اشتباكات عنيفة بين تجار مخدرات في البوكمال شرق سوريا

أنشطة في دير الزور وسلال غذائية توزعها الميليشيات الإيرانية لاستقطاب المدنيين

أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور
أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور
TT

اشتباكات عنيفة بين تجار مخدرات في البوكمال شرق سوريا

أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور
أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور

شهدت محافظة دير الزور، شرق سوريا، اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من تجار المخدرات ضمن مناطق سيطرة قوات السلطات السورية والميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، نتيجة خلاف على شحنات مخدرات و«كبتاغون».

الاشتباكات التي تحدث عنها المرصد السوري ومواقع متابعة من المنطقة، أفادت بإصابة مواطن بجراح، فيما تدخلت دوريات تابعة للمخابرات العسكرية في الاشتباكات، بعد أن تعرضت لاستهداف من قبل المجموعتين.

مواد مهربة من مخدرات وأسلحة عبر الحدود السورية (أرشيفية - القوات المسلحة الأردنية)

واندلعت الاشتباكات بين عدد من مروجي وتجار المخدرات، قرب دوار المصرية في البوكمال. وكشفت مصادر لشبكة «عين الفرات» المحلية أن الاشتباكات وقعت بين مجموعة من تجار المخدرات من أبناء عشيرة «الجغايفة» الموالية للميليشيات الإيرانية، ومجموعة أخرى تتبع أحمد الهدهد، القيادي السابق بميليشيا الدفاع الوطني (ذراع فصائلية للجيش الرسمي).

المصادر قالت للشبكة إن خلافات وقعت بين الطرفين على شحنات مخدرات وكبتاغون ومخدر يطلق عليه «إتش بوز» قادت لوقوع الاشتباكات.

وقد أصيب أحد المدنيين في الاشتباكات، وتم إسعافه إلى أحد مستشفيات المدينة.

وكان المرصد قد أفاد في 7 مارس (آذار) الحالي عن مشاجرة بين عناصر من «الدفاع الوطني» مع عناصر دورية تابعة لـ«شعبة المخابرات العسكرية»، نتيجة اعتراضهم فتيات في شارع سينما فؤاد بمدينة دير الزور، تطورت لإطلاق الرصاص، ما سبّب حالة من الذعر بين سكان المنطقة، وإغلاق المحال التجارية.

في الأثناء، أقام المركز الثقافي الإيراني، الاثنين، وجبة إفطار في خيمة المركز الثقافي الإيراني في حي القصور بمدينة دير الزور، حضرها من لديهم تواصل مع المركز من متدربين ومنتسبين إلى صفوف الميليشيات الإيرانية.

أرشيفية لسلال غذائية وقوالب ثلج يوزعها «الحرس الثوري» الإيراني على عناصره في دير الزور

وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات الإيرانية تجهز سلالاً غذائية لتوزيعها على العائلات الفقيرة والعائلات التي تعيش من دون معيل في مدينة دير الزور، وذلك بالتنسيق والتعاون مع محافظ المدينة في الحكومة السورية بهدف محاولة استمالة المدنيين واستقطابهم إلى صفوف الميليشيات الإيرانية.

وجلبت الميليشيات الإيرانية عدداً كبيراً من السلال الغذائية وخزّنتها في مبنى المحافظة استعداداً للبدء بتوزيعها على العائلات. ووفقاً للمصادر، فإن «الأولوية في التوزيع تكون لعائلات عناصر الميليشيات الإيرانية المحليين من الجنسية السورية، من باب تشجيع فئة الشباب على الانضمام لتلك الميليشيات».

أنشطة ينظمها المركز الثقافي الإيراني للأطفال في دير الزور (شبكة نداء الفرات)

وتستمر الميليشيات الإيرانية باستغلال الظروف المعيشية القاسية لدى شريحة واسعة من السكان ضمن مناطق سيطرتها، في سبيل استقطاب الشباب والأطفال والنساء وتجنيدهم لصفوفها. وأشار المرصد، الأحد الماضي، إلى أنها وظّفت «كادراً تدريسياً موالياً لإيران بنكهة محلية» في المدارس الحكومية بدير الزور وريفها. يتمتع أفراده بحصانة ورواتب عالية.

