بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* أضرار التدخين أثناء الحمل تمتد إلى الأحفاد
* ما زال الغموض يكتنف كثيرا من مسببات الأمراض، خصوصا فيما يرتبط بتوارث الأمراض بين الأجيال المتعاقبة؛ ومنها أمراض الحساسية والمناعة، ويأتي في مقدمتها مرض الربو، ودور بعض عوامل الخطر، مثل تدخين التبغ، في الإصابة بها.
ووفقا لدراسة أجراها باحثون سويديون وأستراليون، عرضت نتائجها في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي European Respiratory Society›s International Congress لعام 2015 في مدينة أمستردام عاصمة هولندا، فإن النساء اللاتي يدخنّ خلال فترة الحمل لا يتسببن في إلحاق الضرر صحيا بأطفالهن فحسب، بل وأيضا بأحفادهن. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة زيادة خطر الإصابة بالربو في الأحفاد حتى عندما توقفت الأمهات والجدات عن التدخين.
وقام الباحثون في هذه الدراسة من جامعة أوميا Umea University وجامعة ملبورنMelbourne University بتحليل بيانات من السجل الصحي السويدي التي شملت 44853 جدة. وتم تسجيل مدى التعرض للتدخين أثناء الحمل، كما رصد الباحثون أن هناك نحو 66271 حفيدا استخدموا أدوية الربو.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الجدات اللاتي دخن التبغ وهن حاملات، تسببن في زيادة خطر إصابة الأحفاد بالربو، حتى لو أن أمهات الأطفال لم يدخن أثناء الحمل. وكانت نسبة زيادة خطر الإصابة بالربو نحو 10 إلى 22 في المائة.
هذه النتائج لم تكن مثيرة لاهتمام الباحثين في مرض الربو وأسبابه فقط، بل أثبتت أن التدخين في الأجيال السابقة يمكن أن يؤثر على خطر الإصابة بالربو في الأجيال اللاحقة، وقد يكون هذا أيضا مهما في نقل أمراض أخرى بين الأجيال غير مرض الربو. وعليه، فقد أوصى الباحثون في الدراسة المذكورة بإجراء مرحلة تالية أخرى لهذه الدراسة من أجل التحقق من الميراث المحتمل لمخاطر الإصابة بمرض الربو من طرف الآباء والأجداد الذكور.
* هل تستطيع تحديد أصابع قدمك من دون النظر إليها؟
* كثير من الناس لا يمكنهم، باستخدام حاسة اللمس فقط، أن يفرقوا بين أصابع القدم الخاصة بهم في الجهة نفسها. هذا وقد كشفت عن هذه الحقيقة دراسة بريطانية نشرت في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي 2015 في مجلة «الإدراك» (Perception)، لا سيما تحديد أصبع القدم الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة، مما يشير إلى أن هناك مشكلة. ويتوقع الباحثون من جامعة أكسفورد أن هذه النتائج يمكن أن تكون ذات صلة بالممارسة السريرية.
وقام الباحثون بتطبيق الدراسة على 20 شخصا من الأصحاء، تراوحت أعمارهم بين 22 و34 عاما، ومن ثم طلب منهم تذكر وتحديد أي من أصابع قدميه جرى حاليا لمسها.
وكانت الغالبية العظمى قادرة على معرفة ما إذا كانوا يلمسون أصبع القدم الكبيرة أو أصبع القدم الصغيرة (94 في المائة في أصبع القدم الكبيرة). وكان المشاركون في الدراسة، في كثير من الأحيان، لا يمكنهم التأكد من أصابع القدم الثانية والثالثة والرابعة. فقط 57 في المائة من المشاركين أمكنهم التعرف بشكل صحيح على الأصبع الثانية للقدم، و60 في المائة للأصبع الثالثة للقدم، و79 في المائة للأصبع الرابعة.
على وجه الخصوص، كانت أصبع القدم الثانية كثيرا ما تختلط مع الثالثة، والثالثة مع الرابعة. وعلاوة على ذلك، فإن نحوًا من خمس المشاركين في الدراسة صرحوا بشعورهم الذاتي بوجود أربع أصابع فقط.
وكما أن عدم التعرف على الأطراف أو الأصابع يعد سمة لكثير من الاضطرابات النفسية والعصبية، فإن هذه النتائج ذات صلة بالأطباء أيضا. إن الفهم الأفضل لآليات العقل المدبر يكمن وراء أخطاء بسيطة في الإدراك الجسدي، ويمكن أن يساعد في فهم اضطرابات إدراكية أكثر خطورة مثل فقدان الشهية anorexia.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
TT

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

في جامعة يوتا، استخدم العلماء علاجاً جينياً جديداً أظهر أنه يعكس آثار قصور القلب، في دراسة أُجريت على حيوانات كبيرة.

في الدراسة، وُجد أن الخنازير التي تعاني من قصور القلب لديها مستويات منخفضة من «مُدمِج الجسور القلبية 1 (cBIN1)»، وهو بروتين قلب مهم.

وفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، حقن العلماء فيروساً غير ضار في مجرى دم الخنازير لنقل جين «cBIN1» إلى خلايا قلبها.

لقد نجت الخنازير طوال مدة الدراسة التي استمرّت 6 أشهر، في حين كان من المتوقع أن تموت من قصور القلب دون العلاج الجيني.

فيما أطلق عليه الباحثون «التعافي غير المسبوق لوظيفة القلب»، بدا أن الحقن الوريدي يحسِّن وظيفة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يمكنه ضخها، مما «يحسِّن بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة».

كما بدت قلوب الخنازير «أقل اتساعاً وأقل نحافة» بعد العلاج، «أقرب في المظهر إلى قلوب طبيعية».

وفي حين أدت المحاولات السابقة لعلاج قصور القلب إلى تحسين الوظيفة بنسبة 5 في المائة إلى 10 في المائة فقط، فإن العلاج الجيني المُستخدَم في الدراسة الجديدة أدى إلى تحسُّن بنسبة 30 في المائة، وفقاً للباحثين.

تم نشر الدراسة، التي موَّلتها المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «npj Regenerative Medicine».

قال الدكتور تينغ تينغ هونغ، أستاذ مشارِك في علم الأدوية والسموم في جامعة يوتا، في البيان الصحافي: «على الرغم من أن الحيوانات لا تزال تواجه ضغوطاً على القلب لإحداث قصور القلب، فإننا رأينا في الحيوانات التي حصلت على العلاج تعافياً لوظيفة القلب، وأن القلب يستقر أو ينكمش أيضاً».

وأضاف: «نطلق على هذا إعادة البناء العكسي. إنه يعود إلى الشكل الذي يجب أن يبدو عليه القلب الطبيعي».

وقال هونغ لـ«فوكس نيوز»: «هناك علاج جديد محتمل لعلاج قصور القلب في الطريق».

وأشار هونغ إلى أن الباحثين فوجئوا عندما وجدوا أن العلاج الجيني نجح بشكل جيد للغاية في الحيوانات الكبيرة بجرعة منخفضة للغاية.

وقال المؤلف المشارِك روبن شو، دكتوراه في الطب، ومدير «معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب أمراض القلب والأوعية الدموية» في جامعة يوتا، إن الدراسة «غير المسبوقة» تبشِّر بـ«نموذج جديد» لعلاجات قصور القلب.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «نظراً لفعالية علاجنا، يمكن تقليص متلازمة قصور القلب المعقدة متعددة الأعضاء إلى مرض قابل للعلاج يتمثل في فشل عضلة القلب».

وأوضح أن «سمية العلاج الجيني تزداد مع الجرعة، لذا فإن جرعتنا المنخفضة تشير إلى أن نهج العلاج الجيني لدينا سيكون آمناً للمرضى».

وبينما تم استخدام العلاج الجيني تاريخياً للأمراض النادرة، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنه قد يكون أيضاً نهجاً فعالاً لـ«الأمراض المكتسبة»، وفقاً لشو.

وفي حين أقرَّ الباحثون بأنَّ الدراسة بها بعض القيود، أشار هونغ إلى أن «دراسات زيادة الجرعة وعلم السموم لا تزال مطلوبةً حتى ينتقل العلاج إلى الخطوة التالية (نحو موافقة إدارة الغذاء والدواء)».

وقال الباحثون إنه من غير المؤكد أيضاً ما إذا كان العلاج الجيني سينجح مع الأشخاص الذين حصلوا على مناعة طبيعية ضد الفيروس الذي يحمل العلاج.

وقال هونغ إن دراسة علم السموم جارية حالياً، ويخطط الفريق لبدء التجارب السريرية البشرية في خريف عام 2025.

أطباء القلب يشاركون

لم يشارك الدكتور جاسديب دالاواري، متخصص أمراض القلب التداخلية والمسؤول الطبي الإقليمي في «VitalSolution»، وهي شركة «Ingenovis Health» ومقرها أوهايو، في البحث، ولكنه شارك في رد فعله على النتائج.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «البحث في مرحلة الحيوان مثير للاهتمام دائماً، لكن التطبيق على موضوعات الاختبار البشرية ضروري من حيث فهم ما إذا كان هذا النهج سيكون له التأثير نفسه على البشر».

وأضاف: «مع ذلك، هناك كثير من التعديلات الجينية التي تحدث في أمراض مختلفة، مثل التليف الكيسي وخلل العضلات، التي تبحث عن تدخل مماثل - حقن الجينات الصحية على أمل إيجاد علاجات».

وأكد أن «العلاج الجيني والطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية هي المستقبل، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن هذا».

لاحظت الدكتورة جوهانا كونترايراس، متخصصة أمراض القلب المتقدمة وزراعة القلب في «مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب» في مدينة نيويورك، أن التدخلات الدوائية التقليدية يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على القلب و«الاحتقان الجهازي»، ولكن «في الغالب، لا تعالج إعادة تشكيل عضلة القلب الفاشلة».