هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

الإحساس بأنك غير مسموع لفترة طويلة له آثار عاطفية ونفسية وجسدية سلبية

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
TT

هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)

يشعر الكثير من الأشخاص بأن لا أحد يسمعهم أو يراهم، الأمر الذي يمثل مشكلة شائعة في العمل والمواقف الاجتماعية وكذلك في الحياة بشكل عام.

منذ أن أطلقنا صرختنا الأولى بعد ولادتنا، لدينا جميعاً حاجة متأصلة ومستمرة لشخص ما، لآبائنا، أو أطبائنا، أو ممرضاتنا، أو أصدقائنا، أو المشرفين، أو زملاء العمل، أو أشخاص آخرين مهمين، أو متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، لسماعنا ورؤية مطالبنا.

بعد كل شيء، بغض النظر عن مدى استقلاليتك، فإن إحساسك بذاتك وهويتك وشعورك بالأمان في العالم، وبالتالي السعادة، قد يكون مرتبطاً بكيفية إدراك الآخرين ومن حولك - لك، وفقاً لتقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

هذا هو السبب الرئيسي لعدم قدرة بعض الأشخاص على التوقف عن الحديث عن أنفسهم أثناء الاجتماعات أو الحفلات أو المواعيد أو حتى عبر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول الطبيب بروس واي لي الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وهو كاتب وصحافي وأستاذ جامعي: «في الواقع، يمكن للشخص الأعلى صوتاً في الغرفة أن يحظى بأكبر قسط من الاهتمام، بغض النظر عما يقدمه هذا الفرد».

ومع وجود كثير من الأشخاص الآخرين الذين يقولون للجميع بصوت عالٍ: «انظر إلي»، يمكنك أن تعيش الحياة وأنت تشعر بأنك غير مرئي وغير مسموع تماماً.

ويشرح بروس: «قد يكون الأمر أكثر احتمالاً إذا كنت تتمتع بخصائص لا يعدها من حولك سائدة. لنفترض أنه ليس لديك نفس الجنس أو الهوية أو الخلفية العرقية أو الإثنية أو الشخصية أو الأهداف مثل أولئك الذين يقودون مؤسستك أو مجتمعك أو دائرتك الاجتماعية. قد يستبعدك القادة وأتباعهم على الفور. يمكن أن يجعلك ذلك تشعر أنه لا يوجد شيء يمكنك فعله حيال الموقف. ففي نهاية المطاف، من الصعب أن تجعل الناس يسمعون أو يرون شيئاً لا يريدونه».

ويمكن أن ينطبق الشيء نفسه على العلاقات الشخصية. ربما لا يأخذ أصدقاؤك أو عائلتك أو الأشخاص المهمون الوقت الكافي للتعرف عليك أو الاستماع إلى ما تريد قوله.

إذاً، ما العمل؟

في منظمة أو دائرة اجتماعية، القائد هو الذي يميل إلى تحديد النغمة، بحسب بروس.

يقول الطبيب: «جزء كبير من كونك قائداً جيداً هو التأكد من أن الجميع يشعرون بأنهم مرئيون... يجب على القائد أن يأخذ زمام المبادرة ليقول لكل شخص بانتظام، (أريد أن أتعرف عليك وأسمع ما تريد قوله) وأن يعني ذلك. يمكن لهذا القائد بعد ذلك أن يكرر ما سمعه لكل شخص للتأكد من أنه قد تم سماعه بشكل صحيح، ومن ثم التصرف بشكل إيجابي بناءً على ما تم نقله».

في الواقع، كم عدد القادة الذين يأخذون الوقت أو الجهد للقيام بذلك؟ كم عدد الأشخاص الذين يتم تشتيت انتباههم بأشياء أخرى بحيث لا يجعلون ذلك أولوية؟

لذلك، ينصح بروس بأنه «إذا كنت تشعر بأنك غير مسموع أو غير مرئي في منظمة أو دائرة اجتماعية، فابدأ بالتحدث إلى الشخص الذي يقود المجموعة بأكملها. استخدم كلمات محددة وواضحة ومباشرة مثل: (لا أشعر بأنه تم سماعي ...)، يمكن أن يساعد كونك مباشراً في تحديد ما إذا كان التغاضي عنك بمثابة سهو صادق أم لا. إذا كان القائد-المدير يهتم بك، فسوف يعرب على الفور عن قلقه ويبدأ في الاستماع إلى ما تريد قوله والعمل معك لتصحيح الوضع».

