في ظل بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، التي أكدت أن 9 آلاف أنثى قُتلن بأيدي الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى الآن، توجهت وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية، الدكتورة أمل حمد، إلى الهيئات والمؤسسات النسوية في العالم بالدعوة إلى مساندة المرأة الفلسطينية والدفاع عن قضيتها من خلال جميع المنابر المتاحة.
وقالت حمد، خلال تصريحات صحافية (الخميس)، إنه «عشية اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس (آذار)، تُقتل النساء ويشرّد الأطفال ويذبح الكبار في فلسطين ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم بحق الإنسانية لتحقيق أهدافه بالقتل والتهجير القسري».
أضافت: «تمنيت أن نحتفل في اليوم العالمي للمرأة بما أنجزته المرأة الفلسطينية من خلال جهود وزارة شؤون المرأة والمؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني، في النهوض بواقع النساء الفلسطينيات والمساهمة في بناء المجتمع والمؤسسات الوطنية، وتعزيز مشاركة النساء في المؤسسات التمثيلية والتنفيذية للنظام السياسي». معبرة عن ألمها أن يأتي هذا اليوم ونساء وفتيات فلسطين يعشن أشكال العنف كافة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء، قد ذكر، في بيان استعرض أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي، أنه من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30717 شهيداً، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تم قتل أكثر من 9 آلاف أنثى.
وأوضح أن «75 في المائة من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72156 جريحاً من الإناث. كما استشهدت 4 مواطنات، من إجمالي 423 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر».
وشكّلت النساء والأطفال ما نسبته 70 في المائة من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص. وإنه من مجموع ما يقارب مليوني إنسان اضطروا إلى النزوح من أماكن سكناهم، كان النصف من الإناث.
تشكّل الإناث حسب الإحصائيات الرسمية، ما نسبته 49 في المائة من إجمالي عدد السكان في فلسطين؛ إذ بلغ عددهن 2.76 مليون أنثى منتصف عام 2024 (بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، وـ1.13 مليون أنثى في قطاع غزة).
رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الدكتورة علا عوض، لفتت إلى أنه خلال عام 2023 اعتُقلت 300 امرأة من الضفة الغربية، 200 منهن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي محافظة القدس اعتقل الاحتلال 165 امرأة منهن 84 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى مستوى قطاع غزة لا تتوفر معطيات دقيقة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحق معتقلات غزة.
كما تشير بيانات هيئة شؤون الأسرى، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 56 معتقلة في سجونه بواقع 44 معتقلة من الضفة الغربية و3 معتقلات من قطاع غزة، و9 معتقلات من داخل أراضي 48، منهن 5 معتقلات صدرت بحقهن أحكام، و40 معتقلة موقوفة، و11 معتقلة قيد الاعتقال الإداري. وبين المعتقلات القابعات في سجون الاحتلال، هناك قاصرتان.
تابعت عوض: «غالباً ما تجد النساء والفتيات أنفسهن مهمشات في حالة الأزمات؛ إذ يقللن استهلاكهن الغذائي عندما تتدهور الظروف، كما يتعرضن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص؛ وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد».
وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لفترة الشهرين الماضيين، ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن جميع السكان في قطاع غزة (نحو 2.2 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتتحمل المرأة مسؤولية مضاعفة في هذه الحالات. وقالت عوض: «المعطيات الصحية في قطاع غزة أظهرت وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل؛ إذ تشير إلى وجود نحو 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يومياً». ومن المرجح أن تعاني نحو 15 في المائة من هؤلاء النساء مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف؛ ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300 في المائة.
رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أشارت إلى أن الحوامل يعانين سوء التغذية والجفاف؛ إذ يواجهن فقراً غذائياً حاداً، والكثير من أطفالهن تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون مشاكل صحية، كما تعاني الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن نقص إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، ومن الصعب توفير الحليب الصناعي لأطفالهن وارتفاع أسعارها إلى حد لا يمكن شراؤه؛ ما يدفع الأمهات إلى اللجوء إلى بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة لإرضاع أطفالهن.
وقالت إن العدوان الإسرائيلي ترك آثاراً صعبة في الوضع الصحي للنساء في قطاع غزة بسبب نقص مستلزمات النظافة الصحية، واللجوء إلى خيارات بدائية، إضافة إلى أن الكثير من النساء تناولن أدوية حبوب منع الحمل للحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، كما تعرضت الكثير منهن للالتهابات النسائية بسبب نقص الأدوية وغياب العديد من منتجات النظافة النسائية؛ وهذا أدى إلى تأثيره السلبي في صحتهن النفسية والجسدية، وبالتالي يعيق هذا الوضع الصحي المتراكم قدرتهن على العيش بكرامة ورفاهية، ويضعهن تحت ضغط نفسي وجسدي يؤثر في جودة حياتهن بشكل عام.