نتائج أولية: علاج جديد ضد البدانة أكثر فعالية من «أوزمبيك»

من المتوقع ظهور نتائج تجربة أُجريت على حقن من «الأميكريتين» في عام 2025 (رويترز)
من المتوقع ظهور نتائج تجربة أُجريت على حقن من «الأميكريتين» في عام 2025 (رويترز)
TT

نتائج أولية: علاج جديد ضد البدانة أكثر فعالية من «أوزمبيك»

من المتوقع ظهور نتائج تجربة أُجريت على حقن من «الأميكريتين» في عام 2025 (رويترز)
من المتوقع ظهور نتائج تجربة أُجريت على حقن من «الأميكريتين» في عام 2025 (رويترز)

قد يحمل علاج جديد تُجري دراساتٍ حوله مجموعة «نوفو نورديسك» الدنماركية للصناعات الدوائية، فعالية مضاعفة ضد البدانة، مقارنة بعلاجيها الناجحين «أوزمبيك» و«ويغوفي»، وفق نتائج مخبرية أولية أثارت ارتياحاً سريعاً في الأسواق المالية.

ومع «الأميكريتين»، وصل فقدان الوزن إلى 13 في المائة، خلال ثلاثة أشهر، وفق نتائج المرحلة الأولى من تجربة سريرية أُجريت على 16 شخصاً وأعلنت عنها الشركة.

وكانت تجارب سابقة قد أظهرت فقداناً للوزن بنسبة 6 في المائة تقريباً، خلال فترة مماثلة مع علاجيْ «أوزمبيك» و«ويغوفي» اللذين تنتجهما «نوفو نورديسك».

حقنة من عقار «ويغوفي» (رويترز)

غير أن خبراء أكدوا أن ثمّة حاجة لمزيد من الأبحاث لتقويم فعالية «الأميكريتين» وسلامته على المدى الطويل.

ومع ذلك، أثار الإعلان شهية في سوق الأسهم، فارتفع سعر أسهم «نوفو نورديسك»، المُدرجة في بورصة كوبنهاغن، بأكثر من 8 في المائة، الخميس، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقد جعلت شعبية الجيل الجديد من علاجات مرض السكري، المستخدمة أيضاً لمكافحة البدانة، «نوفو نورديسك» الشركة الأولى على صعيد رأس المال في أوروبا، وقوة دفع أساسية للاقتصاد الدنماركي، ما تسبَّب أيضاً في نقص المخزونات.

مقاربة أكثر إثارة للاهتمام

على عكس أدوية أخرى على أساس مكوّن سيماغلوتيد الفاعل، بينها «أوزمبيك»، أو «ويغوفي»، أو «مونجارو» (من إنتاج «إيلاي ليلي»)، تعطى مادة الأميكريتين على شكل أقراص، وليس حقنة أسبوعية.

ومثل هذه الأدوية، يحاكي الأميكريتين الهرمون الذي تفرزه الأمعاء (جي إل بي-1، GLP-1، أي الببتيد الشبيه بالغلوغاكو 1)، الذي يحفّز إفراز الأنسولين، ويوفر الشعور بالشبع، لكنه يحاكي أيضاً هرموناً آخر هو الأميلين.

وقال الباحث في جامعة تورنتو الكندية، دانييل دراكر، لمجلة «نيو ساينتست»: «تبدو هذه المقاربة أكثر إثارة للاهتمام، استناداً إلى البيانات المحدودة المتوفرة لدينا».

ولفت إلى أن هناك حاجة لمزيد من البيانات، مشيراً إلى أن الأميكريتين لم يجرِ اختباره في تجربة تضمنت مقارنة مباشرة مع علاجات أخرى.

وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للتطوير في «نوفو نورديسك»، مارتن هولست لانج، لمستثمرين أن الأميكريتين لديه «القدرة على إظهار الفعالية والسلامة نفسيهما، مثل كاغريسيما»؛ وهو علاج آخر من الشركة يستهدف الأميلين.

وقال إنه من المتوقع ظهور نتائج تجربة أُجريت على حقن من الأميكريتين، في عام 2025، مضيفاً أن «نوفو نورديسك» ستدرس بعد ذلك «برنامج تطوير طموحاً».

مشكلة صحية عالمية

وتمثّل البدانة مشكلة صحية عالمية، وهي مرض مزمن معقد، وعامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان والمضاعفات، كما هي الحال في «كوفيد- 19».

ويقلل الجيل الجديد من أدوية البدانة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بها، لكنه يزيد خطر التأثيرات المعدية المعوية، وفق بعض الدراسات.

وتُظهر أبحاث أخرى أن جزءاً كبيراً من الوزن المفقود أثناء العلاج يعود بمجرد إيقافه.


مقالات ذات صلة

«أوزمبيك» يقلل خطر الوفاة المبكرة بعد السكتة الدماغية

صحتك علبة من عقّار «أوزمبيك» (رويترز)

«أوزمبيك» يقلل خطر الوفاة المبكرة بعد السكتة الدماغية

كشفت دراسة جديدة أن تناول الناجين من السكتة الدماغية لدواء السكري وإنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» يمكن أن يخفض خطر تعرضهم لوفاة مبكرة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الممرضة سوزان ماكغوان (فيسبوك)

ربط وفاة ممرّضة بريطانية باستخدام دواء لمعالجة البدانة

رُبطت وفاة ممرضة بريطانية للمرة الأولى باستخدام علاج ضد البدانة تقول لندن إنها ترغب في توسيع قاعدة المستفيدين منه لتخفيف الضغط على نظام الصحة العامة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الطريقة تشجع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم (المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى)

طريقة «رقمية» تحد من السمنة لدى الأطفال

كشفت دراسة أجراها باحثون من مركز «جونز هوبكنز» للأطفال في الولايات المتحدة عن طريقة رقمية مبتكرة تساعد الآباء في الحد من السمنة لدى الأطفال بالسنوات الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.