من ناحية أخرى، إذا استمر القائد في الحديث عن نفسه لمدة نصف ساعة أخرى، وادعى أنه يسمعك ويراك بالفعل، أو حتى يلومك على عدم سماعك أو رؤيتك، فهذا يعني أنك على حق، وأوضح بروس: «في ذلك، يكون هذا الشخص قد أكد للتو ما كنت تشك فيه... ليس من حق أحد تحديد ما إذا كنت تشعر بأنك مسموع أو مرئي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة أن يختاروا بشكل انتقائي من وماذا يريدون الاستماع إليه ورؤيته».

ينطبق معظم ما سبق أيضاً على المواقف الشخصية الفردية أيضاً، كما هو الحال مع صديق أو شخص آخر مهم. الفرق هو أنه عندما تكون لديك أنت والشخص الآخر قوة متساوية بشكل أساسي، فإن عبء سماع ورؤية بعضكما بعضاً يكون أكثر تقاسماً. لذا، من الحكمة البدء بلغة مشتركة أكثر، مثل، «أشعر بأنني لا أُرى أو أُسمع. هل أفعل شيئاً خاطئاً؟ ما الذي يمكننا فعله لتغيير هذا؟»، وفقاً للطبيب، الذي يتابع: «مرة أخرى، إذا كان الشخص الآخر يهتم بك حقاً، فسوف يحاول بجدية فهم ما تشعر به وسيعمل معك لتصحيح الموقف».

وقد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية، وفقاً للتقرير. ويشرح بروس: «الحياة أقصر من أن تخصص مزيداً من الوقت للأشخاص الذين لا يهتمون برؤيتك أو سماعك حقاً. قد لا يلاحظ هؤلاء الأشخاص حتى أنك تمضي قدماً، لأن هذا ما يحدث عندما لا يتمكنون حتى من رؤيتك أو سماعك في المقام الأول».


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق هناك بعض الخطوات الفعالة التي قد تساعدك في الحفاظ على يقظتك وتركيزك خلال الاجتماعات (أرشيفية - رويترز)

هل تجد صعوبة في البقاء يقظاً خلال اجتماعات؟ إليك الحل

هناك بعض الخطوات الفعالة التي قد تساعدك في الحفاظ على يقظتك وتركيزك، حتى في أطول الاجتماعات وأكثرها مللاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التوتر يؤثر على طريقة تفكيرك وشعورك مما يُصعّب عليك القيام بمسؤولياتك الاعتيادية (بيكسلز)

كيف تعرف ما إذا كان مستوى التوتر لديك مرتفعاً فعلياً؟

يعاني كثير من الناس من محفزات يومية مرهقة مثل مدير مُتطلب، أو زحمة العمل الصباحية، أو مشاكل في العلاقة مع صديق أو أحد أفراد العائلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يجب أن يكون المقعد خلال العمل مريحاً ويدعم العمود الفقري (بيكساباي)

تعرف على الطريقة الصحيحة للجلوس أثناء العمل والدراسة

يستعرض التقرير نصائح الخبراء باتباع بعض التعليمات التي قد تقلل من التأثير السلبي للجلوس لفترات طويلة خلال العمل وكيف تختار وضعاً مريحاً للعمل أو الدراسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف بسويسرا (إ.ب.أ)

«الصليب الأحمر» يلغي 2900 وظيفة... ويقلص ميزانيات الإغاثة

كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان اليوم الجمعة، أنها ستخفض ميزانيتها لعام 2026 بنسبة 17 في المائة لتصل إلى 1.8 مليار فرنك سويسري (2.23 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (جنيف)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.