فشل الوساطة الروسية لمنع التصعيد في شرق سوريا

اشتباكات على ضفتي الفرات أغلب ضحاياها من المدنيين

فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
TT

فشل الوساطة الروسية لمنع التصعيد في شرق سوريا

فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)

فشلت الوساطة الروسية لتهدئة التصعيد بين قوات العشائر المدعومة من دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرق سوريا، وقالت مصادر محلية في دير الزور إن قيادات روسية تحاورت مع قيادات في «قوات سوريا الديمقراطية» في مدينة القامشلي لتهدئة الأوضاع، وطلب الجانب الروسي فك الحصار عن المربعات الأمنية التابعة لحكومة دمشق في مدينتي الحسكة والقامشلي، التي تم إغلاق الطرق اليها مع انفجار التوتر قبل ثلاثة أيام، وفي المقابل طلبت «قسد» وقف تجاوزات القوات الحكومية والاعتداء على نقاط «قوات سوريا الديمقراطية» العسكرية، إلا أن المفاوضات الروسية لم تفضِ إلى نتائج.

وحسب المصادر، فإن «السبب هو انحياز الوساطة الروسية إلى جانب دمشق» وعدم رغبة دمشق بوقف هجمات قوات العشائر.

إلا أن صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة أفادت بأن سبب عدم توصل مفاوضات الوساطة الروسية بين دمشق و«قسد» هو وضع «قسد» شروطاً «لا يمكن تحقيقها» ورفض ممثلي الجهات الحكومية لتلك الشروط.

وحسب «الوطن»، أجرى قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيل، مباحثات مطولة في القاعدة الروسية داخل مطار القامشلي.

وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن الفريق كيسيل قوله إنه التقى مظلوم عبدي، قائد «قسد»، في وساطة لإنهاء حصار «قسد» للمربعات الأمنية داخل مدينتي الحسكة والقامشلي ووقف التصعيد في دير الزور.

وتتبادل دمشق و«قسد» الاتهامات بقطع شبكات المياه وإقفال مخازن الطحين للتضييق على المدنيين في المربعات الأمنية التي تسيطر عليها دمشق داخل مدينتي الحسكة والقامشلي، وقامت «قسد» بإغلاق الطرق المؤدية إليها.

وقالت صحيفة «الوطن» إن «اشتباكات عنيفة يخوضها مقاتلو العشائر العربية مع قوات (قسد) من خلال هجومهم على حواجز ونقاط الميليشيات العسكرية لـ(قسد) في بلدات ذيبان والحوايج والبصيرة بريف دير الزور الشرقي».

وتحدث موقع «فرات بوست» عن تمكن «قسد» من السيطرة على قريتي المجيبرة فوقاني وتحتاني في محيط جبل كوكب بعد اشتباكات مع القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها دامت عدة ساعات فجر السبت.

وتعد دمشق هجمات ما يسمى «قوات العشائر» على «قسد» احتجاجات شعبية رافضة للمشاريع الانفصالية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن فعاليات «اجتماعية وشعبية» في مدينة الحسكة نفذت مساء الجمعة «وقفة احتجاجية رفضاً لانتهاكات (قسد) الانفصالية المرتبطة بالاحتلال الأميركي». واتهمت «سانا»، «قوات سوريا الديمقراطية»، بـ«منع دخول المواد الغذائية والمياه والطحين لليوم الثالث على التوالي»، وسط فقدان العديد من السلع في المحال التجارية وانقطاع تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة.

وتجددت الاشتباكات يوم السبت على ضفتي نهر الفرات، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضفتي الفرات في ريف دير الزور تشهدان «تصعيداً خطيراً» بين «قسد» من جهة والميليشيات المحلية المدعومة من طهران ودمشق من جهة أخرى، بمساندة ميليشيا «الدفاع الوطني».

وأكد «المرصد» أنه «وسط هذا النزاع المتأجج، يدفع المدنيون الثمن الأكبر»، وحذر من أن النصيب الأوفر من الضحايا والجرحى هو من المدنيين «نتيجة القصف البري المتبادل». وحسب أرقام «المرصد»، قتل خلال الأيام الثلاثة الماضية 14 مدنياً وأصيب نحو 36 آخرين بجراح متفاوتة ضمن مناطق سيطرة «قسد» ومناطق سيطرة القوات الحكومية وإيران في ريف دير الزور.


