ما تأثير الطعام النباتي على الفيتامينات في الجسم؟

النظام الغذائي النباتي يركز على تناول الأطعمة النباتية فقط (شاترستوك)
النظام الغذائي النباتي يركز على تناول الأطعمة النباتية فقط (شاترستوك)
TT

ما تأثير الطعام النباتي على الفيتامينات في الجسم؟

النظام الغذائي النباتي يركز على تناول الأطعمة النباتية فقط (شاترستوك)
النظام الغذائي النباتي يركز على تناول الأطعمة النباتية فقط (شاترستوك)

يلجأ كثيرون إلى النظام الغذائي النباتي، لكن هل يُفقد هذا النظام الجسم الفيتامينات والمعادن الحيوية التي يحتاج إليها؟ وما تأثيرات هذا النظام في الصحة؟

أجابت دراسة بريطانية عن هذا السؤال، حيث كشفت أن النظام الغذائي النباتي، يُفقد الجسم الفيتامينات والمعادن الحيوية الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية.

وأوضح الباحثون أن آكلي اللحوم شهدوا انخفاضاً كبيراً في مستويات فيتامين «ب 12» واليود، حينما تحولوا إلى النظام الغذائي النباتي، وفق ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، السبت.

ويعد اليود من العناصر الغذائية المهمة لسلامة الغدة الدرقية، ويوجد بشكل طبيعي في منتجات الألبان والبيض والمأكولات البحرية، بالإضافة لتوافره بوصفه مكملاً غذائياً.

ويؤدي انخفاض مستويات اليود بالجسم إلى مجموعة من الأعراض، منها التعب وزيادة الوزن ومشكلات في الذاكرة، واضطرابات الدورة الشهرية، بالإضافة لمشكلات العقم والخصوبة.

أما فيتامين «ب 12»، فهو ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء وصحة الجهاز العصبي، ويمكن أن يؤدي نقص مستوياته في الجسم لأعراض منها الوهن ومشكلات الجهاز العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتشمل المصادر الجيدة لفيتامين «ب 12» اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، كما يتوافر كمكمل غذائي.

وخلال الدراسة التي نُشرت بدورية «نيوتريس»، راقب الفريق مستويات فيتامين «ب 12» واليود لدى 154 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 60 عاماً، انخرطوا في حمية الغذاء النباتي التي تركز على تناول الأطعمة النباتية فقط، ولا تشمل تناول اللحوم والدواجن والأسماك والمنتجات الحيوانية الأخرى، وذلك مدة شهر.

ووجد الباحثون أن هذه الحمية خفّضت مستوى الكوليسترول والأحماض الدهنية المشبعة، ما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويساعد على إنقاص الوزن.

لكن في المقابل، وجد الباحثون أن هذه الحمية قللت بشكل كبير من مستويات فيتامين «ب 12» واليود في الجسم أيضاً، لذلك يجب تعويض هذا النقص عبر تناول المكملات الغذائية.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة نوتنغهام البريطانية، الدكتور سايمون ويلهام: «النظام الغذائي النباتي يمكن أن يكون له تأثير على مستويات العناصر الغذائية لدى الأشخاص، حتى بعد شهر واحد فقط من اتباعه».

وأضاف أنه «من المهم أن يتأكد الأشخاص الذين يتحولون إلى الحليب النباتي، على سبيل المثال، من أنها مدعمة باليود، أو يحاولون شراء الأطعمة التي تحتوي على اليود، مثل الملح المعالج باليود، كما يمكن أن يحتوي الحليب النباتي وبعض حبوب الفطور أيضاً على فيتامين (ب 12)».

بينما أشارت اختصاصية التغذية الدكتورة كاري روكستون إلى أن التحول لنظام غذائي نباتي يحتاج لإعداد دقيق، لأن الأطعمة الحيوانية هي مصادر غنية لكثير من العناصر الغذائية الأساسية، خصوصاً الفيتامينات (ب 12) واليود والحديد والزنك والسيلينيوم، كما يحتاج لتناول مزيد من الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، وتناول 5 حصص يومية من الفواكه والخضراوات، وطهي الوجبات في المنزل، بالإضافة للابتعاد عن الحلويات والوجبات السريعة والمشروبات الغازية.


مقالات ذات صلة

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

علاجات طبيعية لنزلات البرد والإنفلونزا

مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ويبحث كثير من الأشخاص عن علاجات طبيعية لهذه المشكلات بشكل مستمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك العزلة قد تفيد الأشخاص من الناحية الصحية (رويترز)

قلة عدد أصدقائك قد تكون أفضل لصحتك

كشفت دراسة جديدة أن العزلة وقلة عدد الأصدقاء قد تكونان مفيدتين للصحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.