لمسات أخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار المصرية

عبْر 43 متحفاً في 21 محافظة

المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
TT

لمسات أخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار المصرية

المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

في إطار سعيها لتنويع المقصد السياحي الثقافي وتطويره، تعكف الحكومة المصرية على وضع اللمسات الأخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار، من خلال 43 متحفاً في 21 محافظة، تستعرض ملامح التاريخ المصري عبر العصور المختلفة.

وفي قلب هذه الخطة يأتي «المتحف الكبير»، الذي تعدّه القاهرة بمثابة «هديتها للعالم»، بحسب تصريحات لرئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي؛ إذ أعلن أخيراً عن «الانتهاء من الأعمال كافة الخاصة بالمتحف»، مشيراً إلى «العمل على استكمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وتهيئة الطرق والمحاور المؤدية إليه».

وقال مدبولي إنه «يتم وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح المتحف»، راهناً تحديد موعد الافتتاح بـ«الرؤية السياسية في إطار الظروف الإقليمية المحيطة بالمنطقة».

ويقع المتحف المصري الكبير، على بعد نحو كيلومترين من أهرامات الجيزة، وتعدّه القاهرة واحداً من «أكبر متاحف العالم»، وتُعول عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، لا سيما أنه سيشهد للمرة الأولى عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، والتي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية.

ومنذ بداية العام الماضي، سمحت الحكومة المصرية بإقامة احتفالات في بهو المتحف، في إطار افتتاح تجريبي لمنطقتي البهو و«الدرج العظيم»، دون السماح بزيارة قاعات العرض المتحفي.

ويذكر أن، المتحف الكبير، واحد من 43 متحفاً في مختلف المحافظات المصرية، 32 متحفاً منها فقط مفتوح للزيارة، بحسب رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور مؤمن عثمان، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المتاحف المصرية تتنوع ما بين متاحف عامة وأخرى إقليمية، متاحف أثرية، وأخرى فنية أو نوعية».

ومن بين المتاحف الجديدة في القاهرة، متحف الحضارة، وهو هيئة مستقلة على غرار المتحف الكبير، ويحكي تاريخ الحضارة المصري، واكتسب «شهرة واسعة» مع نقل المومياوات الملكية إليه في موكب كبير عام 2021، التي تعدّ الآن «أبرز معروضاته».

لكن إنشاء المتاحف الجديدة لا يعني تجاهل «الجيل الأول»، بحسب عثمان، الذي أشار إلى «استمرار مشروع تطوير سيناريو العرض الأثري بالمتحف المصري بالتحرير، بعد نقل جزء من الآثار المعروضة به إلى أماكن أخرى، من بينها المتحف الكبير ومتحف الحضارة».

ويجري تطوير متحف التحرير عبْر تحالف من خمسة متاحف عالمية يضم برلين وتورينو، وليدن واللوفر، والمتحف البريطاني، من خلال سيناريو عرض متحفي يركز على القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الفن المصري القديم.

المتحف المصري في التحرير (الشرق الأوسط)

وافتتح المتحف المصري بالتحرير، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، ويضم مجموعة متنوعة وفريدة من الآثار المصرية، ويعدّ «مرجعاً أساسياً لكل دارسي علم المصريات والمهتمين بالحضارة المصرية»، وكان تكدّس الآثار به سبباً رئيسياً في اتجاه الحكومة المصرية لإنشاء متاحف جديدة.

ومتحف آخر من متاحف «الجيل الأول» افتتحته مصر أخيراً بعد الانتهاء من مشروع تطويره، وهو المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية. وهو «قيمة فنية عريقة يضم مجموعة نادرة من كلاسيكيات العصر البيزنطي واليوناني الروماني»، وفق عثمان، الذي يضيف متحفاً آخر للقائمة هو «المتحف القبطي» بمصر القديمة (وسط القاهرة)، و«يضم مجموعة من الآثار التي تمثل الحقبة المسيحية من التاريخ المصري مع بصمة شعبية».

جانب من معروضات المتحف المصري في التحرير (الشرق الأوسط)

لا يقتصر وجود المتاحف المصرية على القاهرة والإسكندرية، ففي إطار خطة عرض الآثار أُنشئت متاحف إقليمية في المحافظات؛ «لعرض المنتج الأثري المحلي إضافة إلى تشجيع الزيارة السياحية»، وفق عثمان، لعل أبرزها متاحف الأقصر، والنوبة، وأسوان (جنوب مصر)، إضافة إلى متاحف نوعية مثل متحف المطار.

وإلى جانب متاحف الآثار الفرعونيّة، توجد متاحف تحكي تاريخ أسرة محمد علي، مثل متحف المجوهرات في الإسكندرية، ومتحف المركبات الملكية وسط القاهرة، وأيضاً متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، الذي تضع وزارة السياحة والآثار أخيراً، اللمسات الأخيرة على مشروع لتطويره وإعادة تأهيله.

