وجدت دراسة حديثة أن وفاة الأخ أو الأخت، خلال مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكر، تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة.
وأوضح الباحثون بجامعة فودان الصينية أن النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاهتمام والدعم للأشقاء الذين فقدوا إخوتهم؛ لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «غاما نتورك».
للوصول إلى النتائج، راقب الفريق أكثر من مليوني شخص وُلدوا في الدنمارك. ووجد الباحثون أن وفاة الأخ أو الأخت في مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكر ارتبطت بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة بشكل عام.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين عانوا من فقدان أحد الإخوة أو الأخوات شهدوا زيادة بنسبة 17 في المائة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام، مع ارتفاعات محددة لوحظت في النوبات القلبية (احتشاء عضلة القلب)، وفشل القلب، وهذا الارتباط ظل ثابتاً بغض النظر عن سبب وفاة الأخ.
يقول الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور جويو تشين: «تؤكد النتائج التي توصلنا إليها التأثير العميق لوفاة الأخ أثناء الطفولة ومرحلة البلوغ المبكر، فيما يتعلق بالمخاطر اللاحقة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وأضاف تشين أن الدراسة تشير إلى ضرورة التعرف على التأثير الذي يلحق بالقلب والأوعية الدموية على المديين القصير والطويل، ومعالجته للأفراد الذين عانوا من وفاة شقيق أثناء طفولتهم ومرحلة البلوغ المبكر لديهم، لذلك يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية أن يظلوا منتبهين في تحديد هؤلاء الأفراد، والنظر في تنفيذ التدخلات المستهدفة للتخفيف من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار تشين أيضاً إلى أن توفير الدعم العاطفي والاجتماعي يعد أمراً بالغ الأهمية في معالجة التأثير النفسي والاجتماعي لفقدان الأخ، وربما تقليل مخاطر القلب والأوعية الدموية المرتبطة بهذا الفقدان.
وعن الخطوات المقبلة، نوه بأن مواصلة البحث تعد أمراً ضرورياً لتعزيز فهمنا للآليات النفسية والسلوكية والبيولوجية التي تربط بين وفاة الأخ وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ما سيساعد على تطوير تدخلات أكثر دقة وكفاءة.
علاوة على ذلك، أضاف تشين أن إجراء مزيد من الدراسات مع فترات متابعة ممتدة من شأنه أن يتيح إجراء تقييم أكثر شمولاً للتأثير الدائم لوفاة الأخ طوال دورة الحياة، وقد تكون الأبحاث المستقبلية ضرورية أيضاً لرصد الاختلافات في هذه الارتباطات عبر البلدان ذات أنظمة الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية المتنوعة.