مشروع الإقليم العربي ـ السني في العراق يحظى بمزيد من التأييد في انتظار قرار واشنطن

أمين سر جبهة الخلاص: الطريق لإعادة السلام ليس برعاية حكومة كانت السبب في المشكلة

مشروع الإقليم العربي ـ السني في العراق يحظى بمزيد من التأييد في انتظار قرار واشنطن
TT

مشروع الإقليم العربي ـ السني في العراق يحظى بمزيد من التأييد في انتظار قرار واشنطن

مشروع الإقليم العربي ـ السني في العراق يحظى بمزيد من التأييد في انتظار قرار واشنطن

بات المكون العربي السني في العراق يتطلع إلى إنشاء إقليمه الكونفدرالي بعد تحرير المحافظات السنية الثلاث (الأنبار والموصل وصلاح الدين) بالكامل من تنظيم داعش، فيما يواصل قادة السنة الموجودون خارج العملية السياسية في العراق حشد الدعم الدولي والعربي لهذا الإقليم الذي يعتبرونه الفرصة المنقذة لأبناء مكونهم مما يواجهونه من مأساة اليوم.
وقال الدكتور مضر شوكت الأمين العام لجبهة الخلاص الوطني التي تتبنى مشروع الإقليم العربي السني في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، على هامش المؤتمر الأول للنازحين في إقليم كردستان الذي نظمته الجبهة في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان: «خطوتنا المقبلة تتمثل في إقناع واشنطن بأن الطريق لإعادة السلام إلى المنطقة ليس برعاية حكومة كان السبب في المشكلة التي نشهدها الآن، العرب السنة يريدون العيش بسلام، فنحن هُجرنا وقُتلنا ولدينا أكثر من تسعة ملايين نازح، وما تعرضنا له يعتبر بشكل أو آخر تصفية عرقية، الذي يحدث في العراق حاليا غير مسبوق، ويجب أن يقف، نحن لا نريد أن تحرق المدن أكثر مما حُرقت، كل المدن العربية السنية حُرِقت، ها هي مدينة بيجي مدمرة بالكامل»، مبينا أن كل القيادات العربية السنية مدعوة لتكون حاضرة ومشاركة في البناء الجديد، وأن العرب السنّة هم من سيقررون من يريدون ومن لا يريدون، وأن القضاء على «داعش» عسكريًا بمناطقهم مرهون بتقدم المشروع السياسي لتشكيل الإقليم العربي السني.
وشهد المؤتمر حضورًا أميركيًا كبيرًا تمثل بعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزب الجمهوري، بينما تؤكد جبهة الخلاص أن مشروع تأسيس الإقليم العربي السني يحظى بدعم من الجمهوريين في أميركا إلى جانب دعم عربي قوي، وشدد العقيد مازن السامرائي الضابط في الجيش العراقي السابق وأمين سر جبهة الخلاص، لـ«الشرق الأوسط»: «نسبة التأييد الدولي لمشروع الإقليم العربي السني أكبر من نسبة المعارضين له، الآن هناك تقبل كبير لمشروعنا من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا، ولدينا خطوط تواصل مستمرة معها، مشروعنا اليوم يختلف عن السابق لأنه بدأ ينمو ويكبر، ربما خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبعد تحرير مناطق الإقليم العربي السني من براثن (داعش)، سوف يُصار إلى سياسة فرض أمر الواقع، و إعلان قيام مشروع الإقليم العربي السني».
وعن دور الولايات المتحدة الأميركية من المشروع، كشف السامرائي بالقول: «أعضاء الكونغرس الأميركي من الجمهوريين لا يمثلون الحكومة الأميركية حاليًا، بقدر ما يمثلون الجانب التشريعي والرقابي، الجمهوريون يدعمون مشروع الإقليم العربي السني والأقاليم الكونفدرالية في العراق».
من جانبه، عبّر الشيخ محمود طه القرنة، أحد شيوخ قبيلة الجبور العربية السنية في قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين، عن تأييده لمشروع الإقليم العربي السني، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «العشائر العربية السنية في العراق، وبعد ما شهدته من المآسي المتمثلة بقتل أبنائها وسلب ممتلكاتها وتهجيرها، ترى أن مشروع الإقليم العربي السني هو الخلاص من الساسة الفاسدين والمتنفذين، العرب السنة في العراق يتطلعون إلى حفظ كرامتهم بالدرجة الأولى وحماية ممتلكاتهم وأبنائهم، لأننا مهمشون منذ عام 2003، العرب السنة في العراق يبحثون عن بصيص من الأمل يحقق طموحهم».
بدوره شدد عبد الكريم العبيدي الضابط في الجيش العراقي السابق، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد دخول إيران في حكم السلطة المركزية في العراق، نالت من كل أنحاء هذا البلد، ولم يبق لنا حل سوى إنشاء الإقليم، في ظل هذه الظروف التي يشهدها العراق نتمنى أن يذهب كل إلى سبيله، ومشروع الإقليم العربي السني سيتحقق لأنه يلقى دعمًا من أطراف دولية كثيرة، سيضمن هذا المشروع لكل ذي حق حقه، ومن حق إقليم كردستان أن يكون دولة، وهذا حقه المشروع».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».