إحدى قاعات متحف الأمير محمد علي بالمنيل (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح عثمان أنه «منذ عام 2019 برزت فكرة إنشاء متاحف في المقاصد السياحية الساحلية مثل الغردقة وشرم الشيخ»، مشيراً إلى أن «خطة عرض الآثار المصرية تستهدف جعل كل متحف جذاباً ومتفرداً بذاته، عبْر سيناريوهات عرض تضعها لجنة مختصة تجعل لكل متحف طبيعة وشكلاً خاصاً»، ضارباً المثل بمتحف الغردقة الذي يحكي تاريخ الجمال، في حين يركز متحف شرم الشيخ على البيئة البدوية، والحيوانات، والحياة البحرية.

متحف قصر الأمير محمد بالمنيل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ومن بين المتاحف الجديدة المنتظر افتتاحها قريباً، متحف الآثار في العاصمة الإدارية الجديدة الذي يحكي تاريخ عواصم مصر منذ نشأة الدولة القديمة.

وتستكمل وزارة السياحة والآثار المصرية خطة عرض الآثار بإنشاء متاحف جديدة، من أبرزها «المتحف الآتوني» بالمنيا (صعيد مصر)، الذي عدّه عثمان «مشروعاً قومياً، سيكون نقطة جذب سياحي مهمة في المحافظة الجنوبية».

ويأتي ذلك جنباً إلى جنب مع استمرار مشروعات تطوير وتجديد متاحف أسوان، والنوبة، وبني سويف، وأسيوط، والعريش. وقال عثمان: «نعمل في اتجاهين، الأول التركيز على المشروعات القائمة مثل المتحف الآتوني، والآخر تطوير المتاحف القديمة، في إطار خطة متكاملة تستخدم أحدث منظومات العرض المتحفي في الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
TT

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير الذين اختفوا عن حفل الختام الذي أقيم في قصر ثقافة مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.

ووفق نقاد، فإن التضارب الذي يحدث بين مواعيد انعقاد مهرجانات مصرية على غرار «شرم الشيخ المسرحي» و«القاهرة السينمائي» هو السبب وراء اختفاء نجوم الشاشات والمسرح عن حضور فعاليات المهرجان.

ورغم استمرار انعقاد مهرجان القاهرة السينمائي المعروف بكثافة فعالياته، جرى تكريم بعض نجوم الفن والسينما، عبر حفل «غولدن غلوب» ومجلة «Enigma»، بأحد الفنادق الكبرى على النيل، كان من بينهم الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والفنانة يسرا، اللذان تم منحهما جائزة «عمر الشريف».

وشهد حفل ختام «شرم الشيخ المسرحي» حضور عدد قليل من الفنانين والمسرحيين، من بينهم الفنان سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، وأحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والفنان علاء مرسي، والفنان والبروفيسور الروسي ميخائيل جوريفوري، والمخرج الروماني قسطنطين كرياك، رئيس مهرجان سيبيو الدولي، والفنانة حلا عمران، والفنانة اللبنانية مروة قرعوني، والفنان أحمد وفيق، والمخرج السوري ممدوح الأطرش، والكاتبة فاطمة المعدول، والدكتور سعيد السيابي من سلطنة عمان، والمخرج عصام السيد، والفنانتان المصريتان عزة لبيب، ومنال سلامة.

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي (شرم الشيخ المسرحي)

وسيطرت مصر على جوائز حفل الختام؛ إذ حصل شباب مسرحها على جائزة أفضل عرض متكامل بمسرحية «هجرة الماء» وشهادتي تقدير لجودة العمل في مسابقة مسرح الطفل والنشء، كما حصل المصري أحمد بيلا على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع، عن عرض «خلف النافذة»، أما عن أبرز الجوائز العربية فحصل العرض الإماراتي «حكايات صامتة» على جائزة أفضل أداء جماعي في مسابقة مسرح الطفل والنشء، وحصل العرض العماني «فضيلة عبيد» على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع.

وأعلن المخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس المهرجان، أن دولة كوريا الجنوبية ستكون ضيف شرف المهرجان في الدورة المقبلة التي ستحمل اسم الفنانة المصرية القديرة إلهام شاهين، لمسيرتها المهمة في المسرح المصري والعربي.

وأعرب المخرج السوري ممدوح الأطرش عن سعادته البالغة لتكريمه في مصر، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع المهرجان منذ انطلاقه قبل 9 سنوات، وأراه يتطور سنة تلو الأخرى».

ممدوح الأطرش خلال حفل الختام (شرم الشيخ المسرحي)

وعن أعماله الفنية التي يحضر لها خلال الفترة المقبلة، قال الأطرش: «أجهز لفيلم سينمائي عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان، نجري حالياً تشاورات ونقاشات عدة حوله، حتى يخرج بالصورة الرائعة التي تُمثل قيمة أسمهان بصفتها فنانة عالمية، مع سرد سريع لقصة عائلة الأطرش».

يُذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان كانت تحمل اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وشهدت مشاركة 36 دولة، ومنح الفنانة السورية حلا عمران درع «سميحة أيوب»، بجانب تكريم الفنان علاء مرسي، والفنان الروسي ميخائيل جوريفوي، والمخرج السوري ممدوح الأطرش.