يحتفل العالم اليوم الموافق 8 مارس (آذار) بـ«يوم المرأة العالمي»؛ مستنداً إلى تاريخ حافل من النضال والتحدي، حيث يستذكر الناس مسيرة المرأة وإنجازاتها. وفي العالم العربي يسجل هذا العام نجاحات كثيرة حققتها نساء في دول مختلفة في طليعتها السعودية ومصر وغيرهما.
لكن «يوم المرأة العالمي» يعكس أيضاً العديد من التحديات التي لا تزال تواجهها المرأة العربية؛ فمن فلسطين إلى السودان وسوريا حيث ماكينة الحرب تحصد الأرواح، تشكل المناسبة فرصة للتأمل في دور النساء العربيات وصمودهنّ في وجه التحديات.
في غزة، تحكي نور السويركي عن تفاصيل أيامها بمخيم النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة: «حملت شنطة قماشية وزّعتها إحدى المؤسسات الإغاثية على النازحين، اشتريت وابنتي بعض الحاجيات بأسعار نارية وعدنا أدراجنا إلى ملجئنا واجمتين، باغتتني نوبة من الإحباط ورغبة هائلة في الهرب، لكني لا أملك هذا الترف فأحاول ألا أستسلم لأستطيع أيضاً الاستمرار في أداء أدواري المتعددة». وأضافت قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أنا صحافية وأم وزوجة ونازحة، وهي أدوار تتقاطع فيها تجربتي الممتدة على مدار الأشهر الخمسة الماضية، هي عمر هذه الحرب».
ومن السودان، تقول أم محمد، التي تعمل في منظمة مدنية بعد اندلاع القتال في الخرطوم ووصول القصف حيث تعيش: «أجبرتنا الحرب على ترك منازلنا وحياتنا وذكرياتنا وكل ما نملك من مال. وفي رحلة الهجرة القسرية للخروج من العاصمة، عايشنا الجحيم، وشاهدنا دمار مدينتنا وكيف احترقت الأسواق. لن ننسى ألم مشاهدة الجثث الملقاة على طول الطريق». وتضيف: «لم تكن عملية الخروج سهلة، فقد واجهنا رعباً حقيقياً، فكنا كلّما مررنا بحاجز عسكري لا تتوقف طلقات النار علينا لإجبار السائق على التوقف».
من سوريا، وتحديداً في ريف إدلب الشّمالي، تدير سهيلة حاج يحيى منذ 5 سنوات مخيماً عشوائياً يتألف من 20 عائلة. وتصف ردود فعل الناس على عملها بـ«المفاجأة والصدمة»؛ إذ غالباً لا يصدقونها ويطالبون بتقدم رجل للحديث معهم، ويتساءلون باستياء: «أين الرجال حتى تكوني أنت المديرة؟!»، قالت السيدة (51 عاماً) ضاحكة: «أقول لهم، من لا يرد التعامل معي فبإمكانه الرحيل».
وعلى الجانب الإيجابي، تأتي قصص نساء سعوديات كسرن الحواجز وتألقن في مجالات السياسة والرياضة والذكاء الاصطناعي، وأخريات تألقن على قمة المشهد الفني في المملكة.