نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)

بعدما اكتسب الهندي ساهيل كومار، وهو مصمم رقص هاوٍ، شهرةً من خلال بث مقاطع فيديو له عبر «تيك توك»، يواجه صعوبات منذ حظر التطبيق الصيني في الهند، لمعاودة تحقيق نجاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واستفادت من حظر «تيك توك» في الهند منصات أميركية مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» اللتين لجأ إليهما عدد كبير من محبي المنصة الصينية المحظورة لإعادة نشر محتوياهم.

وتعيّن على المستخدمين الذين حققوا شهرة معيّنة عبر «تيك توك»، البدء من الصفر في المواقع الأخرى.

ويؤكد كومار (30 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في الاستوديو الخاص به في روهتاك الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب نيودلهي أنّ «تكوين جمهور على (إنستغرام) أو (يوتيوب) يستغرق سنوات».

ويقول مصمم الرقص الذي يتابع حسابه عبر «تيك توك» 1.5 مليون مستخدم: «من الصعب أن أعيد تحقيق نجاح، فأنا لا أجد التفاعل نفسه في أي منصة أخرى».

وكومار هو مهندس في الأساس، لكنّه ترك مهنته بعدما بدأ يكسب المال من خلال نشره عبر «تيك توك» مقاطع فيديو لرقصات مع مؤثرين ومشاهير هنود.

لكنّ مسيرته المهنية الجديدة انتهت في يونيو (حزيران) 2020 بمجرد اختفاء التطبيق الصيني من المشهد الهندي، بعدما حظرته الحكومة لاعتبارها أنه مسؤول عن أنشطة «تضر بسيادة الهند وسلامة أراضيها».

وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت اشتباكات حدودية في الهيمالايا، كانت الأكثر دموية منذ نصف قرن بين الهند والصين؛ إذ أسفرت عن مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.

وأُعلنت حينها نهاية «تيك توك» في الهند، فنشر كومار آخر شريط فيديو له في المنصة يدعو فيه المستخدمين إلى متابعته عبر «يوتيوب» و«إنستغرام»، مضيفاً بعض العبارات الوطنية إلى كلامه. وقال «الهند أوّلاً».

«انهار كل شيء»

وبعد أربع سنوات، بات يتابعه في «إنستغرام» نحو 94 ألف متابع، في حين توقفت مسيرته كمصمم رقص. وقال: «لقد توقف العمل».

وتمكنت «تيك توك» سريعاً من تحقيق نجاح هائل في الهند. وتشير المنصة إلى أنّ عدد مستخدميها في هذه الدولة تخطّى 200 مليون شخص، أي فرد من كل سبعة.

ويقول المشارك في تأسيس وكالة «مونك انترتينمنت» التسويقية فيراج شيث إنّ «أي مؤثر أو شخصية شهيرة تبحث عن جمهور على الإنترنت، يتعيّن عليها استخدام (تيك توك)، سواء أحبّت ذلك أم لا».

ويضيف: «بمجرد الإعلان عن حظر (تيك توك)، انهار كل شيء بالنسبة إلى الجميع».

وحاول عدد كبير من الشركات المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا الاستفادة من حظر «تيك توك» عبر طرح تطبيقات من ابتكارها. لكنّ الشركتين الأميركيتين العملاقتين لا تزالان مهيمنتين في هذا المجال.

وفي السنة الأولى التي أعقبت الحظر، بُثّت يومياً نحو ستة ملايين مقاطع فيديو قصيرة «ريلز» عبر «إنستغرام».

وعلى سبيل المقارنة، نُشر عبر منصة «موج» Moj الهندية 2.5 مليون مقطع فيديو يومياً، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتشير شركة «ستاتيستا» المتخصصة في جمع البيانات والإحصاءات من السوق، إلى أن أكثر من 362 مليون شخص في الهند يستخدمون «إنستغرام» بينما يبلغ 462 مليون شخص عدد مستخدمي «يوتيوب» الذي أطلق ميزة مقاطع الفيديو القصيرة لمنافسة «تيك توك»، في العام الذي حُظرت فيه المنصة الصينية بالهند.

وتوضح شركة «ريدسير ستراتيدجي كونسالتنتس» أنّ التطبيقات المحلية كانت تحظى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بقاعدة مشتركة تضم أكثر من 250 مليون مستخدم.

وتقول رئيسة الاستشارات التسويقية في «إي واي إنديا» آميا سواروب «إنّ تطبيقي (يوتيوب) و(إنستغرام) هما المهيمنان دائماً في ما يخص مقاطع الفيديو القصيرة».

إلا أنّ محبي «تيك توك» لا يشعرون جميعهم بالارتياح عند استخدام «إنستغرام»؛ لأنّ هذه المنصة تركّز على الترويج الذاتي لا على إنشاء محتوى متخصص، بحسب فيراج شيث.

ويقول: «ليس من الضروري على المستخدم أن يظهر شخصيته في (تيك توك)».


مقالات ذات صلة

ألبانيا تحظر تطبيق «تيك توك» لمدة عام على الأقل بعد مقتل مراهق

أوروبا رئيس الوزراء الألباني إيدي راما (إ.ب.أ)

ألبانيا تحظر تطبيق «تيك توك» لمدة عام على الأقل بعد مقتل مراهق

أعلن رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، السبت، أن الحكومة ستُغلق تطبيق التواصل الاجتماعي «تيك توك» لمدة عام على الأقل بداية من العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (تيرانا)
الولايات المتحدة​ المحكمة العليا الأميركية تعتزم النظر في الطعن على دستورية قانون يمكن أن يحظر تطبيق «تيك توك» الشهر المقبل (أ.ف.ب)

المحكمة العليا الأميركية تنظر الطعن على قانون حظر «تيك توك» يوم 10 يناير

أعلنت المحكمة العليا الأميركية اعتزامها بدء النظر في الطعن على دستورية قانون يمكن أن يحظر تطبيق التواصل الاجتماعي الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا توقعات بأن يدر موقع «إنستغرام» أكثر من نصف إيرادات الإعلانات التي ستحققها «ميتا» بالولايات المتحدة في 2025 (د.ب.أ)

تقرير: «إنستغرام» قد يدر أكثر من نصف إيرادات الإعلانات التي ستحققها «ميتا»

توقعت شركة «إيماركتر» للأبحاث أن يدر موقع «إنستغرام» أكثر من نصف إيرادات الإعلانات التي ستحققها منصات مملوكة لـ«ميتا بلاتفورمز» بالولايات المتحدة، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال المؤتمر الصحافي في مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ب)

أول مؤتمر صحافي لترمب بصفته رئيساً منتخباً: الحروب و«تيك توك» والمسيّرات الغامضة

تحدث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن حرب أوكرانيا والطائرات المسيرة الغامضة التي شوهدت في سماء ولاية نيوجيرسي ومستقبل تطبيق «تيك توك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

«تيك توك» يلجأ إلى المحكمة العليا في محاولة أخيرة لتجنب الحظر بأميركا

قدمت مجموعة من مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة طلبا مشابها أمس الاثنين أيضا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.