مقالات ذات صلة

تركيا مصرة على الحوار بين دمشق والمعارضة

شؤون إقليمية تدريبات مشتركة لـ«قسد» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

تركيا مصرة على الحوار بين دمشق والمعارضة

أكدت تركيا، خلال لقاء مع قادة من المعارضة السورية دعمها جهود الحوار والتفاوض الهادف والواقعي، الذي من شأنه تمهيد الطريق لحل سياسي شامل في سوريا على أساس قرار

سعيد عبد الرازق (أنقرة) كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي نزوح عشرات المدنيين من البلدات التي تعرضت للهجوم باتجاه البادية السورية  (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

فصائل إيران وقوات دمشق تصعّد ضد «قسد» في شرق سوريا

تتصاعد حدة الهجمات من قِبَل قوات دمشق والفصائل الموالية لإيران على مناطق «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في شرق سوريا.

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (حسابه على إكس)

المعارضة التركية تتساءل عن اختفاء 700 ألف لاجئ سوري

تفجّر جدل واسع انتقل إلى البرلمان التركي عقب إعلان وزير الداخلية، علي يرلي كايا، أن هناك 729 ألف سوري لم يُعثر عليهم في عناوينهم المسجلة لدى سلطات الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في إحدى أسواق مدينة درعا (سانا)

دمشق تسعى إلى تسويات في درعا مقابل تسليم السلاح

وثَّق ناشطون في درعا مقتل أكثر من 37 شخصاً خلال شهر يوليو الماضي، بينهم 26 مدنياً، جراء تصاعد التوتر على خلفية الانفلات الأمني وانتشار السلاح.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية تركيا ورسيا تسعيان لإعادة الدوريات المشتركة على طريق «إم 4» كخطوة رمزية لنجاح جهود التطبيع مع دمشق (أرشيفية)

اتصالات «التطبيع» بين أنقرة ودمشق لم توقف التصعيد

تشهد مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا تصعيداً شديداً وهجمات متواصلة للجيش السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«حزب الله» يعلن شنّ هجوم «بمسيّرات» على قاعدة عسكرية شمال إسرائيل

صورة التقطتها مسيرة تابعة لـ«حزب الله» أثناء الهجوم على موقع إسرائيلي (لقطة من فيديو)
صورة التقطتها مسيرة تابعة لـ«حزب الله» أثناء الهجوم على موقع إسرائيلي (لقطة من فيديو)
TT

«حزب الله» يعلن شنّ هجوم «بمسيّرات» على قاعدة عسكرية شمال إسرائيل

صورة التقطتها مسيرة تابعة لـ«حزب الله» أثناء الهجوم على موقع إسرائيلي (لقطة من فيديو)
صورة التقطتها مسيرة تابعة لـ«حزب الله» أثناء الهجوم على موقع إسرائيلي (لقطة من فيديو)

أعلن «حزب الله»، السبت، أنه شنّ هجوماً «بأسراب من المسيّرات» على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، رداً على اغتيال الدولة العبرية، الجمعة، مسؤولاً في حركة «حماس» الفلسطينية بغارة في مدينة صيدا بجنوب لبنان.

وأورد «حزب الله»، في بيان، أنه «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في مدينة صيدا، نفذنا هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة محفاة ألون» جنوب غربي مدينة صفد، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار البيان إلى أنها «المرة الأولى» التي يتم فيها استهداف هذه القاعدة، منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة «حماس» الفلسطينية.

ونعت الحركة، الجمعة، مسؤول أمنها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين سامر الحاج، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته.

كما أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، «القضاء» على سامر الحاج، معرفاً عنه بأنه كان «قائد القوة العسكرية في مخيم عين الحلوة بمنطقة صيدا».

وكانت هذه المرة الأولى التي يشنّ فيها سلاح الجو الإسرائيلي غارة داخل مدينة صيدا التي تبعد نحو 50 كلم عن الحدود، منذ بدء التصعيد مع «حزب الله».

وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل 562 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 366 مقاتلاً من الحزب و116 مدنياً على الأقل، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى السلطات اللبنانية وبيانات «حزب الله».

وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.