نقص الغذاء، وهي خطوة تهدف إلى معالجة تضخم أعداد الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نهر «أبو علي» اللبناني فيضانه قبل 70 عاماً لا يزال يؤرق الطرابلسيين

النهر الذي جرف حقبة بأكملها (الشرق الأوسط)
النهر الذي جرف حقبة بأكملها (الشرق الأوسط)
TT

نهر «أبو علي» اللبناني فيضانه قبل 70 عاماً لا يزال يؤرق الطرابلسيين

النهر الذي جرف حقبة بأكملها (الشرق الأوسط)
النهر الذي جرف حقبة بأكملها (الشرق الأوسط)

في السابع عشر من عام 1955 تغيّرت طرابلس جذرياً. كانت مدينة مؤهلة لأن تصبح فينيسيا العالم العربي، يفد إليها السيّاح ليروا ما لا يمكن أن يجدوه في أي مكان آخر. مدينة مملوكية قديمة ساحرة، على ضفتي نهر أبو علي في شمال لبنان، بنوافذها وأدراجها وأبوابها الخشبية وجسورها وبيوتها الحجرية، وبساتينها ومطاحنها ومدارسها.

طوفان النهر في تلك السنة كان عاتياً، جرف منازل ودكاكين، قتل 160 شخصاً وهجّر ألفين، بفعل الخراب الذي خلفه. انتقل بعض التجّار المتضررين إلى منطقة بعيدة عن النهر. وبدل إيجاد مشروع يحمي السكان من طوفانات لاحقة، مع الحفاظ على جمالية المدينة وأحيائها القديمة الملاصقة للنهر، كان الحل الذي تم اختياره تدميرياً. فقد أقيمت جدران إسمنتية هائلة على ضفتي النهر، ووسع مجراه بشكل مبالغ فيه، بحيث تحولت المياه إلى ما يشبه ساقية صغيرة في ممر هائل، وهذا استدعى هدم العديد من المنازل الأثرية القديمة على جانبي النهر والمتاجر، مما استدعى انتقال سكان النهر إلى خارج الأحياء التاريخية القديمة.

رويداً رويداً، أصبح ثمة مدينة جديدة، فيما بدأت المناطق القديمة تتعرض لإهمال يقضي عليها تدريجياً، وأقيمت على السكة التي فتحت على جانبي النهر عشوائيات بشعة لا نظام فيها.

بمرور الوقت، نسي أهل المدينة الطوفان وتوابعه، وتعودوا رؤية نهر «أبو علي» وما حوله في الحالة المزرية التي صار عليها.

لكن الفن يأتي كالمهماز ليعيد للذاكرة المخدّرة وعيها. في «مرسح» المركز الثقافي الذي افتتح قبل ما يقارب السنة، ومن خلال أول عمل من سلسلة «فن في السعي» الذي أخذ على عاتقه إنعاش الوعي الجمعي، قدّم الفنان أحمد النابلسي، بدءاً من 13 سبتمبر (أيلول) ويبقى حتى 22 منه، عمله الفني «أبو علي» أو «كما تكونون يولى عليكم»، عارضاً على جمهوره حكاية نهر أبو علي الحزينة بطريقة مؤثرة.

توافد الحضور يوم الافتتاح، ينتظر كل منهم دوره كي يرتدي النظارات الخاصة التي تنقلك إلى العالم الافتراضي كما أعده لك الفنان. تجد أنك في النهر كأنك تسير في مياهه. تسمع الحكاية وأنت تتابع أبو علي (الذي أعطي النهر اسمه)، وكأنه يحوم حولك بملابسه الممزقة وشعره الطويل، ووجهه الأشعث. لقد سقط في النهر يوم الطوفان ولم يُعثر عليه بعدها أبداً، بحث السكان عنه كثيراً. كثيرون لا يزالون يعتقدون أنه حي يرزق، رغم مرور ستين سنة، وها هو يتجول حولك الآن. لقد «تحول بمرور الوقت إلى كائن غير إنساني، يتعثر بحركته ويقوم بتصرفات يصعب تفسيرها، يتغذى على الخضراوات الفاسدة، ويستحم في المجاري».

ترى بنظارتك وأنت في النهر، المياه التي تتدفق صوبك، البنايات الجديدة التي أقيمت على الأطراف، والخضرة في جانب آخر، ولا تستطيع أن تتوقف عن متابعة «أبو علي» الذي ينام حيناً على طرف النهر الذي غادرته المياه، وحيناً آخر، يخلع ملابسه، ثم يأتي صوبك وكأنه يريد أن ينظر في عينيك.

المشاهد قصيرة، كي يتسنى لأكبر عدد من الحضور المشاهدة، خلال الوقت المتاح. لا أحد يستطيع أن يثبت صحة هذه القصة من عدمها. البعض يعتقدون أنها «من نسج الخيال، وهي ترجمة لخوف الناس وإحساسهم بالذنب. وشاهد على الفساد الذي أصاب المدينة».

يواكب العمل مجموعة وثائق معروضة، تم العثور عليها في مكتبة الجامعة الأميركية عام 2019 تعود إلى أحد سكان المدينة في تلك الحقبة، وهو جوزيف توفيق سلامة، الذي وثّق بالصورة معاناة أهالي مدينته ليومين بعد الطوفان. وهي صور نادرة، تم تداولها قبل مدة على وسائل التواصل، دون أن تسند إلى مرجعها.

وها هو عمل فني يأتي مستنداً إليها. وتشرح لنا نادين علي ديب، مديرة مرسح، الذي يعرض العمل، أن «طرابلس أصلاً تأسست حول النهر، ولولاه لما وجدت واتسعت. وقد فاض مرات عدة، كانت أصعبها عام 1955». وتروي: «كانت مدينة عائمة انتهت للأسف، وجاءت توسعة النهر على حساب جماليات المدينة. لقد دمر الطوفان جزءاً من المدينة، ثم تدخلت الدولة في الستينات ودمرت جزءاً آخر. مهندسون وخبراء عندهم تحفظ كبير على الطريقة التي تمت بها توسعة مشروع توسعة مجرى النهر، وتخريب الآثار على أطرافه بالطريقة التي تمت بها».

ونهر «أبو علي» هو الامتداد الطبيعي لنهر قاديشا الذي ينبع من جبال الأرز، ويتحدر نزولاً من المرتفعات إلى الساحل، مروراً بطرابلس قبل أن يصب في البحر، ويطلق عليه اسم «أبو علي» الذي تختلف الروايات حول أصله وجذوره، ويتبنى الفنان النابلسي في عمله، إحداها ليقدم عمله التخيلي الجميل.

قد يكون الأهم من العمل نفسه، النقاش الذي أثاره. وبمقدور الحاضر أن يلحظ مدى اهتمام الجيل الجديد بتاريخ المدينة، والصعوبات التي مرّت بها. وبمناسبة اجتماعهم لرؤية العمل، تداولوا طويلاً حول بشاعة الأسلوب الهندسي المتبع لحلّ مشكلة النهر بعد طوفاناته المتكررة، وكيف أنه أنهى روح المدينة، ثم كانت القاضية عبر مشروع الإرث الثقافي، الذي قضى بسقف النهر وإخفائه، وحجبه عن عيون المارة، فيما تبقى الأجزاء غير المسقوفة، فرصة للعابرين لرمي قاذوراتهم.