وتهدف الميليشيات الإيرانية إلى زرع آيديولوجيتها، مستهدفة الأطفال عبر تدريسهم العقيدة والشعارات الطائفية وتشجيع الأطفال للانضمام للميليشيات الإيرانية، ولا سيما الأيتام والفقراء منهم. كما تستغل الميليشيات حالة العوز لذوي الأطفال والمسؤولين عنهم، وتغريهم بالمساعدات والمكافآت المالية، بقصد تجنيد أكبر عدد ممكن من الأطفال في مناطق نفوذها بمحافظة دير الزور.

ويفتقر ريف دير الزور للبنى التحتية التابعة للسلطات في دمشق، ولغياب كوادر التدريس الحكومية، وإهمال كبير في تقديم الخدمات الأساسية، ما يفسح في المجال للميليشيات كي تحل محل السلطات الحكومية شرق سوريا.


مقالات ذات صلة

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

شؤون إقليمية ناقلة النفط «سانت نيكولاس» التي تحتجزها إيران (رويترز)

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

أفرجت إيران اليوم الخميس عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة «سانت نيكولاس» التي كانت قد احتجزتها بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية صورة نشرها السفير البريطاني في طهران لرفع علم أوكرانيا في مقر السفارة تضامناً مع كييف في فبراير 2022

طهران تستدعي سفير بريطانيا لتسليم إيراني للولايات المتحدة

استدعت إيران سفير بريطانيا؛ احتجاجاً على تسليم لندن مواطناً إيرانياً للولايات المتحدة، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية في تصدير «تطبيقات عسكرية» لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي قوات أميركية بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«التحالف الدولي» يستقدم معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا

يعج شرق سوريا بنشاط عسكري في الفترة الأخيرة. يستقدم «التحالف الدولي» معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا، والميليشيات الموالية لإيران تستقطب عناصر محلية بإغراءات.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
الخليج زورق تابع لـ«الحرس الثوري» قرب ناقلة نفط في الخليج (أرشيفية - أ.ف.ب)

«أمبري»: «الحرس الثوري» الإيراني يعترض طريق ناقلة تديرها الإمارات

قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري الاثنين إن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض طريق ناقلة تحمل 1500 طن من زيت الغاز البحري وترفع علم توغو وتديرها الإمارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر (أرشيفية - أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي السابق يحض بايدن على وقف تهديدات إيران

قال وزير الدفاع السابق مارك إسبر، إن الوقت قد حان لإدارة بايدن لأن تفعل أفضل من مجرد لعب دور الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هجوم مسلح بـ«رسالة سياسية» على مقر بارزاني في كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
TT

هجوم مسلح بـ«رسالة سياسية» على مقر بارزاني في كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

تعرض مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه مسعود بارزاني، فجر السبت، لهجوم بأسلحة خفيفة من قبل مجهولين في محافظة كركوك.

يأتي الهجوم في غمرة الحديث عن قيادة بارزاني لمفوضات مع المكونين العربي والتركماني لحسم معضلة الحكومة المحلية ومنصب المحافظ بعد نحو 7 أشهر على إجراء الانتخابات المحلية، فيما نفى مسؤول كردي رفيع ذلك، وذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «مسعود بارزاني يوجد خارج البلاد هذه الأيام ولم يلتق أعضاء في مجلس كركوك».

وقالت مصادر أمنية في المحافظة إن مسلحين مجهولين أطلقوا فجر السبت النار على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في منطقة ساحة العمال وسط كركوك ولم يسفر عن الهجوم أي إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وحضرت قوة من الشرطة عقب الهجوم إلى موقع الحادث، وفتحت تحقيقاً وعممت أوصاف المهاجمين الذين فروا إلى جهة مجهولة.

وسبق أن أثار مقر «الحزب الديمقراطي» في كركوك أزمة كبيرة داخل المحافظة نهاية العام الماضي، بعد أن طالب قيادة العمليات العسكرية بتسليم المقر الذي تشغله منذ عام 2017، وحدثت مواجهات بين أنصار الحزب والقوات الأمنية أدت إلى مقتل أفراد إلى جانب ضابط في قوات «البيشمركة».

وانتهت الأزمة بعد قيام رئيس الحزب مسعود بارزاني بتسليم وإهداء المقر، في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى جامعة كركوك لـ«يكون في خدمة طلب العلم والمثقفين في المدينة».

متظاهرون من الكرد فوق بناية مقر حزب بارزاني في كركوك (أرشيفية - شبكة روادو)

معلومات أولية عن الهجوم

وأعلن المتحدث باسم الفرع الثالث لـ«الديمقراطي» في كركوك عن امتلاك الحزب «معلومات عن استهداف المقر»، في حين قال الباحث الكردي كفاح محمود إن «الشبهات تحوم حول المستفيد من تعطيل عمل مجلس المحافظة وعدم التوصل إلى شخصية متفق عليها لإدارة المحافظة».

وأضاف محمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «باستنتاج بسيط يمكن الربط بين عمليات حرق الأسواق في أربيل وكركوك ودهوك وبين هذه العملية التي كانت تستهدف اختراق سور الحماية والدخول إلى المبنى وإحراقه، خصوصاً وأنها تشبه توقيتات حرق الأسواق التي جرت في ساعة متأخرة من الليل وتحديداً في الساعات الأولى للصباح».

وتابع محمود: «هذه الأذرع لديها مراكز ووجود وتتسبب في إشكاليات إقليمية بين العراق وإقليم كردستان من جهة وبين دول الجوار من جهة أخرى».

وذكر محمود أن «الأمر المتعلق بمعرفة الجناة يبقى معلقاً لحين كشف تسجيلات منظومة الكاميرات التي صورت حركة تلك العناصر التي استخدمت مبنى قيد الإنشاء».

وتتهم أوساط «الحزب الديمقراطي»، منذ فترة طويلة، عناصر «حزب العمال» الكردستاني التركي بالتورط في مختلف الأعمال العدائية التي تقع ضده وضد بعض الشركات النفطية وشركات الغاز العاملة في الإقليم، خصوصاً في محافظتي كركوك والسليمانية، كما تحمله مسؤولية توغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان.

وقال المتحدث باسم الفرع الثالث لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» في كركوك، مريوان جلال، السبت، إن «الفرع كان يمتلك معلومات عن استهداف المقر، وإن الهجوم يحمل طابعاً سياسياً وتزامن مع دور الحزب في تقريب وجهات النظر لتشكيل إدارة كركوك ومجلسها».

وأضاف في تصريحات صحافية أن «الهجوم يحمل طابعاً سياسياً وهو ليس استهدافاً للحزب الديمقراطي الكردستاني، بل يستهدف جميع مكونات كركوك، وجاء في وقت يعمل فيه الحزب الديمقراطي بتقريب وجهات النظر بين مكونات المحافظة للشروع بتشكيل إدارة المحافظة، وتفعيل عمل المجلس لغرض تقديم الخدمات لجميع مكونات المحافظة».

السوداني خلال استقباله نواباً من المكون التركماني (إعلام حكومي)

السوداني يجتمع بالتركمان

من جانبه، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، عضوين من المكون التركماني في مجلس محافظة كركوك، وحثهم على الاتفاق بشأن اختيار منصب محافظ كركوك بما يلبّي تطلعات أبناء المحافظة.

ولم تفلح جهود رئيس الوزراء محمد السوداني حتى الآن في حل أزمة المحافظة برغم لقاءاته المتكررة مع القوى الفائزة في مقاعد مجلسها.

وأشار السوداني، خلال اللقاء، طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، إلى «أهمية تقديم مصلحة أبناء كركوك في أي اتفاق بين القوى السياسية التي فازت بالانتخابات، إثر النجاح في إجرائها بعد تعطل استمر منذ عام 2005».

وشدد السوداني على ضرورة «اختيار الإدارات الحكومية المحلية الناجحة، والاتفاق بشأن اختيار منصب محافظ كركوك بما يلبّي تطلعات أبناء المحافظة».

وتتردد منذ أسابيع أنباء عن سعي القوى المتخاصمة في مجلس المحافظة للاتفاق على صيغة لحسم منصب المحافظ من خلال تدويره بين الكتل الفائزة، بحيث يشغل الأكراد المنصب في السنتين الأولى، ثم يذهب إلى العرب في السنتين الأخيرتين من عمر دورة مجلس المحافظة المحددة بأربع سنوات، وهناك حديث عن أن للتركمان حصة في عملية التدوير رغم امتلاكهم لمقعدين فقط من أصل 16 مقعداً في المجلس.