أعلنت «تنسيقية المقاومة العراقية» انتهاء مهلة الانسحاب الأميركي من البلاد، وقالت إنها تسعى لإغلاق هذا الملف «باستعمال كل السبل المتاحة»، بينما تحدَّث ناشطون مقربون من التحالف الشيعي الحاكم عن «استئناف العمليات» ضد الوجود الأميركي.
وجاء موقف «المقاومة»، ليلة أمس (الأربعاء)، بعد ساعات فقط من خطاب زعيم «حزب الله» اللبناني الذي حذَّر من «حرب بلا ضوابط»، وتوعَّد بفتح «جبهة البحر المتوسط».
وكان تحقيق لـ«الشرق الأوسط» نُشِر قبل الخطاب كشف «استعداد فصائل عراقية للقتال في لبنان لو اندلعت حرب أوسع هناك»، ولو «وافق (حزب الله)».
اجتماع استثنائي
وقالت «تنسيقية المقاومة»، في بيان صحافي، إنها «عقدت اجتماعاً استثنائياً لمناقشة الأحداث في المنطقة عموماً، وفي العراق على وجه الخصوص، لإطلاع الشعب على ما يدور حوله».
وقالت «التنسيقية» إن «المقاومة ناقشت الفرصة التي منحتها للحكومة، قبل أكثر من 4 أشهر، المتضمنة جدولة انسحاب الوجود الأميركي من العراق».
ومنذ فبراير الماضي، تلتزم فصائل عراقية بهدنة مع القوات الأميركية، وفق اتفاق مع الحكومة العراقية، في أعقاب مقتل قيادي في حركة «النجباء» بغارة أميركية في بغداد، يوم 3 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وعلى فترات متباعدة، أظهرت فصائل، مثل حركة «النجباء» وكتائب «حزب الله»، سعيها للتمرُّد على الهدنة.
وبحسب البيان، فإن «(التنسيقية) أكدت ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة العدو وتعنُّته، ليبقى محتلاً لأرضنا، ومستبيحاً لسمائنا، ومتحكماً بالقرار الأمني والاقتصادي، ومتدخلاً بالشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة، وكأنه لا يعلم ما ينتظره بعد هذه الفرصة».
جميع السبل المتاحة
ولمحت «التنسيقية» إلى نياتها، وتحدثت بإصرار عن إنهاء الوجود الأميركي في العراق، وقالت إن «الشعب العراقي، ومقاومته، والمخلصين من السياسيين، ورجال العشائر، ونواب الشعب، قادرون ومصرّون على إنهاء هذا الملف وإغلاقه، باستعمال جميع السُبل المتاحة، لإعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق السيادة الكاملة».
وكانت التنسيقية أعلنت، في فبراير (شباط) الماضي، عن مبررات الهدنة «لفسح المجال أمام الحكومة العراقية للتفاوض بشأن جدولة انسحاب القوات من العراق».
وفي أعقاب البيان، تحدث مدوّنون مقربون من تحالف «الإطار التنسيقي» عن استئناف عمليات المقاومة، دون الإشارة إلى ضد مَن.
طوفان ثالث
لكنَّ التصريح المباشر الذي ربط بيان «التنسيقية» بالتصعيد في لبنان، جاء من رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، الذي كتب في منصة «إكس» أنه «ينتظرنا طوفان ثالث أو رابع: طوفان نصر الله... والفتح»، وتابع: «سيدخل الناس أفواجاً».
ورداً على أسئلة إيرانية بشأن الوضع في لبنان، أبلغت فصائل عراقية منخرطة فيما يُعرف بـ«المقاومة الإسلامية» استعدادها للقتال إلى جانب «حزب الله» في لبنان، في حال اندلاع «حرب أوسع».
وفي 13 يونيو (حزيران)، حذر وزير خارجية العراق، فؤاد حسين، من اندلاع حرب في لبنان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني بالإنابة، علي باقري كني.
وقالت شخصيتان في «الإطار التنسيقي» لـ«الشرق الأوسط» إن باقري كني حين وصل إلى بغداد استنهض في الكواليس مسؤولين عراقيين، لـ«حرب محتملة تُخطط لها إسرائيل في جنوب لبنان، فما موقف العراقيين؟».
وقال قائد فصيل عراقي: «لقد وجهت إلينا أسئلة عن موقفنا لو اشتعلت جبهة لبنان أكثر. فقلنا: مستعدون (...) سنذهب إلى هناك».
ورغم أن قادة الفصائل أبلغوا «الحرس الثوري» الإيراني استعدادهم دعم «حزب الله» اللبناني، فإن الأخير تحفَّظ على مشاركتها في لبنان لأسباب تتعلق بالتأكد من إمكانية «اتخاذ القرارات الميدانية»، والوضع الحساس في الداخل اللبناني.
وطرح مسؤول عراقي سابق «السيناريو الأكثر تشاؤماً»؛ بأن تلجأ إيران في حال اندلاع «الحرب الأوسع» إلى تقسيم خريطة لبنان بين فصائل المقاومة وفق النموذج السوري.
وصعَّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله تصريحاته ضد تل أبيب، قائلاً إنهم سيقاتلون «بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف»، إذا اندلعت حرب أوسع مع إسرائيل، لافتاً إلى أن ذلك «يشمل أهدافاً محتملة في البحر المتوسط».
ووجَّه نصر الله تحذيراً إلى قبرص قائلاً إن حزبه ربما يعدّها «جزءاً من الحرب» إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية.